الاعتبار من القصص القرآني عند الإمام علي بن الحسين(عليه السلام)

 

 

أ.م.د جاسم محمد علي الغرابي

كلية الفقه/ جامعة الكوفة

 

القرآن العظيم كتاب أنزله الله(سبحانه وتعالى) على نبيه محمد(ص) خاتم الأنبياء, ودينه عام لجميع الخلق وخاتمة لجميع الأديان, وهو دستور الخالق لإصلاح المخلوقين من البشر, وقانون السماء لهداية أهل الأرض, من حيث أمور دينه ودنياه, وهو برهان الرسالة ودليلها:) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ([1], وهو مصدر التشريع الإسلامي يستند إليه في عقائده وعباداته وحكمه وأحكامه وآدابه وأخلاقه وقصصه ومواعظه وعلومه ومعارفه, فه  )ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ([2], والوسيلة لإصلاح المجتمع الإسلامي إذا ساروا على ضوئه, وأخذوا بأحكامه وتعاليمه, ولم يحيدوا عن سننه وشرائعه.

فالقرآن الكريم لم يتخذ لنفسه طريقة خاصة لإفهام مقاصده غير ما هو مفهوم من لغة العرب وأصول محاوراتهم بلسان عربي مبين, ليدبروا آياته ويفهموا معانيه, وكان من جملة ما جاء به القصص القرآني لما فيه من نصوص مكتنزة بالمعاني, أشارت في طيها إلى جملة من الأحكام التي يمكن أن يستنبط منها الفقهاء الكثير من الأحكام الشرعية, وكذلك نجد في القصة القرآنية الكثير من الدروس والعبر لما انمازت به من واقعية وأنبأتنا عن الأحداث التي جرت على الأمم السابقة بكل صدق وحقيقة, كي تكون عبرة لأصحاب العقول, وكذا تثبيتا لفؤاد النبي(ص), وما أجرى الله (سبحانه وتعالى) من سننه في الأقوام السابقة} وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ {[3]. وإعلاماً بالغيب الماضي.

 والقرآن العظيم أبان عن ذلك من خلال عرضه لسرد طائفة من قصص الأنبياء والمرسلين, والأولياء والصالحين, وعباد الله المخلصين كقصة صاحب موسى(عليه السلام) ومريم الصديقة, }نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ{[4].

كان القرآن العظيم عند الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) , يحتل المكانة السامية في قلبه, وتتقاطر آياته من شفتيه, يقف عند زواجره ونواهيه عاملاً, يسير مع حكمه وأمثاله معتبراً, ويوطد تعليماته وتشريعاته متقنناً, ويستوحي عبره ومواعظه مسترشداً, يبكيه الوعيد في فقراته, ويحييه الرجاء في مكنونات عداته, يتدبر شأنه بإمعان, ويستنطق دلالاته بأناة.

وهو في ذلك يقول: ((أَللَّهُمَّ فَإذْ أَفَدْتَنَا الْمعُونَةَ عَلَى تِلاَوَتِهِ، وَسَهَّلْتَ جَوَاسِيَ أَلْسِنَتِنَا بِحُسْنِ عِبَارَتِهِ، فَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَرْعَاهُ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَيَدِينُ لَكَ بِاعْتِقَادِ التَّسْلِيْمِ لِمُحْكَمِ آياتِهِ، وَيَفْزَعُ إلى الاِقْرَارِ بِمُتَشَابِهِهِ وَمُوضَحَاتِ بَيِّناتِهِ. أللَّهُمَّ إنَّكَ أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مُجْمَلاً، وَأَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجَائِبِهِ مُكَمَّلاً، وَوَرَّثْتَنَا عِلْمَهُ مُفَسَّراً، وَفَضَّلْتَنَا عَلَى مَنْ جَهِلَ عِلْمَهُ، وَقَوَّيْتَنَا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنَا فَوْقَ مَنْ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ.))[5].

ومن هنا جاء البحث في محاولة متواضعة ليبين ما للإمام(عليه السلام) من دور في عملية استنطاق النصوص القرآنية التي حوت في مضانها تلك القصص , فنجده (عليه السلام) يروي تفاصيل القصص دون أن يحدّث عن أحد, ولم يسند روايته لأحد, وإنما يمارس دوره الحقيقي الذي رسمه النبي الأكرم محمد(ص) ((إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض))[6], فهو(عليه السلام) مصدراً من مصادر التشريع الإسلامي.

والذي يقف عند ما جاء به الإمام(عليه السلام) من سرد للقصص القرآني , وسبر أغوارها ليميط اللثام عن الكثير من أسراها, والمتمثلة عادة في أبرز أسماء شخوصها, وربطها بواقعها الزمني, يجد الأمام(عليه السلام) حاكياً إلى جنب القرآن الكريم ومن خلال القرآن دروساً وعبر, يحتم على الإنسان المؤمن السير في ضوءها  وهذا ما عمل عليه البحث.

المبحث الأول : القِصَّة في القرآن الكريم تناول البحث فيه:

المطلب الأول :التأصيل العلمي لمفهوم القصة في اللغة والاصطلاح.

القصة في اللغة :

الخَبر , وهو القَصَص , والقَصُ فِعل القاص إذا قَصَّ القَصَصَ , والقِصّة معروف والقَصُّ : إتباع الأثر , ويقال خرَجَ فلاناً في أثر فلان وقصا وذلك إذا أقتصَ أثره , وقيل القاصُ يَقص القصصَ لإتباعه خبراً بعد خبر وسوقِه الكلام سوقاً[7] .

وقال الراغب في المفردات : القص ، تتبع الأثر ، يقال : قصصت أثره[8] .

وأما القِصَّةُ في الاصطلاح :علماء التفسير وجهوا المسالةِ إلى أمرين :-

الأول : اعتمدوا على ما أورده اللغويون بما تحصل لديهم من معناه اللغوي, الذي أورد البحث جانباً منه .

والثاني : وقفوا من القصص القرآني تجاه ما يرمي إليه من أهداف وغايات, فتجدهم يصبون إليه من وجهة  دينية, وهي مقصد القران الكريم من قَصَصه أو أهدافه التي.

ذكر الطوسي(ت460ه): أن المراد بالقصص: الخبر الذي تتابع فيه المعاني وأصله إتباع الأثر ، وفلان يقص أثر فلان أي يتبعه [9].

قال الرازي(ت606هـ-) في تفسير قوله تعالى : } نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ {[10]  : ((القَصصُ إتباع بَعضِهِ بعض وأصله في اللغة المُتابعةِ , قال تعالى : } وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ....[11]{, أي إتبعي أثره , وقال تعالى }... فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا {[12]  , أي إتباعاً وإنما سُميت الحِكاية قَصَصاً لأن الذي  يـقـُصً الــحــديــث يــَذكــُر الـقـِصـَّة شيئاً فشيئاً))[13] . وهو بــهــذا القــول يــدل عـــــلى أن الــــــــرازي يحـــاول التقريب بين المعنى اللغوي والاصطلاحي الأدبي , وذلك حين يربط بين الاثنين باستعمال لفظ الحكاية وإطلاقه لفظ القِصّة عليها[14].

وأما في تفسير قولهُ تعالى : } إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ... [15]{ فيقول : ((والقَصَصُ هو مجموعُ الكلامِ المشتمل على ما يهدي إلى الدين , ويَرْشُدُ إلى الحق , ويأمرُ بطلب النجاة))[16]. وهو بهذا القول يشرح معنى القَصَص شرحاً دينياً , ويوضحُ معناه الاصطلاحي[17] .

وردت لفظة ((قَصَص)) وما اشتق منها في القران الكريم ثلاثين مرة[18].

وكان للشهيد الصدر الثاني(ت1421ه) وقفة مع المعنيين يمكن لنا أن عرض ما جاء به بهذا المضمار إذ يقول: ((ومن هنا نلاحظ أن الراغب يرجع القصة المعروفة إلى معنى تتبع الأثر ، لكونها بالأصل من الأخبار المتتبعة ، أي المطلوب بيانها وسماعها . في حين ترى ابن منظور يجعل القصة المعروفة مأخوذة من القصص وهو الخبر أو الكلام الذي في النفس . كما يمكن أن تكون القصة مأخوذة من القص وهو القطع ، على اعتبار أنها قطعة من البيان المطلوب .))[19].

القصة في القرآن الكريم ليست عملاً فنياً مستقلاً في موضوعه وطريقة عرضه وإدارة حوادثه – كما هو الشأن في القصة الغنية الحرّة , التي تَرمي إلى أداء غرض فني طليق – إنما هي وسيلة من وسائل القران الكثيرة إلى أغراضه الدينية . والقرآن كتاب دعوة دينية قبل كل شيء , والقِصّة إحدى وسائله لإبلاغ هذه الدعوة وتثبيتها[20].

وفي القصص القرآني ترى تدبيراً عجيباً معجزاً في توزيع المشاهد القصصية توزيعاً محكماً بين الحدث والشخصية , فالأشخاص في القرآن أيّاً كانوا ليسوا مقصودين لذاتهم من حيث هم أشخاص تاريخيون يراد إبراز معالمهم وكشف أحوالهم , وإنما يكونون نماذج بشرية في مجال الحياة الخيّرة والشريرة في صراعها مع الخير والشر , وينظر إليهما بإعتبار الدور الذي تؤديه كشاهد من شواهد الإنسانية في قوتها أو ضعفها , وفي استقامتها أو أغراضها في أهدافها أو ضلالها[21].

عر ف مناع القطان ( ت 1420هـ) قصص القرآن بأنها : ((أخباره عن أحوال الأمم الماضية، والنبوات السابقة، والحوادث الواقعة، وقد اشتمل على كثير من وقائع الماضي، وتاريخ الأمم، وذكر البلاد والديار، وتتبع آثار كل قوم، وحكى عنهم صورة ناطقة لما كانوا عليه. ))[22] .

المطلب الثاني: أنواع القصص القرآني في القرآن الكريم.

اختلفت تقسيمات العلماء للقصص القرآني، فمنهم من قسمها باعتبار الطول والقصر ومنهم

من قسمها باعتبار شخصيات القصة من أنبياء وغيرهم، فجاء تقسيم القصص عندهم على النحو الأتي :

 1- قصة طويلة ترد مجزأة ثم تتجمع في موضعٍ واحد مثل قصة نوح عليه السلام، أو ترد مرة

واحدة في مكانٍ واحد كقصة يوسف (عليه السلام).

 2- قصة قصيرة محتوية على بعض العناصر كقصة النمل والهدهد، أو مشتملة على كل

عناصر القصة إلا أنها قصيرة[23] .

أما تقسيمها عند الدكتور مناع القطان فقد كان إلى ثلاثة أنواع:[24]

 1- قصص الأنبياء، وقد تضمن دعوتهم إلى قومهم، والمعجزات التي أيدهم الله بها، وموقف

المعاندين منهم، وعاقبة المؤمنين والمكذبين، كقصص نوح، وإبراهيم، وموسى، وهارون،

وعيسى، ومحمد(ص).

 2-  قصص قرآني يتعلق بحوادث مضت، وأشخاص لم تثبت نبوتهم، ومن ذلك قصة الذين

أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، وابني آدم، وأهل الكهف، وذي القرنين، وقارون، وأصحاب السبت، ومريم، وأصحاب الأخدود، وأصحاب الفيل ونحوهم.

3-  قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله r كغزوة بدر واُحد في سورة آل عمران ، وغزوة حنين وتبوك في التوبة ، وغزوة الأحزاب في سورة الأحزاب ، والهجرة ، والإسراء  ونحو ذلك .

المبحث الثاني : تطرق البحث فيه:

المطلب الأول: خصائص القصص القرآني.

أتسمت القصّة في القرآن الكريم بخصائص فنية عالية المستوى لم تستطع أن تدانيها سائر القصص الأخرى لما لها من قدسية وجلاله شرفها القرآن العظيم , فضلاً عما يزيد في بلاغته وإعجازه, كما أنها غرضها ديني محدد؛ لهذا جاء أسلوبها متناغماً مع هذا الغرض الذي سيقت لأجله .

قسم العلماء خصائص القصص القرآني إلى قسمين:

خصائص ذاتية . خصائص فنية .

 أما الذاتية فمنها:

القصص القرآني جزء من كتاب الله تعالى، وهو الحق الذي قال الله تعالى فيه: } نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ {[25].

القصص القرآني تعبير صادق، قائم على الواقعية، فهو يتفق مع الإنسان في حقيقته ·وواقعه.

التسامي في الهدف، حيث لا يدعى في القصص القرآني إلى شيء إلا و يقصد من ورائه هدف نبيل في غايته، ولا ينهى عن شيء إلا وكان للنهي عنه حكمة جٌليلة[26].

 موضوع القصص هو الإنسان المستخلف في الأرض بما يدور حوله في الكون وما يحدث له وما ينبغي أن يكون عليه حاله، فهو قطب الرحى في القصة القرآنية مثلما هو قطب الرحى في الكون الذي استُخلف فيه.

القصة القرآنية ليست عملاً فنياً مستقلاً في موضوعه وطريقة عرضه، وإدارة حوادثه , كما هو شأن القصة العادية، وإنما هي وسيلةٌ من وسائل القرآن إلى إبراز الأغراض الدينية التي تكفل للإنسان السعادتين[27] .

وقد أبان الشهيد الصدر الثاني(ت1421ه) عن واقعية وحقيقة وصدق القصص القرآني عندما فصل القول في كتابه (ما وراء الفقه في مبحث القصة في القرآن الكريم) لدى حديثه عن وهمية وحقيقة القصص القرآني[28].

أضف إلى ذلك أن التأمل في آيات القصص القرآني يكشف لنا عن وجه من وجوه الأعجاز في القرآن العظيم , إذ يتأتى ذلك في الشخوص الذي يتناولها القصص , فالأبطال الذين يقدمهم في قصصه أبطال حقيقيّون لا خياليّون، وكل واحد في نفسه منهم منعدم النظير:

فإِبراهيم(عليه السلام): البطل الذي حطّم الأصنام بروحه العالية التي لا تقبل المساومة مع الطغاة.

ونوح(عليه السلام): بطل الصبر والإِستقامه والشفقة والقلب المحترق في ذلك العمر الطويل المبارك.

وموسى(عليه السلام): البطل المربّي لقومه اللجوجين، والذي وقف بوجه فرعون المتكبر الطاغي.

ويوسف(عليه السلام): بطل الورع والتقوى والطهارة ... أمام امرأة محتالة جميلة عاشقة[29].

ويمكن إجمال أبرز الخصائص الفنية للقصص القرآني فيما يأتي:

الأسلوب المتنوع للعرض :

فالقصة في القرآن العظيم  لا يتم الإخبار عنها إخباراً مجرداً , بل نجده يقدم ملخصاً للقصة , ثم يبدأ بعرض التفصيلات من بدئها إلى نهايتها, متناولاً جميع المشاهد والمناظر المعروضة، فإذا بالقصة حادث يقع ومشهد يجري . ، وذلك كقصة أصحاب الكهف، فالتلخيص في بدايتها كان مقدمة تجذب النفس للتفصيلات، فقد قال(عز وجل) : } مْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا  فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا  ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا{[30].

يقول ناصر مكارم الدين الشيرازي : ( المُلفت للنظر أنَّ القرآن ذكر في البداية قصّة هذه المجموعة مِن الفتية بشكل مجمل، مُوظفاً بذلك أحد أُصول فن الفصاحة والبلاغة، وذلك لِتهيئة أذهان المستمعين ضمن أربع آيات، ثمّ بعد ذلك ذكر التفاصيل في (14) آية.)[31].

إذ يبين لنا القرآن العظيم كيف بدأ ت التفصيلات الشائقة توضح تشاورهم قبل دخول الكهف، ثم نومهم ويقظتهم، وإرسال أحدهم إلى السوق، ثم موتهم واختلاف الناس في أمرهم.

في حين نجد أن القرآن الكريم في سورة يوسف(عليه السلام) يصور لنا مشهداً أخر تتجلى فيه بوضوح عاقبة القصة وهدفها، ثم بدايتها وسير خطواتها.

و قد افتتح (سبحانه وتعالى) قصته (عليه السلام) بذكر هذه الرؤيا التي أراها له و هي بشرى له تمثل له ما سيناله من الولاية الإلهية و يخص به من اجتباء الله إياه و تعليمه تأويل الأحاديث و إتمام نعمته عليه،}إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأبيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ{[32]، ويدركُ الأب النبيّ أنّ هذه الرؤيا ترمز إلى اصطفاء ولده يوسف، عليهما السلام.

واللافت أنّ الرؤيا قد تحققت حسّاً ومعنى، انظر ما جاء في خواتيم سورة يوسف}وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّا[33]{، فالصورة الحسّيّة للسجود المُعبّر عن الاحترام والاعتراف بالفضل قد تحقّقت كما ورد في الرؤيا.[34]

كما نلاحظ أن القرآن العظيم قد يذكر القصة مباشرة بلا مقدمة ولا تلخيص، ويكتفى بما في ثناياها من مفاجآت خاصة بها، وذلك مثل قصة مريم عند ولادتها عيسى (عليهما السلام).

قال تعالى :﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْء وَ ما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾[35].﴿فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾[36].

فالمتأمل للآيات المباركة يجد هذه الشريحة القصصية المتصلة بمريم و عيسى تشكّل القسم الأخير من قصة مريم ، مثلما يمكننا أن نقول بأنّها بداية لقصة جديدة هي قصة عيسى (عليه السلام).

ومن خصائص القصص القرآني أيضاً , العرض التمثيلي: وهو العرض الذي يقوم على إبراز المشاهد الرئيسية، والحلقات الأساسية من القصة، بشكل واضح وجلي أمام الناظر أو المتخيل، بينما يترك له بين كل مشهد وآخر من هذه المشاهد أو الحلقات فجوات يطوي فيها ما بين المشاهد من الروابط البدهية، ويفسح المجال للخيال حتى يملأها.

وهذه الطريقة من العرض سمة بارزة في القصص القرآني، إذ من شأنها أن تعطي القيمة الفنية للقصة، وتضفي عليها الحيوية وتبعث فيها الحياة، بينما تقل هذه القيمة وتضعف أكثر فأكثر كلما شغل الذهن بعرض تلك الروابط البدهية، وذكر تلك التفصيلات التي غالبا ما تمل النفوس

سماع الحديث عنه[37]. ومن أمثلة هذه الخاصة الهامة:

المشهد الذي يصوره القرآن في قصة إبراهيم وإسماعيل في بنائهما للكعبة المشرفة، قال تعالى:

﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ  رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ  رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[38].

قال في تفسير الأمثل[39] : يتضرع إبراهيم وإسماعيل إلى ربّ العالمين بخمسة طلبات هامّة. وهذه الطلبات المقدّسة حين الإِشتغال بإعادة بناء الكعبة جامعة ودقيقة بحيث تشمل كل احتياجات الإِنسان المادية والمعنوية، وتفصح عن عظمة هذين النبيين الكبيرين.

قالا أوّلا: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ﴾.

ثم أضافا: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾.

وطلبا تفهم طريق العبادة: (وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾، ليعبد الله حقّ عبادته.

ثم طلبا التوبة: ﴿وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.

الآية الأخيرة تضمنت الطلب الخامس، وهو هداية الذرية ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

ظاهرة تكرار القصة في القرآن العظيم :

تكاد تكون علامة فارقة من خصائص القصص القرآني لكن هذا ليس المراد  به التكرار في الموضوع الواحد كما يتصوره البعض, وذلك لأن القِصة الواحدة يتكرر عرضها في سُور شتى , ولكن النظرة الفاحصة تؤكد أنه ما من قُصة, أو حلقة تكررت في صورة واحدة من ناحية القدر الذي يُساق , وطريقة الأداء في السياق , وأنه حيثما تكررت حلقة كان هنالك جديد تؤديه ,                               ينفي حقيقة التكرار[40].

وهو أبان الخطيب الإسكافي عن هذا بقوله : ان ليس في القران تكرار إلا وله قصد يبعث على ذلك التكرار ؛ إذ يقول : ((إذا أُعيد الكلام لإسباب مختلفة , لم يُسَمَّ تكراراً))[41].((وأن التكرار لم يأتِ إلا ويقدم زيادة في القِصّة لم تكن وردت من قبل))[42] . ومما يلفت النظر في قَصص الأنبياء هو أن معاني القِصَة ترد مكررة في مواضع شتى من سُور القرآن الكريم , ولكن هذا التكرار غالباً لا يتناول القِصّة كُلَّها , وإنما هو تكرار لبعض حلقاتها , وسببه أنَّ المعاني الأدبية والفنية هي من مقاصد القصة في القرآن , ومن الأمور التي يبحث عنها , وهي التي تجعل الحادثة الواحدة تُصور بصور مختلفة ويُعبر عنها بعبارات متفاوتة حسب الظروف والمناسبات [43].

يقول سيد قطب(ت1378هـ )عن هذه الظاهرة : ((ولكن هذا التكرار أنشأ جمالاً فنياً من ناحية أُخرى ذلك أن عرض هذا الشريط يخيّل للمتأمل أنه نبي واحد ,وأنها إنسانية واحدة , على تطاول الأزمان والآماد كل نبي يمر  وهو يقول كلمتُه الهادية , فتكذبه الإنسانية الضالة , ثم يمضي ويجئ تاليه فيقول الكلمة ذاتها ويمضي , وهكذا))[44].

وقد أخذت ظاهرة التكرار حيزا كبيرا في مجال الدراسات المتخصصة في هذا الجانب, إذ توسع الباحثون في دراستها , وانتهوا – بقدر طاقتهم البشرية- إلى أن هذه الظاهرة لا تُعد تكراراً في الحقيقة , ولكنها صوراً للمواقف والمشاهد المختلفة , ولو جُمِعَت القِصّة الواحدة كلها في موطن واحد لفات الكثير والكثير من مواطن العبرة والعظة , ولضاعت معالم الإعجاز البياني ومناحيه المختلفة , ووجوهه التي لا تتألق إلاّ في ظل هذا التكرار , ولأشبهت القِصة القرآنية القِصة التاريخية , التي لا تعني إلاّ بإبراز الشخصيات والحوادث من غير نظر إلى الاتعاظ والاعتبار والتوجيه , ولما وجدت الأحكام القرآنية والمناهج التربوية ما يبرزها في صُور تجسد المعاني وتحضر لها في الأذهان مكاناً[45] .

وهناك الكثير من الخصائص التي لا يسع المجال لذكرها كونها ليست الغاية الأساسية للبحث.

المطلب الثاني: القيم التربوية في القصة القرآنية:

توطئة :

تُعد القيم التربوية في القصة القرآنية ركيزة أساسية من الركائز التي تؤكد على الأخلاق الإنسانية العالية في مقابل التركيز على الأحاسيس والانفعالات في شخصية الإنسان والتربية على الاهتمام بالغرائز. لأن المسيرة والحركة التكاملية للإنسان - سواء على مستوى الفرد والجماعة - إنما تقوم على أساس الأخلاق بعد العقيدة بالله تعالى والرسالات واليوم الآخر، بل إن الاتصاف بالأخلاق العالية هو الذي يمثل عنصر التكامل الحقيقي في حركة الإنسان الفردية والجماعية، ولذا كانت قاعدة المجتمع الإنساني في نظر الإسلام قاعدة أخلاقية، والسلوك الراقي للإنسان هو السلوك الأخلاقي. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))[46].

المقصد الأول : التأصيل العلمي لمفهوم القيم التربوية قي اللغة والاصطلاح :

القيم في اللغة: ﺘﻌﺩﺩﺕ ﻤﻌﺎﻨﻲ كلمة ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﺠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭكانت ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻤﻬـﺎ ﺘـﺩﻭﺭ ﺤﻭل ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍل ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ .

قال ابن منظور: ﺘﻌﻨـﻲ ﺍﻟﻘـﻴﻡ ﺍﻻﺴـﺘﻘﺎﻤﺔ ، ﺍﻻﺴـﺘﻘﺎﻤﺔ ﻭﺍﻋﺘـﺩﺍل ﺍﻟـﺸﻲﺀ  ﻭﺍﺴﺘﻭﺍﺅﻩ[47].

وجاء فيﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻤﻨﻴﺭ "ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺎﻉ ﻟﻜﺫﺍ ﺃﻱ ﺘﻌﺩﻟﺕ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺒﻪ ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺎﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺘﺎﻉ ﺃﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻘﺎﻤﻪ[48] .

اما الراغب ﺍﻷﺼﻔﻬﺎﻨﻲ  فالقيم لديه ﺘﻌﻨﻲ :" ﺩﻴﻨﺎﹰ ﻗﻴﻤـﺎﹰ ﻤﻘﻭﻤـﺎﹰ ﻷﻤـﻭﺭ ﻤﻌﺎﺸـﻬﻡ ﻭﻤﻌـﺎﺩﻫﻡ[49] "

والبحث يخلص أن معنى القيم في اللغة تدور حول معاني عدة منها:

أنها ﺘﺄﺘﻲ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭ ﻨﻘﻭل ﻓﻼﻥ ﻤﺎﻟﻪ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﻱ ﻤﺎﻟﻪ ﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﺭ , ﻭﺘﺄﺘﻲ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍل ﻴﻘﻭل ﺘﻌﺎﻟﻲ } إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَم{[50].

ﻤﻌﻨﻰ  ﺍﻟﻘﻴﻡ  ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ:

ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻥ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ كثير ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﻓﻘـﺩ ﺘﻨﻭﻋـﺕ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻨﻲ ﺍﻻﺼﻁﻼﺤﻴﺔ ﻟﻪ ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﺭﺴﻪ ﻭﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﺒـﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎﹰ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :-

" ﻤﻘﻴﺎﺱ ﺃﻭ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺃﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﻨﺴﺘﻬﺩﻓﻪ ﻓـﻲ ﺴـﻠﻭكنا ، ﻭﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﺭﻏﻭﺏ ﻋﻨﻪ"[51]. " ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻨﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻤﻭﺠﻬـﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻭﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ"[52] كما ﻋﺭﻓت ﺒﺄﻨﻬﺎ "ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻘـﺎﻴﻴﺱ ﺘﻨـﺸﺄ ﻓـﻲ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﺎ ﻭﻴﺘﺨﺫﻭﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﻴـﺼﺒﺢ ﻟﻬـﺎ ﺼـﻔﺔ ﺍﻹﻟـﺯﺍﻡ ﻭﺍﻟـﻀﺭﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﺃﻱ ﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻨﺤﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻴﺼﺒﺢ ﺨﺭﻭﺠﺎ ﻋـﻥ ﻤﺒـﺎﺩﺉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﻭﻤﺜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ"[53]. - ﻭﻋﺭﻓﻬﺎ علماء ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ : ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺸﻴﻲﺀ ﺫﻭ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﺎ ﺫﺍ ﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺸﺒﺎﻉ

ﺭﻏﺒﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺼﻔﺔ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺘﺠﻌﻠﻪ ﺫﺍ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﺃﻭ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻫﻲ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺒﺸﺭﻯ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻨﻔﺴﻪ[54].

أو هي" ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺘﺘﻐﻠﻐـل ﻓـﻲ ﻨﻔﻭﺴﻬﻡ ﻭﻴﺘﻭﺍﺭﺜﻬﺎ ﺍﻷﺠﻴﺎل ﻭﻴﺩﺍﻓﻌﻭﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ "[55].

من خلال ذلك يتضح لدينا ان القيم ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫﻫﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔـﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭﺓ ﻟﺩﻯ ﺍﻷنسان ﻭﺍﻟﺘـﻲ ﻴﻔـﻀﻠﻬﺎ على ﻏﻴﺭﻫـﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭﺍﺕ ﺤﻭل ﺍالأشياء ﻭﻴﻤﺎﺭﺴﻬﺎ ﺒﺎﻗﺘﻨﺎﻉ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ.

التربية في اللغة والاصطلاح:

أورد الراغب الأصفهاني(ت 502 هـ) : الرب فى الأصل التربية وهو إنشاء الشى ء حالا فحالا إلى حد, ولا يقال الرب مطلقا إلا الله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات نحو قوله}بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور{[56] . والمتولى لمصالح العباد وبالإضافة يقال له والغيره نحو قوله }رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ{ ويقال رب الدار ورب الفرس لصاحبهما وعلى ذلك قول الله تعالى : }اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ {[57])[58].

جاء في لسان العرب : ربا الشئ أي زاد ونما واربيته أي نميته[59] .

 وفي المعجم الوسيط : تربى بمعنى نشأ وتغذى وتثقف ، وفي نفس المعجم ربّاه أي نمـّى قواه العقلية والجسدية والخلقية [60].

اما اصطلاحا فقد تباين معنى التربية ومفهومها تبعا لتباين واختلاف طبيعة الدراسات النفسية والاجتماعية في نظرتها للفرد وللمجتمع  ذلك لان العمل التربوي ينصب على تنشئة الانسان وتكوينه ، كما ان الذي يتولى هذا العمل هو الانسان نفسه ، والانسان في تغير وتطور مستمرين في نظرته الى نفسه والى العالم من حوله ، وهذا العالم بدوره في تبدل دائم والمقصود بذلك ان عاملي الزمان والمكان يحددان نظرة الانسان وتعريفه للتربية،فمعنى التربية لا يتأثر بمرور السنين فحسب بل باختلاف المكان وبناءا على ما تقدم نجد ان التربية تعني عملية التفاعل المستمر التي تتضمن مختلف انواع النشاط المؤثرة سلبا وايجابا في الفرد والتي تعمل على توجيهه في الحياة الطبيعية.

لذا جاءت القصة في القرآن الكريم ذات طابع أخلاقي، وللتربية على الإيمان بالله والأخلاق مثل الإيمان بالغيب، أو على التسليم والخضوع لله تعالى وللحكمة الإلهية، أو على الأخلاق الإنسانية العالية كالصبر والإخلاص والحب لله تعالى والتضحية في سبيله والشجاعة والاستقامة في العمل

والقدوة الحسنة.

المقصد الثاني

أهمية القيم في حياة الفرد والمجتمع

ﺘﺘﻀﺢ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﺔ ﺍﻵﺘﻴﺔ:

- ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻜﻴﻨﻭﻨﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ.

ﺘﻀﺭﺏ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺠﺫﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻟﺘﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺠﻭﻫﺭﻫﺎ ﻭﺨﻔﺎﻴﺎﻫﺎ ﻭﺃﺴﺭﺍﺭﻫﺎ ، ﻭﻫﻲ ﺘﺸﻜل ركناً ﺃﺴﺎﺴﺎً ﻓﻲ بناء ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺘﻜﻭﻴﻨﻪ . ﻭﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ كما ﻴﻅﻬﺭﻫـﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﻤﻌﺎﻴﻴﺭﻫـﺎ ﻫـﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ . ﻓﺒﺎﻟﻘﻴﻡ ﻴﺼﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ . ﻭﺒﺩﻭﻨﻬﺎ ﻴﻔﻘﺩ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺘﻪ ﻭﻴﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻔل ﺴﺎﻓﻠﻴﻥ . ﻭﻴﺼﺒﺢ كائناُ ﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺎ ﺒﻬﻴﻤﻴﺎ  ﺘﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻴﻪ الأهواءﺀ ﻭﺘﻘـﻭﺩﻩ ﺍﻟﺸﻬﻭﺍﺕ ﻓﻴﻨﺤﻁ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﻴﻔﻘﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺼﺭ ﺘﻤﻴﺯﻩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻫﺒﻪ ﺍﷲ ﺇﻴﺎﻩ [61].

- ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺘﺤﺩﺩ ﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭسلوكياته ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ :

ﺴﻴﺎﺝ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻔﻅ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺠﺴﺩﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺒﺩﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﺒﺩﺍ ﻟﻐﺭﺍﺌﺯﻩ ﻭﺃﻫﻭﺍﺌﻪ ﻭﺸﻬﻭﺍﺘﻪ ﺍﻟﺘـﻲ ﻻ ﺘﻘـﻭﺩﻩ ﺇﻻ ﻟﻠـﺩﻤﺎﺭ ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﻜﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻲ سلوكيات ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ [62].

- ﺘﺯﻭﺩ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺘﺒﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ :

ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻨﺎﺠﺤﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻬﻡ ﻗﻴﻡ ﻤﻤﻴـﺯﺓ ﻟﻬـﻡ ﺩﻭﻥ ﻏﻴـﺭﻫﻡ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﺎﺠﺯﻴﻥ ﻭﺍﻟﻔﺎﺸﻠﻴﻥ ﻭﻫﻡ ﻴﻌﺯﻭﻥ ﻨﺠﺎﺤﻬﻡ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻴﻡ كالجد ﻭﺍﻟﺠﺭﺃﺓ ﻭﺍﻹﺨﻼﺹ ، ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ، ﻭﺍﻷﻤﺎﻨﺔ، ﻭﺍﻹﺼﺭﺍﺭ . ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﺠﺯﻭﻥ ﻓﻘﻴﻤﻬﻡ ﺘﻌﻜﺱ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺠﺯ ، ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ، ﻭﺍﻹﺤﺒﺎﻁ، والانطواءﺀ، ﻭﺍﻻﺴﺘﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ السوداء ﺍﻟﻴﺎﺌﺴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺔ. ﻓﻘﻴﻡ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺘﻌﺯﺯ ﻟﺩﻯ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﺘﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋـل ﺍﻹﻴﺠـﺎﺒﻲ ﻤـﻊ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ المختلفة. ﻭﻫﻭ ﻴﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﻨﺠﺎﺡ ﺇﻟﻰ ﻨﺠﺎﺡ ﻭﻤﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻟﻨﺠﺎﺯ ، ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻴﺩﻋﻭ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺒﺴﻠﻭﻜﻪ ﺍﻟﺴﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﻪ . ﻓﺘﻔﻴﺽ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨـﺔ ﻭﺍﻷﻤﻥ . ﺃﻤﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺴﻴﻁﺭ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻭﺭﺜﻪ ﺍﻟﻌﺠـﺯ ﻭﺍﻟـﻀﻌﻑ ﻭﺴﻭﺀ ﺍﻟﺤﺎل . ﻓﺄﻋﻤﺎﻟﻪ ﺴﻴﺌﺔ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺴﻴﺌﺔ . ﻭﺤﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﺭﺩﻱ . ﻭﻫﻭ ﻴﻨﺤﺩﺭ ﻤﻥ ﻓـﺸل ﺇﻟﻰ ﻓﺸل . ﻓﻴﻔﻘﺩ ﺜﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻟﻬﺎ ﻭﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻗﻤﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﺴـﺔ ، ﻴـﺸﻜﻭ ﺍﻟﺯﻤـﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻴﻨﺴﻰ ﺃﻨﻪ ﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ كله ﻭﺘﻠﻙ ﻗﺼﺔ كل ﺍﻟﻔﺎﺸﻠﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﺠﺯﻴﻥ [63]. ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﻡ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ "ﺍﻟﻌﺎﺠﺯ ﻤﻥ ﺃﺘﺒﻊ ﻨﻔﺴﻪ ﻫﻭﺍﻫﺎ، ﻭﺘﻤﻨـﻰ ﻋﻠـﻰ ﺍﷲ الأماني"[64] .

أما بالنسبة إلى ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ , فإن لها ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻤﻡ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻲ مجتمع ﻤﺤﻜـﻭﻡ ﺒﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺘﺤﺩﺩ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﺒﻌﺽ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ,كما ﺘﻀﻊ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻊ ﻏﻴـﺭﻩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ وتشكل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﻬﺎ ﻗﻴﻤﺎ ﻤﺤﺩﺩﺓ ، ﺘﺴﻌﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺇﻟـﻰ ﺘﻌﺯﻴﺯﻫـﺎ ﻋﻨﺩ ﺃﻓﺭﺍﺩﻫﺎ ﻭﺘﺼﺒﻎ حياتهم ﺒﺼﺒﻐﺘﻬﺎ ﺜﻡ ﺘﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ . ﻭﺘﺘـﻀﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﺔ ﺍﻵﺘﻴﺔ:-

- ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺘﺤﻔﻅ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻘﺎﺅﻩ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺘﻪ .

ﺘﺸﻬﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻥ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﻀﻌﻔﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﺨـﺫ ﺒﺎﻟﻤﻌـﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴـﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﺒل ﺇﻥ بقاءها ﻭﻭﺠﻭﺩﻫﺎ واستمراريتها ﺒﻤﺎ ﺘﻤﺘﻠﻜـﻪ ﻤـﻥ ﻤﻌـﺎﻴﻴﺭ ﻗﻴﻤﻴـﺔ ﻭﺨﻠﻘﻴﺔ. ﻓﻬﻲ ﺍﻷﺴﺱ ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺎﺕ السلوكية ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺭﻗﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ ﻴﺘﻡ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ. ﻭﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﻴﺘﺠﻠﻲ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻲ }وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ{[65] .

- ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺘﺤﻔﻅ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﻭﻴﺘﻪ ﻭﺘﻤﻴﺯﻩ

ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺘﺸﻜل ﻤﺤﻭﺭﺍ ﺭﺌﻴﺴﺎ ﻤﻥ ﺜﻘﺎﻓﺔ المجتمع ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺒﻴﻥ ﻤـﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻜﺱ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻟﺘﻐﻠﻐل ﺍﻟﻘـﻴﻡ ﻓـﻲ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺈﻥ ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﺘﺸﻜل ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ[66].

ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﻨﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅة ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭﻩ ﺍﻟﻘﻴﻤﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺼﻠﺔ ﻟﺩﻯ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻋﻤﻭﻤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ . ﻓﺈﻥ ﺯﻋﺯﻋﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺃﻭ ﺍﻀﻤﺤﻠﺕ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺅﺸﺭﺍ ﺩﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻀﻴﺎﻋﻬﺎ .

- ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺘﺤﻔﻅ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ السلوكيات ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩﺓ

ﺘﺅﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺤﺼﻨﺎ ﺭﺍﺴﺨﺎ ﻤﻥ السلوكيات ﻓﺎﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻔـﻅ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺴﻼﻤﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭ السلوكية ﺍﻟﻔﺎﺴﺩﺓ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎ ﻗﻭﻴﺎ ﺒﻘﻴﻤﻪ ﻭﻤﺜﻠﻪ ﺘﺴﻭﺩﻩ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﻭﺘﺤﺎﺭﺏ ﻓﻴﻪ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺸﺭ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘـﻴﻡ ﻭﺃﺜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ بناء ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺼﺤﻴﺎ ﻭﻨﻅﻴﻔﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺕ ﺍﻟـﺴﻠﺒﻴﺔ بناء ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﻭﺍﻷﺨﻼﻗﻲ ﻭﺼﺤﺘﻪ ﻭﻨﻅﺎﻓﺘﻪ ﻤﻥ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﻀﻌﻑ ﻭﺍﻟﻔـﺴﺎﺩ ﻭﻫﻨـﺎ ﺘﺒـﺭﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ البناءﺀ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ﺤﻴﺙ ﻴﺘﻤﻜﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺍﻟـﺸﺭ ﻭﺍﻟﻨـﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻀﺎﺭ ﻭﻓﻕ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻬﺎ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ[67] .

ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺘﻌﺭﻑ ﺃﺒﻨﺎﺀء ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺨﻠﻘﻭﺍ .

ﻓﻬﻲ "ﺘﺯﻭﺩ ﺃﻓـﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺒﺎﻟﻬﺩﻑ ﺍ ﻟﺫﻱ ﻴﺠﻤﻌﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ . ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻬﺎ ﺘـﺴﺘﺨﺩﻡ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻴﻘﺎﺱ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻴﻘﻴﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ"[68].

- ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺘﺭﺒﻁ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴﺒﻌﻀﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺒﺩﻭ ﻤﺘﻨﺎﺴﻘﺎﹰ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ إعطاء ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻋﻘﻠﻴﺎﹰ ﻴﺼﺒﺢ ﻋﻘﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺫﻫـﻥ ﺃﻋـﻀﺎﺀ ﺍ ﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ[69].

ﻭﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺭﻱ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ سواء ﻟﻠﻔﺭﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﻟﻜل ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ .

المبحث الثالث: اشتمل على ما يأتي:

المطلب الأول: الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) وقصص الأنبياء(عليهم السلام).

اكتفى البحث بأنموذجين 1- قصة يعقوب(عليه السلام). 2- قصة موسى (عليه السلام) وغيبته.

إنّ في قصص القرآن الكريم ذكراً لسيرة الأنبياء والصالحين، عبرةً للناس وتنويها بفضل أولئك الأنبياء والصالحين، ورفعهم أسوة حسنة , والإمام علي بن الحسين(عليه السلام) هو من  الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، في طليعة فئة الأنبياء والرسل والصالحين، ولذلك فهو أسوة حسنة، وسيرته مثالٌ يحتذى, فلنقف نتأمل ما جاء عن الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) :

1- قصة يعقوب(عليه السلام).

عن أبى حمزة الثمالي قال : (( صليت مع على بن الحسين (صلوات الله عليه) الفجر بالمدينة في يوم الجمعة ، فدعا مولاة له يقال ، لها وشيكة وقال لها : لا يقفن على بابي اليوم سائل إلا أعطيتموه ، فان اليوم الجمعة فقالت : ليس كل من يسأل محق جعلت فداك ؟ فقال : أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا فلا نطعمه ونرده ، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله ، أطعموهم ثم قال(عليه السلام) : إن يعقوب كان كل يوم يذبح كبشا يتصدق منه ويأكل هو وعياله ، وان سائلاً مؤمناً صواماً قواماً له عند الله منزلة مجتازا غريبا اعتر* بباب يعقوب عشية جمعة عند أوان إفطاره ، فهتف ببابه : أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم ، يهتف بذلك على بابه مرارا وهم يسمعونه جهلوا حقه ولم يصدقوا قوله ، فلما أيس منهم أن يطعم وتغشاه الليل استرجع واستعبر* وشكى جوعه إلى الله وبات طاوياً وأصبح صائماً جائعاً صابراً حامداً لله ، وبات يعقوب وآله شباعاً بطاناً وأصبحوا وعندهم فضلة من طعامهم .

قال(عليه السلام) : فأوحى الله إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة : لقد أذللت عبدي ذلة استجرت بها غضبى ، واستوجبت بها أدبي ونزول عقوبتي وبلواي عليك وعلى ولدك يا يعقوب ، أما علمت أن أحب أنبيائي إلى وأكرمهم على من رحم مساكين عبادي ،وقربهم إليه وأطعمهم وكان لهم مأوى وملجئا ، يا يعقوب أما رحمت دميال عبدي المجتهد في عبادي ، القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء أمس لما اعتر ببابك عند أوان إفطاره ، يهتف بكم : اطعموا السائل الغريب المجتاز فلم تطعموه شيئا ، واسترجع واستعبر وشكا ما به إلى ، وبات طاويا حامدا صابرا وأصبح لي صائما ، وبت يا يعقوب وولدك ليلكم شباعاً وأصبحتم وعندكم فضلة من طعامكم ،وما علمت يا يعقوب أنى بالعقوبة والبلوى إلى أوليائي أسرع منى بها إلى أعدائي ،وذلك منى حسن نظر لاوليائى ، واستدراج منى لاعدائى ، أما وعزتي لأنزلن بك بلواي ولاجعلنك وولدك غرضا لمصابي ولاؤدبنك بعقوبتي ، فاستعدوا لبلائي و ارضوا بقضائي واصبروا للمصائب .

قال أبو حمزة : فقلت لعلى بن الحسين عليه السلام : متى رأى يوسف الرؤيا ؟ فقال :

في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وولده شباعا ، وبات فيها دميال جائعاً رآها فأصبح فقصها على يعقوب من الغد فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا مع ما أوحى الله إليه أن استعد للبلاء ، فقال ليوسف : لا تقصص رؤياك هذه على أخوتك فأنى أخاف أن يكيدوك ، فلم يكتم يوسف رؤياه وقصها على أخوته .

 فقال على بن الحسين (عليه السلام) : فكان أول بلوى نزلت بيعقوب وآله الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا التي رآها ، قال : واشتد رقة يعقوب على يوسف وخاف أن يكون ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء إنما ذلك في يوسف فاشتدت رقته عليه ، وخاف أن ينزل به البلاء في يوسف من بين ولده فلما أن رأوا أخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من إكرامه وإيثاره إياه عليهم اشتد ذلك عليهم ، وابتدئ البلاء فيهم ، فتآمروا فيما بينهم ....))[70].

وتنتهي هذه القصة التي جاءت في القرآن العظيم وما أعتبر به الإمام (عليه السلام) منها بسؤال أبو حمزة: لعلي بن الحسين (عليه السلام)ابن كم كان يوسف يوم ألقوه في الجب؟ فقال(عليه السلام): ابن تسع سنين فقلت: كم كان بين منزل يعقوب يومئذ و بين مصر فقال(عليه السلام): مسيرة اثنا عشر يوما.

من هنا نجد أن الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) قد أبان ما في هذا السرد القصصي القرآني , من أسرار وعظات , تلمسنا منها الاعتبار بالحث على إطعام المساكين, وعدم رد المستضعفين, كما نلحظ أن الإمام (عليه السلام) قد ربط القصة بواقعها الزمني, وأبرز أسماء شخوصها, وإلمامه الكامل بكل تفاصيلها. كما أفادت القصة ضمنياً بأن الصيام كان مفروضاً على الأمم السابقة, إذ أن السائل كان صائماً وجاء وقت الإفطار, الأمر الذي يصدقه القرآن بقوله تعالى : }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {[71].

قصة موسى(عليه السلام) وغيبته :

عن سعيد بن جبير عن سيد العابدين على بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن على عن أبيه سيد –الوصيين أمير المؤمنين على بن أبى طالب (عليه وعليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، لما حضرت يوسف (عليه السلام) الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمد الله وأثنى عليه ثم حدثهم بشدة تنالهم تقتل فيها الرجال ، وتشق فيها بطون الحبالى ، وتذبح الأطفال ، حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوى بن يعقوب ، وهو رجل أسمر طوال ، ووصفه ونعته لهم بنعته ، فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمائة  سنة ، حتى إذا بشروا بولادته و رأو علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم ، وحمل عليهم بالحجارة والخشب ، وطلب الفقيه الذي كان يستريحون إلى أحاديثه ، فاستتر فراسلوه فقالوا : كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك فخرج بهم إلى بعض الصحارى ، وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر ، وكانت ليلة قمراء – فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى (عليه السلام) وكان في ذلك الوقت حديث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة ، فعدل عن موكبه وأقبل إليهم وتحته بغلة ، وعليه طيلسان خز فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت ، فقام إليه وانكب على قدميه فقبلهما ، ثم قال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك فلما رأى الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم ، فانكبوا على الأرض شكرا لله (عز وجل) ، فلم يزدهم إلا أن قال : أرجو أن يعجل الله فرجكم ثم غاب بعد ذلك وخرج إلى مدينة مدين ، فأقام عند شعيب النبي ما أقام ، فكانت الغيبة الثانية اشد عليهم من الأولى ، وكانت نيفا وخمسين سنة ، واشتدت البلوى عليهم ، واستتر الفقيه فبعثوا

إليه انه لا صبر لنا على استتارك عنا ، فخرج إلى بعض الصحارى واستدعاهم وطيب نفوسهم ، وأعلمهم أن الله  (عز وجل)  أوحى إليه انه مفرج عنهم بعد أربعين سنة ، فقالوا باجمعهم : الحمد لله فأوحى الله  (عز وجل)  إليه قل لهم قد جعلتها ثلثين سنة لقولهم الحمد لله فقالوا : كل نعمة فمن الله فأوحى الله إليه قل لهم : قد جعلتها عشرين سنة ، فقالوا : لا يأتي بالخير إلا الله فأوحى الله إليه قل لهم : قد جعلتها عشرا ، فقالوا : لا يصرف السوء إلا الله ، فأوحى الله إليه قل لهم : لا تبرحوا فقد أذنت لكم في فرجكم ، فبيناهم كذلك ، إذ طلع موسى (عليه السلام) راكبا حمارا فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه ، وجاء موسى (عليه السلام) حتى وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه : ما اسمك ؟ قال : موسى قال : ابن من ؟ قال ابن عمران قال : ابن من ؟ قال ، ابن قاهب بن لاوى بن يعقوب ، قال : بماذا جئت ؟ قال جئت بالرسالة من عند الله(عز وجل)، فقام إليه فقبل يده ثم جلس بينهم فطيب نفوسهم وأمرهم أمره ثم فرقهم فكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعين سنة[72] .

فالمتأمل في القصة يجد أن الإمام (عليه السلام) قد حدد الفترة الزمنية التي كانت بين موسى ويوسف(عليهما السلام) ب(400) سنة , كما أن الغيبة كانت من السنن الآلهية, فلا غضاضة أن الله (سبحانه وتعالى) يجريها على غير موسى من الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام), كغيبة الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) وأن الإيمان بذلك والصبر وانتظار الفرج هو من أسمى العبادات, أضف إلى ذلك أن من السنن أن يبشر الرسول أو النبي السابق باللاحق ويوصي بإتباعه وتصديقه, وإن كانت المسافة الزمنية بينهما بعيدة كم هو الحال في يوسف وموسى(عليهما السلام) وكذلك الحال ببشارة عيسى بالنبي (صلى الله عليه وآله)  وهو ما أشار إليه قوله تعالى:} وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ.........{[73].

المطلب الثاني: الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) وقصص الماضين من غيرهم.

- قصة هابيل وقابيل :

عن أبى حمزة الثمالى عن ثوير بن أبى فاختة قال : سمعت على بن الحسين (عليه السلام) يحدث رجلا من قريش قال : لما قرب ابنا آدم القربان قرب أحدهما أسمن كبش في ضأنه ، وقرب الأخر ضغثا من سنبل فتقبل من صاحب الكبش وهو هابيل ولم يتقبل من الأخر فغضب قابيل فقال لهابيل والله لاقتلنك فقال هابيل ، }إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ  لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ  إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ  فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ{[74] فلم يدر كيف يقتله حتى جاء إبليس فعلمه فقال : ضع رأسه بين حجرين ثم اشدخه ، فلما قتله لم يدر ما يصنع به فجاء غرابان فأقبلا يتضاربان حتى اقتتلا فقتل أحدهما صاحبه ثم حفر الذي بقى الأرض بمخالبه ودفن فيه صاحبه قال قابيل : ياويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخي فأصبح من النادمين فحفر له حفيرة ودفنه فيها فصارت سنة يدفنون الموتى فرجع قابيل إلى أبيه فلم ير معه هابيل : فقال له آدم . أين تركت ابني ؟ قال له قابيل أرسلتني عليه راعيا ؟

فقال آدم . انطلق معي إلى مكان القربان وأوجس قلب آدم بالذي فعل قابيل فلما بلغ مكان القربان استبان قتله فلعن آدم الأرض التي قبلت دم هابيل ، وأمر آدم أن يلعن قابيل ونودي قابيل من السماء . لعنت كما قتلت أخاك . ولذلك لا تشرب الأرض الدم فانصرف آدم فبكى على هابيل أربعين يوما وليلة ، فلما جزع عليه شكى ذلك إلى الله تعالى فأوحى الله إليه أنى واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل ، فولدت حوا غلاما زكيا مباركا ، فلما كان يوم السابع أوحى الله إليه : يا آدم إن هذا الغلام هبة منى لك فسمه هبة الله فسماه آدم هبة الله[75] .

من خلال هذا السرد القصصي القرآني نلحظ أن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) قد بين أن الحسد من الصفات الذميمة ونتائجها الفتاكة سواء على صعيد الفرد والمجتمع , وهو من قاد قابيل إلى قتل أخيه هابيل , فضلاً عن الانقياد التام إلى الشيطان . كما أشارت القصة الى سنة من سنن الكون وهي دفن الأموات من بني البشر.

قصة أصحاب السبت :

روي علي بن الحسين (عليهما السلام ) أنه قص ما كان من قصة أصحاب السبت الذين قال الله تعالى عنهم : }وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِين{َ[76]

كان هؤلاء قوما يسكنون على شاطئ بحر نهاهم الله و أنبياؤه عن اصطياد السمك في يوم السبت ، فتوسلوا إلى حيلة ليحلوا بها لأنفسهم ما حرم الله ، فخدوا أخاديد*, وعملوا طرقا تؤدي إلى حياض ، يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الطرق ولا يتهيأ لها الخروج إذا همت بالرجوع ، فجاءت الحيتان يوم السبت جارية على أمان الله لها فدخلت في الأخاديد وحصلت في الحياض والغدران ، فلما كانت عشية اليوم همت بالرجوع منها إلى اللجج لتأمن صائدها فرامت الرجوع فلم تقدروا ، فبقيت ليلتها في مكان يتهيأ أخذها بلا اصطياد لاسترسالها فيه وعجزها عن الامتناع لمنع المكان لها ، فكانوا يأخذونها يوم الأحد ، ويقولون : ما اصطدنا في السبت ، وإنما اصطدنا في الأحد ، وكذب أعداء الله بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم التي عملوها يوم السبت حتى كثر من ذلك مالهم وثراؤهم وتنعموا بالنساء وغيرهن لاتساع أيديهم به ، فكانوا في المدينة نيفا وثمانين ألفا ، فعل هذا منهم سبعون ألفا ، وأنكر عليهم الباقون ، كما نص الله تعالى : } واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ {[77]، وذلك أن طائفة منهم وعظوهم وزجروهم عذاب الله وخوفوهم من انتقامه وشديد بأسه وحذروهم فأجابوهم عن وعظهم : } لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ[78]{ بذنوبهم هلاك الاصطلام* } أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا [79]{ فأجابوا القائلين هذا لهم : }مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ[80]{ هذا القول منا لهم معذرة إلى ربكم إذ كلفنا الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، فنحن ننهي عن المنكر ليعلم ربنا مخالفتنا لهم وكراهتنا لفعلهم ، قالوا : } وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{[81] ونعظهم أيضا لعلهم تنجع فيهم المواعظ فيتقوا هذه الموبقة ويحذروا عقوبتها ، قال الله تعالى : }فَلَمَّا عَتَوْاْ{[82] حادوا وأعرضوا وتكبروا عن قبولهم الزجر }عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ [83]{ مبعدين عن الخير مقصين , فلما نظر العشرة آلاف ونيف أن السبعين ألفا لا يقبلون مواعظهم, ولا يحفلون بتخويفهم إياهم وتحذيرهم لهم اعتزلوهم إلى قرية أخرى قريبة من قريتهم وقالوا : إنا نكره أن ينزل بهم عذاب الله ونحن في خلالهم ، فأمسوا ليلة فمسخهم الله كلهم قردة ، وبقي باب المدينة مغلقا لا يخرج منهم أحد ، ولا يدخل عليهم أحد ،  وتسامع بذلك أهل القرى فقصدوهم وتسنموا حيطان البلد ,فأطلعوا عليهم فإذا كلهم رجالهم ونساؤهم قردة يموج بعضهم في بعض يعرف هؤلاء الناظرون معارفهم وقراباتهم وخلطاءهم ، يقول المطلع لبعضهم : أنت فلان ؟ أنت فلان ؟ فتدمع عينه ويؤمي برأسه أن نعم ، فما زالوا كذلك ثلاثة أيام ، ثم بعث الله عليهم مطرا وريحا فجرفتهم إلى البحر ، وما بقي مسخ بعد ثلاثة أيام ، وأما الذين ترون من هذه المصورات بصورها فإنما هي أشباهها ، لاهي بأعيانها ولا من نسلها .

في المسخ رأيان :

الأول : الذي عليه الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) هو مسخ حقيقي, ويؤيده قول ابن عباس(ت68ه): فمسخهم الله عقوبة لهم ، وكانوا يتعاوون وبقوا ثلاثة أيام لم يأكلوا ولم يشربوا ولم يتناسلوا ، ثم أهلكهم الله تعالى وجاءت ريح فهبت بهم فألقتهم في الماء[84] .

الثاني: إنه مسخ غير حقيقي, فلم يمسخوا قردة , وإنما هو مثل ضربه الله(جل جلاله), والظاهر أن قد يحمل على المجاز, لان الأمثال لها ظاهر في الواقع .

قالوا : ومسخ قلوبهم, فجعلها كقلوب القردة, لا تقبل وعظاً, ولا تتقي زجراً[85].

وهذا خلاف الظاهر, لان الذي عليه جل المفسرين- من غير ضرورة تدعو إليه . خصوصاً إذا وقفنا على قوله تعالى : }كُونُواْ{ عرفنا ان قوله للشيء إذا أراده: كن فيكن على الحقيقة, وربما يجر القول الثاني إلى قتح باب تحمل معه قصص القرآن جميعاً إلى التسلية والأمثال الخيالية لا الواقعية, وهو أمر غير مقبول.

 

 

 

خاتمة البحث :

الحمد لله تعالى الذي وفقني لإتمام هذا البحث الذي تناول الاعتبار من القصص القرآني عند الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) فأقول إن خلاصة البحث هي :

القرآن الكريم لم يتخذ لنفسه طريقة خاصة لإفهام مقاصده غير ما هو مفهوم من لغة العرب وأصول محاوراتهم بلسان عربي مبين, ليدبروا آياته ويفهموا معانيه, وكان من جملة ما جاء به القصص القرآني.  أشارت القصة القرآنية في طيها إلى جملة من الأحكام التي يمكن أن يستنبط منها الفقهاء الكثير من الأحكام الشرعية, وكذلك نجد في القصة القرآنية الكثير من الدروس والعبر لما انمازت به من واقعية وأنبأتنا عن الأحداث التي جرت على الأمم السابقة . القصة في القرآن الكريم ليست عملاً فنياً مستقلاً في موضوعه وطريقة عرضه وإدارة حوادثه – كما هو الشأن في القصة الغنية الحرّة , التي تَرمي إلى أداء غرض فني طليق – إنما هي وسيلة من وسائل القران الكثيرة إلى أغراضه الدينية. كان للإمام(عليه السلام)دور عظيم في عملية استنطاق النصوص القرآنية التي حوت في مضانها تلك القصص , فنجده (عليه السلام) يروي تفاصيل القصص دون أن يحدّث عن أحد, ولم يسند روايته لأحد, وإنما يمارس دوره الحقيقي. القصص القرآني تعبير صادق، قائم على الواقعية، فهو يتفق مع الإنسان في حقيقته ·وواقعه التسامي في الهدف، حيث لا يدعى في القصص القرآني إلى شيء إلا و يقصد من ورائه هدف نبيل في غايته، ولا ينهى عن شيء إلا وكان للنهي عنه حكمة جٌليلة. تُعد القيم التربوية في القصة القرآنية ركيزة أساسية من الركائز التي تؤكد على الأخلاق الإنسانية العالية في مقابل التركيز على الأحاسيس والانفعالات في شخصية الإنسان والتربية على الاهتمام بالغرائز.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الهوامش:

 

[1]- حم سجدة/42.

[2] - البقرة/2.

[3] - الحجر/13.

[4] - يوسف/3.

[5] - الصحيفة السجادية/ من الدعاء الحادي والأربعون.

[6] - الحر العاملي: وسائل الشيعة 27/29.

[7] - ابن منظور : لسان العرب 7/388 ( مادة قصص), الفيروز آبادي : القاموس المحيط : 2/313  .

[8] -1/671.

[9] - التبيان 2/486.

[10] - سورة يوسف/3.

[11] - سورة القصص/11.

[12] - سورة الكهف/10.

[13] - مفاتيح الغيب  8/87.

[14] - محمد خلف الله : الفن القصصي في القران الكريم 151.

[15] - سورة آل عمران /62.

[16] - المصدر السابق 152.

[17] - محمد فؤاد عبد الباقي : المعجم المفهرس لالفاظ القران الكريم : 654 -655.

[18] - ابن كثير: تفسير القران العظيم  5/113, الشوكاني : فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير 1/1078.

[19] - ما وراء الفقه10/118

[20] - سيد قطب : في ظلال القران  1/55.

[21] - ظ: فضل حسن عباس : القصص القرآني إيحاؤه ونفحاته 40.

[22] - مباحث في علوم القرآن 300.

[23] - مريم السباعي:القصة في القرآن الكريم 30.

[24] - ظ:  المصدر السابق6 30.

[25] - سورة يوسف/3.

[26] - ظ: مريم السباعي: القصة في القرآن الكريم 39.

[27] - ظ: محمد قطب : القصة في القرآن 25.

[28] - ظ: 10/132- 139.

[29] - تفسير الأمثل7/112.

[30] - سورة الكهف/9-12.

[31] - تفسير الأمثل 9/203.

[32] - سورة يوسف/4.

[33] - سورة يوسف/100.

[34] - ظ: الطباطبائي: الميزان 11/41, سيد قطب : في ظلال القرآن 4/291.

[35] - سورة مريم /27- 28.

[36] - سورة مريم/ 29.

[37] - التنويع في الاستهلال بالقصة ووضع المدخل إليها: أمل عبد الجبار كريم الشرع, www.uobabylon.edu.iq/uobcoleges/lecture.aspx?fid=19&lcid=34954‏   

[38] - سورة البقرة/127- 128- 129.

[39] - ناصر مكارم الدين الشيرازي 1/383.

[40] - سيد قطب : في ظلال القرآن 55.

[41] - درة التنزيل وغرَّة التأويل : في بيان الايات المتشابهات في كتاب الله العزيز82 .

[42] - الزركشي : البرهان في علوم القرآن 3/ 29.

[43] - عفيف عبد الفتاح طبارة : مع الأنبياء في القران الكريم .26

[44] - التصوير الفني 141 .

[45] - إسماعيل محمد بكر: قصص القرآن من آدم u)) إلى أصحاب الفيل 11.

[46]- البيهقي : السنن الكبرى 10/192.

[47] - لسان العرب 5/3782.

[48] - الفيومي 1/ 268,

[49] - مفردات غريب القرآن 1/691.

[50] - سورة الاسراء/9.

[51] - ﻤﺤﻤﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻜﺎﻅﻡ: " ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘ ﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺭﻴﻔﻴﺔ " ، ﺍﻟﻤﺠﻠـﺔ

ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ، ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ : ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻟﻠﺒﺤﻭﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .

[52] - ﺯﻫﺭﺍﻥ  ﺤﺎﻤﺩ: ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ , ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ : ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ. 101.

[53] - - ﺃﺤﻤﺩ ، ﺒﺭﻜﺎﺕ: ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ، ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ : ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺭﻴﺦ ﻟﻠﻨﺸﺭ.75.

[54] - ﻁﻬﻁﺎﻭﻱ ، ﺴﻴﺩ ﺃﺤﻤـﺩ: " ﺍﻟﻘـﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﺼﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨـﻲ " ﺭﺴـﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ،ﻤﺼﺭ : ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. 47.

[55] - ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل: ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ : ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ .34.

[56] - سورة سبأ/15.

[57] -  سورة الشعراء/26.

[58] - ظ: المفردات في غريب القرآن 1/242.

[59] - ابن منظور 3/1572.

[60] - إبراهيم مصطفى وآخرون 1/326.

[61] - ﺍﻟﺠﻼﺩ ، ﻤﺎﺠﺩ ﺯﻜﻲ: ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻬـﺎ ، ﻋﻤـﺎﻥ : ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤـﺴﻴﺭﺓ ﻟﻠﻨـﺸﺭ  ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ 152.

[62] - المصدر السابق154.

[63] - ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻥ ،ﻋﻠﻲ ﺨﻠﻴل: ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴـﺔ ، ، ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﺭﺓ : ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺤﻠﺒﻲ231.

[64] - النوري: مستدرك الوسائل 12/98.

[65] - سورة النحل/112.

[66] - -ﺍﻟﺠﻼﺩ ، ﻤﺎﺠﺩ ﺯﻜﻲ: ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻬـﺎ ، ﻋﻤـﺎﻥ : ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤـﺴﻴﺭﺓ ﻟﻠﻨـﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ 187.

[67] - المصدر نقسه 192.

[68] - ﻁﻬﻁﺎﻭﻱ ، ﺴﻴﺩ ﺃﺤﻤـﺩ: " ﺍﻟﻘـﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﺼﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨـﻲ " ﺭﺴـﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ،ﻤﺼﺭ : ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. 54.

[69] - ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻥ ،ﻋﻠﻲ ﺨﻠﻴل: ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴـﺔ ، ، ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﺭﺓ : ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺤﻠﺒﻲ244.

*فلانا واعتر به تعرض لمعروفه من غير أن يسأله( إبراهيم مصطفى وأخرون: المعجم الوسيط2/88.).

*ظ: العَبْرَةُ بالفَتْحِ : الدَّمْعَةُ, وعَبَرَ الرَّجلُ عَبْراً بالفَتْح واسْتَعْبَرَ : جَرَتْ عَبْرَتُه وحَزِنَ(الزَّبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس1/3154.).

[70] - العياشي: تفسير العياشي 2/175, الطباطبائي: الميزان 11/61.

[71] - سورة القرة/ 138.

[72] - ظ: الصدوق: كما الدين وإتمام النعمة 86, الحويزي: نور الثقلين 1/86.

[73] - سورة الصف/3.

[74] - سورة المائدة/27- 30.

[75] - القمي : تفسير القمي 1/165, الصدوق: الأمالي 328, الطباطبائي :الميزان 5/345.

[76] - سورة البقرة/65.

*خدا حفرها يقال خد السيل الأرض, الأخدود ) الشق المستطيل في الأرض(ظ: إبراهيم مصطفى وآخرون (باب الخاء 1/220).

[77] -  سورة الأعراف/163.

[78] - سورة الأعراف/164.

*وهو مأخوذ من الصلم, وهو القطع, واصطلمه أستأصله (ظ: الفيروز آبادي: القاموس المحيط 4/141.

[79] - سورة الأعراف/164.

[80] - سورة الأعراف/164.

[81] - سورة الأعراف/164.

[82] - سورة الأعراف/166.

[83] - سورة الأعراف/166.

[84] - ظ: المجلسي: بحار الأنوار 14/59.

[85] - الرأي الثاني نسبه الطبرسي إلى مجاهد. (ظ: مجمع البيان 1/248).

 

 

 

المصادر والمراجع

خير ما نبدئ به القرآن العظيم .

1-إبراهيم مصطفى وآخرون, المعجم الوسيط, تحقيق : مجمع اللغة العربية, المطبعة: دار الدعوة.

2-البيهقي , أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي, السنن الكبرى, الناشر : مجلس دائرة المعارف النظامية الكائنة في الهند ببلدة حيدر آباد ,الطبعة : الأولى  1344 هـ.

3- ﺍﻟﺠﻼﺩ ، ﻤﺎﺠﺩ ﺯﻜﻲ: ﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻬـﺎ ، ﻋﻤـﺎﻥ : ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤـﺴﻴﺭﺓ ﻟﻠﻨـﺸﺭ  ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ.

4- الحُر العاملي, مُحمّدْ بن الحسن الحُر (ت1104 هـ), وسائل الشيعة, تحقيق ونشر: مؤسّسة آل البيتِ عليهم السلام لإحياء التُّراثِ , الطبعة: الاُولى ـ جمادى الثانية 1409 هـ .

5- الحويزي, عبد على بن جمعة العروسى(ت 1112هـ), تفسير نور الثقلين, الناشر مؤسسة

اسماعيليان, الطبعة الرابعة 1412 هـ.

6- الراغب الاصفهاني , أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الاصفهاني(502هـ) .المفردات في غريب القران .الناشر : دفتر نشر الكتاب , الطبعة الاولى 1404هـ .

7- الزَّبيدي, محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض, (ت 1205هـ), تاج العروس من جواهر القاموس, المحقق: مجموعة من المحققين الناشر: دار الهداية.

8- الزركشي, بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر(ت 794هـ), البرهان في علوم القرآن, تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم, الناشر : دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه , الطبعة : الأولى ، 1376 هـ .

9-  ﺯﻫﺭﺍﻥ  ﺤﺎﻤﺩ : ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ , ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ : ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ. .

10- الشوكاني, محمد بن علي بن محمد(ت 1250ه), فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير, الناشر دار الفكر .

11- الشِيرازي, َناصِر مَكارم الدين, الامثل في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل, دار إحياء التراث العربي , الطبعة الأولى 2002م.

12- الصدوق : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه,(ت381هـ). ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ, ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ: ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ ﺑﻘﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﺔ - ١٤٠٥هـ.

13- الطبابائي , محمد حسين (ت1402هـ), الميزان في تفسير القران , الناشر :موسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة .

14- الطبرسي, أبو علي الفضل بن حسن (ت560هـ), مجمع البيان في تفسير القران .

تحقيق لجنة من العلماء والمحققين , منشورات : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت - لبنان  الطبعة الأولى 1415هـ.

15- ﻁﻬﻁﺎﻭﻱ ، ﺴﻴﺩ ﺃﺤﻤـﺩ: ﺍﻟﻘـﻴﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﺼﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨـﻲ " ﺭﺴـﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ،ﻤﺼﺭ : ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.

16- ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل: ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ : ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ .

17- عفيف عبدالفتاح طبارة, مع الانبياء في القرآن الكريم, الناشر دار العلم للملايين.

18- عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بالخطيب الإسكافي (ت1420هـ),ُدرَّةُ التنزيل وغُرَّةُ التأويل في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز, دار الأفاق الجديدة 1973 م.

19- العياشي : محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي (ت320هـ), تفسير العياشــي هاشم الرسولي المحلاتي , منشورات المكتبة العلمية الإسلامية. طهران .

20- ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻥ ،ﻋﻠﻲ ﺨﻠﻴل: ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴـﺔ ، ، ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻭﺭﺓ : ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺤﻠﺒﻲ.

21- فضل حسن عبّاس،القصص القرآنيّ إيحاؤه ونفحاته, دار الفرقان، عمّان- الأردنّ،  الطبعة الاولى .

22- الفيروزآبادي , محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم (ت817 هـ).القاموس المحيط.

بحواشي نصر بن نصر يونس الهوريني(ت1291 هـ)- دار العلم للجميع. بيروت.

23- الفيومي , أحمد بن محمد بن علي المقرئ (ت 770هـ),المصباح المنير في غريب الشرح الكبير .منشورات المطبعة الخيرية .مصر 1310هـ.

24- سيد قطب, إبراهيم حسين الشاربي (ت 1385هـ), في ظلال القرآن, الناشر : دار الشروق ، بيروت ، الطبعة : السابعة عشر ، 1412 ه.

25- التصوير الفني في القرآن الكريم , الناشر: دار الشروق الطبعة: السادسة عشر 2002 .

26- القمي : ابي الحسن علي بن ابراهيم(ت329 هـ), تفسير القمي .المصحح : طيب الموسوي الجزائري , المطبعة مؤسسة دار الكتاب / قم , الطبعة الثالثة1404 هـ.

27- ابن كثير : عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي(ت774ﻫ), تفسير القران العظيم (تفسير بن كثير) ,المطبعة : دار المعرفة ـ بيروت , الطبعة 1412ﻫ .

28- لطفي بركات أحمد ,في فلسفة التربية , الناشر: دار المريخ 1989م.

29- مناع القطان, مباحث في علوم القرآن, دار النشر : مكتبة وهبة , القاهرة ,الطبعة : السابعة

30- المجلسي , محمد باقر (ت1111هـ) ,بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار .

منشورات مؤسسة الوفاء الطبعة الثانية المصححة بيروت / لبنان  1403 هـ.

31- ﻤﺤﻤﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻜﺎﻅﻡ:, ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘ ﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺭﻴﻔﻴﺔ ، ﺍﻟﻤﺠﻠـﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ، ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ : ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻟﻠﺒﺤﻭﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .

32- محمد احمد خلف الله , الفن القصصي في القرآن الكريم , تحقيق : خليل عبد الكريم ,الناشر: مؤسسة الانتشار العربي, الطبعة الأولى 1999م.

33- محمد فؤاد عبد الباقي, المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم, الناشر: دار الكتب المصرية 1364هـ.

34- محمد قطب, القصة فى القران,  دار قباء للطباعة و النشر و التوزيع, 2002.

35- مريم عبدالقادر السباعي, القصة في القرآن الكريم, مكتبة مكة/مكة المكرمة .

36- محمد محمد صادق الصدر(ت1421ه), ما وراء الفقه ,المطبعة : قلم, 1427 - 2007م.

37- ابن منظور: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم الأفريقي المصري(ت711ﻫ), لسـان العـرب ,طبع: دار أحياء التراث العربي, الطبعة الاولى1405ﻫ .

38- النوري , الميرزا حسين النوري الطبرسي (ت1320هـ) .مستدرك الوسائـل .تحقيق مؤسسة اهل البيت(عليهم السلام) لاحياء التراث , الناشر : مؤسسة اهل البيت(عليهم السلام) لاحياء التراث , الطبعة الاولى 1408هـ .

 

المرفقات