تحدث ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في( 4/شوال/1435هـ ) الموافق( 1/8/2014م ) أربعة أمور استهلها بالقول:
الأمر الأول :
مع انقضاء عطلة العيد من المقرر ان يبدأ مجلس النواب بعمله وأمامه مشاريع قوانين مهمة احدها مشروع قانون الميزانية لهذا العام الذي تأخر إقراره من الدورة البرلمانية السابقة وأدى ذلك الى التأخير في إنجاز الكثير من المشاريع وتسبب في أضرار اقتصادية فادحة بالبلد ..
نأمل ان تتعاون الكتل السياسية في انجاز هذا القانون بما يراعي مصالح المواطنين بعيداً عن التجاذبات السياسية ومن اهم القوانين التي يجب الإسراع في إقرارها هو قانون المحكمة الاتحادية العليا وقد أنجزت مسودته في الدورة السابقة الا بعض الامور الطفيفة ، ان هذا القانون يحظى بأهمية بالغة فإن من مهام المحكمة الاتحادية العليا بموجب المادة 90 من الدستور هو تفسير نصوص الدستور والفصل في المنازعات التي تقع بين الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم والمحافظات واليوم يوجد هناك العديد من القضايا النزاعية بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان وكذلك بين الحكومات المحلية في المحافظات وبين الحكومة المركزية وقسم من هذه المنازعات يتعلّق بتفسير نصوص الدستور حيث يفسّر كل طرف النص الدستوري وفق ما يراه فلابد من الاسراع في اقرار قانون المحكمة الاتحادية العليا وتعيين أعضاء المحكمة لتبت في هذه القضايا وهذا احد مقتضيات الالتزام بالدستور وتطبيقه من دون انتقائية والذي يدعو الجميع اليه..
الأمر الثاني :
بقي أسبوع واحد من المهلة الدستورية لتكليف السيد رئيس الجمهورية مرشح الكتلة الأكبر عدداً لتشكيل الحكومة القادمة ويأمل الجميع ان يتم هذا الأمر في المدة المتبقية وفق الأُطر القانونية وقد مرّ التأكيد أكثر من مرة على ان الظروف الحرجة التي يمر بها العراق والتحديات الكبيرة التي يواجهها تحتّم ان تحظى الحكومة القادمة بقبول وطني واسع لتتمكن بالتعاون من الكتل الرئيسة في مجلس النواب من وضع وتنفيذ الخطط الضرورية لمواجهة الأزمات التي تعصف بالبلد ..
أيها الأخوة اننا نأمل ان يدرك الجميع مدى خطورة الوضع الراهن وان تعي القيادات السياسية حجم المسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم في العبور بالبلد الى شاطئ الامان فلا يرتضي أي واحد منهم لنفسه ان يكون عائقاً أمام تحقق التوافق الوطني لإدارة البلد في المرحلة القادمة وفق أسس سليمة بعيداً عن المحسوبيات والمحاصصات غير الصحيحة..
الأمر الثالث :
قبل ايام قامت عصابات (داعش) التي تسيطر على أجزاء من البلد ومنها مدينة الموصل الحدباء بهدم العديد من المساجد والمقامات والمراقد الدينية ومن أهمها مسجد النبي يونس (عليه السلام) وسط ذهول ودهشة العالم بأجمعه من المستوى الذي بلغته هذه العصابات في البُعد عن المعايير الإنسانية والإسلامية ..
ان هذه الممارسات المستنكرة تؤكد مرة أخرى مدى الحاجة الى تعاون المجتمع الدولي مع الحكومة العراقية لمواجهة هذه العصابات التي تشكل خطراً لا على العراق والمنطقة فقط بل على جميع العالم ..
الأمر الرابع :
لا يخفى على الجميع ان القوات البرية والجوية وطيران الجيش يقاتلون المجاميع الإرهابية في اماكن متعددة من البلد لغرض تطهير بلادنا الحبيبة من شرورهم وهم بذلك يتحملون مسؤوليتهم الوطنية والأخلاقية والتاريخية في الدفاع عن البلاد وهي مسؤولية تقتضي ان يرتفع مستوى أداءها الى اعلى حالة من الشجاعة ورباطة الجأش والبسالة والدقّة في الأهداف والهمّة في ملاحقة العدو وتوخي الحذر الشديد من ان يصاب أي مدني بسوء مهما كانت طائفته او انتماؤه السياسي..
اترك تعليق