كان قد أوصى الإمام الحسين عليه السلام قبل مقتله في يوم عاشوراء النساء في كربلاء: "إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا ولا تخمشن علي وجها ولا تقلن هجرا".
وكان من بين النساء آنذاك اخته زينب وزوجته الرباب اللاتي طبقن ما جاءهن من الحسين بالحرف، فلم يظهرن الجزع إزاء ما رأين من هول المشهد، وخير شاهد على ذلك ما قالته زينب بعد مصرع أخيها "أللهم تقبل هذا القربان من محمد وآل محمد"، وقولها عليها السلام: "ما رأيت إلا جميلاً".
ولكن ماذا فعلت الرباب التي تجرعت ألم فقد زوجها وولدها الرضيع على مضض وهي ترى مصرعهما المفجع وتستشعر حجم الظلم الذي تعرضان له آنذاك؟
كيف تحملت الرباب، وهي إمرأة عادية، أن تكون وحيدة بعد فراق زوج كان يقول في حق بيتها: "لعمـرك أنـي لأحـب داراً تحل بها سـكينة والربـاب"؟
ينقل صاحب كتاب الكامل في التاريخ، أن الرباب بعد مقتل الحسين عليه السلام كانت "تجلس في حرارة الشمس حتى ماتت كدا وكانت ترثي الحسين إن الذي كان نورا يُستضاء به في كربلاء قتـيل غير مدفـون سـبط النبي جزاك الله صالحة عَنّا وجنّبت خسـران الموازين".
فيما ينقل أيضا الشيخ جواد محدثي في موسوعة عاشوراء شيء مشابه إذ يقول: "كانت دائمة البكاء على أبي عبد الله عليه السلام ولا تجلس في ظل. وتوفيت من أثر شدة حزنها وجزعها على الحسين وذلك بعد سنة من استشهاده.
حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق