الإصلاح النفسي والأخلاقي في تحقيق السلم والأمان
إنّ الهدف الذي يعمل عليه البحث هو الارتفاع بالسلوك الإنساني من العنف إلى السلم والصلاح والإصلاح، من خلال إثارة الصفات الحميدة المخبوءة في الذات الإنسانية، والتي غطتها القسوة التي تقابل بها الحياة لهذه النفوس الهشة، محاولة البحث في داخل الذات من صفات الجمال الإنساني، وزرعها في المجتمع، وسينتظم المبحث على المطالب الآتية:
المطلب الأوّل: البحث عن الجمال في إصلاح الآخر
في المرحلة الثالثة من دروس الإصلاح نجد أنّ الإصلاح لا يأتي من الخارج، فكثيراً ما يتساءل مَن يستمع إلى هذه المحاورة، أين الجمال الذي تراه هذه السيدة ولا يراه غيرها؟ كيف لا يرى المتعاطفون مع القضية الحسينية سوى الحزن والأسى والغدر والعطش والقتل؟ كيف يمكن لهذه السيدة أن تحصر ما تراه بالجميل؟ لا بدّ من أنّ في هذا عمق الرؤية التي تراها السيدة العظيمة، والتي لا يراها غيرها، خاصّة في نشوة الظفر للحاقدين على آل بيت الرسول عليهم السلام، وفورة الحزن والغضب لمحبي آل البيت عليهم السلام.
غالباً ما تكون المواقف تُنظر من عدّة جهات، وتُحلل من عدّة وجهات نظر وآراء، فالسيدة زينب عليها السلام صادقة تماماً في قولها، ولكن لنفهم هذا الصدق يجب أن نتحلّى بهذه الروح وهذا القلب المؤمن، هي لم ترَ الخيانة من أهل الكوفة كما يرى الذين اتهموهم، بل رأت أنّ من خيرة أصحاب الحسين عليه السلام الذين استُشهدوا معه هم من أهل الكوفة[1]، كحبيب بن مظاهر الشيخ الجليل[2]، وزهير بن القين[3]، وكثير ممَّن نالوا هذا الشرف.
إنّ السيدة زينب عليها السلام لم تشاهد الدماء والجراح، بل كانت ترى الشهادة وريح الجنة، والأجر الذي يناله الشهداء، السيدة زينب عليها السلام كانت ترى معاني الوفاء والحب لأخيها الحسين عليه السلام من قِبل أهل بيته، ولا سيّما من إخوته، وكيف ضحّت السيدة أُمّ البنين[4] بأولادها لنصرة أخيهم[5]، ومن أبناء أبي طالب[6]، كانت ترى شجاعة الفرسان وقتالهم البطولي أمام جيش جرّار من أعداء الله، كانت ترى شباباً يتسابقون للفوز بالجنة، وفضل الاستشهاد بين يدي إمامهم، كانت ترى النساء[7] وهن يدفعن برجالاتهن من الأزواج والأبناء للقتال مع ابن بنت رسول الله، كانت ترى كيف أنّ أخاها العباس عليه السلام رمى الماء من يديه عندما تذّكر عطش الحسين عليه السلام، كانت ترى صبر بنات[8] وزوجات الحسين عليه السلام[9]، كيف وقفن في نصرة الإمام وتحملن كلّ ما أصابهن من الأحداث الأليمة والمفجعة، وغيرها من المعاني السامية والمواقف الجليلة التي يمكن لها وحدها أن تراها؛ لأنّها ليست من النساء اللاتي جئن لأجل النصر والفوز بكرسي الخلافة، أو ملك الكوفة، أو غيرها، بل إنّها خرجت في أمر رسالي يتحتّم عليها القيام به، بوصفه واجباً شرعياً طاعةً لإمام زمانها، وقد حققت هذا الغرض كاملاً غير منقوص منه شيئاً، ولهذا ما كانت لتنظر إلى سيئات الآخرين وإساءاتهم، بل كانت تبحث كيف تؤدي رسالتها على أكمل وجه، فكان أن رأت الجمال بكامله.
في هذا تُعلّمنا السيدة زينب عليها السلام درساً هو أن نترك الاتكالية والبحث عن السقطات والهفوات والزلات، ونتقاعس عن أداء دورنا، بل نحن ملزمون أمام الله وأمام إمام زماننا أن نكون على قدر مستوى النداء لأداء الواجب الذي يتطلبه واقعنا الحالي، دون النظر إلى الوراء.
نتعلّم درساً من السيدة زينب أن نترك الآخر لنفسه له ما له وعليه ما عليه، وأن نبحث عن مواطن الجمال في الآخر، عن الصفات الحسنة، وعن المواقف الجيدة، وعن الخير الذي يمتلكه كلّ إنسان، فليس من المعقول أن يكون إنسان كلّه خير مطلق، ولا أن يكون آخر كلّه شرّ مطلق، فابحث عن الخير والجمال واترك ما عداه.
المطلب الثاني: الجمال الروحي والنفسي وموقعه من إصلاح الذات
بدأنا في رحلتنا مع السيدة زينب عليها السلام من العدو إلى الأصدقاء، وعرّجنا على الأهل، ونحن الآن مع النفس، إن لم تكن النفس صافية جميلة لن تشعر بالجمال، وهذا مصداق قول الشاعر إيليا أبو ماضي:
أيّها الشاكي وما بك داء كن جميلاً ترَ الوجود جميلا[10]
وكذلك قول المتنبي: [11]
ومَن يكُ ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ يجدْ مرّاً به المـاءَ الزلالا
وليتحقق ما قلناه سلفاً لا بدّ من أن تكون النفس والروح هي الأجمل؛ لتستشعر الجمال المحيط بها، فلو كانت النفس مريضة لن تعرف الصحة، لا بل ستعمل على إصابة الآخر السليم بالعدوى، وهنا دعوة من السيدة العظيمة أن يكون مذاقنا سليماً، بالكلمة والإحساس بالآخرين، والتعامل بالطيب والحسنى، وقبل كل هذا لا بدّ أن يكون تعاملنا مع الخالق الواهب للحياة تعاملاً جميلاً، ولعلّ هذا مصداق ما جاء على لسان زينب عليها السلام حينما سارت إلى أخيها بعد أن سقط في ساحة المعركة، ووقفت عند رأسه، ورفعت طرفها إلى السماء وقالت: «اللّهمّ تقبل منّا هذا القربان»[12]، وهذا هو عين الصفاء مع الله عندما يكون الإنسان في رحاب رضا الله، لا يفكر في ما دونه، وهكذا نتعلّم أنّ كلّ ما ينزل بالإنسان من نوازل تهون ما دامت في عين الله، وفيها رضا وقرب من الله؛ ولذلك لا يأتي من الجميل إلّا الجميل.
إنّ المؤمن إذا ما استطاع أن يحافظ على رباطة جأشه في مقابل الحوادث المؤلمة، بالتأكيد تجعله متعاوناً ومتسامحاً ومحباً ومتفائلاً، ويحاول أن لا يظلم الناس، ولا يؤذي خلق الله، بل سيكون مسالماً أكثر منه قبل المآسي والنوازل، وهكذا هو درس في الأخلاق وإصلاح الذات، والمصالحة مع النفس، وكلّ هذا بفضل الرضا بحكم الله وقضائه. هكذا تكون آخر الدروس الإصلاحية التي تكون بين المرء ونفسه، وهذا هو أصعب الدروس؛ لأنّ الصلاح يبدأ من الداخل من النفس، فمَن صلحت سريرته يمكنه أن يتصالح مع العالم أجمع.
وهنا نؤكد أنّ السيدة زينب عليها السلام، هي العالمة العارفة التي تعيش حالات العشق مع الله، فترى كلّ ما يأتي من الله هو الجمال بعينه، ولعلّك قد لا ترضى بأن يكون مصابها أقل من هذا المصاب، ولو كان ما أصابها أقل ممّا جرى لما علا شأنها كما هو حاصل لها، إنّ سرّ صمودها وبقائها لاعتقادها إنّ ما أصابها هو من عند الله، ولا تبحث السيدة زينب عليها السلام مثل باقي الناس عن أمر يصبرها؛ لأنّه عين الجمال لديها.
في هذا الدرس الروحي العظيم نتعلّم من السيدة زينب عليها السلام أنّ التسليم لله يجعل الإنسان أكبر وأقوى وأعلى شأناً، إذا ما تقبلنا هذا الأمر بالتسليم له، وبهذا نتوصل إلى أنّ الإنسان عندما يسلّم أنّ ما يقدّر له هو من الله بالتأكيد لن يؤذي مَن حوله، وسيكون مصدر فخر لـمَن حوله، عندما يكون القدوة في التحدي والصبر، فإن الله سبحانه وتعالى لن يخذله، وسيكون مصدر احترام وتقدير للآخر.
ومن نفس النص هنالك درس واضح أنّ التسليم لله لا يعني الضعف والاستسلام، بل أن يكون الصبر مغمساً بنفس المقدار من القوة والتحدي بوجه الظالم العاصي لله ولرسوله؛ ليكون مذاق الصبر جميلاً: ﴿فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾[13]، ﴿... فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُون﴾[14]، ويقول الزمخشري في تفسيره «[أنّه الذي لا شكوى فيه» ومعناه الذي لا شكوى فيه إلى الخلق] ألا ترى إلى قوله: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثّى وَحُزْنِى إِلَى الله﴾ [ يوسف: 86] وقيل: لا أعايشكم على كآبة الوجه، بل أكون لكم كما كنت. وقيل: سقط حاجبا يعقوب على عينيه، فكان يرفعهما بعصابة، فقيل له: ما هذا؟ فقال: طول الزمان وكثرة الأحزان. فأوحى الله تعالى إليه: يا يعقوب أتشكوني؟ قال: يا رب، خطيئة فاغفرها لي ﴿وَالله المُسْتَعَانُ﴾ أي: أستعينه ﴿عَلَى﴾احتمال ﴿مَا تَصِفُون﴾من هلاك يوسف والصبر على الرزء فيه»[15].
أمّا صاحب الميزان، فيقول: «وقوله: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾مدح للصبر، وهو من قَبيل وضع السبب موضع المسبب والتقدير: سأصبر على ما أصابني، فإنّ الصبر جميل، وتنكير الصبر وحذف صفته وإبهامها للإشارة إلى فخامة أمره، وعظم شأنه، أو مرارة طعمه، وصعوبة تحمله. وقد فرّع قوله: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ على ما تقدّم؛ للإشعار بأنّ الأسباب التي أحاطت به وأفرغت عليه هذه المصيبة، هي بحيث لا يسمع له معها إلّا أن يسلك سبيل الصبر...»[16] ويضيف «ومن هنا يُعلم أنّ الصبر نعم السبيل على مقاومة النائبة وكسر سورتها، إلّا أنّه ليس تمام السبب في إعادة العافية وإرجاع السلامة، فهو كالحصن يتحصّن به الإنسان لدفع العدو المهاجم، وأمّا عود نعمة الأمن والسلامة وحرية الحياة، فربّما احتاج إلى سبب آخر يجر إليه الفوز والظفر، وهذا السبب في ملة التوحيد هو الله عزّ سلطانه، فعلى الإنسان الموحد إذا نابته نائبة، ونزلت عليه مصيبة أن يتحصن أوّلاً بالصبر حتى لا يختل ما في داخله من النظام العبودي، ولا يتلاشى معسكر قواه ومشاعره، ثمّ يتوكل على ربّه الذي هو فوق كل سبب، راجياً أن يدفع عنه الشر ويوجه أمره إلى غاية صلاح حاله، والله سبحانه غالب على أمره، وقد تقدّم شيء من هذا البحث في تفسير قوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾ [البقرة: 45]»[17].
بينما كان صاحب الأمثل يرى: «وبالرغم من احتراق قلبه ولهيب روحه لم يجرِ على لسانه ما يدل على عدم الشكر، أو اليأس، أو الفزع، أو الجزع، بل قال: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ ، ثمّ قال: ﴿وَالله المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُون﴾، وأسأله أن يبدل مرارة الصبر في فمي إلى «حلاوة»، ويرزقني القوة والقدرة على التحمّل أكثر أمام هذا الطوفان العظيم؛ لئلا أفقد زمامي، ويجري على لساني كلام غير لائق. ولم يقل: أسأله أن يعطيني الصبر على موت يوسف؛ لأنّه كان يعلم أن يوسف لم يُقتل... بل قال: أطلب الصبر على مفارقتي ولدي يوسف... وعلى ما تصفون»[18]، وآراء وأقوال المفسرين في هذا الأمر كثيرة وجميلة في وصف الصبر بالجمال، وهو برأينا أنّ جمال الصبر إذا كان فيه مرضاة الله تعالى، وأنّ ما يتبع الصبر هو الجمال؛ لأنّ فيه الرفعة والسلم والأمان، الذي ينشده الإنسان ويسعى إليه.
الخاتمة
بعد هذا التجوال في نفحة من نفحات سيرة السيدة زينب عليها السلام، يمكن أن نلخّص أهمّ نتائج البحث:
أنّ موقف السيدة العظيمة في قصر ابن زياد يمكن أن يتكرر مع كلّ إنسان منذُ الطفّ إلى هذه الأيام، وربّما يستمر أكثر، مَن فقد الأهل والدار والوطن، والتعرّض لمواقف الشماتة، والمواقف التي مرّت بها السيدة زينب عليها السلام أصبحت تتكرر كلّ يوم، وهذا يجعل النص خالداً حيّاً، يمكن أن يتسلّح به المؤمن في كلّ وقت محزن ومؤلم.
أنّ السيدة زينب عليها السلام سبقت الأجيال في فهم الجمال، وصناعة الجمال، وبادرت به في موقفها ضد الطغاة، الجمال بالكلم، والجمال بالحزن، والجمال بالموقف، إنّه ثقافة وعلم توصّل إليه العلماء متأخرين عنها بعشرات القرون.
إزدياد الحاجة إلى سيادة موقف المثقف الذي يبحث عن الجمال، ويفتش عنه بين ركام الجراح، وقد يكون هذا الموقف بكلمة أو فعل، أو أيّ شيء يبعث الأمل في النفس.
ليس كلّ عنف يمكن أن يجابه بالعنف؛ لأنّ العنف يولد آخر، فيزيد من تأجج نيران الحقد بين الناس، بل يمكن أن يقابل العنف بالسلم القوي لا السلم الخانع؛ لأنّ الخنوع خيانة للمواقف، وبالتالي تؤدي إلى عودة العنف من الداخل، بينما السياسة القوية الحكيمة الثابتة الرؤيا والموقف، تكف الحروب وتُعيد الأمان والبناء من جديد.
أنّ القوة الداخلية التي يمتلكها الإنسان يمكن لها أن تؤدي إلى قلب الموازين من الخسارة إلى الفوز، ومن الهزيمة إلى النصر.
قوة الجمع بقوة القيادة، والعكس أيضاً، لذلك على القائد أن يكون ذا إمكانات عالية من القوة والصبر والتحمل.
ثقافة الجمال تبدأ من السلوك الفردي، ومتى كان الجمال سلوكاً لدى الأفراد أصبح ثقافة مجتمعية.
المعاني السامية يفضي بعضها إلى بعض، والمفاهيم السيئة إذا ما تُركت تصبح جرائم تؤدي إلى العنف.
أنّ الجمال فيه إصلاح للذات، وإصلاح الذات أهم ما يمكن أن يختصر الطريق للوصول إلى السلام.
الأمان والسلام النفسي ينعكس على التعامل مع الآخر بالسلام والأمان، والعكس صحيح؛ لأنّ القلق والتوتر يجعل الإنسان يعيش في مضنّة الشك، وسوء الظنّ، وبالتالي خلق المشاكل والأذى، والشتائم، والسب، والقذف.
الكاتب: م. د. كواكب باقر الفاضلي
مجلة الإصلاح الحسيني – العدد السابع عشر
مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية
________________________________________
[1] كان عدد أصحاب الحسين عليه السلام في واقعة الطفّ، على أشهر الروايات في كتب السير والتارخ والمقاتل، اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً. القصير، علي، حياة حبيب بن مظاهر: ص132.
[2] من أصحاب الحسين عليه السلام، وُلد في نجد، ونشأ في الكوفة، أدرك الرسول عليها السلام، ولازم أمير المؤمنين عليه السلام، جليل القدر، عظيم الشأن، واستُشهد عن عمر خمس وسبعين سنة مع الإمام الحسين عليه السلام. اُنظر: المصدر السابق: ص45ـ51.
[3] ذَكَر أهلُ السِّيَر أنّ زهيراً هذا كان رجلاً شريفاً في قومه، نازلاً فيهم بالكوفة، شجاعاً، له في المغازي مواقفُ مشهورة، ومواطن مشهودة. المامقاني، عبد الله، تنقيح المقال في علم الرجال: ج1، ص452.
[4] اسم أُمّ البنين هو: فاطمة الكلابية من آل الوحيد، وأهلُها هم من سادات العرب، وأشرافهم وزعمائهم وأبطالِهم المشهورين، وأبوها أبو المحل، واسمُه: حزام بن خالد بن ربيعة، وقع اختيار عقيل عليها؛ لأن تكون قرينةَ أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. اُنظر: الإصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين: ص52.
[5] كان مع الحسين عليه السلام من إخوته من أبناء أُمّ البنين: العباس، وجعفر، وعثمان، وعبد الله، أولاد علي بن أبي طالب. اُنظر: المصدر السابق: ص52ـ55، وأمّا عدد أبنائه عليه السلام فهم: علي زين العابدين، وأُمّه شاه زنان ابنة يزدجر الثالث كسرى إيران، وعلي الأكبر الشهيد بكربلاء أُمّه ليلى الثقفية، وعلي الأصغر، وهو المشهور بعبد الله الشهيد، أُمّه الرباب من قبيلة كندة.
[6] كان مجموع أبناء أبي طالب مع الحسين عليه السلام (21) كما في رواية الحصين بن عبد الرحمان، عن سعد بن عبيدة، قال: «إنّ أشياخاً من أهل الكوفة لوقوف على التل يبكون ويقولون: اللهمّ أنزل نصرك، قال: قلت: يا أعداء الله، ألا تنزلون فتنصرونه… وإنّي لأنظر إليهم، وإنّهم لقريب من مائة رجل، فيهم لصلب علي بن أبي طالب عليه السلام خمسة، ومن بني هاشم ستة عشر، ورجل من بني سليم حليف لهم، ورجل من بني كنانة حليف لهم، وابن عمر بن زياد». الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الملوك والأمم: ج4، ص595.
[7] عدد النساء اللاتي شاركن في نصرة الإمام الحسين عليه السلام: لا توجد إحصائية تفصيلية عن عدد النساء اللاتي كنَّ في كربلاء في جانب المخيم الحسيني، غير ما ذكره المحدّث القمي في كتابه (نفس المهموم)، ناقلاً عن (الكامل) للشيخ البهائي، وقد ورد فيها أنّ عددهن كان عشرين امرأة. وغير ما ذكره في وسيلة الدارين في أصحاب الحسين عليه السلام، وسوف نتعرض إليه في آخر البحث.
أمّا النساء اللاتي ورد لهن ذكر صريح في الروايات التاريخية، أو اشتُهر حضورهن من خلال مواقفهن مع أقاربهن (الزوج، الأب، الولد ..). فاُنظر لمزيد من التفصيل بشكلٍ موجز ووافٍ في المقال المنشور في شبكة رافد للتنمية الثقافية، في 29/ك1/2010.
[8] بنات الحسين عليه السلام هنّ: سكينة، فاطمة، زينب، رقية، خولة.
[9] كان عدد زوجات الحسين عليه السلام في الطفّ: 1ـ ليلى أو برة بنت أبي عروة بن مسعود الثقفي أُمّ علي الأكبر الشهيد بكربلاء.2 ـ شاه زنان بنت يزدجر أُمّ السجاد متوفاة قبل الطفّ. 3 ـ الرباب بنت أمرئ القيس ابن عدي أُمّ سكينة وعلي الأصغر المشهور بعبد الله الرضيع الشهيد بكربلاء.
[10] ديوان إيليا أبو ماضي، المولود في إحدى قرى لبنان في 1891: من قصيدته اللامية (فلسفة الحياة ) التي مطلعها:
أيّها الشاكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا
[11] الواحدي، أبو حسن، شرح ديوان المتنبي: ج1، ص113، والمتنبي هو: أحمد بن الحسين بن الحسين ابن عبد الصمد الجعفي الكوفي أبو الطيب (303ـ354 هـ )، المولود في الكوفة في محلّة تسمّى كندة. ومطلع القصيدة:
بَقائي شاءَ لَيسَ هُمُ اِرتِحالا وَحُسنَ الصَبرِ زَمّوا لا الجمالا
[12] القرشي، باقر شريف، حياة الإمام الحسين عليه السلام: ج2، ص301. الحسيني، هاشم معروف، سيرة الأئمّة الاثني عشر: ج2، ص87. محدّثي، جواد، موسوعة عاشوراء: ج1، ص543، وغيرها كثير.
[13] المعارج: آية 5ـ 7.
[14] يوسف: آية 18.
[15] الزمخشري، محمود بن عمر، الكشاف.
[16] الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن: ج11، ص107.
[17] المصدر السابق: ص108.
[18] الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المُنزل: ج6، ص217.
اترك تعليق