موعدٌ معَ الظمأ

 

إلـى الإمـام الـحـسـيـن (عـلـيـه الـسـلام) وهـو يـعـبّـد طـريـق الـشـهـادة بـوهـج الـدمـاء

 

عـلـى أيِّ نـهـرٍ.. يـسـتـفـيـقُ بِـــكَ الــــظـمـأْ..؟   ***   وكـلُّ الـمِـيَــــــــــــاهِ الـبـكـرِ قـد شـفّـهَـا الـصَّـدَأ

تـنـادمُ أرواحـاً.. تـراتـيــــــــــــــــــــلَ أزمـنٍ..   ***   ولـكـنـهـمْ ماتـــــــوا.., فـهـلْ مـوتُـهـــــــم طـرَأ؟

فـلـيـسَ بـصـعـبٍ.. أن تـمـوتَ عــلـى الـصـدى   ***   ولـكـنَّ صـعـبـــــاً.. أن يـمـــــــــوتَ بـكَ الـنـبـأ

وتـرنـو اتـكـــــــــاءً إنْ تـداعـــــى بـكَ الـمـدى   ***   وهـلْ فـي الــــذي يـمـشـي إلـى الـمـوتِ مُـتّـكَـأ؟

تـعـلّـلُ إنْ لاقـيـتَ تـيـهَ نـهـــــــــــــــــــــــــايـةٍ   ***   بـأنَّ مــــــــــــــــــدارَ الـتـيـهِ مـن تـيـهِـكَ ابـتـدأ!

سـتـبـقـى.., وهـل تـبـقـى ومـا كــنـتَ مـن بـرا   ***   ولـــــــكـنَّ مــوتـاً غــــــــــــــارقـاً فـيـكَ قـد بـرأ

سـتـقـفـو الـسـلالاتِ الـتـلـيــــــــــــــدةَ مـفـعـمـاً   ***   بـمـا افـتـضَّ مـن نـورٍ يـقـــولــــــونَ: قـد صَـبَـأ

وتـخـفـقُ زيـتـونـاً بـظـلِّ حـمــــــــــــــــــــامـةٍ   ***   فـعـادَ مـن الـطـوفـانِ مـا اســـــــــــتـوقـدتْ سـبـأ

وصـخـرةُ قــــــــــــــابـيـلٍ بـرأسِ غــــــرابِـهـا   ***   إلـى الـرقــــــصـةِ الأولـى يــراودُهـــــا الـخـطـأ

سـألـقـي عـصـايَ الآنَ تــــــــــلـقـفُ رغـــــبـةً   ***   عـلـى كــــأسِ سـمٍّ الـلـيــــــــــلِ حـزنٌ بـهـا رقـأ

تـعـبُّ ركـابَ الـريـحِ فـي بـئـرٍ حـزمـــــــــــــةٍ   ***   مـن الـغـيــــمِ مـن ذئـبٍ ومـا غـيــــــــرهـا وطـأ

أربَّـاهُ هـذي الأرضُ عـمـيـــــــــاءُ قــــــادَهــــا   ***   عـلـى الـسـوطِ وحـشُ الـوهــــمِ عــيـنـاً لـهـا فـقـأ

 

مـحـمـد طـاهـر الـصـفـار

المرفقات

: محمد طاهر الصفار