الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 13/شهر رمضان/1438هـ الموافق 9 /6 /2017م :

اخوتي اخواتي بدءاً نأسف لبعض الانفجارات التي ضربت بعض المناطق سائلين الله تبارك وتعالى الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى ومنبهين ايضاً الى انه لابد من اخذ الحيطة والحذر لان الارهابيين لا ذمة ولا اخلاق ولا دين لهم و لذلك يستخدمون كل ما وصلت اليه ايديهم القذرة لأن ينالوا من الابرياء وايضاً على الاخوة في الاجهزة الامنية بذل المزيد من الترقب والتحسب وملاحقة الارهابيين حتى تؤمن البلاد والعباد بإذن الله تعالى..

 

اعرض بخدمتكم من الامور المهمة بمسألة الجانب التربوي التعليمي..وهذه المسألة مسألة حضارية كل المجتمعات تمر بها حالة التعلم سواء كان التعلم الاكاديمي او التعلم غير الاكاديمي لكن كلامنا فعلا ً الان يختص بالمنظومة التربوية التعليمية الاكاديمية، وفي مقام تبويب المطلب هناك ثلاث حالات تحتاج الى رؤية:الحالة الاولى : هي حالة المؤسسات التعليمية كمؤسسة أي مؤسسة تتصدى للتعليم تكون مشمولة بالكلام.والحالة الثانية : هي فئة المعلمين من يقوم بدور التعليم.والحالة الثالثة : هو المستفيد من ذلك وهو الطالب ايضاً بكافة المراحل.اما ما يتعلق بالمنظومة التربوية التعليمية فلا شك ان هناك مسؤولية تقع على عاتق هذه المؤسسة، وبعضها لعلّه له علاقة بالنقطة الثانية في المعلم لكن ما يتعلق بها ما هو ؟؟واقعاً لابد لهذه المؤسسة ان تهيؤ الامكانات لغرض النهوض بهذا الواقع التعليمي والتربوي وهذا يشمل سواء كان من اللوائح التنظيمية التي تنظم هذه العملية وفي عين الوقت تلاحظ مراقبة الاداء انه انا عندي مؤسسة وهناك مجموعة منطوية تحت هذه المؤسسة لابد ان اراقب هذا الاداء هل هذا الاداء يلبي طموح هذه المؤسسة او لا يلبي هذا الطموح...ايضاً لابد ان اوفر ابنية مدرسية تتناسب مع حجم الطلاب واعداد الطلاب والبيئة شتاءً وصيفاً والظروف فمثلا ً الان في شهر رمضان وبعض الطلاب يؤدي الامتحانات المركزية خصوصاً الصف الثالث المتوسط وهم صائمون والواقع بعض ابنائنا الطلبة وابناء المؤسسة لهم حق عندما يشكو من قلة الوسائل التبريد واشباهه بحيث لا يتشجع لاعلى الصوم و لا على حسن الاجابة.. بالنتيجة هذا ابننا وولدنا ونحن اهل مؤسسة تربوية وتعليمية.. مع ملاحظة ان اعداد الطلبة بالملايين مع كافة المراحل وبالنتيجة هذا جيل يُصنع فلابد ان تكون هناك رؤية حقيقية لصناعة هذا الجيل تبدأ من رياض الاطفال وانتهاءً بالدراسات العليا..وهذه المنظومة التربوية هي عبارة عن حلقات متسلسلة فلابد ان يُهتم بهذا الجانب وهذه تقع مسؤولية حقيقية على المؤسسة التربوية.نأتي الان الى العمود الثاني في المؤسسة وهو المعلم عنوان المعلم في أي مرحلة تدريسية نطلق عليه عنوان المعلم هذا المعلم هناك اشياء له وهناك اشياء عليه كالطالب هناك اشياء له وهناك اشياء عليه.. وانتم تعرفون مقتضى التوازن هو التوازن بين الحقوق والواجبات..لا يمكن لشخص ان يكون له حق وحق وحق بلا ان يكون عليه واجب معين ولا ان يُلزم بواجبات بلا ان يعطى حقّه .. تكون العملية عرجاء غير متوازنة نحن نريد العمل التربوي التعليمي ان يكون متوازناً..ماذا للمعلم ؟! ماذا نعطيه؟! من جملة ما نعطيه لابد ان نُشعر المعلم بالأهمية، تارة العرف العام يشعر ان هذا الصنف مهم.. وتارة جهات ومؤسسات دولة أي دولة والمطلب غير سياسي اخواني.. تارة منظومة دولة تهتم بهذا الصنف حتى تُشعر الاخرين بالاهمية، العُرف ان كان معوجاً لابد ان تكون عليه تعديلات.. المعلم يمارس دوراً في غاية الاهمية وهو اولى بالاحترام والجهات منظومات الدولة ايضاً المعلم هو الذي يُخرّج جميع طبقات المجتمع نعم نحتاج ان نعزز هذه المسألة عند المعلم فإذن للمعلم حق لابد ان يُحترم..هذا المعلم ايضاً لابد ان تكون وجهة نظره محترمة..مثلا ً المعلم ولابد نُشعر ابنائنا هو عبارة عن اب ثاني وهذا الاب الثاني من حقّه في مقام ان يعلّم الولد ان يختار وسائل التربية بشرط ان لا تصل الى وسائل العنف نعم من حقّه كمعلم ان يحاسب وان يوبّخ لكن بأساليب لا تجرح ولا اساليب فيها عنف، هل من حقّه ان يحاسب ؟ نعم، المعلم نعطيه فاذا المعلم اعطيناه حق المحاسبة يفترض ان لا نتدخل في عمله ...مثلا ً ان لا نضغط على المعلم نجّح الطالب الفلاني لأنه ابن فلان...هذا نوع من مسمار في نعش العملية التربوية وعلى المعلم ان يكون في هذا الجانب موضوعياً بشرط ان يُحمى وان توفّر له ما دام يعمل وفق معطيات صحيحة لابد ان يحمى اجتماعياً ولابد ان يُحمى امنياً ومؤسساتياً .. وعلى المعلم لابد ان يعرف ويعلم انه اذا منع من التلاعب فانه يعطي للبلد نماذج جيدة واذا ساعد على التلاعب سيعطينيا وجوه اسود لكنها فحوى قطط.. تزوير بشكل مقنن.. وعلى الذين يضغطون على المعلم..ان هذا ابن فلان ولابد ان تُنجحه كيفما اتفق يعرفون ان هؤلاء لا يدمرون العملية التربوية وانما يدمرون ولدهم هذا..هذا سيشعر في المستقبل بانه غاش وسي

شعر بالمنقصة لأنه تجاوز على القضية التعليمية بهذه الطريقة وسلمنا البلد نموذجاً غير جيد..انا لا اتعامل اخواني في بعض الحالات نعم العُرف يتعامل مع ورق هذا ناجح وهذا غير ناجح...لكن وسائل النجاح الذي نعرف لابد ان تكون نجاح منافسة فعلا ً ومنافسة شريفة وعلى المعلم ان يمنع ذلك..اقول هذا المعلم له ان يحاسب وله ان يقيّم ..على المعلم ايضاً ان يكون صُلباً في حقه لأن الحقوق تؤخذ لا تُعطى ان يكون المعلم صلباً في حقّه ..انا معلم ومعلم اجيال لابد ايضاً ان نحترمه ويكون صوته مسموع..اما ما عليه المعلم.. المعلم عليه ان يبذل قصارى جهده في توضيح المادة للطالب وان يبذل قصارى تربيته للطالب المعلم عليه ان يحترم الوقت حتى يشجّع الطالب على احترام الوقت .. المعلم عليه ان يشجّع وينمي قدرة الطالب الجيد.. والمعلم عليه ان ينصح الطالب غير الجيد..نعم هذه على المعلم.. اما معلم يستغل بعض الانفلات وتعبير حشراً مع الناس عيدُ وبالنتيجة يتراخى عن مسؤوليته هذا لا حق له لابد تكون موازنة بين الحقوق وبين الواجبات.. طبعاً الواقع الان فيه من الصنف الاول الكثير..معلم فطن ومخلص وايضاً الواقع فيه معلم متكاسل والطلبة يئنون من طريقته في التعامل ايضاً هذا النوع موجود..اقول هناك امانة تكلمنا عنها سابقاً هذه امانة وهذه الامانة لابد ان تؤدى بشكل صحيح.. لا اريد ان ادخل الى مسائل الدروس الخصوصية والمشاكل التي فيها..انا اتحدث مع معلم مقتضى القاعدة ان يكون مربياً..النقطة الثالثة والاخيرة الطلاب.. الطالب ماذا له وماذا عليه ؟الطالب له ان يأتي الى مدرسة تتوفر فيها وسائل الراحة والصحيات الجيدة الطالب من حقّه ان تُشرح له المادة بطريقة جيدة عندما يسأله الاب ماذا درست؟ ممكن ان يشرح هذه المادة بشكل جيد لان المعلم قد بذل قصارى جهد.. تارة الطالب مدركاته ضعيفة شيء آخر..لكن الوضع الطبيعي من حقه انا اذهب الى المدرسة اريد جواً جيداً لا اريد حالة من الفوضى في المدرسة بعض الطلبة يأتي الى اهله والدماء تسيل منه لوجود بعض الطلبة الشرسين معه.. هذا ليس من طريقة التعليم..ادارات المدرسة مسؤولة على الحفاظ على ابنائنا الطلبة ما داموا هم في حريم المدرسة.. على الطالب ان يربى ان المعلم هو اب ثاني وفي بعض الحالات هو افضل..على الطالب ان يحترم المعلم وعلى الاب ان يزرع في نفسية الطالب محبة واحترام الاب.. ان تتعاون الاسر.. اخواني مع الفوضى العارمة الان لابد من وجود بصيص امل، طبعاً انا اعلم ان بعض الكلام قد لا يعجب البعض لكن لابد من بصيص امل، هناك ذخائر في أي مجتمع لا نفرط فيها..ومن ذخائر المجتمع المعلم، كلما كثر المعلمون في مجتمع يُفترض ان يكون هذا المجتمع متحضراً اكثر... فلابد من تعاون الاُسر مع المعلم ولابد ان يُحترم المعلم احتراماً خاصاً المعلم من حقّه ان يحاسب والطالب عليه ان يحترم المعلم انا اعتقد ان هيبة المعلم لابد ان تكون باقية واذا اصابها شيء من الوهن فهذه نكسة اجتماعية.. لابد ان ترجع حالة القيمة الحقيقية لأن هؤلاء هم طبقة مهمة في المجتمع..قبل ان اختم .. ما وصلنا الان ان شهداء انفجار المسيب 21 شهيدا و 33 جريحا نسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة لهم والشفاء لجرحانا مع تأكيدنا على الحيطة والحذر وعلى الجهات الامنية بذل المزيد من الامن والاستخبارات والجهود تتكاتف في سبيل ان لا يتمكن هؤلاء الارهابيون في اذية الناس.. ارانا الله تعالى في هذا البلد كل خير ونصر الله تعالى ابطالنا المجاهدين اينما كانوا واخذ الله بأيدينا وايديكم لكل خير وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين..

حيدر عدنانالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات