الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 18/جمادي الاخرة/1438هـ الموافق 17/3/2017م :

اخوتي اخواتي قال الله تبارك وتعالى في سورة النساء : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا).

 

ان الله تبارك وتعالى يأمرنا ان نؤدي الامانات الى اهلها.طبعاً هذه الاية تتحدث عن ولا نريد ان ناخذ التفسير الحرفي لها ، ولكن احب ان نتحدث عن الامانة. ما هي الامانة؟الامانة تارة تكون في عين خارجية انسان يؤمّن عندك كتاباً يؤمّن عندك بيتاً لسبب من الاسباب لظرف من الظروف ثم بعد ذلك يطالبك بها انتفت حاجة ان تكون هذه الحاجة تحت يدك وهو صاحبها لابد من ارجاع هذه الامانة الى اهلها.والانسان الشريف في حالة من الامر الله تعالى يأمركم ان تؤدوا هذه الامانة، ، وطبعاً هذه العين الخارجية لا يمكن لشخص ان يضعها عند احد ويقول هذه امانة بلا ان يرضى ذلك الشخص المؤتمن، لابد ان يرضى او ان يتصدى ابتداءً، رآك متحيراً قال لك انا احفظ هذا الذي عندك، فلابد ان يُرجع هذه الامانة فيتصدى ويجعل نفسه بمحلٍ حافظاً لهذه الامانة.هذا بالنسبة الى العين الخارجية او الامانة على نحو العين الخارجية.وهناك حالات تختلف عن هذه الحالة لكنها تدخل في ضمن الامانة..مثلا ً نحن تحدثنا قبل فترة .. و اود ان ابين اخواني بان هذا الحديث كله حديث اجتماعي أي موضوع من المواضيع والامثلة التي سأذكرها هي مواضيع اجتماعية ليس لها مساس سياسي اصلا ً ..قبل فترة تحدثنا عن المعلم والتلميذ.. عن الطبيب والمستشفى والمريض.. سأذكر بعض الامثلة.. هذه بهذا النحو تكون من مصاديق الامانة.. انه انا كمعلم تصديّت وطلبت ان اتعيّن كمعلم وكمدرس في مقابل وظيفة اؤديها ما هي الوظيفة التي اؤديها ؟ وظيفة ان اكون معلماً أي فعلا ً اشرع بتعليم الطالب وفعلا ً ان اعلّمه المسائل العلمية والمسائل الاخلاقية، فعندما يأتي التلميذ الطالب ويأتي به وليّ امره ويسلّم هذا التلميذ لهذا المعلم لإدارة المدرسة فهو يسلّم لهم امانة وهذه الامانة تُصان وتُحفظ ما دامت هي في المدرسة، فعلى المتصدي لحفظ الامانة تدريساً اخلاقاً آداباً ان يحفظ الامانة، الامر ليس امراً اشتهائياً وانما هذا التزام ما بين تصديك لهذه المسألة وما بين قبول الاخرين الاولياء ان يأتوا اليك بأولادهم فاذا لم تعلّم فأنت لم تصُن الامانة واذا علّمت خلاف ما هو المقصود من الوظيفة انت لم تصن الامانة، تحوّلت من امين الى غير أمين، لا أقول خائن قد الكلمة فيها قسوة، من امين الى غير امين، لأنك قلت انا استطيع ان اعلّم لكنك لم تعلّم لكنك تحاول ان تذكر اشياء تبقى عند الطفل والطالب الغاز وتقول له اذا اردت ان تستوضح اكثر لابد ان نفتح درساً خاصاً انت تستطيع ان تدرّس في الصف هذه المادة لكنك لا تعطيها.. قد جعلت نفسك في موضع الغير امين ..المريض عندما يأتي الى طبيب تصدى هذا الطبيب بلافتة بمستشفى..تصدى ان يقول انا معالج، وجاءك هذا المريض انت لابد ان تكون اميناً بمقدار ما كان المريض عندك في التشخيص وفي الطريقة والدواء لابد ان تكون اميناً واذا لا تستطيع ان تعرف لابد ان تتنازل عن امانتك لا ان تدعي الامانة وتتحول الى شخص غير امين..الامانة اخواني لا تختص بالأمانة الخارجية هنالك التزامات وضمانات انا اثق بك يا طبيب وجئت اليك وانت امين على ما تريد ان تبين لي من فحص ومن دواء وغير ذلك.. فاذا لم تعمل بوظيفتك سوف لن تكون اميناً ..هذا المواطن العادي عندما يذهب الى موظف في مؤسسة فلانية أليس هذا الموظف قد التزم ان يكون خلال فترة الدوام ان يقضي حاجة المواطنين بالمعاملات المختلفة وعندما يأتي المواطن الى هذا الموظف الامين فانه لابد ان يقوم هذا الموظف بأداء الامانة..اخواني التفتوا لقضية اداء الامانة من الامور الطبيعية خيانة الامانة من المشاكل الاخلاقية الوضع الطبيعي ان الانسان يؤدي الامانة.. هذه ليست لك اذا لم تؤدي الامانة ستكون غاصباً..عندي حق وهذا الحق بيدك انت لا تعطيني فانت غاصب لهذا الحق ولذلك هذه الاية الشريفة اذا عممنا كما يقول الاصوليون تكون ارشادية بمعنى ان العقل يقول اداء الامانة امر واجب انه لابد الانسان ان يؤدي الامانة بمعنى لم يفعل شيئاً زائداً عن وظيفته اذا ادى الامانة واذا لم يؤدها كان غاصباً وكان غير اميناً .. فهذا الموظف عندما يفعل مع المواطن هو يريد ان يرد الامانة .. بمعنى اخر رد الامانة هو غير متفضل حقك عندي ارجاعه لك انا غير متفضل عليك.. هذا حقك عندي انا ارجعت حقك لك انا غير متفضل لأني لم اعطيك شيئاً من عندي وانما انت تطلبني مثلاً هذا الكتاب هو كتابك انا ارجعته اليك اين الفضل في ذلك.. انا تصديت ان اكون موظفاً وهذه الوظيفة تستدعي مني ان اقوم بشؤون المواطنين فاذا لم افعل اكون انا غير امين انا لم اعطي هذا الحق ..وعلى هذا قِس كم من الحقوق اذن مسلوبة!! كم من الحقوق لم تعط لأهلها؟!! وكلما كبرت الدائرة و كلما توسعت كان استرداد الامانة اكبر.. كلما توسعت الدائرة كلما كانت الامانة اكبر انا الان صاحب مصنع تكون الامانة اكبر .. صاحب محافظة صاحب وظيفة صاحب بلاد تكون الامانة اكبر ..هذه المسائل غير سياسية مسائل مبنية على قضايا اجتماعية..انا صاحب حق اعطني هذا الحق انت جلست هنا حتى تقوم بالواجب واجبك ان تعطيني حقي انا حقي ان تسجّل هذه المعاملة وانا حقي ان تكون هذه الحالة بهذه الطريقة ..لماذا لا تفعل ولماذا لا تقوم بواجبك؟!!الامانة اخواني من الامور المهمة الذي يتصدى لابد ان يتحمل تارة تقول انا لا استطيع ان اؤدي الامانة .. جزاك الله خير.. تنحى وليأتي في هذا الموقع الاداري من يستطيع ان يأتي مكانك ايها الطبيب من يستطيع او يأتي مكانك ايها المدرس من يستطيع .. اما انت تبقى لا تؤدي وتسلب الحقوق فهذه حقيقة امر غير صحي..فأنت الان ممكن ان تكون معلماً لكنك غير امين طبيباً غير امين موظفاً غير امين وهكذا ..لابد ان تؤدى الامانات الى اهلها.. نسأل الله سبحانه وتعالى ان نكون من الذين يؤدون الامانات الى اهلها وان الله تبارك وتعالى يوفق جميع الاخوة المتصدين خصوصاً الذين بيدهم مصائر الناس المستضعفين عليهم ان يخدموهم وهذا لعله من الواجبات الاخلاقية والادارية على الجميع واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين..

حيدر عدنانالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات