المرجعية العليا تدعو المؤمنين الى الالتزام بالعهود وان تكون فوق المصلحة الشخصية

دعت المرجعية الدينية العليا المؤمنين الى الالتزام بالعهود واعطاء الناس حقوقهم وتقديمها على المصلحة الشخصية, مؤكدة ان من يرعاها اجتمعت به خير الدنيا والاخرة.

وقال ممثل المرجعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة اليوم الجمعة في الصحن الحسيني الشريف، " نكمل ما بيناه في خطب عديدة من وصايا امير المؤمنين عليه السلام والتي بين فيها مجموعة من الاسس غير الصحيحة في بناء شخصية الانسان وكيفية المعالجة وبين حالات التناقض العديدة في شخصية الانسان ونفسيته وكيف ان هذه التناقضات هي سبب للكثير من الامراض القلبية والسلوك غير السوي ".

واضاف" الصفة الاولى هي صفة التناقض في الانسان حيث لا يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره". مبينا" ان من جملة مقومات الايمان الصادق عند الانسان انه في مجال الحكم والقضاء بصورة عامة مثل الامور الاجتماعية والمالية وغيرها". مؤكدا, ان الايمان الصادق والحقيقي لحكم الانسان وقضائه يدور مدار الحق ويتبعه وان كان هذا الحكم والقضاء بالحق يستتبع ضررا في المصلحة الشخصية وخسارة لها".

وذكر الشيخ الكربلائي ان هنالك شكلان من الشخصية الانسانية، هناك الانسان الذي اذا كان الحق له على غيره حكمت بهذا الحق, واذا كان الحق لغيره على نفسه لم يحكم بالحق بل حكم بالباطل".

 واشار الى ان" هذا الشخص يريد ان تكون الاحكام والاقضية تدور مدار المصلحة الشخصية وتستتبعه ولا يهمه ان يكون هذا حق فأتبعه وهذا باطل فأجتنبه, ودائما يتبع في مساره في الحكم والقضاء مدار ما تريده مصلحته الشخصية ويقضي به له واهواءه وارادته المتعلقة بنفسه خاصة.

وشدد ممثل المرجعية على ان يكون حكم الانسان دائما يدور مدار الحق ويتبعه وان كان هذا الحق يسبب ضررا وخسارة كبيرة. موضحا, هذه من صفة الايمان الحقيقي ان تستتبع وراء الحق وتحكم بالحق وتتبعه وان كان فيه الضرر على نفسك.

ونوه الى ان البعض يحكم بالحق وان كان فيه ضررا لنفسه، واما البعض يحكم بالحق ان كان فيه نفع شخصي له ولا يأخذ بالحق ان كان فيه ضرر شخصي عليه.

وتابع, المؤمن دائما يتبع بوصلته مساره وراء الحق لذلك الامام علي عليه السلام يقول هذه شخصية تناقض لدى الانسان ولا يجب على المؤمن ان يحمل هذه الصفة.

وبين الشيخ الكربلائي, ان البعض ينصح الاخرين ويوجه الارشادات والنصائح والمواعظ والاخرون يستجيبون له ويعملون بها, لكن هو على نفسه لا يتبع هذه النصائح التي يدعو الاخرين اليها، حيث هو يعصي نفسه ويخسر اشد الخسارة فيما الاخرون ينتفعون بهذه الطاعة وان اشد اهل الناس ندامة هو رجل ينصح الناس وما استجاب لنفسه لنصيحته.

واختتم الكربلائي في معرض حديثه عليكم ان تفوا بالعهود حيث ان هناك من يخشى الناس ولا يخشى الله سبحانه وتعالى, وان تكونوا شديدي الارتباط بهذه الوصايا فأن رعيت اجتمع لك به خير الدنيا والاخرة.

 

عامر نوري

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة