طالبَ ممثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 22 محرم الحرام 1434هـ الموافق 7 كانون الأول 2012م ، الأطراف السياسية المتنازعة بضرورة التهدئة وتحكيم لغة الحوار والتفاهم ،مؤكداً على ضرورة الرجوع الى المباديء الدستورية والإتفاقات السياسية بين الطرفين . مُشيراً الى " أهمية تشريع آلية للتحكيم في حال حصول نزاع على تطبيق الفقرات الدستورية لأنَّ النزاع يحصل على التفسير الذي تتبناه كل جهةٍ حسب متبنياتها ومنافعها ، فمن الضروري الإسراع في تقنين وتشريع قانون المحكمة الدستورية العُليا التي أكدّنا عليها مسبقاً" . مضيفاً "كما نحذر الطرفين من إيصال الأمر الى حدِّ الإصطدام وإراقة الدماء فالشعب العراقي يكفيه الدماء التي نزفت طيلة السنوات الماضية ، فيتوجب على الطرفين اللجوء الى اللغة الهادئة والحوار والإبتعاد عن اللغة المتشنّجة والتصريحات الاستفزازية بين الطرفين وعدم نقلها الى الشارع العراقي . أمّا في المحور الثاني من الخطبة تطرَّق سماحته لموضوع اللاجئين السوريين على الحدود العراقية السورية وما يعانونه من نقصٍ حادٍّ في الأدوية والمواد الغذائية ، فضلاً عن المساكن والمخيّمات التي تفتقرالى أدنى متطلبات السكن اللائق بالإنسان . مؤكّداً إستمرار المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف لتقديم المعونات العينية لللاجئين في قضاء القائم ، مُعتبِراً تلك المُساعدات نابعة من الدافع الديني والإنساني تجاه هؤلاء اللاجئين الذين تغرَّبوا عن مُدنهم ومساكنهم وأهلهم ، وهو في الوقت نفسه شيئٌ من رد الجميل للشعب السوري الذي فتح أبوابه على مصراعيها أمام مئات الآلاف من العوائل العراقية إبَّان الوضع الأمني المتردِّي الذي عاشه العراق في السنوات السابقة ، حيث أكَّدوا جميعهم بأنَّهم لم يجدوا سوى حُسن الضيافة وكرم الوفادة مُشيراً الى إنَّ الإحصاءات الأخيرة للأمم المُتّحدة تشير الى إحتمال تعرّض مليون سوري الى المجاعة بسبب النقص المحتمل في المواد الغذائية وهذا يتطلّب وقفة دولية وإقليمية جادّة لإنقاذ هؤلاء اللاجئين . كما طالب سماحته الحكومة العراقية " بالنظر بعين الرأفة والرحمة لسكان العشوائيات وذلك بإيجاد سكنٍ مناسبٍ لهم يحفظ أرواحهم وكرامتهم لحين توفّر السكن الملائم لهم ، فكثيراً مانسمع ونشاهد الكثير من حوادث إنهيار سقوف تلك المساكن البسيطة على قاطنيها ممَّا يودي بأرواحهم فمن المَعيب أن توجد لدينا مثل ههذه الحالات في بلدٍ تزيد ميزانيته على (100مليار دولار) فنناشد الحكومة العراقية بتوفير نوع من المساكن الوقتية لهم كـ ( الكرفانات ) مثلاً بدلاً من هذه العشوائيات التي لاتصمد أمام الظروف الجوية القاسية .
اترك تعليق