ممثل العتبة الحسينية في باكستان: للمرجعية العليا دور كبير في بث روح الاخوة وواقعة الطف رسمت اعظم أنموذج

تناول ممثل العتبة الحسينية المقدسة في مهرجان نسيم كربلاء اهمية  الاخوة التي انعم الله بها على البشرية وفطر بها عباده والزمهم بها واكد عليها في مواطن عدة بكتابه الكريم.

جاء ذلك في الكلمة التي القاها الشيخ علي القرعاوي خلال حفل افتتاح الاسبوع الثقافي (نسيم كربلاء) بنسخته الرابعة امس الاربعاء (29 /3 /2017) الذي يقام برعاية العتبة الحسينية المقدسة في العاصمة الباكستانية اسلام اباد وبالتعاون مع جامعة الكوثر، وبمشاركة العتبات المقدّسة العلويّة والعسكريّة والعبّاسية.

وقال ان المرجعية الدينية العليا في النجف الإشرف كان لها دور كبير في بث روح الاخوة والمحبة بين الجميع على الرغم من اختلاف معتقداتهم ومذاهبهم وحتى دياناتهم مما دعى العديد من المنظمات الدولية إلى اختياره رجل للسلام والحكمة.

واضاف ان للعتبات المقدسة الدور الكبير في نشر الاخوة والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع سواء في الجانب الثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، فاحتضنت المؤتمرات والندوات التي تدعو إلى بث روح الاخوة والمحبة بين كل الناس، كما تبنت في الجانب الاجتماعي ارسال العديد من الوفود للصلح بين المتخاصمين وفض العديد من النزاعات والخصومات الكبرى وهكذا في الجوانب الأخرى، موضحا ان هنالك دور كبير قام به الشعب العراقي من خلال الحشد الشعبي الذي رسخ معالم الأخوة الحقيقية حتى بات المقاتل يقاتل بيد دفاعا عن الحق ويده الأخرى تنقل العوائل إلى أماكن امنة.

وتابع ان الصور اعلاه تذكرنا بصورة جسدتها اخوة الامام الحسين وابي الفضل العباس عليهما السلام، تلك الاخوة العظيمة التي لايوجد لها نظير على مر التاريخ، مبينا إن العباس لم يخاطب الحسين يوماً ما بكلمة، أخي، إلا مرّة واحدة في يوم عاشوراء حينما هوى من جواده إلى الأرض مقطوع اليدين، وهي لحظات حنَّ فيها إلى رؤية أقرب الناس إليه، قبل أن يودع الدنيا، فنادى الحسين بقوله «أدركني يا أخي»، وجاء الحسين مسرعا ليمسح التراب والدماء من على وجه وعينيه، ليلقي العباس نظراته الأخيرة على أخيه الحسين، ويلفظ بعدها أنفاسه الأخيرة في أحضانه، مبينا لقد ودّعه في موقف يرسم ويحكي اسمى معاني الأخوة والولاء والمحبّة وبكى عليه بكاءً شديداً، وقال قولته الشهيرة: «الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوي».

واردف ان الاخوة من النعم الالهية الكبرى لذلك دأب القرآن بذكرها وجاء في قوله تعالى (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ)، موضحا ان الله عز وجل يبين في كتابه العزيز بأن الاخوّة والمحبة والألفة من الغرائز المرتكزه في فطرة الانسان، وانه مفطور عليها وانها باقية لا تذهب مهما تغيرت الاحوال واختلفت الازمنة ومهما اختلفت الافكار والمعتقدات لأنّ الآيات القرآنية الدالة على الاخوة لم تقيد الأخوّة لزمان دون آخر ولم تقيّدها لمعتقد دون آخر".

واستدرك ان الاختلاف في المعتقدات والافكار والآراء لاتخرج الاخوّة من فطرة الانسان بل انها باقية في فطرته ما بقي الدهر، الا انه في بعض الاحيان ينحرف الانسان عن فطرته يميناً وشمالاً فيحتاج عندها الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ليرجع إلى فطرته المبنية على الاخوة والمحبة، مؤكدا ان الايات القرآنية اوضحت بأن الاختلاف الفطري والفكري لا يُذهب الاخوة كما في قوله تعالى " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " حيث بين الباري عزّ وجل فيها بأن المعتقدات لا يمكن أن تأتي بالقوة والقتل والدماء والاكراه وانما تأتي بالاختيار عن طريق البرهان والفكر والعلم .   

من جهته رحب ممثّل المرجعيّة الدينيّة العُليا في باكستان والمشرف على جامعة الكوثر الشيخ محسن علي النجفي قائلا "ارحب بالضيوف الكرام الذين نزلوا في بلادنا وشرفوا وطننا وزينوا بلدنا قادمين من العتبات المقدسة في العراق ، ونشكرهم على هذا الاحسان".

واضاف انتم تعلمون جدا ان مجتمعنا بعيد عن الثقافية الاسلامية لعدة اسباب، وان اقامة هذه المراسيم الثقافية تمثل خدمة عظيمة وبركة كبيرة لأبناء هذا الوطن، مشيرا ان الباكستانيين عاطفيون كثيراً واثبتوا حبهم وتمسكهم بمحمد وال محمد صلوات الله عليهم ، وان وجود هذه الفعاليات في هذه البلاد نعمة من الله ".

الجدير بالذكر ان حفل الافتتاح تضمن رفع رايات العتبات المقدسة المشاركة بالمهرجان وفتح المعارض الثقافية امام الجميع.

حسين نصر .. تصوير محمد القرعاوي

تحرير: ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

المرفقات