بين ثنايا الطبيعة الخلابة التي تشهدها المنطقة الشمالية الشرقية من مدينة كربلاء المقدسة وبالتحديد في ناحية الحسينية حيث الأشجار الكثيفة والأرض الخضراء والأجواء الساحرة، ينشد البصر وتنجذب الانفاس للألوان الخلابة والعطور الفواحة التي تضمها جنة يطلق عليها مشروع "زهور القطف" التابع للعتبة الحسينية المقدسة.
تلك الواحة الخضراء التي تقع على مبعدة بضع من الكيلومترات عن مرقد الامام الحسين عليه السلام خصصت لاحتضان أفضل أنواع الزهور في العالم لإدامتها وتكثيرها لتعانق بألوانها الزاهية ضريح الامام الحسين عليه السلام وزوايا ومداخل مرقده الشريف خصوصا في ذكرى ولادات أئمة اهل البيت عليهم السلام.
هذا المشروع الذي يعد الفريد من نوعه على مستوى العراق تبنته العتبة الحسينية المقدسة قبل عدة أعوام، لإضفاء الجمال في المرقد الشريف فضلا عن تزيين الشوارع ومدن الزائرين بأفضل أنواع الزهور النادرة.
وللتعرف أكثر عن هذا المشروع ارتأت مجلة الروضة الحسينية تسليط الضوء عليه من خلال اللقاء برئيس قسم الزينة والتشجير السيد عباس الموسوي الذي تحدث عن كواليس تنمية الزهور وطرق رعايتها وتكثيرها
وابتدأ السيد الموسوي وهو خبير في الزينة والتشجير حديثه بالقول "ان المشروع هو الاول من نوعه في العراق، وقد تبناه القسم نظرا لحاجة العتبة الحسينية المقدسة للزهور في تزيين ضريح الامام الحسين عليه السلام وجدران ومداخل الحرم الحسيني الشريف".
ويضيف الموسوي "حصلنا على دعم كبير من ادارة العتبة الحسينية المقدسة والان أصبح المشروع مفخرة لمدينة كربلاء وللعتبة الحسينية المقدسة كونه من المشاريع الفريدة في العراق".
انواع مختلفة من الزهورويشير رئيس قسم الزينة والتشجير ان المشروع "ينتج انواعا مختلفة من أفضل انواع الزهور الهولندية كـ(الروز، الانثريوم، الجربيرا) وهي من الانواع النادرة في العراق والمنطقة".
ويؤكد ان المشروع "اسهم في بناء سمعة طيبة لنشاطات القسم ومشاركاته في الفعاليات المختلفة".
ويتابع حديثه بالقول "ان قسم الزينة والتشجير حصد المركز الاول في مهرجان الزهور الدولي الذي تقيمه امانة بغداد لسبع دورات متتالية لتميزه بإنتاج زهور القطف، بمشاركة عدد كبير من الشركات الدولية المنتجة للزهور".
ظروف مثالية للنمو والتكاثروتنقسم الزهور داخل المشروع الى اقسام متعددة فالزهور الملونة تتراصف في خطوط كل حسب لونها، تليها البصليات وهو نوع من الزهور الورقية يستخدم في تطعيم الاكاليل.
وفي السياق ذاته، تحدث المشرف على زهور القطف المهندس الزراعي حسام سمير عبد الامير للروضة الحسينية عن الاجواء الملائمة لنمو الازهار وتكاثرها، فيقول "تتم زراعة زهور القطف في البيوت المحمية متعددة الفضاءات بعد توفير الظروف الملائمة لنموها وتكاثرها من درجة الحرارة والرطوبة، كما يتم تغذيتها وايصال الماء لها بطريقة التنقيط، وتضاف اليها الاسمدة الكيمياوية متعددة الانواع.
ويشير عبد الامير ان هذه الزهور تتميز بانها ذات مواصفات خاصة مقاومة للأمراض، وتستمر بالإنتاج لمدة 5 اعوام متتالية بدون توقف.
ويوضح ان الزهور تقطف بعد ان تتفتح بشكل كامل وتوضع داخل برادات خاصة ويمكن الاحتفاظ بها داخل البرادات لفترة تصل الى أكثر من شهر ونصف بدرجة حرارة من 3 – 5 مئوية.
ويبذل عبد الامير جهودا متواصلة للحفاظ على الازهار ومكافحة الحشرات الضارة التي قد تعيق نمو الازهار الصغيرة، كما يقوم بتغذية الزهور بالأسمدة الكيمياوية والعضوية اللازمة للنمو.
ويستطرد بالقول، تقوم كوادرنا بعمل الزهور على شكل اكاليل الزهور من الاصناف الموجودة في المشروع، وتنسيق الوانها واشكالها ليتم تزيين ضريح الامام الحسين عليه السلام بوضعها فوقه وفي المداخل والابواب المؤدية الى الضريح الشريف.
وتعكف كوادر القسم منذ الان على اعداد التصاميم الخاصة بالمعرض الدولي للزهور الذي ستقيمه امانة بغداد في نيسان المقبل.
صديق الزريجاوي
تحرير: ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق