للنظافة قصة وحكايات كثيرة في الزيارة الاربعينية، فلا يمكن لجهة ما ان تضبط ايقاع المحافظة على نظافة خطوط سير الزائرين، لاسيما ان المواكب والهيئات الحسينية تتفاوت اوقات توزيعها للأطعمة والاشربة بل تكاد تكون على مدار الساعة، فهذا يرمي بأقداح الماء واخر يترك علب الطعام وثالث يحرص على وضعها في الحاويات المخصصة لذلك، وتجد سباقاً حامياً بين كثير من المواكب على الاهتمام بالنظافة عبر تنظيف الواجهات وتخصيص عمال لها وارتداء ازياء خاصة، بل وصل الامر ببعضهم الى نصب مظلات تشبه مظلات مطاعم الدرجة الاولى لجذب الزائرين ونيل الثواب، وبين هذا وذاك تقف وصايا المرجعية الرشيدة بضرورة الاهتمام بالنظافة نبراس للجميع.
وصايا المرجعية
عضو قسم التثقيف الديني في العتبة الحسينية المقدسة الشيخ عباس الزويني "اشاد بحرص الكثير من اصحاب المواكب والزائرين على الاهتمام بالنظافة وعكس صورة جيدة وحضارية عن تلك الشعيرة العظيمة التي اصبحت عالمية". مبيناً، "الاهتمام بالنظافة والتقنين بالطعام موضوع من صلب الدين والشريعة وما يرمى من طعام كثير على جانبي الطريق عند استلام الزائر لتلك الاطعمة بكمية اكثر من حاجته يتسبب بهتك لتلك النعم وهو نوع من الاسراف وزيادة في تكدس النفايات ورمي الاوساخ في الشارع، وعلى الزائر ان يكتفي ما يشبعه ولا يضطر الى الاسراف وهو محرم واوصت به المرجعية الدينية".
واوضح ان "المرجعية الدينية اوصت في فتاواها الاخيرة بالاهتمام بالنظافة واثنت على المواكب التي تهتم بالنظافة ومخصصين امكنة لوضع النفايات ولديهم عمال مختصين بالنظافة باستمرار"، بينما اكدت ان "النظافة من الايمان وان الزيارة طابعها ديني وعلى الجميع الالتزام بجانب النظافة"، مشدداً ان "الزيارة اصبحت عالمية ومليونية ويشارك بها الكثير من غير المسلمين ولابد على الجميع اظهار الوجه الحقيقي للثورة الحسينية".
النظافة تستقطب الزائرين
منذ سنوات نهتم بشكل كبير بالنظافة لأننا اصبحنا على يقين ان عين الزائر تعشق النظافة كما تشتهي الطعام هكذا يقول "صاحب موكب السيدة رقية" عامر سكران خلف.
ويضيف "لذلك ركزنا ان نقوم بحملتي تنظيف يومية داخل وخارج الموكب، لان النظافة من الايمان والزيارة فيها طاعة لله سبحانه وتعالى والطاعة تشترط الطهارة والنظافة من الطهارة، ونقوم بنصب حاويات النفايات، واتمنى من الزائرين مساعدتنا في عدم رمي بقايا وعلب السجائر الفارغة والنفايات في الشوارع وامام المواكب".
التنظيم والتوقيتات
اما سلام حافظ زغير "صاحب موكب السجاد" فيؤكد انه "منذ سنوات يعمل مع ابنائه واقربائه على تطوير عمل الموكب ومن اولوياته الاهتمام بالنظافة واعداد الوجبات الغذائية السريعة مثل المشويات والفطور الجاهز".
منوهاً الى ان "الموكب لديه ثلاث طرق للاهتمام بالنظافة منها تنفيذ حملة جماعية ثلاث مرات يومية تشمل بوابة الموكب ومحيطه وتجميع النفايات وتسليمها الى سيارات بلدية كربلاء التي تمر بأوقات محددة نعرفها، وكذلك تخصيص احد عناصر الموكب لمهمة النظافة طيلة فترات التوزيع، وايضاً تنظيف الموكب ليلاً قبل النوم لنباشر بالعمل وكل شيء نظيف مع ننشر مجموعة من حاويات النفايات امام الموكب، لكنه شكى من عدم التزام الكثير من الزوار بالنظافة بل واهمالهم الكبير من خلال رمي النفايات ومخلفات الطعام قرب سلة المهملات وجعلها تتعرض للهتك".
طرق الزائرين لها حرمة
رأيتها تحمل كيسا فيه بقايا طعام وورق صحي فراقبتها لكي اعرف ما ستفعل بهذا الكيس، ومضت تنظر يميناً وشمالا، حتى انحرفت الى حاوية للنفايات ورمت الكيس الذي بيدها في الحاوية، فأوقفتها متسائلاً ما الذي دفعك لهذا الفعل؟ فردت احلام مهدي انها "تعتبر الشارع الذي جاءت به سيرا على الاقدام من الصويرة له حرمة كونه يقود السائرين الى كربلاء البطولة والفداء ومن المعيب ان يقوم البعض برمي النفايات فيه".
مشددة ان الحسين "ع" خيمتنا وبيتنا جميعاً فكيف نؤذي امامنا بعدم الطاعة؟ وهل خرج الحسين الا للإصلاح والايمان والنظافة من علامات تطور المجتمعات ورقيها، ومن يكون في بيته نظيفاً لابد ان يعكس تلك الصفة في الشارع والزيارة والعبادة وتلبية نداء الحسين "ع" يوجب علينا ان نكون مؤمنين طاهرين ملتزمين".
قاسم الحلفي
تصوير: عمار الخالدي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق