قالت العتبة العباسية المقدسة ان مشروع توسعة حرم مرقد أبي الفضل(عليه السلام) بتسقيف صحنه الشريف يعد مكملا لمشروع توسعة الصحن من الجهة الخارجيّة، وان الكوادر الهندسية والفنية المشرفة على مشروع التسقيف تجاوزت جميع التحديات والصعوبات بادخال فنون معمارية وهندسية تم توظيفها توظيفا تاريخيا جسد مشاهد واقعة الطف والدور البطولي لابي الفضل العباس عليه السلام.
جاء ذلك خلال الحفل الذي اقامته العتبة العباسية المقدسة امس السبت (19جمادى الآخرة 1438هـ) الموافق لـ(18آذار 2017م) للاعلان عن افتتاح مشروع التسقيف تزامنا مع ذكرى ولادة السيد الزهراء عليها السلام.
وقال المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد (احمد الصافي) "أنّ هذا التسقيف الماثل أمامنا أخذ من وقتنا في التصميم قرابة السنتين، وذلك لأنّ التصميم هو الأساس في المشروع، ولابُدّ أن يؤدّي هذا التصميم لهذا المشروع مجموعة وظائف، ومن جملتها أن يبقى الصحن الشريف خالياً من أيّ عمود لصغر مساحة الصحن الشريف".
من جهته اشار المهندس المشرف على المشروع (حميد مجيد الصائغ) " بدأت بوادر الاعداد للمشروع عام 2007 بالشروع باعداد التصاميم الخاصة بالمشروع وقدمت (5) تصاميم معماريّة لكلّ تصميم مكوّناته ومعالجاته الخاصّة التي تصبّ في خدمة الزائر الكريم وتسهيل مراسيم الزيارة والصلاة، وعرض التصميم الفائز على ديوان الوقف الشيعيّ الموقّر الذي أحال التصميم الى قسم الهندسة المعماريّة في جامعة بغداد، وبعد ثلاث سنوات من التوثيق والتعديلات تمّت الموافقة على التصميم عام (2010) فتمّت المباشرة بالعمل".
وأضاف ان " المشروع احتوى خيام زجاجيّة مربوطة بمنظومة سيطرةٍ لتحريك هذه الخيام الزجاجيّة حسب حاجة الزائر الكريم للهواء الطبيعيّ وأشعّة الشمس، بلغ عددها (34) خيمة بعدد سنين عمر أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وحقّق هذا التصميم الفكرة المعماريّة الرمزيّة للمكان المتمثّلة بطواف الخيام الزجاجيّة حول الضريح الشريف لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وكأنّها تلوذ به فهو ضريح حامل لواء الطفّ وحامي خيام الحسين(عليه السلام)".
وتابع "مثّلت الفكرة التصميميّة الخارجيّة لهذا الصرح مزيجاً معماريّاً بين الزجاج والكاشي الكربلائيّ والمرايا والخيام والقباب والمنائر الذهبيّة التي تناغمت لتكوين فكرة واقعة الطفّ بأسلوبٍ حديث وجديد، من جانبٍ آخر كانت تحدّياً هندسيّاً كبيراً إذ أنّ وجود هذا العدد الكبير من العناصر المعماريّة المتمثّلة بـ(18) قبّة صغيرة وكبيرة و(34) خيمة زجاجيّة ثابتة ومتحرّكة وآلاف المقرنصات المغلّفة بالمرايا وعدد كبير من الثريّات العملاقة وما يترتّب من جرّاء ذلك من أوزان عالية لا يمكن تنفيذها لو اتّبعنا الطرق الإنشائيّة التقليديّة، لذلك شرعنا بإيجاد حلول إنشائيّة تلائم تطبيق هذا التصميم وأفكاره المعماريّة وبأوزان معقولة".
وتابع "تمّ عمل القبب بطبقتين قبّة خارجيّة تحمل الكاشي الكربلائيّ وقبّة داخلية تحمل المرايا بوزنٍ لا يتجاوز (8 أطنان) للقبّة الكبيرة ذات القطر البالغ (9أمتار) وارتفاع (5أمتار)، ووزن (3,5طن) للقبّة الصغيرة ذات القطر البالغ (6أمتار) وارتفاع (3أمتار)، كما أنّ استخدام الفايبر كلاس في عمل هيكل المقرنصات السقفيّة وتغليفها بالمرايا كان اختياراً ناجحاً لتخفيف الأوزان الى الربع، علماً بأنّ هذه المادّة لأوّل مرّة تدخل في هذه الاستخدامات لأنّها مادّة مخصّصة لصناعة هياكل الطائرات والزوارق النهريّة، وكان اختيار دولة ماليزيا لتصنيع الهيكل الحديديّ اختياراً جيّداً لما يتمتّع به الحديد المستخدم في هذه الدولة من مواصفات تلائم الأجواء الحارّة المتغيّرة في العراق".
واستدرك "إنّ إزاحة الستار عن هذا السقف كشف عن لوحات زخرفيّة رائعة من المرايا والنقوش النباتيّة والزخارف والمقرنصات العراقيّة الأصيلة التي ستبقى سجلّاً لهذا النوع من النقوش والزخارف المعماريّة التي بلغ عدد قطع المرايا فيها (500) مليون قطعة مرايا مختلفة الأشكال والأحجام".
من جهته دعا رئيسُ ديوان الوقف الشيعيّ السيد علاء الموسوي الى توسعة الصحن الشريف لأبي الفضل العبّاس (عليه السلام) وإضافة صحون جديدة كونه يعاني من الضيق قياساً بباقي صحون العتبات المقدّسة الأخرى، وذلك من خلال استملاك المساحات المحيطة به.
وقال في كلمته التي القاها في الحفل "بعد سنة (2003م) اتّخذت العتباتُ المقدّسة والمزارات الشريفة في العراق هذا المسار وأخذت هذا الطريق لأنّها وقعت بأيدٍ أمينة صادقة، هذا المسار هو خدمة الزائر وتهيئة تلك الأماكن بشكلٍ لائق يليق بزوّارها ويليق بمن حلّ فيها، هذه الأماكن الطاهرة التي تفتتح أبوابها ليلاً ونهاراً لاستقبال الآلاف بل مئات الآلاف والملايين من الزوّار والكلّ يرجع سعيداً مرتاحاً".
اعلام العتبة العباسية المقدسة
تحرير: ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق