ميزانيّاتٌ خاويةٌ وتصريحاتٌ خجولةٌ تُقابلُها موائدُ غذائيّةٌ فاقَتْ حدودَ الكرمِ فيْ مواكبِ سيّدِ الشّهداءِ

عام مضى وميزانية العراق تشهد العجاف بسبب السياسة اللاواعية التي قادت البلد إلى الهاوية وأدخلته في ظلمات الحرب الكارثية وفسحت المجال للمتآمرين من خارج العراق بأن تتسلل أياديهم الخبيثة لتعيث في أرض البلد الفساد بعد أن استنزفت طاقاته وموارده لتشهر الحكومة علناً إفلاسها وتعترف عجزها الواضح أمام متطلبات المرحلة خصوصاً أن البلد يشهد أكبر تظاهرة حسينية على وجه الأرض تتطلب جهوداً حكومية مضاعفة وموارد مادية كبيرة وخططاً استراتيجية محكمة وإعلان حالة الإنذار القصوى لتذليل الصعاب أمام زوار سيد الشهداء ولكن الموقف أضحى كالتالي :

الموقفُ الحكوميُّ 

أكد تقرير صادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره العاصمة البريطانية لندن، أن عجز الموازنة العراقية بات يشكل تهديداً واضحاً لاقتصاد العراق، وبحسب التقرير، فإن العجز تجاوز مبلغ الـ50 مليار دولار وبالتالي فإن العراق سيكون عرضة لخطر الإفلاس، وسيكون العراق عاجزاً عن دفع رواتب موظفيه، ويبدو أن مؤشرات الإفلاس باتت تلوح في الأفق.

إفلاسُ خزينةِ كربلاءَ

كشف محافظ كربلاء عقيل الطريحي عن إفلاس خزينة الحكومة المحلية في المحافظة بسبب تأخر إقرار الموازنة العامة في البلاد، داعياً مجلس النواب إلى وقفة وطنية لدفع الضرر المحدق. وقال الطريحي في بيان صحافي إن خزينة المحافظة أصبحت فارغة بشكل شبه تام مما يترتب على ذلك إضرار مكلفة على أكثر من صعيد حيوي في كربلاء”، وأشار إلى أن “الحكومة المحلية في كربلاء طالبت وزارة المالية المركزية بالاستجابة إلى طلب صرف الموازنة الشهرية، مبيناً أن “كربلاء تدعو أعضاء مجلس النواب العراقي إلى وقفة وطنية جادة لإقرار الموازنة ودفع الضرر المحدق جراء هذا التأخير”.

العتباتُ المقدّسةُ

بدورها أعلنت إدارة العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وكعادتهما في كل موسم عن تسخير جميع الطاقات والامكانيات وتخصيص مبالغ طائلة لغرض تذليل الصعوبات التي يواجها زائر مدينة كربلاء المقدسة إيماناً منها بأن لكل زائر كرامة وإن دورها يكمن بضرورة تقديم الضيافة الكاملة لكل زائر قاصد عتباتها المقدسة.

المتصدّونَ لخدمةِ الزّائرينَ

لم تشغل تصريحات الإفلاس وتعطيل الموازنة المالية للبلد المتصدين للخدمة من أصحاب المواكب الحسينية بل إنهم في كل عام يضاعفون موائدهم وخدماتهم للزائرين ضمن تخطيط بسيط تعجز أمامه إمكانيات دول عظمى في تأمين جميع الاحتياجات لزوار يفوق تعدادهم (15) مليون فرد يقطعون مسافة تتجاوز (600كم) مشياً على الأقدام ليتجمهروا في مدينة صغيرة لأداء مناسك مقدسة في بقعة لاتتجاوز مساحتها عن (2كم2).

أكبرُ مائدةٍ في العالمِ عندَ زيارةِ الأربعينَ

شهدت محافظة ذي قار إحدى محافظات جنوب العراق نَصْبَ مائدة طعام عدت الأكبر من نوعها في العالم تيمناً بذكرى حلول ذكرى شهادة كريم أهل البيت (عليهم السلام)الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) جمعت الأيتام والأرامل والمساكين ومحبي أهل البيت (عليهم السلام).

وقال القائمون على تهيئة المائدة إن الإعداد لتلك المائدة التي امتدت من سوق الشيوخ إلى ناحية الفضلية بطول 15 كيلو متراً استغرق خمسة أيام متواصلة بجهد شخصي من أصحاب المواكب الحسينية دون أن يكون هناك تدخل حكومي أو خارجي.

وأضاف عدد من أصحاب المواكب أن الغرض الرئيسي من نصب هكذا مائدة طعام هو أن نعكس للعالم أجمع أن كرم أهل البيت (عليهم السلام) لاحدود له وأن هذه المائدة تمثل انعكاساً حياً للتعايش الإنساني السلمي الذي حث عليه سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، مبينين أن المائدة جمعت الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام وعشاق أهل البيت من مختلف الانتماءات والتوجهات للتلذذ بعطاء كريم أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).

ولاء الصّفّار

الموقع الرّسميّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة

المرفقات