الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 12/شوال/1438هـ الموافق 7/7/2017م :

اخوتي اخواتي اعرض بخدمتكم بعض المواضيع ولكن قبل ذلك اسأل الله سبحانه وتعالى بهذا المكان المعظم وبمن نحن بجواره الامام الحسين (عليه السلام) ان يشدّ على ايادي اخوتنا المقاتلين وهم يخوضون حرباً ضروساً ضد هذه الطغمة الداعشية المنحرفة.. سائلين الله تبارك وتعالى ان يمدهم بنصره وان يعجّل لهم هذا النصر وان يحفظهم من كل سوء من بين ايديهم ومن خلفهم ومن فوقهم ومن تحتهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم وان الله تبارك وتعالى يسدد رميتهم ويزيدهم اصراراً وقوة كما هم أهل لذلك..

ونسأله تعالى ان يلقي في قلوب عدوهم الرعب والخوف وان يزلزل الارض من تحت اقدامهم وان يولوا مدبرين الى غير رجعة وان يحفظ بلادنا جميعاً من كل سوء وان يعجّل لنا بالنصر المؤزر وان يحفظ بلادنا من كل سوء وان يبارك بكل جهد يبذل منهم..

وفي الوقت نفسه نسأل الله تعالى ان يتغمد الشهداء برحمة واسعة وان يعجّل بالشفاء العاجل للجرحى وان يبارك للاخوة الاعزاء الذين بذلوا اموالهم وابدانهم وانفسهم في سبيل حفظ العراق وارضه ومقدساته وان الله تعالى يزيد في توفيقاتهم..

ونرجو من الاخوة الاعزاء ان يكثروا من الدعاء بالنصر وان شاء الله تعالى لم يبق الا القليل القليل حتى يأذن الله تعالى بالانتهاء من هذه الطغمة الغاشمة..

اعرض بخدمتكم بعض المواضيع التي اراها في هذا الظرف هي من المهمات:

الأمر الاول:

طبعاً الان في المجتمع عندنا مجموعة كبيرة جداً من اخوتنا خريجي المعاهد والكليات.. ما بين الفينة والاخرى يطالب هؤلاء الاخوة بايجاد فرصة لهم لأن يشغلوا مواقع مهمة لادارة بلدهم..

طبعاً انا اتحدث بمنظومة متكاملة وهناك لابد ان تكون مخرجات لهؤلاء الاخوة الاعزاء الذين اكملوا دراستهم ولابد من وجود متلقي لهم وان يوفر لهم الفرص المناسبة لأن يتعينوا..

طبعاً الفراغ والبطالة من الامور الخطيرة جداً، والانسان يشعر بالانتكاسة النفسية والتعب الشديد نتيجة عدم وجود عمل، والعمل هو الوضع الطبيعي للانسان ان يعمل فكلما توفرت فرصة للعمل كلما خفت المعاناة.

طبعاً الدولة بالنتيجة ستقول ان هناك عندنا ازمة في التعيينات، انا لا اقول انه لابد ان يتعينوا، اقول لابد ان تتوفر لهم فرص مناسبة ولو عن طريق القطاع الخاص، الدولة لابد ان تكون مسؤولة عن ابنائها وان تسعى سعياً حثيثاً لإيجاد حل والحل ممكن نعم يحتاج الى خطوات والى دراسة والى معالجة جديّة..

شاب في عمر الورد عنده امل واهله عندهم أمل واوصلوه الى هذه المراحل المتقدمة وحصل على شهادة جامعية.. ثم ماذا؟؟ لابد ان تبدأ خطوة اخرى ان يجد هذا الشاب فرصة مناسبة الى ان يبرز هذه الطاقة وهذا العلم الذي استفاده ان يبرزه في خدمة بلده .. من المسؤول عن ذلك؟؟! لابد من وجود جهة مسؤولة..

توفير فرصة له بحيث يتشجع الاخرون على ان يكملوا دراستهم حتى ينخرطوا في هذه المؤسسات وان لم تكن حكومية من القطاع الخاص ولكن بقوانين ترتبها الدولة..

اما ان يبقى الفراغ عند هؤلاء الاخوة ويعانون من مشاكل كثيرة ويبحثون عن فرص عمل ولا يجدون وان وجدوا فانها قد لا تتناسب معهم فهذا أمر له مخاطر كثيرة وله سلبيات كثيرة..

حقيقة هذه المسألة لابد ان تُعالج من قبل الجهات المسؤولة وهي مشكلة كثرة الخريجين من ابنائنا من خريجي المعاهد والكليات وتوفير فرصة مناسبة لهم حتى يخدموا هذا البلد..

الأمر الثاني :

طبعاً اليوم عندنا مجموعة من ابنائنا طلاب السادس الاعدادي، وهم يؤدون الامتحانات.. انا احب ان اسأل كطالب..اسأل نيابة عنه.. وسبق ان تكلمنا عن بعض الامور المتعلقة بالدراسة والمدارس..

يقول انا طالب في صف السادس الاعدادي سواء كان في فرعه العلمي او الادبي بالنتيجة لي حق ان اؤدي الامتحانات بظرف لا اقل مناسب.. فانا اشتكي من ان قاعة الامتحان حارة جداً وان قاعة الامتحان لا تتوفر فيها وسائل الراحة خلال هذه الساعتين او الثلاثة.. لمن اشكوا؟! انا طالب والدولة تعلم ان في هذا الشهر هو امتحان، وفي كل سنة مواعيد الامتحانات ثابتة .. قد تتغير لكن تغير قليل اسبوع عشرة ايام.. لكن عادة الامتحانات تكون في فصل الصيف.. فهل عجزت الدولة لهذه السنين ان توفر لي مكاناً جيداً يساعدني على الفهم والاجابة.. وفرت لي امكنة مناسبة من جهة برودة الجو.. هل ساعدت على عدم قطع الكهرباء على الاقل في هذه الفترة التي انا امتحن فيها ؟؟!

هذا طالب وفي مقتبل العمر ومن حقه ان يسأل .. لكن السؤال الاهم من سيجيبه؟؟!! انا لا ادري!! لأنني انا اسأل معه وانا اسأل نيابة عنه..

من سيجيبه وسيقول له انت ولدي ولابد ان اهتم بك..هل تكاتف المسؤولون في ان يوفروا لهذه المدة الثلاثة اسابيع جواً خاصاً لهذا الطالب حتى يشعروه بأهميته عندهم او تركوه انت ومقاومتك للظروف.. فان اصبت بغيبوبة او بألم او بأذية في اثناء الامتحان.. طبعاً اضافة الى الوضع النفسي الذي يمارس الامتحان قد نفسيته تتعب..ثم يأتي هذا الظرف الحر والكهرباء فتشتد عليه هذه الحالة..

لماذا لا نفكر بأبنائنا؟! وبتعبير ادق.. لماذا لا نفكر بحل لهذه المشاكل؟! وبتعبير اكثر دقة.. لماذا لا تُحل فعلا ً المشكلة؟ الطالب يسأل وانا اسأل ولا أعلم من سيجيب..

حقيقة هناك نصطلح عليه الوزن العلمي وهو حديث شائك وطويل.. اقول الوزن العلمي للطالب هذا الوزن العلمي من المسؤول عنه.. يعني الان تأتينا بعض الطلبات.. شخص يريد ان يتعين يأتي الى أي جهة فهو يكتب وهو خريج كلية.. حقيقة عندما تطلع على الكتابة تجدها كتابة من الصعوبة ان تقرأها فضلا ً عن الاخطاء الاملائية والنحوية.. وعندما يكون في اختصاص آخر يسأل في اختصاصه تجده ضعيفاً .. من المسؤول عن الوزن العلمي للطالب.. لماذا نسأل عن هذا الموضوع؟ الموضوع متكرر .. لكن الوزن العلمي يعني هذا الذي سيبني البلد مستقبلا ً.. قطعاً هو والمدرس والوزارة المعنية وهذه مسؤولية الجميع..

اخواني العلم ليس فيه مجاملة.. العلم يبقى هو علم له قواعده وله حساباته الخاصة.. اذا حاولت ان تقفز على العلم يعني انت قفزت عن حقوق الاخرين واذا حاولت ان تقفز على العلم وحصلت على طريقة غير مقننة معنى ذلك انت ضربت المهمة التعليمية بمسمار نعشها..

الوزن العلمي مسؤولية الجميع والوزن العلمي الان يحتاج ويستصرخ ويقول ارجعوا لي الوزن العلمي.. كل الجهات التربوية مسؤولة عن ذلك.. هذه ليست مهمة جهة معينة وانما مسؤولية الطالب والمدرس ومسؤولية الوزارات المعنية..

نحن في ظرف يحتم علينا ان يكثر الاخوة اصحاب الموازين العلمية وانا اتكلم بعنوان تبادلي اقول هؤلاء الاخوة الذين الآن في جبهات القتال طبعاً بعضهم ترك دراسته والتحق وبعضهم ترك عمله والتحق.. وهذا الشخص عندما يستشهد واستشهد الكثير لكن تبقى عينه على البلد.. فاذا ترك الدراسة يعتقد ان غيره سيكمل المشوار.. هؤلاء لهم حق علينا بكل فضيلة والعلم النافع فضيلة والاخلاق فضيلة والاهتمام بهم فضيلة من الجميل جداً ان المدرس الوزارة الطالب عندما يبدأ العملية التربوية يفكّر بهؤلاء الاخوة ويقول هؤلاء لابد ان اهتم بهم جزاءً ووفاءً لدماء هؤلاء حتى وان انتهى الامر ان شاء الله تعالى..لكن تبقى هذه المسألة مسألة وفاء..اذا لم تكن وفاء تكون وفاء لأصل البلد.. هذا العلم اخواني الاهتمام به مسألة لابد ان تكون ولابد ان تعزز..

نسأل الله تعالى السلامة للطلبة وان يوفقوا لذلك وان يمارسوا دورهم بأفضل ما يكون والبعض من الطلبة عجول على ان يكمل الامتحانات حتى يلتحق مع اخوته في الجبهات.. نسأل الله تبارك وتعالى ان يمكن الاخوة الاعزاء المقاتلين من ان يحرروا جميع الاراضي في اقرب وقت سائلين الله تعالى لهم بالتسديد والتوفيق..

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

حيدر عدنان

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات