مـضـيـــــــــــــــــــــــــتُ أسـألُ مـن أغـراهُـمُ الـسَّـفـرُ *** مـن جـرَّبـوا الـعـشـقَ ،، مـن جُـنّـوا ومـن سُـحِـروا؟!
مـن أقـنـعـوا الـريـحَ أن الــــــــــــــــــــــروحَ أجـنـحـةٌ *** ومـن ثـقـوبٍ بـنـــــــــــــــــــــاي الـمـنـتـهـى عـبـروا
وأشـرقـوا حـيـنـمـــــــــــــــــــــــــا شـبُّـوا صـبـابَـتَـهـم *** وكـــــــــــــــــــــلّـمـا أوغـلـوا فـي سـيـرِهِـم سُـجِـروا
مـتـيَّــــــــــــــــــــــــمُـونَ ،، يـقـودُ الـضـوءُ لـهـفـتَـهـم *** تـحـرَّروا مـن مــــــــــــــــــــرايـاهُـم فـمـا اعـتـكـروا
لـهـمْ بـراءةُ طـفـلٍ فـــــــــــــــــــــــــــــــــــي تـودُّدِهِـم *** فـــــــــــــــــــمـنـذُ أن غـــافـلـوا الـتـقـويـمَ مـا كـبـروا
لــــــــــــــــــــــــــــهـمْ ضـجـيـجٌ خـفـيٌّ فـي تـطـوّفِـهـم *** فـكـلّـمـا جـــــــــــــــــــــــاوروا مـحـبـوبَـهـم شـكـروا
كـانـوا يـهِـبُّـون فـي رحـمِ الـحـيــــــــــــــاةِ كـمـا الإعــــــــــــــــصـارِ تـوقـاً ومُــذ أومـــــــــــــــــــــــى لـهـم هـدروا
عـجَّـلـتُ أتـبـعـهـم ،، كـالـنـجـمِ حـيـن هــــــــــــــــوى *** كـمـثـلِ مـوســى يــربِّـي صـــبـرَهُ الـخَــــــــــــــــضِـرُ
رَفَـفْـتُ حـتـى نـمـا ريــشٌ عـلــــــــــــــــى ولـــــــهـي *** فـــــــــــــــــــــــطـرتُ لـلـمـاورا أتـلـو لــمـا سَـطـروا
الـسـابـقـونَ ،، دنـا قــلــــــــــــــــبـي لـيـســــــبـقـهــــم *** وخــــــــــــــــــــــاضَ فـي لـهـبِ الـعـرفـانِ يـنـصـهـرُ
وعـنـدمـا ذُبْــــــــــــــــتُ صـــــارَ الـبـرقُ فـي قـدمـي *** خُـفـاً فـجـاوزتــــــــــــــــــــــهـم خـطـفـاً ومـا شـعـروا
فــــــــــــــــمـا مَـسَـسْـتُ مــدىً إلا تـــــــــــــفـتّـحَ لـي *** شـيـئـاً فـشـيــــئـاً ،، رأيـــــــــــــــتُ الـغـيـبَ يـنـحـسِـرُ
رأيـتُ مـا كــــــــــــــــان يـغـشــاهـمْ فـيـصـــــعـقُـهـم *** نـوراً عـلـى الـــــنـورِ،، والـمـشـــــــــــــــــكـاةَ تـزدهـرُ
مـــــــــــــــــن كــــــــــان يُـزهــرُ لـمّـا لـم يـكـن أحـدٌ *** وألـهـمَ الـمــــــــــــــــــــــــــــــاءَ ،، لـمّـا شـعّ يـنـهـمـرُ
تـخـلّـق الـضــــــوءُ مــن مـحـــــــــــــــــيـاهُ مـؤتـلـقـاً *** لا الـشـــــــــــــــمـسُ تـدركـهُ ،،لا الـنـجـمُ ،، لا الـقـمـرُ
والأنـبـيـاءُ كـمــــــــــــــــــــــــــــا لـو أنـهـم عُـجِـنـوا *** مـمـا تـفـايـــــــــــــــــــــــــضَ مـن مـعـنـاهُ فـافـتـخـروا
مـنـهُ وعـــــــــــــــــى آدمُ الأسـمــــــــــــاءَ ،، أوّلـهـا *** كـان اسـمـهُ مــــن مـثــــــــــــــــــانـي الـحـمـدِ يُـبـتـكـرُ
ونـــــــــــــــــوحُ لـمـا طـغـى الـطـوفــــــــــانُ قـدّمـهُ *** فـأصـبـحَ الــــمـوجُ بـالـمـخـتــــــــــــــــــــــــارِ يـأتـمـرُ
وآنـسَ الـوهـجَ فـانـشـدّ الـــــــــــــــــكـلـيـمُ كــــــــمـا *** فـراشـــــــــــــــــــــــــــــــــــةٍ بـالـسّـنـا الـدُّريِّ تـنـبـهـرُ
سـلـوا الـخـلــــــــــــــــيـلَ أكــــــانـت نـارُهُ بَــرَداً ؟! *** أم أنـهُ كــــــــــــــــــــــــــــــان فـي نـجـواهُ يـسـتـعـرُ ؟!
لـمّــــــــــــــــا تـجـلّـى فـيـا سـبـحــــــــــــان طـلّــتـهِ *** وحـدي سـلـكــــــتُ الـرؤى مـــــــــــــــا كـذّبَ الـبـصـرُ
مـكـلّـلاً بـبـهـاءِ اللهِ مـــــــــــــــرتــــــــــــــــــــــديـاً *** ثـوبَ الـكـمـالِ خُـــــطـى أنـفــــــــــــــــــــــــــاسـهِ زهَـرُ
يـا لـلـجـمــــــــــــــــالِ .. فـلـو تـدري زلـيـخـة عـن *** وجـــــــــــــــــــــــــــدي لـحـنّـتْ وكـادَ الـقـلـبُ يـنـفـطـرُ
خُــــــــــــــــلِـبـتُ بـالـطـلّـةِ الـغـراءِ كـنـتُ كـــــمـنْ *** قـطّـعـنَ أيـدِيَـــــهــــــــــــــــــــنْ قُـلْ كـيـفَ أصـطـبـرُ؟!
كــــــــــــــــــوردةٍ فـي مـهـبِّ الـعـصـفِ أخـيـلـتـي *** لـو نـسـمـةٌ تـعـــــتـريـنـي مـنـــــــــــــــــــــــــــــهُ أذّكـرُ
يـالـــــــــلــرؤى كـعـروسٍ فـي تـبـرُّجِــــــــــــــــهـا *** تــــــــــــــــــــــــــمـتـدُّ بـيـضـاء فـي فـسـتـانِـهـا الـصـورُ
بـشـائـرٌ تــــــــــــــــنـقـرُ الــــــــــــــــشـبّـاكَ أفـئـدةٌ *** تـشـدو رفـيـــــفُ مــــــــــــــــــــــــــــلاكٍ مـولـدٌ عَـطِـــرُ
مـن حـضـنِ آمـــــــــــــــــنـــــــةَ انـبـثّـت حـكـايـتُـهُ *** مـن سـالـفِ الــــــعـشـقِ كـان الـكـــــــــــــــونُ يـنـتـظــرُ
تـــــــــــــــــطـفـو الـعـيـونُ عـلــى أمِّ الـقـرى ولـهـاً *** مـثـل الـهَـــــــــــــــــــــــداهـدِ يـغـري لـمـحـهـا الـخـــبـرُ
وارتـجَّ إيـوانُ كـســـــــــــــــــــــرى يـومَ مـطـلـعِـهِ *** والـنـارُ مـن بـعـد ألــــــــــــــــــــــــــفٍ خـانَـهـا الـشـــررُ
حـتـى الـســـــــــــــــمـاءُ تـمــــــــادت فـي تـأنُّـقِـهـا *** صـاغـتْ مـن الـشُـهْــــــبِ عـقـداً وازدهـــــــى الـسـحـــرُ
وشـاعَ فـي الـجـنِّ صـــــــــــــــــوتٌ خـائـفٌ حَـذِرُ *** أنّ الـمـفـــــــــــــــــــــــــازاتِ نـحـوَ الـمـشـتـهـى خــــطـرُ
واسـتـقـبـلـــــــتـهُ قـريـشٌ كــــــــــــــــان أشـرفَـهـا *** سـلالـةٌ مـن نـدىً بـالـــــــــــــــــــــــــــــطـهـرِ تـشــــتـهـرُ
الـنـاصـعُ الـحــــســــــــــــــــبِ ازدانـتْ مـكـارمُـهُ *** أنَّ الـمـــــــــــــــــــــــــــــــلائـكَ فـي مـيـلادهِ حـــضـروا
والـحـورُ فـي بـاحـةِ الـفــــــردوسِ مـحـضُ هـوىً *** رنّـتْ خـلاخـيـلُـهــــــا فـالــــــــــــــــــــــــــــــــدّر يـنـتـثـرُ
جـبـريـلُ كـان يـهـزُّ الـمـــــــــــــــــــهـدَ مُـفـتَـتِـنـاً *** فـاسّـاقـطـتْ فـي مــــــدى أســـــــــــــــــــــــــرارهِ الـفـكـرُ
مـا انـفـكَّ يـتـبـعـهُ كـالـظـــــلِ،، مـــــــــا افـتـرقـا *** كـمـا يـلازمُ جـفـنَ الـعــــــــــــــــــــــــــــــــــاشـقِ الـسـهـرُ
هـزّ الـنـفـوسَ الـتـي يـــــرعـى الـضـــــلالُ بـهـا *** كـمــــــــــــــــــــــــــــــــــا يـهـزُّ الـيـبـابَ الـقـاحـلَ الـمـطـرُ
وعـلّـم الـقـلـبَ كـيــــف الـحـبُّ يـصـقــــــــــــلـهُ *** حـتـى يـشـفَّ بـمــــــــا لا يـــــــــــــــــــــــــــــدركُ الـنـظـرُ
لا لـمْ يـكـنْ ســــــــــــاحـراً ،، لـكـنـهـم سُـحِـروا *** لـمْ يـسـقِـهِـمْ خـمـــــــــــــــــــــــــــــرةً ،، لـكـنـهـمْ سَـكـروا
أخـلاقُـهُ سـيـرةٌ عــــــــــــظـمـى تـفـوحُ هــــدىً *** كـالـمـــــــــــــــــــــــــــــسـكِ فـي نـفـحـاتِ الـذكـرِ تـنـتـشـرُ
والـمـعـجـزاتُ فـوانـيـسٌ مــــــــــــــــــــــعـلـقـةٌ *** فـي لـيـلِـنـا الـمـطــــــــفَــــــــــــــــــــئ الـغـاوي لـهـا سـمـرُ
أحِـنُّ كـالـجـذعِ ،، يـبـكـي الـصـبـرُ مـن لَـهَـفـي *** ظـلّـي عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــراءٌ ،، فـلا زهـرٌ ولا ثـمـرُ
مـا زلـتُ أمــــــــتـدُّ كـالـصـــــحـراءِ فـي يـدهـا *** غـيـمُ الـمـجـازاتِ بـالـتـأويــــــــــــــــــــــــــــــــلِ يـنـعـصـرُ
مـا زلـتُ أوقـــــــــــــــــــدُ تـنـورَ الـمُـنـى أمـلاً *** حـتّـامَ أرغـفـةُ الأحـلامِ تـخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتـمـرُ !
مـا زلـتُ أُرسـلُ تـرتـيــــــــــــلـي بـريـدَ جـوىً *** لـلـعــــــــــــــــــــــرشِ حـيـث مـفـاتـــــــــــيـحُ الـسّـمـا سـوَرُ
مـا زلـتُ أرقـى مـقـامـاتِ الـشـــــــــذى عـبـقـاً *** ولـيـسَ لـي غـيـر وصـــــــــــــــلِ الـمـصــــــــــطـفـى وطـرُ
وفـي الـطـريــــــــــــقِ كـأنـي صـرتُ أغـنـيـةً *** فـي كـلِّ صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوتٍ يـغـنـيـنـي لـهُ أثـرُ
مـن جـانـبِ الـغـارِ كــــان الـشـوقُ يـهـدلُ بـي *** حـمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــامــتـيـن وكـان الـحـلـمُ يـسـتـتـرُ
وعـنـكـبـوتٌ لـهـا نـســـــــــــجٌ عـلـى شـغـفـي *** وثـالـثُ اثـنـيـن شِـعـــــــــــــــــــــــــــــــــــري كـان يَـسـتـطـرُ
حـبـري أنــــــــــامـلُ بـحـرٍ،، أحـرفـي شـجـرُ *** يـدوزنُ الـقـلـبَ لـحـنـي ،، نـبـضــــــــــــــــــــــــــــــتـي وتـرُ
هـذي الـقـصـيـــــدةُ فـي كـفِّـي كـفـيـضِ ثـرى *** نـحـو الـثــــــــــــــــــــــريـا رنــتْ ،، والــــــــــشـعـرُ يـعـتـذرُ
مـحـمـدٌ يـا رسـولَ الــــــــــــحـبِ خُـذ بـيـدي *** لـولاكَ دربـيَ تـيـهٌ ،، وجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهـتـي سَـقَـرُ
لـولا صـلاتـيَ هـلْ لـي فـي الــوجـودِ صـدى *** صـلّـت عـلـيــــــــــــــــــــــــكَ الـــرّؤى مــــــــــادامَ لـي عُـمُـرُ
سـعـيـتُ نـحـوكَ مـن أقـصـى الـخـيـالِ هـوىً *** فـي سـكـةِ الـعـشــــــــــــــــــــقِ يــــحـلـو نـحـــــــــوكَ الـسـفـرُ
اترك تعليق