لا يزال الزواج بالنسبة لكثير من شباب العراق مشكلة كبيرة بسبب التكاليف الباهضة التي تترتب عليه مما أدى الى تخلف اغلب الشباب العراقي عن الزواج رغم إيمانهم بضرورته كونه من أهم مقومات ومكملات إيمان الفرد المسلم ولغرض المساعدة قدر الإمكان في حل بعض جوانب هذه المشكلة انبثقت في كربلاء مؤسسات خيرية مستقلة للتزويج والتي قامت بتزويج أعداد كبيرة من الشباب المؤمن في الفترة الماضية ولازالت مستمرة في عملها الخيري ولغرض تسليط الضوء على هذه المؤسسات ومعرفة عملها الخيري والانساني كان لنا لقاء مع مدير مؤسسة السجاد الخيرية لتزويج الشباب ورعاية الأيتام السيد (فاضل الحسيني) حيث قال:
تم تأسيس المؤسسة في التسعينات وكنا محاصرين من قبل النظام البائد ونعمل على تزويج الشباب ومساعدتهم سرا ولكن بعد السقوط قمنا باعلان المؤسسة الخيرية المستقلة وبشكل رسمي حيث اجتمعنا ما يقارب 200 شخص من اهالي كربلاء وقمنا بمساعدة الشباب الفقراء ممن لا يقدر على نفقات الزواج وتم تزويج 6800 شاباً حيث أدخلنا السرور على ما يقارب على 14000 شاب وشابة تم تزويدهم بعدد من الاجهزة الكهربائية كالثلاجة وسخان الماء والطباخ والمبردة بالاضافة الى غرفة نوم جاهزة كذلك نزودهم بالملابس وبعض المواد الغذائية ومبلغ بسيط من المال .
مبينا ًيوجد لدى المؤسسة معمل من النجارة لتصنيع غرف النوم للعرسان نقوم بتصنيع الغرفة بعد شراء الخشب الصاج حيث تقوم المؤسسة باعطائه الى النجارين الموجودين لدى المؤسسة ليقوموا بتصميم الغرف وفق السياق العام من ناحية الجودة والمتانة ومن ثم تقديمها الى الشباب المحتاجين والمتقدمين للزواج .
واضاف نجعل من ايام مواليد الائمة الأطهار (عليهم السلام) فرصة مباركة لعقد القرآن للشباب لان هذه الايام أيام مباركة وخير وسعادة للزوج والزوجة خصوصا ونحن نعيش هذه ا لايام ذكرى زواج امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) من السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
وعن مقومات ومميزات الشخص المؤهل لإستلام هذه المساعدات قال رئيس المؤسسة إن أهم ميزة يجب ان تتوفر في الشاب هي الصلاة، علما أن الشاب الذي لا يصلي نقوم بتعليمه كيفية أدائها حيث نوجه الى قسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية المقدسة او العتبة العباسية لغرض تعليمه الصلاة وكذلك ارشاده الى الطريق الصحيح والالتزام بتعاليم الرسول واهل البيت (عليهم السلام) .
كذلك يوجد لدى المؤسسة كادرمن النساء والرجال يعمل على الزيارات المستمرة للعوائل المحتاجة وخصوصا عوائل الشهداء حيث نقوم بايام المناسبات والاعياد بتوزيع منح مالية على الارامل والاطفال الايتام .
كما قمنا بتوزيع المساعدات على العوائل المتعففة تضمنت عدة فقرات منها المواد الغذائية وملابس الاطفال والمستلزمات المدرسية من حقيبة وقرطاسية وغيرها لغرض زرع البسمة على وجوه الاطفال .
وطالب الحسيني المؤسسات الخيرية ان يكون لها تنافسا في تقديم المساعدات الخيرية والانسانية للفقراء وتزويج الشباب ورعاية الايتام ويكونوا مستقلين وبعيدين عن الاحزاب والكتل السياسية التي لاتريد سوى الخير لنفسها وبعيدة كل البعد عن مرضاة الله ونحن اليوم نمر بازمة حقيقية ونلاحظ هناك الالاف من العوائل الفقيرة المحتاجة الى المساعدة وكذلك الكثير من الشباب الذين لايتمكنوا من الزواج بسبب سوء الوضع المادي لولا وجود الجهات الخيرة ودعمها للمؤسسة في كل النواحي حيث كان للعتبة الحسينية المقدسة وكذلك العتبة العباسية دورا كبيرا في تثبيت المؤسسة من خلال الدعم لنا والتواصل معنا حقيقة لولا العتبات المقدسة في كربلاء والمراجع الدينية لما استطعنا ان نكمل مشورانا في تقديم المساعدات وتطوير المؤسسة .
المؤسسة ايضا قامت بتلبية نداء المرجعية العليا في الدفاع عن الوطن والمقدسات من خلال تخصيص جزء من الاموال الى عوائل الشهداء من الحشد الشعبي الملبين لنداء المرجعية الذين حملوا السلاح في مواجهة التكفيريين فهؤلاء يجب مساعدتهم لانهم جاهدوا في سبيل الوطن وحماية المقدسات وحماية الدين المحمدي الاصيل المتمثل بشيعة اهل البيت (عليهم السلام) فواجب علينا جميعا حماية ومساعدة عوائلهم واغاثتهم .
وقال احد المتعففين محمد يحيى خضير من اهالي كربلاء ان هذه المبادرة التي تقوم بها العتبة الحسينية المقدسة ومن خلال صندوق بركة يوم الجمعة في تزويج الشباب مبادرة خيرة وتشجيعية في نفس الوقت لان الكثير من الشباب لايتمكنوا من الزواج بسبب الوضع المادي ولكن بعد ان قدمت على مساعدتنا من شراء غرفة النوم والملابس والاجهزة وغيرها التي تقدمها العتبة من خلال صندوق بركة يوم الجمعة من صحن الامام الحسين (عليه السلام) وانا مسرور جدا لانني حقيقة كنت مؤجلا لموضوع الزفاف لقلة ذات اليد ولكن بعد أن عرضت عقد الزواج على الخيريين في العتبة المقدسة بادروا بمساعدتي من بركات الامام الحسين (عليه السلام) .
وقال صباح عبد الكريم ابراهيم المشرف على صندوق بركة يوم الجمعة الخيري في مساعدة تزويج الشباب من خلال التبرعات التي يقوم بجمعها الخيرون المؤمنون في يوم الجمعه من داخل الصحن الحسيني الشريف قمنا بتزويج الشباب الفقراء المتعففين من أهالي كربلاء المقدسة من خلال بركات الامام الحسين عليه السلام صندوق (بركة يوم الجمعة) الذي أعدته العتبة الحسينية المقدسة لمساعدة الشباب الملتزمين بصلاتهم ومن المؤمنين الفقراء والمتعففين الراغبين بالزواج ، مؤكدا وصل العدد منذ بداية المبادرة والى يومنا هذا ما يقارب (1450) شابا ومستمرين في هذا المشروع الخيري ان شاء الله .
الشيخ فاهم الابراهيمي مسؤول شعبة التبليغ الديني في العتبة الحسينية المقدسة تحدث لنا عن دور المؤسسات الخيرية في كربلاء حيث قال:ان الدور الذي تلعبه هذه المؤسسات هو انشاء بنية تحتية تفيد المجتمع وتحافظ على الانسان من الانحراف ان الاهتمام وبذل الجهد الذي يقوم به مجموعة خيرة من الناس على مساعدة الشباب هو عمل يهم المجتمع ككل دون استثناء خصوصا ان مساعدة الشباب على الزواج فيه فائدتان الاولى هي اكمال النصف الثاني من الدين وجعله صاحب مسؤولية في المجتمع وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ((لركعتان يصليهما متزوج أفضل من صلاة رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره)) اما الفائدة الثانية هو حفظ للمجتمع من الحالات السلبية لدى الشاب الذي تجعله يخرج عن الدين الاسلامي ويتجه الى الافعال الشيطانية لذا الزواج هو مهم والاسلام يؤكد على الزواج المبكر للشباب للمرأة والرجل .
ابراهيم العويني
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق