المرجعية العليا: الشعب العراقي تميز بالكرم والجود وان الناس التي نظمت امورها في الزيارة عليها ان تمارس هذا التنظيم بشكل مستمر

استهل ممثل المرجعية الدينية العليا خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف بتقديم الشكر والتقدير لجميع من ساهم بانجاح الزيارة. وقال السيد احمد الصافي الجمعة (23/صفر الخير/1440هـ الموافق 2 /11 /2018 م)، "اوجه الشكر والتقدير لكل القوى العاملة وجميع الجهات التي بذلت كل ما في وسعها من اجل انجاح هذه الزيارة". واضاف "اُحب ان اؤشر الى حالة تتكرر في كل عام ولابد للجهات المعنية التفكير الجدّي للقضاء عليها ألا وهي مسألة النقل، ففي كل زيارة نجدد هذه الدعوة، والمشكلة في مدينة كربلاء ان الطرق المؤدية لها ذهاباً واياباً ليست بالمستوى الذي ينسجم مع هذه الاعداد الغفيرة للزائرين". وتابع "لا اعتقد ان المسألة عصيّة عن الحل بل تحتاج الى تفكير جدي وتخطيط واقعي، هي ليست مشكلة باصات نقل او سيارات بقدر ما هي مشكلة طُرق ولا اعتقد ان هذه المدينة لها نظير الان في دول العالم، بهذه الكيفية وبهذه الطريقة". واوضح "في كل سنة نُجدد الدعوة لكن للأسف لا توجد آذان صاغية ولا توجد حلول حقيقية للموضوع، وارجو ممن يسمع الكلام وهو بموقع المسؤولية ان يقدّر هذه الدعوة بلسان جميع الزائرين، ومن حق الزائر علينا ان نوفر له السهولة بالدخول والخروج". واردف "هناك بعض المُعطيات احب ان اذكرها وهي كلها تصب في الجوانب الجيدة، الحالة الاولى هي حالة الكرم والجود عند المواكب وعند الشعب العراقي"، لافتا الى "انا عندما اذكر الشعب العراقي من باب اثبات شيء للشيء وهناك حق وهذا الحق يؤشر خصوصاً ونحن نعرف كثير من الناس حالتهم المادية اقل من المتوسط لكن هذا الاندفاع وهذا الجود وهذا الكرم الذي يبذله الاخوة والبيوت واصحاب المواكب لاشك انها هي حالة صحيّة". وبين ان "الانسان عندما يعلم ان المال تكمن لذته وسعادته في انفاقه يخرج من هذه القيود المادية التي تؤثر عليه، فالذي يتصدى للإنفاق يعلم ان هناك لذّة سيشعر بها عندما ينفق المال لا عندما يخزن المال وهذه حالة الكرم والجود تؤصّل لهذا المفهوم النبيل الذي يندب له الشارع المقدس في اطعام الطعام وتسبيل الماء وهذه خصيصة حقيقة تمتع وتميّز بها الشعب العراقي والمواكب وجميع من يمارس هذه الطقوس وهي خصلة نبيلة". واردف ان "الحالة الثانية وهي حالة التنظيم في الامور وهي حالة تُلفت النظر"، مبينا ان "مع هذا الزخم المليوني والناس تستطيع ان تنظّم امورها فمن باب أولى ان تُنظّم امورها خارج الزيارة". واستدرك ان "هذه الاعداد الكثيرة لم تُربك حركة الناس ولم تُسجّل هناك حوادث مُخلّة"، لافتا الى ان "هذه الاعداد الكبيرة والانسيابية دليل على وعي يتمتع به الاخوة المشاة او الذين تصدّوا لمواكب الخدمة او مواكب العزاء، وان تنظيم الامور من الاشياء المحببة والجيدة التي نتمنى ان تستمر دائماً في جميع أشهر السنة". ويرى ممثل المرجعية العليا ان من بين الامور المهمة التي شهدتها الزيارة وجود مواكب اختصت بالنظافة. واثنى السيد الصافي على دور المواكب في الحفاظ على الاملاك العامة والخاصة، مبينا ان وجود حالة او حالتين لا تُعدّ امام اكثر من عشرة آلاف موكب خدمي في هذه السنة. ودعا خطيب جمعة كربلاء الى ضرورة تدوين المواقف المهمة والمشاهد في زيارة الاربعين قائلا "هناك مُعطى مهم احببت ان اشير له، طبعاً هذه الزيارة تمثّل لكل من شاهدها وعايش ظروفها تمثل حالة تربوية راقية جداً تجد الايثار وتجد حُنوّ الكبير على الصغير وتجد احترام الصغير للكبير وتجد حالة من المساعدة وقضاء الحاجة وتجد هناك حالات لا يمكن ان تظفر بها خارج الزيارة يعني هذه الحالة التي ينتدب لها الجميع في سبيل ان يُريح الزائر، هذه الحالة الذي اُحب ان ابيّن لابد ان تُدوّن، هناك أدب يُسمى أدب الرحلة يا ليت الاخوة الاعزاء الذين يأتون في هذه الرحلة خلال خمسة ايام او عشرة ايام  سيشاهدون أشياء وهُم شاهدوها ونقلوها". وقال "هذه الاشياء لا تُشاهد خارج الزيارة لكن لابد ان تُدوّن ونحتفظ بها ليس كأرشيف وانما نحتفظ بها كشيء نعتز به من حضارتنا ومن وعينا ومن قدرتنا على ان نفهم الامور على ما هي عليه وهذا يشمل الجميع من الاخوة الضيوف الكرام وغيرهم الذين يأتون مشياً، لابد من تدوين كثير من الامور التي يصادفونها ونحن نتكفل بطباعتها فهذا أثر طيب". ويرى السيد الصافي ان "الرحلة الى سيد الشهداء يكتنفها أشياء كثيرة ومشاهدات رائعة على المستوى الانساني وعلى المستوى الحضاري لا يُمكن ان تُحفظ في الذاكرة بين خمس او ست نفرات وانما يجب ان تُكتب وتُدوّن وستكون ايضاً سبباً لإطلاع الاخرين عليها لعلّهم يتشرفون ايضاً بالمشي". وكشف ممثل المرجعية الدينية العليا عن الاحصائية المسجلة لعدد زوار اربعينية الامام الحسين عليه السلام خلال زيارة الاربعين، قائلا "تعودنا ان ننقل الاحصائية النهاية لعدد الزائرين، لافتا الى ان الاحصائية التي اعلن عنها في سنة (1438هـ) شملت ثلاث محاور للمدينة واما الاحصائية الخاصة بسنة (1439هـ) شملت اربع محاور، مبينا ان الاحصائية الخاصة بالعام الحالي شملت خمس محاور باضافة محور الحر ومحور الحسينية للمحاور الثلاث الرئيسية وهي (كربلاء – بغداد) و(كربلاء- الحلة) و(كربلاء- النجف). واوضح ان المعايير التي يتم اعتمادها في الاحصائية هي معايير رقمية من خلال الكاميرات التي ترصد عدد الزائرين الداخلين لمدينة كربلاء سواء المشاة او بواسطة السيارات. وبين السيد الصافي ان الزائرين الوافدين بالسيارات تم احتساب عددهم بالحد الادنى المعقول الذي تستوعبه السيارة، مبينا انه من باب المثال فان السيارات ذات الطابقين التي تستوعب اكثر من (90) شخصا تم اعتماد العدد (80). واضاف ان الاحصائية للفترة من 7 صفر وحتى يوم الثلاثاء (20 صفر) الساعة (12 ليلا)، لافتا الى ان المدينة كانت تشهد توافد للزائرين بعد هذه الفترة. واستدرك السيد الصافي حديثه في ان بعض الشعائر يصعب احتساب عدد المشاركين فيها كعزاء طويريج، مبينا ان عزاء طويرج من الشعائر المهمة التي يحرص على استمرارها الا ان الوسائل الحديثة تعجز عن احتساب عدد المشاركين في هذا العزاء. ويرى ممثل المرجعية العليا ان طريقة ممارسة عزاء طويرج غير مألوفة للعالم والوسائل الحديثة تخطأ في احتساب عدد المعزين نتيجة الاندفاع الكبير والسرعة، مشيرا الى انه تم مفاتحة اصحاب الاختصاص من خارج العراق لهذا الغرض. واوضح السيد الصافي ان احصائية عدد زوار الاربعين في مدينة كربلاء التي سجلت في العام (1438هـ) بلغت (11210367) واما الاحصائية التي سجلت للعام الماضي (1439هـ) فانها بلغت (13874818)، مؤكدا ان الاحصائية التي تم تسجيلها للعام الحالي (1440هـ) فانها بلغت (15322949) زائر من داخل وخارج العراق، الى جانب مشاركة (10714) موكب خدمي و(225) هيئة خدمية من خارج العراق. ولاء الصفار  الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

المرفقات