ألقى الشاعر اللبناني المسيحي (جوزيف الهاشم) قصيدة عن الإمام السجاد (عليه السلام) داخل الصحن الحسيني الشريف ضمن افتتاح مهرجان تراتيل سجادية الدولي الأول. وقال السيد جمال الدين الشهرستاني مدير العلاقات والمشرف على المهرجان :ان الهاشم رغم انشغالاته الكبيرة كوزير لدولة لبنان الا انه لبى الدعوة الى الحضور والمشاركة في المهرجان،مبينا سبق وان أعلن الهاشم عن استعداده بالشروع بكتابة قصيدة خاصة بالمناسبة مؤكدا قراءتها في حرم الإمام الحسين (عليه السلام) في افتتاحية المهرجان...وذلك بعد ان وجه له سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دعوة رسمية وخطية للمشاركة.القصيدة أثارت شجن الحضور وتفاعل معها المشاركين للوصف الجليل والقيمة العليا التي نثر عبق كلماتها بحب الحسين وابنائه (عليهم السلام ).يذكر ان الشاعر (جوزيف الهاشم) شغل حقائب وزارية عدة في لبنان ويعد من الشعراء الكبار الذين يشار لهم بالبنان وقد كتب في اغراض الشعر المتعددة الا انه كتب قصيدة في حق الامام علي (عليه السلام) اخذت صدى كبيرا وواسعا جاء في مطلعها :نِعْمَ العليُّ، ونعمَ الاسمُ واللقبُيا منْ بهِ يشرئبُّ الأصلُ والنسَبُالباذخانِ: جَناحُ الشمس ظِلُّهماوالهاشميّان: أمُّ حرّةٌ وأَبُلا قبلُ، لا بعدُ، في "بيت الحرام"، شَدَاطِفلُ، ولا اعتزَّ إلاَّ باسْمِهِ رجَبُيومَ الفسادُ طغى، والكُفْرُ منتشرٌوغطْرسَ الشِرْكُ، والأوثانُ تنتصبُأَللهُ كرَّمهُ، لا "للسجود" لهاولا بمكّة أصنامٌ ولا نُصُبُمنذورةٌ نفسهُ للهِ، ما سجَدَتْإلاّ لربّكَ هامٌ، وانطَوْتْ رُكَب***هو الإمامُ، فتى الإسلام توأَمُهُمنذُ الولادة، أينَ الشكُّ والرِيَبُ؟تلقَّفَ الدينَ سبّاقاً يؤرّجُهُصدرُ النبي، وبَوْحَ الوحيِ يكتسبُعشيرٌه، ورفيق الدرب، "كاتُبه"في الحرب والسلم، فهو الساطعُ الشُهُبُبديلُهُ، في "فراش الدرب"، فارسُهوليثُ غزوتِه، والجحْفلُ اللَّجِبُسيفُ الجهاد، فتىً، لولاه ما خفقَتْلدعوةِ اللهِ، راياتٌ ولا قُطُبٌإنْ برَّدَتْ هُدْنةُ "التنزيلِ" ساعدَهُكان القتالُ على "التأويل"، والغَلَبُأيامَ "بدرٍ" "حُنينٍ" "خنَدقٍ" "أُحُدٍ"والليلُ تحتَ صليلِ الزحْفِ ينسحبُوالخيلُ تنهلُ في حربِ اليهودِ دماًويومَ "خيبر" كاد الموتُ يرتعِبُولوْ كان عاصَرَ عيسى في مسيرتهِومريمٌ في خطى الآلامِ تنتحبُلثارَ كالرعد يهوي ذو الفقار علىأعناقِ "بيلاطُس البُنْطي"، ومَنْ صلَبِواما كان دربٌ، ولا جَلْدٌ وجُلْجُلةٌولا صليبٌ، ولا صَلْبٌ ولا خشبُ.تجسّدَتْ كلُ أوصافِ الكمال بهِفي ومْضِ ساعدهِ الإعصارُ والعطَبُالصفحُ والعفوُ بعضٌ من شمائِلهوبعضُه البِرُّ، أمْ من بعضِه الأدبُمّحجةُ الناس، أقضاهُمْ وأعدلُهمْأدقُّ، أنصفُ، أدعى، فوقَ ما يجبُيصومُ، يطوي، وزُهْدُ الأرضِ مطْمَحُهُوالخَلُّ مأكَلُه، والجوعُ والعُشُبُيخْتَالُ في ثوبهِ المرقوعِ، مرتدياًعباءَةَ الله، فهْيَ الغايةُ الأرَبُمَنْ رضَّع الهامَ بالتقوى، فإِنَّ عليأقدامِهِ، يُسفَحُ الإبريزُ والذهَبُ..***على منابرهِ، أشذَاءُ خاطرِهومن جواهرِه، الصدَّاحةُ الخُطَبُ
ومِنْ مآثره، أحْجى أوامرِهومن منائرِه، تَستمْطِرُ الكتُبُإنْ غرَّدَ الصوتُ هدّاراً "بقاصعةٍ"كالبحرِ هاج، وهلَّتْ ماءَها السُحُبُأوِ استغاثَتْ به الآياتُ كان لهاروحاً على الراح، يا أسخاهُ ما يهبُ...يَذُودُ عن هادياتِ الشرعِ، يَعْضُدُهاوالحقُّ كالصبحِ، لا تلهو بهِ الحجُبُهو الوصيُّ على الميثاق، مؤتَمنٌعلى تراثِ نبيَّ الله، منتَدبُهو الخليفةُ، ما شأْنُ "السقيفة" إنْطغَتْ على إهلها الأهواء والرِتَبُ"أْنذِرْ عشيرَتَك القُرَبى" فأنذَرَهاوقالَ ربُّك قولاً فوقَ ما طلَبُواما غرَّهُ الغُنْمَ، فاغتابوا تفجّعَهُعلى الرسول، ودمعُ القلبِ ينسكبُشّتانَ بين لظى المفجوع، يُرهُبههولُ الفراغ، وذاك المشهدُ العجَبُوبين مَنْ هَامَ في أحلامهِ شغفاًفراحَ يلعبُ فيه العرضُ والطلبُ...
ما همَّ أن يستحقَّ الغَبْنَ، ما سلِمَتْللمسلمين أمورٌ، وانجلتْ نُوَبُفكان للخلفاءِ، الدرعَ واقيةًوللخلافةِ ظلاً، ليس يحْتجبُلولا عليُّ، لما استقوى بها عمَرٌيوم "النفير" ولولا المرشِدُ النَجِبُوكان من خطر "الإقطاع"، أنْ هُتِكَتْأركانُ أُمَّتهِ، والشعبُ منشَعِبُ***قفْ... هل تساءلتَ كيف المسلمون غدَوْامِنْ بعدِ بُعْدِكَ...؟ فاسأَلْ ما هو السببُما سرُّ عثمان..؟ كيف الغدرُ حوُّلهُإلى قميصٍ، بهدر الدم يختَضِبُوكيف زلَّتْ خطى الإسلام، وانحرَفَتْعمّا وقَتْهُ رموشُ العينِ والهُدُبُأين التعاليم..؟ والقرآنُ مندثرٌوالشرعُ يحكمُ فيه الطيشُ واللَّعِبُوالدينُ تاهتْ أحاديثُ النبيَّ بهِفحرَّفوها خِداعاً، كيفما رغبواوالجور سادَ، وضلَّتْ أمةٌ، وبَغَتْعلى بنيها، وطَيْفَ الله ما رَهِبواومُزَّقَتْ فِرَقٌ، إنْ خفَّ رَكْبُهمُتلقَّفتْهُمْ جذوعُ النخْلِ والكُثُبُسيفُ الإمامِ حَبَا الإسلامَ عِزَّتهُبأيَّ سيفٍ همُ أشياعَه ضربوا...!***لم يسْتَسِغْ بَيْعةً إلاّ ليكْلأَهانهجُ الرسول، وبالآياتِ تعتَصِبُفقاوموه.. لأنَّ الشرَّ ما خمدَتْأدراُنهُ، وجنودُ الشرّ ما احْتَجَبُوا...بأيَّ روحٍ إلهيَّ يمدُّ يداً"لإِبْنِ مُلجَمَ"، وهو النازفُ التَّعِبُفسطّرَ النبلَ دستوراً وعمَّمَهُكالنور في الأرض، تستهدي به النُجُبُوكَّبلَ الزمنَ المرصودَ في يدِهكأنَّهُ، مَلِكَ الإيحاءِ يصْطَحِبُهو الخلودُ، ومصباحُ السماءِ فلايغيبُ... ما غابَ، إلاّ وهو يقتربُإنَّ الإمامَ هنا، سيفُ الإمام هناصوتُ الصهيل هنا، والوقْعُ والخبَبُكالنجم تلتقطُ الأفلاكَ جبهتُهُإنْ غرَّبَ الضوء، ليس النجم يغتَربُ..قمْ يا إمامُ، فإنَّ الليل معتكرٌ"والحِصنُ" مرتفعٌ والأُفقُ مضطَرِبُهمُ اليهودُ، وما نَفْعُ "المسارِ" إذاسالَمْتُهمْ غدروا، هادَنْتَهُمْ وَثَبوايدورُ في عصرنا التاريخُ دورتَهُكمِثْل عهدِكَ، أينَ العهدُ يا عرَبُ؟تَبَدَّدَت ريحُهُمْ في كلَّ عاصفةٍوفي الوقيعةِ، عذرُ الهاربِ الهربُما بين منكفيءٍ في زهْوِ نَشْوتَهِوهائمٍ، دأْبُهُ العُنقودُ والعِنَبُوآفَةُ الشرْقِ، سفّاحٌ بمَقْبضِهاوليس يردَعُها شرَعٌ ولا رَهَبُراحَتْ تُصَهْيِنُ اسمَ الله فاسقةًيا.. إنها شعبُهُ المختارُ والعَصَبُتُدَنَّسُ الطُهْرَ، والإيمانُ في دَجَلٍحتى على الله، كَمْ يحلو لها الكَذِبُفَجْلَجَلْ المسجِدُ الأقصى، يثورُ علىكُفْرٍ، وكبَّرتِ الأجراسُ والصُلُبُ.
داَنتْ لها جَبَهاتُ السّاحِ صاغرةًوانشَلَّتِ الخيلُ، حتى استَسْلَمَ الغَضَبُوَرُوَّعتْ هِمَمٌ، واستَكْبَرَتْ أُمَمٌواستُقْطِبَتْ قِمَمٌ، واستُهْبِطَتْ قُبَبُحتى دَوَتْ وَثْبَةٌ ضجَّ الزمانُ بهاكأنها السيفُ فوقَ "الطُوْرِ" مُنْتَصِبُلجَّتْ بزأْرَةِ ليثِ الشامِ زمْجَرَةٌكأنَّ "قانا" على راحاتِهِ حلَبُيَشِدُّ أَزْرَ جنوبٍ، لمْ يمرَّ بهِرَكْبُ الفتوحاتِ، حتى قُطّعتْ رَقَبُفخاضَ عنْ أمَّةٍ حربَ الجهادِ فدىًعنْ كلِ مَنْ غُلِبوا غدراً، ومَنْ نُكِبُوا.هِيَ المقاومةُ السمراءُ هازجةٌرَجَّ الوطيسُ بِها، واهتزَّتِ الهُضُبُفكانَتِ الكربلائياتُ، صوتَ ردىً"للخَيَبْريّين"، لا رِفْقٌ ولا حَدَبُهذي فلولُهُمُ، هذي جماجِمُهُمْكالرِجْسِ، تلفِظُها مِنْ أرضِنا التُرَبُإذا قضىَ منْ قضَى منهُمْ، قضَوْا أَلَماًيا بئْسَهُمْ مَنْ بكَوْا حُزْناً، ومَنْ نَدَبُواوإِنْ شهيدٌ هوى مِنْ عندِنا صدَحَتْبلابلٌ، وتعالى الزهْوُ والطرَبُ.هذا الجنوب دمٌ، والماءُ فيه دمٌونَهْرنُا النهرُ سُمُّ إنْ هُمُ شَرِبوامِنَ الجنوبِ رَذَاذَاتُ الدماءِ سَرَتْإلى فلسطينَ، فاهتاجَ الدَمُ السَرِبُواستَبْسَلَتْ انتفاضاتٌ مُخضَّبةٌمَنْ قال: قَدْ ضاعَ حقٌ وهو مغتَصَبُمَنْ أوقدوها لظىً كانوا لها حطباًوالنارُ إنْ أُجّجَتْ، فَلْيُحْرَقِ الحَطَبُ***قمْ يا إمامُ وسُنَّ العدلَ في زمَنٍخرَّتْ رؤوسٌ بهِ، حتى علا الذَنَبُوسُنَّهُ السيفَ، يأبى ذو الفقارِ ونىًإنْ حَمْحَمَ السيفُ عضَّتْ غِمْدَها القُضُبُسادَتْ جبابرةُ الإرهابِ ظالمةًفهي العدالةُ، والمظلومُ مُرتَكِبُالأقوياءُ على خير الضعيفِ سَطَوْامَنْ يسْلُبِ الخيرَ، غيرَ الشرَّ لا يَهِبُفارْدَعْ بزَنْدِكَ وإِليهُمْ وعامِلَمُمْفأْنتَ مثلُكَ مَنْ يُخْشىَ ويُرْتَقَبُ
وازْجُرْ بأمْرِك وإِلينا وعاملَنامالُ اليتامى حرامٌ، كَيفَ يُسْتَلَبُما جاعَ منّا فقيرٌ طوْعَ ساعدِهإلاَّ بما مُتَّعَتْ أشداقُ من نَهَبُوارجوتكَ أغْضَبْ، على الأخلاقِ حُضَّهُم"لأنَّ مَنْ ذهبَتْ أخلاُقهمْ ذهبَوا
حيدرعاشور العبيدي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق