اخوتي اخواتي
لقد ذكرنا في الخطبة الاسبق بعض الاعمال التي تولّد عقوبة جماعية.. وذكرنا ان بعض الآيات تقول : (وترى كل امّة جاثية) عبّر القران الكريم كُل امّة، فالكلام كان يشمل الوضع بشكل عام وهو الامّة .
الآن السؤال هل هناك عمل بالعكس، يعني هل هناك اعمال تجعل الامة في أمن وفي دِعَة أو لا ؟!!
لاشك كما ان هناك اعمال سلبية هناك اعمال ايجابية.. وعملنا نتكلم لا عن العمل الفردي وانما نحب ان نتكلم عن العمل الجماعي والعمل التضامني..
لاحظوا بعض الموبقات تؤثّر تأثير كبير والعياذ بالله في بعض الروايات ان الزنا يدع الديار بلاقع، ليس فيها خير، او بعض مسائل القضاء ان الانسان يقضي بالباطل، الامام (عليه السلام) يقول بمثل هذا القضاء تمنع السماء قطرها او تحبس السماء قطرها وتمنع الارض بركتها..
هناك اعمال في المقابل.. هناك اعمال تجعل هناك طمأنينة وتجعل هناك حالة من الفرج وتجعل حالة من الرخاء والاساس في ذلك هو تضامن الامة لا أفراد على نحو الخاص..، انا اتكلم عن موضوع يعبر حالة الفرد وانما ينطلق الى حالة الامّة ويمكن هذا الموضوع يبدأ وقطعاً عندما تكون امّة لا يبدأ فجأة ولكن يتوسع من دائرة الى دائرة اخرى وهذا التوسع يعطيه نوع من المقبولة من الجو العام الذي نقبله ..
لا قدّرَ الله اذا مرّت الامة بكارثة ولنفترض كارثة طبيعية مثلا اذا مرّت بفيضان او حالة من الزلزال والامراض الوبائية ماذا يكون تصرّف الامّة ازاء هذه المسائل .. حتى وان كانت الكارثة في حدود أفراد لكن ردود فعل الامة على هذا ماذا يكون؟! لاشك ان المسألة التضامنية والتكاتف والشعور بالمسؤولية سيخفف الاعباء كثيراً على الافراد التي وقعت عليهم الكارثة والعياذ بالله .. او هذا التراحم عندما يكون بين الامّة هذا التراحم سيكون مجلبة لكل الخير..
ولذلك التفتوا اخواني الى نكتة.. بعض الروايات تقول ان الكفر يدوم لكن الظلم لا يدوم لماذا ؟! لأن هذا الظلم فيه سلب الحقوق، الامّة اذا راعت الحالة التي فيها واندفعت الى حالة ايجابية ستقطف الثمار ولعلّي سأشير الى نقطتين من واقعنا الحالي المعاش..
عندما مررنا بهذه الفتنة الداعشية.. نعم هناك فتوى صدرت وهناك مرجعية قالت قولتها ..
هذه المسألة نبدأ الان في ان نحلل ما حدث .. التفتوا جيداً .. هناك استجابة كانت سريعة وهذه الاستجابة كانت في الدم .. وهناك استجابة كانت رافداً معززاً شادّ الأزر من الأُسر ومن الميسورين ومن الناس ومن الحث خارج إطار الدولة وهذا الاندفاع كان اندفاعاً عاماً ..
ماذا انتج هذا التضامن الجماعي ؟؟.. ماذا انتج من الذين لم يتركوا المقاتل لوحده وانما وفّروا له جميع ما يعينه على ما هو عليه.. ماذا انتج ؟!
ان الله تعالى ارانا نصره بشكل ملفت النظر .. لأن المسألة لا تتحدد بعمل فردي.. وانما تحتاج الى تفاعل وهذا الموضوع ان الامّة تتفاعل مع مسائل الخير..
انا ادعوكم الآن اخواني ان هذه الثقافة ثقافة ان نتفاعل مع الخير.. الشارع المقدس لعلّه اكثرَ من الروايات والحث على قضاء الحوائج وعجيب عندما تقرأ الآثار الانسانية في قضاء الحوائج واسلامياً الحثّ على قضاء الحوائج فكيف اذا كانت الامة تتمتمع بهذه الثقافة العامة التي فيها قضاء الحوائج.. الناس تتصدق ثقافة..الناس تسعى الى البر ثقافة.. والانسان اذا فعل هذا يحافظ على نفسه اضافة الى الفوائد العامة.. ماذا يقول الحديث الشريف لاحظوا (صدقة السر تدفع غضب الرب) هذه الامّة عندما تتفاعل مع البر..
الآن بعد ان منَّ الله تبارك و تعالى علينا بنصره قطعاً نحتاج الى شُكر اخواني ثقافة الشُكر ان الله تعالى هيأ نشكر الله تعالى ثم ماذا؟!
التفتوا جيداً هذه حالة عامة انا لا اتحدث عن وظيفة مؤسسات حكومية فقط لا، لا زال بين اظهرنا شواخص لهذا الانتصار عوائل شهداء اُناس تعوقوا ..لابد علينا جميعاً ان نتعامل مع هذا الوجود المبارك تعاملا خاصاً فيه كل انواع الشُكر والتكريم والتعزيز والثناء عملياً انا لا يكتفي هذا الذي اعطى كل شيء ان اقول له شكراً ..قد الشُكر بهذا المقدار قليل ثم قليل في حقه.. لابد ان اتعامل معه كثقافة .. ابحثوا عن هؤلاء وهم بين ايديكم ابحثوا عنهم حتى تدخلون في مشروعهم الذي مرّوا به.. الانسان يدقق ويتفحص ويسأل لا يحتاج ان تسمع مني او من احد هذه وظيفة جماعية .. امّة تحترم شهداءها تحترم الشهداء الاحياء امة تُثني على العوائل الفقيرة التي زجّت بأبنائها.. لاحظوا هذا عمل امّة .. نعم يوجد بحمد الله الكثير يعملون وبشكل مخفي يساعدون يعطون..انا اقول هذا العمل الجيد يبقى لكن ان تتحول هذه الحالة الى حالة ثقافة امّة.. هذا هو المطلوب.. هذه الثقافة ستخفف المعاناة كثيراً..والانسان اخواني يقع اجار الله الجميع قد ان الانسان في الفاتحة عندما يصاب بفقد عزيز لكن عندما يأتيه اخوته ويأتيه المؤمنون للعزاء يخفف عنه هذا الألم والمصاب وهي قضية انسانية وقضية نفسية.. والنبي والائمة (عليهم الصلوات والسلام) كانوا يفقدون والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اذا عمل عملا ً يعني ذلك ماذا يعني يا ايتها الامّة المرحومة اعملوا كما كان يعمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن لنا فيه أسوة حسنة يعلمنا..
اخواني كما هناك اعمال تعجّل بالبلاء والهلاك والعياذ بالله.. ايضاً هناك اعمال تستنزل الرحمة والفرج تخفف من مصاب بعضنا لبعض.. هذا التضامن والتكاتف لا تقول ليس لي علاقة بفلان.. هذه ليست لا ثقافة انسانية ولا ثقافة اسلامية.. اشعر وعلّم هؤلاء على ان يهتموا بالآخرين خصوصاً كما قلنا من كان لهم الفضل الكبير في أن الله تعالى يجعل بلدنا يتجاوز الازمة بشكل سريع..
نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق وان الله تعالى يحفظ بلادنا بلاد المسلمين جميعاً ..اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وتابع بيننا وبينهم بالخيرات وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ..
حيدر عدنان
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق