في مختلف أنحاء العالم يتم التعبير بالورود عن المناسبات السعيدة والرسمية والتي تستدعي اهتماماً خاصاً, إذ تعد الورود بألوانها المختلفة وأشكالها المميزة وسيلة لجذب الأنظار والتأمل في عظمة إبداع الخالق.
إن الزهور هي الصورة التي تعكس نوعية الحدث وجمالية السمة التي يتضمنها الاحتفال, كما يعد الورد اللغة الصامتة التي تترجمها العيون وتستنشقها الأرواح.
وحدة زهور القطف
من ضمن فروع أقسام العتبة الحسينية المقدسة قسم الزينة والتشجير- شعبة المشاتل ــ يوجه كادر وحدة (زهور القطف) التابعة للشعبة المذكورة الاهتمام بتجهيز مناسبات ولادات الائمة الأطهار (عليهم السلام) بأكاليل الورد التي تزيّن أضرحتهم المقدسة, كما يتم تجهيز كميات كبيرة من الزهور لتنسيقها في أماكن مختلفة في مداخل الحرم المطهر وكذلك في الأماكن التي تقام فيها المناسبات المعنية بتغطية المناسبة كالمهرجانات والاحتفالات المقامة بين الحرمين الشريفين.
ولادة الأقمار تفيض بالجمال
تعد ولادات الأقمار الشعبانية من أبرز مناسبات الفرح في مدينة كربلاء المقدسة, إذ يتم التجهيز لها بالعمل والتنسيق بين أغلب أقسام العتبة الحسينية للاحتفاء بصورة تتفق مع حجم المناسبة وأهميتها.
ففي أوائل أيام شهر شعبان المعظم تحل مناسبة ولادة الإمام الحسين وأخيه العباس والإمام زين العابدين (عليهم السلام), وفي منتصف شهر شعبان تشهد كربلاء ولادة الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وفي هذا اليوم البهيج تزدحم مدينة الأمام الحسين (عليه السلام) كربلاء الجمال بتوافد أعداد كبيرة من الزائرين, وأكثر ما يلفت الزائرين عند دخولهم الحرم المقدس في هذا الموسم الشعباني - ربيعي الذكرى - هو إشراقة الزهور التي تخطف الأبصار المنسقة بصورة غاية في الجمال والدقة وكأنها تختزل روعة الطبيعة وسحرها في زوايا فنية مميزة.
هندسة فنية
يعمل مشروع (زهور القطف) الذي يعد الأول والوحيد في العراق من حيث إمكانياته على تجهيز كميات كبيرة من الزهور المختلفة, وكذلك العناية بنوعية الزهور المستوردة ونجاح زراعتها.
نخبة من المهندسين الأكفاء من حاملي شهادات الخبرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكفلوا بتوفير نوعيات متعددة من الزهور, كما سخروا خبراتهم في مجال العناية وتنسيق الزهور لإنجاح عملية الزراعة والتجهيز, حيث يتم استيراد أصول (الزهور المستوردة) من هولندا التي تعد من الدول المتميزة بجمال زهورها وتنوعها ومنها زهور الزور والجيربرا والانثريوم.
ويتم زراعة هذه الزهور في أماكن خاصة يتوفر فيها الجو الملائم للحفاظ عليها من الذبول, ويتم كذلك تجهيز المنصّات بالزهور بطرق هندسية.
في البداية يقوم فريق المهندسين بخط التصميم ثم يتم تثبيت حدودها بالألمنيوم وتوضع في أماكن رصّ الزهور مادة الاوازيز وهي مادة خضراء تشبه الإسفنج لكن مساماتها أصغر لكي تحافظ على الماء لديمومة انتعاش الزهور المقطوفة والحفاظ عليها أطول مدة ممكنة, وكذلك يتم تغذيتها وفق قياسات وأوزان وبدقة عالية للحفاظ عليها من تلف الأصول (النبتة الأم), أما بالنسبة للأكاليل فيتم تبديلها في فصل الصيف كل أسبوع وفي الشتاء مرتين في الأسبوع تقريباً للتدفئة, ما عدا شهري محرم وصفر حيث يتم رفعها لحين انتهاء موسم الأحزان.
ورود مجففة للتبرك والاستشفاء
بعد انقضاء فترة الاحتفال بذكرى الولادات يتم إنزال أكاليل الورود الموضوعة على سطح الضريح والعمل على تجفيفها بطرق خاصة ثم توضع في أكياس صغيرة مغلقة ترفق معها بطاقات مكتوب عليها عبارة (زهور وضعت فوق ضريح الإمام الحسين) وتذهب هذه الأكياس إلى قسم الهدايا والنذور ليتم توزيعها على الزائرين للتبرك بها بحكم معانقتها لضريح الإمام عليه السلام.
إيمان الحجيمي
تصوير: محمد القرعاوي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق