ضحايا التفكك الاسري .. قصة طفل يعيش في مكب للنفايات .. هذا سيكون مصيره

لا تستغرب اثناء تجولك في شوارع كربلاء وطرقها الرئيسية والاماكن التجارية والصناعية اذا شاهدت شباب في مقتبل العمر تتنوع طرقهم للتسول وطلب المال من المارة واصحاب السيارات والركاب.

(م .ج)، شاب يبلغ من العمر 14 عاما يترك مسكنه "الخربة" الواقع في احدى ضواحي المدينة ليس للذهاب الى المدرسة بل يذهب للتسول في شوارع كربلاء والبحث عن طعام يسد به رمقه. يروي (م . ج) للموقع الرسمي ان "حياتي تغيرت منذ بلوغي عمر السبع سنوات بعد انفصال ابي عن امي". ويضيف, بعد وصول زوجة ابي الى البيت بدأت اعاني من الاعتداء والاهمال من ابي وزوجته, الا ان وصل الامر ان اطرد من البيت لأعيش في مكب للنفايات قريب من الحي".  تقاطعات الشوارع يقول ايضا ان "اللون الاحمر يعتبر اشارة للبحث عن المال من خلال توقف السير وازدحام السيارات , عن طريق تلميع الزجاج بالماء والمنظفات". ويمضي بالقول , ساعات العمل تبدا منذ الثامنة صباحا وحتى حلول الليل لأعود الى مكان الراحة. وبالرغم من تواجد الكثير من الشباب والاطفال في التقاطعات لا توجد احصائيات دقيقة لاعداد المتشردين والمتسولين بسبب ما خلفته الحرب الاخيرة مع  داعش او التفكك الاسري او انتشار الفقر. مشروع للتمرد والجريمة يحث  الباحثون ورجال الدين على مراقبة الفتيان والشباب الذين وقعوا ضحية التفكك الاسري او الحالة الاقتصادية كونهم مادة سهلة بيد العصابات الارهابية والمجرمين او ضحية للإدمان على المخدرات . الى ذلك نبه ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي  في خطب عدة الى هذه الظاهرة قائلا "فترى الزوج قد يتحمل ويصبر على زوجته او بالعكس الزوجة قد تتحمل وتصبر على زوجها من اجل الحفاظ على الاسرة وعلى الاولاد وحتى لا تتفكك الاسرة وقد يكون هناك اولاد منحرفين".  ويؤكد الكربلائي ان "على جميع اطراف الاسرة التحمل وحل المشاكل بمودة لاجل الحفاظ على الاسرة والحفاظ على المجتمع ككل". فيما يضيف الباحث علي جبار ان "من الضروري اقامة مشاريع اجتماعية واقتصادية لانتشال هؤلاء الاطفال من الواقع المؤسف الذي يعيشونه عبر اعادة تأهيلهم، وزجهم من جديد في عجلة التعليم والدراسة. نقطة تحول بعد عام 2003 انتشرت منظمات ومؤسسات وحركات مدنية متنوعة المهام يقودها شباب لمساعدة السكان وقضاء حاجاتهم, من هذه المنظمات الذي تأسست عام 2018  تهتم بالمتسولين والمتشردين. يقول احد المتطوعين احمد الكعبي ان "المنظمة اسست وافتتحت بسبب كثرة الاطفال المشردين والتهميش الذي يعانوه وتوفير الرعاية اللازمة لهم". ويمضي الكعبي بالقول , تم مخاطبة بعض الجهات لافتتاح دار ايواء متخصص بالمتسولين لكن لا جواب ولا مساعدة. ويشير الى انه , بعد سماع العتبة الحسينية بفكرة المشروع سرعان ما تبنته وخصصت جميع المستلزمات الاساسية ليكون الشاب(م .ج) اول من دخل الدار". المشروع الاول في كربلاء  يقول مسؤول الدار حسين النصراوي ان "العتبة الحسينية تبنت اول مشروع لإيواء الاطفال والفتيان المشردين في محافظة كربلاء المقدسة بعد طرحة من قبل شباب ". ويوضح, غالبية المتواجدين في المركز هم المتسولين في الاسواق او ممن اصبحوا ضحية  العنف والتفكك الاسري فضلا عن الايتام و مجهولي الهوية القانونية". ويضيف النصراوي , بلغ عدد المسجلين في الدار 30 شخصا تتراوح اعمارهم بين 6 – 14 سنة . ويبين , ان" الدار يقدم خدمات التعليم والصحة والتنمية البشرية وتأهيل واعادة السلوك" . ويشير الى ان العتبة الحسينية اعدت خطة وبناية ستضم خلال الاشهر القادمة اكثر من 200 طفل . حياة اخرى يقول حسين النصراوي ان "(م . ج) لم يكن يمتلك اوراق قانونية وكانت صحته غير سليمة فتم تخصيص طبيب خاص له ولأقرانه لمتابعتهم . لاحقا اطلق على الدار اسم دار الوارث للإيواء والتنمية الاجتماعية في كربلاء.

مصطفى احمد باهض  الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات