دمـعـةٌ كـذهـولِ الـمـاء ..

 

إلـى سـيـد الـشـهـداء الإمـام الـحـسـيـن (عـلـيـه الـسـلام)

 

مـا بـيـنـنـا عـتـمـةٌ ، ذاكَ الـفـنـارُ سُــدى!   ***   مـا بـيـنـنـا عـتـمـةٌ فــــــــــــــامـددْ إلـيَٓ يـدا.!

مـا بـيـنـنـا كـبـريـاءٌ فـوقَ رونــــــــــــقِـهِ   ***   تـخـلَّـقَ الـحـزنُ فـي شـطـــــــــــــــــآنـهِ ولـدا

الـحـزنُ حـيـثُ يُـنـاجـي رمــلَ أوجـهِـــنـا   ***   وحـيـثُ يـبـنـي لـتـذكــــــــــــارِ الـجــراحِ نِـدا

هـنـاك بـوصـلـةٌ بـاسـمِِ الـنـــزيـفِ بـــدتْ   ***   حـيـثُ الـحـسـيـــــــــــنُ عـلـى آلامـهِ اسـتـنـدا

وحـيـثُ رأسٌ عـلـى رمـــــــحٍ طـلائــعُــهُ   ***   مـن سـورةِ الـكـهـــــــفِ يـتـلـوهـا بـمـا وعـدا

إنْ يـومـضِ الـرمـلُ يـبــقى فـي تـهـجّـــدِهِ   ***   مـنـاحـةً تـرتـدي أنـفـــــــــــــــــــاسَــهُ جـسـدا

ولـونُـهـا كـخـشـوعٍ مــــــــــــلَٓ غـربـــتَـهُ   ***   فـصـارَحَ الـسّـجــــــــدةَ الأولـى بـمــا اعـتـقـدا

أراهُ قـبـلـة أشـواقــــــــــــي وهـمـسـتَـــهـا   ***   أراهُ تـهـويـــــــــــــــــــــدتـي إن قـام أو قـعـدا

قـد مـرَٓ مـنـهـمـــــراً حـدَٓ الـمــسـاءِ عــلـى   ***   وقـتـى فـنـادى ونـــــــــــــــادى اللهٓ مـجـتـهـدا

نـاداكَ ، لـقَٓـنَ أوجــــــــاعـي ابـتـسـامَــتَـهُ   ***   وقـدَٓرَ الـدمـعَ فـي عــيـنِ الـمــــــــــدى فـهَـدَى

يـا أيُـهـا الـحـيَُّ مـكـســــــوراً إلـيـكَ أتــى   ***   قـلـبـي وفـوقَ رفـيـــــــــــفِ الـخـافـقـيـنِ ردى

تـشـرَٓدَ الـلـيـلُ يـا دمـــــــعـاً عـلـى فـلَـكـي   ***   ونـجـمـتـي غـادرتْ صــدري إلـيـــــكَ صـدى

تـشـرٓدَ الـلـيـلُ ضـعـنـــــــي فـي مــنـاورةٍ   ***   لـلـضـوءِ ، لـلـبـحـرِ ، لــلـبـاكـيــنَ ، لــلـشُـهـدا

مُـرْ بـي نـبـيَٓـاً عـلـــــــى كـفـيــهِ أرغـــفـةٌ   ***   وفـوقَ عـيـنـيـهِ آيــــــــــــــــاتُ الـبـكـاءِ هُـدى

يـا ربَٓ مــــــرثـيَّـتـي الأولـى وأغـنـيـةُ الــــــــــــــــنُّـهـام لـو بـهـوى " يـامـــــــــــــــالـهِ " اتـحـدا 

بـحـثـتُ عـنـي ولـونُ الـتِٓــــيـهِ فـي رئـتـي   ***   ضـاعـت طـريـقـي ، فـجُــدْ لـلـسـالـكـيـنَ مـدى

جـدْ كـربـلاءَكَ فـي روحـــي فـبـوصـلـتـي   ***   مـلأى بـأسـئـلـةٍ شـــــــــــــــــــاءتـكَ مـعـتَـقـدا

يـا سـيَٓــــــدَ الـلـغـةِ الأمِٓ الـتـي احـتـضـنـتْ   ***   حـروفَـها الـبـكـرَ واسـتـســــــــقـتْ لـهـا رشَـدا

مـا بـيـنـنـا سـحـنـةُ الـمـاشـيـنَ نـحـوكَ فـي   ***   قـوافـلِ الـعـشـقِ والـذراتُ صــــــــــــــرنَ فـدا

مـا بـيـنــــــــــــــنـا اللهُ يُـلـقـي وَردَ جـنٓـتِـهِ   ***   وِرداً نـقـيَٓـاً ، وكـلَٓـــــــــــــــي بـالـشـجـى وفـدا

أردتُـهُ يُـشـرِعُ الآفـــــــــاقَ مـن دمـكَ الأبــــــــــــــقـى ويـبـقـى بـكـــــــــــــــــــــائـي واحـداً أحـدا

أردتُ حـرفـاً أخـيـــــــــــــــراً أسـتـدلُّ بـه   ***   عـلـى جـراحـكَ كـي أحـيــــــــــــــــا بـهـا أبـدا

أردتُ لـونـــــــــاً شـهـيّـاً والـظــلالُ عـلـى   ***   مـتـونـهِ وربـيـعـاً بـالـهــــــــــــــــوى احـتـشـدا

أردتُ هـا قـدْ أردتُ اللهَ فـامـــــــــضِ بـنـا   ***   لـهـسـهـســــــــــــــــــاتِ دمٍ فـي غـيـبـهِ سـجـدا

كـأنٓـهُ الـمـــــــــــــاءُ مـذهـولٌ وفـي يـدهِ الــــــــــــــعـبـاسُ يـومـئُ لـلأطـفـــــــــــــــــــالِ مـنـفـردا

بـقـربــــــــــــــةٍ نــزفـتْ حُـلـمـاً وجـدَّفـهـا   ***   غـيـمٌ خـجـولٌ تـراءى لـلـعـيـــــــــــــــونِ نـدى

هـنـاك تـرتـعــشُ الأنـفـــــــــــاسُ خـاثـرةً   ***   مـن الـقـلــــــــــــــوبِ الـتـي شـدّتْ لـهـا عـمَـدا

طـفـلٌ يـؤوِّلُ مــوسـيـــــــــــقـى حـرارتـهِ   ***   وطـفـلةٌ حـلـمـتْ بـالـمـــــــــــــــــــاءِ فــابـتـعـدا

وزيـنـبٌ فـي رعــيـلِ الـدمــعِ قـد لـبـسـتْ   ***   زهـراءَهـا قِـطَـعـاً واسـتـلـهـمـتْـــــــــــــهـا غـدا

تـحـنـو عـلـى يُـتـمِ ذاكَ الـعـمـرِ فـي لـغـةٍ   ***   فـي ألـفِ ظـلٍّ ظـلـيـلٍ بـالـحـشـــــــــــــا انـعـقـدا

هـي الـتـي قـدْ تـبـنّـتْ ضــوءهـا وسـقـتْ   ***   فـهـارسَ الـصـبـرِ مـن آيـــــــــــــــــــاتـهـا مـددا

تـطـلُّ مـن مـعـجـمِ الآهــــــــــاتِ زاهـرةً   ***   لـحـنـاً عـلـيّـاً بـقـرآن الـحـسـيــــــــــــــــــنِ شـدا

ودمـعـةً دمـعـةً خـطٓـتْ مـســـــــــارحُـهـا   ***   مـن الـفـجـيـعـةِ حـتـى عـشـــــــــــــرهـا ارتـعـدا

فـي حـزنـهـا شـجـرٌ مِـلء الـبـكــاءِ عـلـى   ***   رزءِ الـحـسـيـنِ ولا جـفـنٌ لـهـا ســــــــــــــــهـدا

مـن أيِٓ عـاشـر والأيــــــــــــــامُ شـاحـبـةٌ   ***   وخـاطـرُ الـمـاءِ نـزَّ الـنـــــــــــــــــــــهـرَ واتـقـدا

وكـربـلاءٌ مـسـلّاتٌ وأجـنــــــــــــــــــحـةٌ   ***   فـمِـن غـريـب عـلـى كـثـبـــــــــــــــــــانِـهـا رقـدا

تـفـيـضُ مـن نـحـرهِ الآيـــــاتُ تـرهـقـهُ الـــــــــــــدنـيـا فـيـطـفـو عـلـى آلامـــــــــــــــــــــــهِ جـلِـدا

والـسـبـيُ أيـقـونـةُ الـبـاكـيــن تـنـزفُ مـن   ***   قـيـامـةِ الـحـزنِ حـتـى لـلـضـيــــــــــــــــاع حـدا

وهـكـذا كـانـتْ الآلامُ حـاضــــــــــــــــرةً   ***   تـحـنـو إلـى شـغـــــــــــــــف الـلُـقـيـا كـمـن فـقـدا

أمـل الـفـرج

المرفقات

: أمل الفرج