الريادة عنوانها.. المشاريع الزراعية للعتبة الحسينية

بعد ما اجتاحت المحاصيل الزراعية المستوردة من المحيط الإقليمي للعراق الأسواق المحلية بعد عام 2003، رافقها قلة الدعم الحكومي للقطاع الزراعي والسياسات الخاطئة المعتمدة في إدارة هذا القطاع، مما سبب عزوف أعداد كبيرة من المزارعين للمهنة وتحويل مساحات زراعية واسعة إلى مشاريع استثمارية أو بيعها، حيث تحولت الأسواق العراقية من منفذ لبيع المنتج المحلي إلى منفذ لتصريف المنتج المستورد.

وفي ظل هذه الظروف بادرت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بإقامة مشاريع زراعية تطويرية خدمية تهدف إلى وفرة إنتاج المحاصيل الزراعية المحلية وتوفير الأمن الغذائي للمواطنين وتشغيل الأيدي العاملة واستغلال المساحات الصحراوية الواسعة في المدينة باستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة والري.

يقول المشرف العام على مشاريع التنمية الزراعية في العتبة عدنان عوز الشمري للموقع الرسمي " تبلغ مساحة المدينة 1000 دونم تحتوي 210 بيت بلاستيكي للزراعة المحمية مع بيتين متعدد الفضاءات بمساحة 2500 متر لزراعة المنتجات الزراعية كافة لمحاصيل الخضر (الخيار, الطماطم, الباذنجان ,الفلفل ,الفاصوليا الخضراء) والتي يسوق إنتاجها إلى سوق جملة كربلاء ومنافذ البيع التابعة للعتبة الحسينية المقدسة".

ويضيف" تم تطوير هذه المدينة من الناحية الزراعية والفنية والاقتصادية بتقليل التكاليف وزيادة الانتاجية بحيث أنها تكون مشروع زراعي نموذجي, حيث تم نصب مرشات محورية نوع (خريف) لزراعة الحنطة والشعير بالجزء الخلفي للمزرعة وبعض المحاصيل الحقلية والعلفية لتربية الحيوانات".

ويشير إلى أن "الأسمدة المستخدمة للمحاصيل هي عضوية ليتميز المحصول الزراعي بقيمة غذائية عالية مع ضمان خلوه من المواد الكيماوية الغير صالحة للاستخدام البشري".

ومشروع مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الزراعية من المشاريع الاستثمارية الكبرى التابعة للعتبة الحسينية المقدسة إذ تم تطويرها وإدخال الأساليب والتقنيات الحديثة للزراعة فيها, وذلك لسد حاجة السوق الكربلائي من المحاصيل الزراعية والعلفية, وهي تحتوي على محطة لتربية الأبقار والأغنام وتقع على الطريق الرابط بين مدينة كربلاء والنجف.

أما مشروع مزرعة فدك للنخيل والخاص بإنتاج أهم أصناف التمور والتي لطالما تميز العراق بإنتاجه على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

يقول مدير المزرعة المهندس الزراعي فائز عيسى أبو المعالي للموقع الرسمي، إن "المزرعة تبلغ مساحتها 2000 دونم، تم زراعة 500 دونم بالكامل لعدد من أصناف النخيل العربية والعراقية وتضم أكثر من 17 ألف فسيلة نخيل".

ويؤكد أن "المزرعة تحتوي على الأصناف المميزة ذات القيمة الاقتصادية العالية كالبرحي والمكتوم والمطوك والشويثي ومير حاج والجوزي وغيرها من الأصناف التي تم انتقاءها كونها ذات قيمة عالية في السوق العالمي والمحلي".

  وتسعى العتبة الحسينية من خلال إقامة هذا المشروع الفريد من نوعه في العراق والمتخصص بزراعة النخيل، لتغطية السوق المحلي والعالمي.

ويتابع أبو المعالي "تم حفر عشرة أبار ارتوازية بأعماق منخفضة جدا عن مستوى سطح الأرض لتوفير كميات كافية من مياه السقي إلى جانب إيصال خط ناقل بطول ستة كيلو متر من نهر الرشدية مع إنشاء خمسة خزانات للمياه لتامين السقي في حال انقطاع المياه".

وتعد مزرعة فدك للنخيل من المشاريع المهمة التي أطلقتها العتبة الحسينية المقدسة, وتقع بمنطقة سد الرزازة مقابل الحزام الأخضر الشمالي لمديرية زراعة كربلاء. حسين حامد الموسوي الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات