إستنكر ممثل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العَتبة الحُسينيّة المُقدّسة في 26 شوال 1433هـ الموافق 14 أيلول 2012م، الإساءة الدنيئة على شخص النبي الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال إنتاج فيلم يسيء بشكل متعمّد لكرامة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) . وفي بداية الخطبة أكد سماحته إنَّ المرجعية الدينية العُليا والمراجع الدينية الأخرى تستنكر وتدين بشدّة ماورد في هذا الفيلم من إهانةٍ لكرامة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) وإستهانةٍ بمشاعر الملايين من المُسلمين،وإنَّ ما ورد فيه مُجافٍ وبعيد عن الحقيقة ، وفيه الكثير من التجنِّي على شخصية الرسول الأعظم حيث كان غرض المنتجين إظهار الرسول الكريم بشخصية رجل ٍلاهثٍ وراء الشهوات والقتل، متجاهلين السيرة المشرقة والأخلاق والخصال الحميدة التي شهد الله له بها في كتابه العزيز،هذه الأخلاق والخصال التي دعت المستشرقين الغربيين قبل غيرهم الى التأليف عن هذه الشخصية الفذَّة والمعطاءة والتي لم يجدوا لها نظيراً في تاريخ البشرية ونذكر هنا نماذجاً من هؤلاء المستشرقين على سبيل الإيجاز لا الحصر : • المستشرق الإستكلندي توماس كارليل في كتابه ( الأبطال) :( إنَّ الرسالة التي أدَّاها ذلك الرجل لازالت السراج المنير فترة إثني عشر قرناً لمئات الملايين من الناس). • المستشرق غوستاف لوبون في كتابه (الحضارة والعرب) : حيث يعترف بدور النبي في بناء تلك الدولة العربية الاسلامية . • المستشرقة الالمانية زيغريد هونكه : ( لقد أوصى محمد ٌ كل قومه رجلاً كان أو إمرأة وحثَّهم على طلب العلم وجعل ذلك واجباً دينياً ). • المستشرق الإنكليزي لين بورستانغ : ( إنَّ محمداً كان يتصف بكثير من الصفات الحميدة كاللطف والشجاعة ومكارم الاخلاق، حتى الانسان لا يستطيع ان يحكم عليه من دون ان يتأثر بما تتركه هذه الصفات الحميدة في نفسه من أثر). • المستشرق الفرنسي موريس بوكاي : ( إنَّ الاحكام المغلوطة تماماً التي تصدر من الغرب عن الاسلام ناتجة عن الجهل حيناً ، والتسفيه العامد حيناً آخر) . • المستشرق الامريكي إيرفنج في كتابه ( محمد وخلفاؤه ) : ( نجد من الصعوبة حتى على المنكرين على رسالته ان ينكروا عليه صدق الشعور الذاتي فيها ، ولا أن ينكروا سمو توجه القرآن الكريم وصدقه ). كما شدَّد سماحته على وجوب الانتباه الى التداعيات الخطيرة لمثل هذا الاعتداء والدعوة الى معالجته بشكل جذري مما يضمن عدم تكراره مستقبلاً من خلال عدَّة توصيات منها : 1) إن حُرية التعبير عن الرأي لا تبرر ولا تسوغ الإساءة للرموز الدينية المقدسة . 2) مطالبة الأمم المتحدة بتشريع القوانين ووضع العقوبات للحد من هذه الاعتداءات بإعتبارها الجهة المسؤولة عالمياً عن حفظ الإمن والتعايش السلمي بين الشعوب . 3) إنّ هذه الإنتهاكات تهدِّد السلم الأهلي والتعايش وخاصةً لدى الشعوب الخليطة لما يجر معه من أعمال عنفٍ وإعتداءاتٍ. 4) لا يتصور منتجو هذا الفيلم بإن المسألة ستقف عند حد الإستنكار والشجب ، إ ذ إنه يمثل إعتداءً صارخا على مقدسات وكرامة ومشاعر أكثر من مليار مسلم في العالم ولهم الحق في انتهاج الأساليب القانونية الرادعة بما تضمنه لهم المؤسسات الدولية للحد من هذ الاعتداءات وعدم تكرارها. 5) إن مشاعر الغضب حقٌ طبيعيٌ لكن ينبغي أن لا ينعكس سلباً على أصحاب الديانات الأخرى وهو الغرض الذي يريد تحقيقه هؤلاء الاشخاص كما أراد الإرهاب في العراق بإ ستهداف أفراد طائفة معينةٍ للإيقاع به في إتون حربٍ أهلية لكن الحمد لله إنَّ العراقيين فوَّتوا الفرصة على أصحاب النوايا المغرضة . وهنا وجه سماحته وصيةً للشعوب الخليطة ذات الأديان المتعددة ومن ضمنها العراق حيث يعيش المسلمون و المسيحيون سوياً متكافئين في الحقوق والواجبات أن يحافظوا على هذا التعايش السلمي بينهم. 6) إن مثل هذه الإساءات تحمِّل المثقفين والكُتَّاب والإعلاميين مسؤولية التعريف بشخصية النبي الأكرم وما فيها من جوانب سامية . 7) تحتِّم هذه الإعتداءات المستمرة علينا أن نتحلى بأخلاق النبي الحميدة وخصاله الكريمة كالعدل والصدق والأخلاق الكريمة في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى ليرى هؤلاء عظمة الدين الإسلامي وكمال شخصية مقتدانا النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
اترك تعليق