تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 18جمادي الآخرة1435هـ الموافق 18/4/2014م، تطرق متناولا ً أمرين الأول فيما يخص مسؤولية المواطن والحاجة للتغيير بانتخاب المرشحين وفق توجيهات المرجعية الدينية العليا، وجاء في الأمر الآخر فيما يتعلق بحالة الفقر التي ما يزال تعاني منها أعداد كبيرة من المواطنين ومسؤولية القوائم المرشحة لوضع الخطط الكفيلة بمعالجتها.
الأمر الأول :
ما يتعلق بالإنتخابات:
نود ان نؤكد ما ذكرناه سابقاً من إنه في ظل الاوضاع الحالية التي يمر بها العراق؛ فان هناك حاجة ماسّة الى التغيير نحو الافضل وهو لا يتحقق الا من خلال المواطنين انفسهم، وذلك باعتماد المعايير العامة التي وجهّت بها المرجعية الدينية العليا، فالمسؤولية مسؤولية المواطن وبيده التغيير نحو الافضل، وكيفما سيكون اختيار المواطن؛ سيكون تشكيل الحكومة وفق هذا الاختيار، ويكون صلاح السلطات القادمة او عدم صلاحها وفق ما انتم تختارونه..
فالتأكيد على المواطن بالمشاركة الواعية المعتمدة على حسن الاختيار للمرشح هي من توفر عنصر النزاهة والكفاءة والصلاح ..
ومستقبل البلد هو مسؤولية المواطن فكيفما سيكون اختياره سيتشكل وفقه هذا المستقبل..
كما ان هناك مسألة لها دخل في حسن الاختيار.. وهي ان مختلف القوائم المرشحة للانتخابات أعلنت عن برامجها الانتخابية، وبالنتيجة يفترض بالمواطن اضافة الى بحثه وفحصه عن صلاح الاشخاص الذين يختارهم ان يلاحظ البرامج الانتخابية للقوائم ..
وهنا نحتاج من النخب المثقفة والنخب التي لديها امكانية لتوضيح وتفهيم الناس هذه البرامج ان تتصدى لتوضيح الامور ( ما يتعلق ببرامجها وتشخيصها للمشاكل والازمات وكيفية حلها وما هي برامجها لخدمة المواطن) حتى يكون جزء من عملية الاختيار والانتخاب هو هذه البرامج وحتى يتمكن المواطن من ان يشخص هل ان هذه البرامج مفيدة وصالحة لظروف العراق الحالية أم لا ؟
الأمر الثاني :
ما يتعلق بمستويات الفقر في العراق:
فقد اعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق عن إن ( 6 ) ملايين عراقي ما يزالون يعيشون تحت خط الفقر من اصل قرابة ( 34 ) مليون عراقي في بلد تتجاوز موازنته السنوية اكثر من ( 100 ) مليار دولار!!
مع وجود تفاوت طبقي واضح في العراق من حيث دخل الفرد، وذلك لأسباب متعددة منها تفشي الفساد، وغياب خطط تنموية واضحة ، وغياب العدالة الاجتماعية.. وغير ذلك من الاسباب ..
ومع العلم ان العراق يعتبر اليوم ثاني اكبر مصدّر للنفط في منظمة أوبك.
ومطلوب هنا من القوائم المرشحة للانتخابات ان تأخذ هذه المشكلة على انها من الاولويات في برامجها ووضع الخطط السليمة لمعالجتها..
ولعل من المهم هنا ان نذكر ان من الاسس المطلوبة للبدء بمعالجة هذه المشكلة هو الاحساس والضمير الحي الذي يستشعر معاناة هذه الطبقات المحرومة، والذي يدفع الانسان ان تكون له الارادة والهمة والجدية لوضع الخطط العلمية الصحيحة للمعالجة.. ومن ثم الاستعانة بالخبراء وأهل الاختصاص وتظافر الجهود من الوزارات ومؤسسات الدولة المعنية للعمل بخطوات سريعة وجادة لمعالجة هذه المأساة التي يشكل بقاؤها خطراً على الوضع الامني والاجتماعي والنفسي للمواطن العراقي.
اترك تعليق