ما ان يقترب شهر محرم حتى تتحول مدينة كربلاء الى مدينة اخرى لا تشبه أي مدينة في العالم.
الرايات واليافطات السوداء تحيل وجه المدينة الى حزن مطبق، حيث يقوم سكنتها وزوارها من العرب والاجانب بممارسة الشعائر التي تستذكر واقعة الطف الاليمة وذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام.
فتنتشر المواكب والهيئات الخدمية والعزائية في الطرقات لإحياء مراسيم عاشوراء وتقديم الخدمات المختلفة للزائرين.
ويمثل نصب التكايا واحد من اشهر التقاليد السنوية التي تشتهر بها مدينة كربلاء في شهر محرم, حيث كانت السرادق والتكايا تتميزبوجود النار كدلالة على انها موقع لاستقبال الزائرين واطعامهم، ومع تطور الزمن استبدلت النار بالمصابيح والشموع الملونة التي نراها اليوم.
ويقول المؤرخ سعيد رشيد زميزم للموقع الرسمي , ان الشعائر الحسينية كانت محضورة في زمن العثمانيين وتمارس بالخفاء, حتى عهد الوالي العثماني على العراق علي رضا باشا الذي عرف بحبه لاهل البيت عليهم السلام ومن اتباع الطريقة البغداشية".
ويضيف , في عام 1820 زار الوالي العثماني علي رضا باشا المواكب الحسينية والمقرات او ما يسمى بالتكيات وقام بإهداء مجموعة من التحفيات والفوانيس او ما تعرف بـ "اللالات" الى اصحاب التكايا و المواكب الحسينية.
وعن المشعل او ما يعرف بالهودج الذي يتقدم سير الموكب او العزاء, فيقول زميزم ان المشعل في السابق كان يبنى من الخشب وتعلوه الخرق او بعض انواع قطع القماش التي تساعد على الاشتعال ويضاف عليها الزيت لدوام توهجها.
ويواصل زميزم قوله , الهدف من حمل المشعل في المواكب الحسينية هو لانارة الموكب وفتح الطريق امامه فضلا عن كون هذا الفعل تقليدا فلكلوريا تراثيا لدى الكثير من اصحاب المواكب.
ويصف زميزم المشعل في الاعوام الماضية "المشعل يكون على شكل اشبه بالسفينة ومن المنتصف شكل مصغر لقبة الامام الحسين عليه السلام، ويزين من الاعلى بـ 14 فانوس دلالة على الائمة الاربعة عشر عليهم السلام.
في السياق , يقول الحاج حامد العبيس وهو احد مؤسسي تكية وهيئة طرف العباسية , ان وصول الامام الحسين (ع) الى كربلاء كان في اول يوم من شهر محرم الحرام وفي بعض الروايات في الثاني منه، ولذلك يستقبل اهالي كربلاء قدوم شهر محرم بتنصيب المصابيح والفوانيس الملونة التي تضيء اجواء المدينة، التي يسمونها بـ(التكية) وهي دلالة وتعبير عن الحزن بإضاءة المدينة للأمام الحسين عليه السلام وعائلته واصحابه".
ويضيف العبيس , اول تكية نصبت في مدينة كربلاء بشارع العباس في بيت الراجه سنة 1919 حيث كانت مدينة كربلاء محاطة بسور من الخارج وبداخلها ابواب ومناطق تعرف بباب الطاق وباب بغداد وباب السدرة وباب السلالمة وباب الخان وباب النجف.
حسين حامد الموسوي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق