هل حقا خالفت السيدة زينب وصية امها الزهراء؟!!

ما ان يرد الى الاسماع اسم زينب بنت علي (عليهما السلام) يتبادر الى الذهن صور عدة، تأتي في مقدمتها التقوى والعفة والحجاب التي تكمن فيها مكانة المرأة المسلمة ولولاها تصبح اشبة بالسلعة الرخيصة الفاقدة لقيمتها. تلك الثلاثية المتلازمة التي فرضها الله على النساء من عباده جسدتها السيدة زينب (عليها السلام) رغم الادوار التي مرت بها خلال مسيرتها الجهادية بدءا من ترعرعها في كنف ابيها الذي كان يطفئ السراج ليلا كي لا يرى لها ظلا، وحتى مسيرها في طريق السبي ووقوفها في مجالس الظالمين. ولعل الدور الريادي الذي مارسته السيدة زينب (عليها السلام) بعد واقعة الطف كان من اهم عوامل نجاح وانتشار وديمومة مبادئ تلك الثورة العظيمة التي رسمها الامام الحسين (عليه السلام) بدمه الطاهر الامر الذي اثار حفيظة الحاقدين والحاسدين والمتآمرين فدفعهم حقدهم الاعمى لاستهداف ذلك الموقف البطولي والتقليل من شأنه من خلال تسخير الاقلام المأجورة والنفوس الضعيفة التي تجرأت على مقامها واعتبرتها مخالفة لحدود الله ووصية امها الزهراء (عليها السلام) الذي قالت ( خير للمرأة ان لا ترى رجلاً ولا يراها رجل ) واعتبروها اول من خالف تلك الوصية حينما وقفت في مجلس يزيد (عليه لعنة الله) لتخطب في محضر الرجال رغم وجود الامام السجاد (عليه السلام). تلك الاتهامات وغيرها التي تعاطفت معها العقول ذات التفكير الضيق والبصيرة العمياء ادحضتها الاقلام الشريفة بعد ان كشفت للعالم ان ذلك الموقف البطولي للسيدة زينب (عليها السلام) يعد منقبة تضاف الى مناقبها ودستورا اتاح للمرأة ممارسة دورها القيادي في الحياة العامة الى جانب اعتبارها عامل مكمل لثورة الامام الحسين (عليه السلام)، كونها ايقضت بخطبتها مشاعر المحبين الذين غلب عليهم الندم وتحركت لديهم دوافع الانتقام من يزيد الذي لم يحفظ وصية رسول الله في اهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين اضافة الى كشفها زيف الاعلام الاموي الذي ضلل الحقائق واوهم الرأي العام عن طبيعة المعركة التي حصلت في كربلاء الى جانب استعراضها لمظلومية الامام الحسين بقتله ابشع قتلة على رمضاء كربلاء ومظلوميته بعد استشهاده من خلال سبي عياله وأطفاله الى الشام. ويشير عدد كبير من الباحثين ان خطبة السيدة زينب ادخلت الرعب في قلوب بني امية قاطبة وهيأت الاجواء لحفظ حياة الامام السجاد (عليه السلام) وأتاحت الفرصة له ليرتقي المنبر في الشام الذي هز بعباراته عرش يزيد وفضح بكلماته الحكم الاموي. لذا على كل من تدعي التزامها بمنهج السيدة زينب وانتماءها لها ان تلتزم بالتقوى والعفة والحجاب في جميع الظروف خصوصا اننا نمر اليوم بغزو ثقافي حمل شعارات براقة وزائفة اوهمت من خدعتهن الدنيا بان الحجاب اصبح مظهر من مظاهر التخلف وعائق امام تطورهن ومواكبتهن للتحضر. ولاء الصفار الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات