هل يمثل الفشل العسكري لداعش في العراق نهاية المطاف لهذا التنظيم الارهابي، ام ان هنالك جولة جديدة او محاولات اخرى لذلك التنظيم؟!
اسئلة واستفسارات تدور في الاذهان تبحث عن اجوبة شافية، الا انه من الصعب التكهن باي جواب خصوصا اذا ما علمنا ان هنالك دول كبرى ومؤسسات دولية متخصصة كانت ولازالت داعمة لهذا التنظيم.
ولعل المتابع للتحليلات والدراسات يجد هنالك عدد كبير من التنبؤات منها ما ينذر بعودة هذا التنظيم بتشكيلة جديدة، ومنها ما يحذر من استمرار العنف نتيجة تحرك خلاياه النائمة، ومنها ما يؤكد انتهاء دور داعش ولاعودة مجددة لاي تنظيم ارهابي.
وبعبارة مختصرة ان جميع التحليلات والتنبؤات والسيناريوهات احادية الرؤى والتشخيص، اي انها اخذت منحى سياسي فقط، اذ نجدها تارة تتحدث عن تقسيم العراق وتارة اخرى تتناول مشاكل المناطق المتنازع عليها، وتارة تلوح الى بروز بوادر لحرب اهلية وغير ذلك.
الا انه في واقع الحال توجد هنالك حرب اكثر خطورة نوهت لها المرجعية الدينية بشكل غير مباشر، وشرع بتسليط الضوء عليها في الدروس الحوزوية، تتمثل بـ"حرب العقائد والافكار"، اذ ان الماكنة الاعلامية لداعش بعد فشلها بتسويق المادة الحربية لجأت الى تسويق افكار ومعتقدات تستهدف العقيدة الحقة لزعزعة الثقة واحداث شرخ كبير بين المجتمع والحوزة الدينية خصوصا بعد ان لمس الجميع مدى تأثير الحوزة الدينية المباركة في المجتمع الذي التف وضحى بالغالي والنفيس عند صدور فتوى الجهاد الكفائي.
ولعل ما يثير القلق ان ملامح الحملة الاعلامية كشفت عن وجود اجندات ودول عظمى كشرت عن انيابها لاستهداف العراق خصوصا بعد ان توجست الخطر من المد الشيعي فضلا عن يقينها بان هنالك مصلح سيتخذ من العراق عاصمة لثورته التي ستقلب طاولة الظلم وتبدد الحكومات الدكتاتورية وتستهدف الانظمة الاقتصادية المتغطرسة.
لذا فالحذر كل الحذر من بشاعة المعركة وخسة الادوات، ولعل من بين ادوات تلك الحرب اغراق العراق بالديون ورفع مستويات البطالة لاشاعة الجريمة خصوصا بعد ان اصبح البلد سوقا رائجا للممنوعات والحبوب والمشروبات الكحولية وغير ذلك، فضلا عن فتح الفضاء من مواقع غير اخلاقية وقنوات مشفرة على مصارعها، الى جانب استهداف الجامعات عن طريق بث افكار تستهدف الدين والمعتقدات وتروج للالحاد بمسميات تناغم الشاب منها المدنية واخرى التحرر وغير ذلك.
لذا فان حرب العقائد والافكار ستكون اكثر خطورة من حرب البارود والرصاص، وبالتالي لابد من تشكيل حشد للافكار والمعتقدات الحقة.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق