بعد أن تزول شمس عاشوراء، وتحديداً بعد أن يؤدي الملايين من المسلمين صلاة الظهرين في أطهر بقعة عرفتها البشرية.. تلك كربلاء المقدسة التي شهدت مصرع أنوار قدسية خلقها الله لتضيء للعالمين دروب الحياة لحظة تحولها إلى قطع مظلمة، عند ذلك الحين تبدأ مراسيم عزاء طويريج، أو ما يعرف بـ "ركضة طويريج".
في هذا العزاء، ينطلق الزائرون أفواجاً من "قنطرة السلام" وصولاً إلى حرم الإمام الحسين، عليه السلام، وهم يرددون هتافات النصرة والتلبية لنداءات أبي عبد الله الحسين.. أجمل ما يردده الملايين هناك "أبد والله ما ننسى حسيناه".
بحسب مختصين في الشأن التاريخي، فإن عزاء طويريج بدأ عام 1303 هـ وبقيت مستمرة حتى عام 1991 الميلادي إذ توقفت بسبب مضايقات النظام الصدامي المُباد.
لكن أهالي كربلاء يقولون أنهم كانوا يمارسونها بالخفاء بعيداً عن أعين قوات النظام التي كانت تنتشر في الأزقة والطرق المؤدية إلى الحرم الحسيني، وبفضل هذا الإصرار استطاع أهالي المدينة المحافظة على هذه الشعيرة إلى يومنا هذا.
ويشترك في هذه الشعيرة كل عام نحو 3 ملايين زائر من مختلف المحافظات العراقية ومن مختلف الجنسيات العربية والأجنبية.
ووفقاً لما ينقل حول هذه الممارسة، فإنها بدأت من مجلس عزاء كان يقام في بيت السيد صالح القزويني -من عائلة علمية معروفة- الذي كان يقرأ المقتل في اليوم العاشر بمنزله ويحضره المعزين.
تقول القصة، إنه في أحدى السنوات وبعد أن قرأ السيد القزويني رحمه الله المقتل حتى وصل إلى مصيبة استشهاد الإمام الحسين، عليه السلام، انتاب الناس حالة من البكاء والنحيب، كانت نوبات خارجة عن إرادة الجميع.
في تلك الأثناء، طلب المعزين من السيد أن يتوجه بهم إلى حرم سيد الشهداء فاستجاب لهم وركب على ظهر فرسه ليكون على رأسهم في مسيرة نحو الضريح المقدس.
وعندما أصبحوا على مقربة من حرم الإمام الحسين، عليه السلام، أخذوا يرددون هتافات عالية تتضمن اعتذاراً عن النصرة بناءً على نداءات الحسين في يوم العاشر "ألا من ناصر ينصرنا".
وهكذا استمرت هذه التظاهرة الجماهيرية إلى يومنا هذا، تطورت يوماً بعد يوم حتى أصبحت على النحو الذي نراه.
حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق