لنْ يُثْنِيَنِيْ عَوَقِيْ منَ السّيرِ إلى كربلاءَ... لأنَّ الحسينَ أبيْ وروحيْ لهُ فداءٌ

كان وقوفي إلى جانبه وأنظر إلى محياه الذي بان عليه التعب من المسافة الطويلة التي قطعها من منطقة (الكفاح) في بغداد إلى كربلاء الحسين (عليه السلام) بنية زيارة أربعينية الإمام واستقبال سبايا الطف ومواساة زينب عقيلة الهاشميين،بدأ الحديث معه وهو يسير بجانبي مقعداً على عربته الصغيرة،ليقول إن الحسين هو أبي لن يثنيني عوقي وجلوسي على العربة من السير باتجاه الطف الذي رسم به الحسين الشهيد بدمه الطاهر أسس الإسلام الصحيح ،فلا إسلام لمن لم يعرف الحسين حق معرفته ويسير على نهجه وعقيدته.  

لقد ألقى عليَّ الشاب (أحمد حسين زكي) معاق المظهر سليم الإرادة كلمات سطرها بجنون وعشق للإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته  الكرام ... ويواصل هتافه الروحي بصعوبة  ليكرر بين مفرداته إن  (الحسين أبي وروحي له الفداء)،مؤكداً أنني أسير بمسيرة الأربعين الخالدة منذ  سبعة سنين متتالية لم أتخلف عنها وكان نذري الوحيد الذي عاهدت نفسي على الالتزام به منذ أن عرفت الحسين هو الطريق الحق وسفينة النجاة وعليّ أن أركبها مهما يحصل لي ،لذا أسير بعربتي هذه دون مرافقة من عائلتي وأنا مستمر بالسير بعون الله إلى آخر حياتي.

تتوقف عنده كل الأشياء ويجف التعبير ويعجز الكلام عن وصف الروح العالية والمعنويات المتعالية والتصميم والإرادة لشاب معوق مُصِرّ على السير مع مسيرة العشق الحسيني وهو يسير وصوته لا يتوقف عن النداء المقدس لبيك يا حسين ،بذلك يريد (أحمد) أن يجسد بحالته صورة حية من أرض الطفوف التي عاهدت الحسين والأئمة المعصومين أن لا يتوقف نبضها مادامت الحياة قائمة،وهو التحدي القائم فعلاً على قهر كل الظروف ليسحق الزائرون بكل جنسياتهم (الدواعش) من اليزيدين الذين ورثوا ثقافة الذبح والقتل لإطفاء شعلة الحسين التي أضاءت النور في السماء للملائكة وأضاءت بنورها طريق الحق الذي يسير عليه الحسينيون.  

ياسر الشّمّريّ

الموقع الرّسميّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة

المرفقات