سُفراء العَتَبة الحُسينيّة المُقدَّسة للتنمية البشرية

تأريخ التنمية البشريّة تأريخ عميق يرتبط مع وجود الإنسان أساساً ، وكان للمؤسسة الفكرية الإسلامية إهتماماً كبيراً بهذا الجانب من خلال الرؤية الكونية للنظرية الإسلامية وبإعتبار إنَّ الإنسان هو القيمة المثلى في هذا الكون ،وأول ظهور للبُعد الإصطلاحي عام(1990) عندما إصطلحت عليه الامم المتحدة بهذا العنوان وأخذ أبعاد عملية الإنماء والتطور والتغيّر نحو الأفضل في مجالات الحياة كافّة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والدينية . وعن هذا الموضوع كان لنا وقفة مع المشرف العام لقِسم التطوير البشري الحاج طلال فائق الكمالي قائلاً: تبلورت فكرة إنشاء سُفراء للعَتبة الحُسينيّة المُقدّسة يهتمُّون بالإرتقاء الإنساني والمجتمعي في مجالات الحياة كافّة بمستوى طموح وسعادة الإنسان وهذا أمرٌ ضروي لتنمية مهارات الإنسان في الجانب المِهني وتنمية الذات وحسب منهج القُرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (( إنَّ الله لايُغيَر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفُسِهِم ))( الرعد11) ومن هذا المنهج نقول عندما يتغيّر أفراد المجتمع أنفسهم معناها تتغير المؤوسسة الإجتماعية ، وبلحاظ ماتقدم فإنَّ العَتبة الحُسينيّة أولى من غيرها في الاهتمام بجانب التنمية البشرية على إختلاف أبعادها الإنسانية والفكرية والعقائدية لأنها تحمل رسالة سيد الشهداء (عليه السلام ) للرُقِي بالبشرية عامةً وإستنقاذهم من الجهالة وحيرة الضلالة كما عبّر عن ذلك الإمام الحسين ( عليه السلام ) ،ونظراً لأنَّ مراكز التنمية البشرية أخذت ساحة واسعة على مُستوى العالم من معاهدٍ وجامعاتٍ ومؤسَّساتٍ تبنَّت العَتبة الحُسينيّة إعداد كادر خاص من حيث المهارة و التدريب. وأوضح الكمالي" يشترط أن يكون الشخص الذي يتم اختياره ممن يتمتّع بالثقافة العامّة والسعة واللّغة والعُمرالمطلوب ولهُ إطلاع على فُنون الأدوات المعلوماتية الحديثة، وأن يمتلك شهادة البكلوريوس كحدٍ أدنى، وهذه المعايير يجب أن يمتلكها كُل شخص لكي يكون سفيراً للتنمية البشرية ،وتابع "إنَّ هنالك آلية في الإختيار على شِكل عدَّة مراحل وهي إنَّه كُل قِسم من أقسام العَتبة يقوم بترشيح عدّة أسماء ويكون هناك إختبار ويتم إختيار الأكفّاء منهم وذلك من خلال المعايير المذكورة آنفاً، عن طريق دورات مركّزة في التنمية البشرية ،والبرمجة العصبيّة ،والإدارة، والعصف الذهني، والقُبعات الست ، والهندسة الذهنيّة والنفسية، وفن الإلقاء ولُغة الخطابة، والبروتكول والأتكيت ،على يد خبراء التنمية البشرية المعروفين على مستوى العراق و العالم بهدف الإرتقاء بمهاراتهم ، وبواقع (62ساعة) خلال عشرة أيام. وأكمل الحاج طلال" يتم إختيار الأكفّاء من خلال الإختبار الميداني وذلك لمعرفة مقدرتهم في إلقاء المُحاضرة ،وكذلك تحديد بعض السلبيات وطرق معالجتها ، وكيفيّة الإرتقاء في المؤسسة أو الشُعبة أو القِسم وماهي الأدوات التي يستعملها لتحقيق ذلك، وبعدها يتم إختيار من عشرين الى ثلاثين شخصاً ممن أنهوا هذه الدورات بجدارة عالية ليكونوا سفراءً للتنمية البشرية لدى العَتبة الحُسينيّة المُقدسة على مستوى العراق و العالم وسوف يكون لهم مركزاً تخصُّصياً يرعى هذا الجانب . ويُذكر إنَّه تم تخرُّج دُفعة أُولى بعد إكمالهم الدورة التدربية وعددهم (13) شخص ستلحقها دوراتٌ أخرى.

المرفقات