حدثان هامان في حياة الامام الصادق.. ماهما؟ وكيف رد الامام على اسئلة الخليفة الاموي؟!

تشير المصادر التاريخية انه قد وقع للامام الصادق في سنة 91 هجرية حدثان هامان، الأول وصول نموذج الكرة الجغرافية من مصر، والثاني قيام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك برحلة إلى الحجاز، وزيارته للمدينة المنورة.

وجاء في كتاب (الامام الصادق عليه السلام كما عرفه علماء الغرب) الذي ترجمه إلى اللغة العربية الدكتور نورالدين آل علي، ان الخليفة الاموي الوليد قام برحلة من عاصمة الأمويين في الشام إلى الحجاز، من قبيل الزيارات الرسمية التي تقترن بالتشريفات والأبهة والمراسم الملكية.

واشار الكتاب، الى ان الغرض من زيارة الوليد للمدينة المنورة هو لتفقد ما أنجز في توسيع مسجد النبي (صلى الله عليه وآله)، ومتابعة أعمال الترميم والتوسيع بنفسه، وكانت مدرسة الإمام الباقر (عليه السلام) وحلقات دروسه تنعقد في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) أيضاً، ودخل الوليد المسجد النبوي، فشاهد ما أنجز من أعمال التعمير والتوسيع، فسره ذلك، ثمَّ أتى إلى رواق الإمام الباقر (عليه السلام)، وسلم على الإمام، فتوقف الإمام (عليه السلام) عن التدريس، ولكن الوليد طلب منه المضي فيه، وكان موضوع الدرس الجغرافيا، فاستمع الخليفة إلى حديث الإمام، وكان غريباً على مسمعه.

ويردف الكتاب، فسأل الوليد الإمام الباقر عليه السلام؟ ما هذا العلم، فأجابه، إنه علم حديث يتحدث عن الأرض والسماء والشمس والنجوم، فوقع نظر الوليد على الامام جعفر الصادق (عليه السلام) بين الحاضرين، ولم يكن قد رآه من قبل، فسأل عمّن يكون هذا الصبي بين الرجال؟، فقال عمر بن عبد العزيز: هو جعفر بن محمد الباقر (عليهما السلام)، فأعجبه ذلك، وسأل: وهل هو قادر على فهم الدرس واستيعابه؟، فقال عمر بن عبد العزيز: إنه أذكى من يحضر درس الإمام، وهو أكثرهم سؤالاً ونقاشاً.

فاستدعاه الوليد وسأله: ما اسمك؟

قال: اسمي جعفر.

فسأله: أتعلم من كان صاحب المنطق؟

أجابه الامام جعفر الصادق عليه السلام: كان أرسطو ملقبّاً بصاحب المنطق، لقّبه إياه تلامذته وأتباعه.

قال الوليد: ومن صاحب المعز؟

قال الامام: ليس هذا اسماً لأحد، ولكنه اسم لمجموعة من النجوم، وتسمى أيضاً (ذو الأعنة).

فاستولت الحيرة على الوليد، وعاد يسأله: هل تعلم من صاحب السواك؟.

أجاب الامام: هو لقب عبد الله بن مسعود صاحب جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقال الوليد: مرحباً ومرحباً بك، وخاطب الإمام الباقر (عليه السلام) قائلاً: إن ولدك هذا سيكون علاّمة عصره.

وينقل الكتاب عن الصاحب بن عباد المتوفي سنة 375 هـ للهجرة كان يقول: لم يظهر في الاسلام بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) شخصية علمية بعظمة جعفر الصادق (عليه السلام)، ومن كان كالصاحب بن عباد علماً ومنزلة سياسية لا يقول إلا حقاً، ولا يجامل في حكمه ورأيه، فهو وزير البويهيين والشخصية العلمية الفريدة في عصره، وكانت مكتبته في مدينة (الري) تضم ما يزيد على مائة ألف كتاب.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات