مواكبُ مدينةِ الموصلِ تتحدّى الصّعابَ والإرهابَ وتشاركُ فيْ خدمةِ زوّارِ أبِيْ الأحرارِ

رغم الأحدث المؤلمة التي تعيشها بعض المحافظات العراقية نتيجة اختراق مدنها من قبل الجهات التكفيرية إلا إن عزمها لم يتوقف وإيمانها لم يتزعزع إذ شدّوا الرحال نحو كربلاء المقدسة  لإحياء مراسيم زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) والمشاركة في تقديم الخدمات لزائريه. مراسل موقع العتبة الحسينية المقدسة وخلال جولته في الطرق الممتدة إلى مدينة كربلاء رصد بعض المواكب من محافظة الموصل حيث ارتأى أن يسلط الضوء عليها.فكانت محطته الأولى مع أحد القائمين على موكب أهالي (تلعفر) حسن عباس الذي قال:  نحن نقوم بتقديم الخدمات إلى زوار أبي عبد الله الإمام الحسين (عليه السلام) في هذه الزيارة العظيمة ونقول للمجاميع التكفيرية الذين قاموا بتهجيرنا من أرضنا لن نستسلم إلى أفكاركم الشيطانية مهما فعلتم وإن أفعالكم لن تزيدنا إلا قوة في تمسكنا بنهج الحسين (عليه السلام) قد حاربتمونا وهجرتم عوائلنا وهدمتم بيوتنا ولكن هيهات والله منا الذلة سنزداد إيماناً وحباً لقائدنا ومولانا وشفيعنا الإمام الحسين(عليه السلام) وسنستمر في هذا النهج الحسيني وتقديم الخدمات  إلى الزائرين المتوجهين إلى زيارة الحسين .فيما قال (أحمد عبد المهيمن) عمره( 10 ) سنوات من محافظة الموصل التحق مع إخوته في خدمة الزائرين وحدثنا عن مشاركته في تأدية هذه الخدمة، إذ قال :   كنت في السابق أشاهد المراسيم الحسينية عبر التلفاز وكنت مبهوراً بالشعائر التي يؤديها أتباع أهل بيت النبوة (عليهم السلام) ، وكانت  رغبتي أن أشارك في تقديم الخدمه الحسينية ولكن لصغر سني كان أهلي يخافون عليّ ولم يجعلني إخوتي أن آتي إلى مدينة كربلاء واليوم أنا حاضر لأكون مصطفاً مع أبي وإخوتي لتقديم الخدمة لزائري الإمام الحسين (عليه السلام) وإن تهجيرنا من مدينة الموصل إلى مدينة كربلاء كانت فرصة لي أن أخدم الزائرين من خلال وجودي مع أهلي وهذا أجر عظيم وشرف نلته من خلال خدمتي في زيارة الإربعين. أما (قاسم البياتي) مؤسس موكب فاطمة الزهراء (عليها السلام) من سكنة ناحية (آمرلي) حدثنا عن وضعهم قائلاً : تأسس الموكب منذ سقوط النظام المقبور سنة (2003م) في قرية (براوجلي) إحدى قرى ناحية( آمرلي) - قضاء طوزخورماتو لإقامة العزاء بالمناسبات الدينية إضافة إلى أمور توعوية وإرشادية .مبيناً" أن أغلب الحسينيات والمواكب فيها تعرضت في الفترة الأخيرة إلى هجمات من قبل الدواعش وتمت مقاومتهم مقاومة شديدة وقدمنا مئات الشهداء ، وكان معنا خدام من هذا الموكب استشهدوا لتصديهم للدواعش وعددهم حوالي (70)شهيداً،ويتابع البياتي حديثه : خلال هذا العام قمنا بإعادة الموكب في أول يوم من محرم الحرام في ناحية (آمرلي) رغم تعرضها للدمار،  مشيراً  إلى أنه رغم ذلك لم ننثنِ عن الاشتراك في خدمة زائري أبي الأحرار في كربلاء، فوصلنا إلى أرض الحسين (عليه السلام) في السابع من صفر 1436هـ وخدمنا بحماس وهمة عالية ولن يوقفنا الإرهاب والدواعش عن طريق الحسين (عليه السلام) الذي خطه بدمه الطاهر... طريق الحق والعدالة والتضحية والوقوف بوجه  الطغاة والظالمين .

إبراهيم العوينيّالموقع الرّسميّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة

المرفقات