بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً
في وقت انتشرت فيه العديد من وسائل الإعلام المختلفة التي تغرف من مستنقع آسن،هب الغيورون من أهل القرآن ليقدموا البديل من معين عذب زلال طهور،فاهتدوا إلى فكرة إنشاء هذه الإذاعة لتنير حلكة ليل تعطشت فيها النفوس المؤمنة إلى النور.وتجسدت الفكـرة بذرة طيبـة نمت في قـلوب القائمين عليها، لتشمـخ شجرة طيبة باسقة، تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها في قلوب المستمعين....
نشأة الإذاعة وتطورها
بدأت الإذاعة ونمت وتطورت بفضل الله عز وجل، وقد انطلق مشروعها في مدينة كربلاء ومن العتبة الحسينية المقدسة في عام 2006 م، وكانت الإذاعة تغطي مساحة من محافظة كربلاء وبمرور الوقت شُرع بتطوير آخر، إذ تم البدء باشتراكها بالقمر الصناعي ليصبح بثها عالميا، وجرى التطوير بوتيرة زمنية متسارعة قاربت السنة، حيث أصبح أثير إذاعة القرآن الكريم يغطي فعليا محافظة كربلاء بالكامل، إضافة إلى ان هناك مشاريع لتغطية محافظات اخرى وايضا تغطية العراق بالكامل. كما أن الإذاعة عملت ضمن خطتها التطويرية على إيصال بثها للعالم عبر شبكة الإنترنت، وتبث على الموقع الخاص بالعتبة الحسينية المقدسة وللإذاعة كادرها الإداري والفني والمهني وذو خبرة ومكون من تسعة افراد وهدفهم الارتقاء بهذا الصرح الإعلامي، والوصول به منزلة تليق بكتاب الله عز وجل.
هدف إذاعة القران الكريم
" وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ "
ربط الناس بكتاب الله عز وجل بسماع قرآنه وفهم آياته وتعلم احكامه والدعوة الى العمل بمقتضاه في مناحِي الحياة ، تهدف إلى بث الوعي القرآني في المجتمع ، من خلال بث تلاوات قرآنية مختلفة ، ومن المؤمل إن تشهد الفترة القادمة بث محاضرات في تفسير القران وتلاوته وبرامج قرآنية اخرى.
ولتفاصيل أكثر التقى الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة بالسيد (علاء الدين الحسني) مدير إذاعة القران الكريم في العتبة المقدسة وبين لنا:
كانت في بداية تأسيسها عبارة عن فكرة ايصال صوت المأذنة الى المساجد والحسينيات الموجودة في كربلاء وتطورت هذه الفكرة الى ان اوعز سماحة الامين العام الشيخ عبد المهدي الكربلائي بأن تكون هناك اذاعة للقران الكريم , بدأت هذه الاذاعة وربما هي اول اذاعة في العراق بعد سقوط النظام وبدأت ببساطتها بمرسلة صغيرة مدى ارسالها على نطاق محافظة كربلاء فقط وتعد أول اذاعة قرآنية مختصة بعلوم القران وتلاوته في العتبة الحسينية المقدسة وفي كربلاء ايضا. وكانت في بداياتها تبث القرآن الكريم المرتل فقط، ثم تطورت سنة بعد سنة لتبث العديد من البرامج المتنوعة حيث تجد فيها الترتيل،التفسير،الفتاوى.
وأضاف " الموسوي :عملنا في الفترة الأخيرة على ان تكون هذه الاذاعة عالمية كونها تنطلق باسم القران الكريم ولتطويرها وجعل منها اذاعة عالمية كونها تسمع مع البث المباشر للإمام الحسين (عليه السلام) وبعد ذلك كانت الفكرة ان يرتفع الصوت الى القمر وبالايام القليلة الماضية استلمنا البث من القمر والبث جيد ولدينا مشارع ننطلق بها لمحافظات الوسط والجنوب وايضا نحن في دراسة ان يكون لهذه الاذاعة مجالا في اوربا وقد درسنا ذلك لكي تكون عالمية .
"مبينا" الموسوي : ان وحدات الاذاعة هي وحدة الاخراج والمونتاج والذاتية والخدمية والعاملين في الاذاعة فنيين من اخراج ومونتاج وهندسة فنية وعدد الكادر تسعة افراد وكنا مترددين بين خيارين جعل الاذاعة قرآنية تخصصية او الاذاعة شرحية وبعد نقاشنا مع سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي توصلنا الى نقطة وبتوجيه منه ان تكون هذه 80% قرآن و20% تفسير وبرامج تخصصية للقرآن .
واوضح ان المشاريع المستقبلية جدا كثيرة وتحتاج الى طاقات مثلا كان لدينا اتصال مع دور القران في الكويت وبعد دعوتنا لهم جعلت الية تواصل معهم ونحن نعمل على تفعيل القراءة العراقية ونجعلها قراءة عالمية وتحسب كغيرها من القراءات وفي الوقت القادم ستكون وحدة مختصة بالقراءة ونعمل على ان تكون هناك مسابقات في دول غير عربية .
برامج الإذاعة القرآنية
لمعرفة البرامج التقينا الحاج (علي الخفاجي) معد ومقدم في اذاعة القران الكريم واذاعة الروضة الحسينية ومحكم في المسابقات القرآنية واستاذ التلاوة في دار القران الكريم و مدرسة الإمام الحسين(عليه السلام) الدينية في العتبة الحسينية المقدسة قال : قبل ست سنوات قمت بأعداد وتقديم برامج قرانية ومنها برنامج (ورتل القران) برنامج تخصصي يجيب عن اسئلة المستمعين في احكام التلاوة والتجويد وهو برنامج مباشر وكثير من الناس استفادوا من هذا البرنامج كونه مفيد لهم ويجيب عن اسئلتهم ويقيهم الوقوع في الإشكالات في مجال الاحكام وبرنامج اخر هو (في ضيافة القران) استضيف فيه شخصية قرآنية وعاملة في المجال القرآني وهذا البرنامج كان فيه قسما نسويا وانا اقوم بإعداد محاور واحدى الاخوات تستضيف شخصية نسوية صاحبة مؤسسة قرانية او معلمة وكذلك برنامج (في خطى الانبياء) وهو برنامج فكري يعرض المشاكل الانسانية على القران الكريم من خلال القصص القرانية وهو عبارة عن حوارية بيني وبين الشيخ مازن الكربلائي نأخذ فيه قصة الانبياء ونعرض الواقع عليها ونخرج بنتائج مشتركة في معاناة الانبياء مع اممهم ومعانات الامم الحاضرة وهذه البرامج هي مباشرة وتبث على الاذاعتين اذاعة القران الكريم واذاعة الروضة من العتبة الحسينية المقدسة وان اذاعة القرآن الكريم تبث هذه البرامج لان عناوينها قرآنية واذاعة الروضة حسب ما يقول القائمون عليها يجب ان لا تخلو من برامج القران الكريم.
"مضيفا"الخفاجي : هناك تنسيق دائم بين اذاعة القران الكريم ودار القران الكريم وهذا التنسيق كان آخره هو اقامة مسابقة قرآنية لأحسن محفل قراني في كربلاء وتم التنسيق بحضور لجنة من دار القران ولجنة من اذاعة القران وباعتباري انا في صلب هذه الاذاعة كمعد ومقدم وكذلك عملي في دار القران الكريم والعمل في المجال القرآني واحد بين الدار والاذاعة ولكن الاذاعة ترعى الجانب الاعلامي في الشأن القرآني بالبرامج والدور الاكبر في اشاعة الثقافة القرآنية والترويج للنشاطات القرآنية المختلفة التي تقام في العتبة المقدسة , اما البرامج التي ذكرتها هي برامج مستمرة على حلقات متتالية وتقدم البرامج التي اعدها واقدمها في المساء .
الإخراج في إذاعة القران الكريم
فيما شاركنا الحديث المخرج (حسن الرشيد ) مخرج إذاعة القران الكريم قائلا: كانت الاذاعة في البدء تبث تلاوات قرآنية فقط لا تحتوي على اضافة معينة ولكن في ظل عملية التطوير الحديث التي شرع بها كادر اذاعة القران الكريم تم التطوير وأضفنا بعض البرامج وكانت نسب البرامج في سلم تصاعدي وبعد سلسلة من التطور وفي الايام القليلة الماضية وصلت اذاعة القران الكريم الى مرحلة البث الفضائي حيث اخذت هذه المرحلة جهدا كبيرا بمدة سنة وكان هذا الجهد على عاتق جميع كادر الاذاعة من مديرها الى اصغر منتسبيها , بدأت كذلك بالبث المباشر لمحافل القران الكريم من الصحن الحسيني الشريف وخارجه حيث تم نقل المحفل الخاص بالقوات الامنية العراقية ببث مباشر وهو من المحافل النموذجية التي اقامتها العتبة الحسينية ألمقدسة اصبح لدينا برامجا في التفسير والتلاوة وبرامجا في النغم , بهذه الايام القليلة الماضية اصبح فضائيا ببركة سيد الشهداء عليه السلام وبعد ان تم البث فضائيا تم تغطية كربلاء بصورة كاملة وايضا هناك مشروع لتوسعة البث خلال الاشهر القادمة الى ثلاث محافظات او اكثر ونحن نسعى الى ان نغطي العراق بصورة عامة , علما ان الاذاعة تبث على الانترنت على موقع العتبة الحسينية المقدسة بالإضافة الى الصور المنقولة نقلا حيا وهذا البث شبه عالمي.
أراء الناس المستمعين لإذاعة القران الكريم
احد مستمعي الاذاعة وهو السيد (حسين الشريفي) : من المفرح ان يكون هناك اهتماما بالقران الكريم من قبل الوسائل الاعلامية المختلفة لاسيما المسموعة وهذا الاهتمام يعكس مدى ثقافة القائمين على الاذاعة وكذلك على ثقافة المتلقي كون ان القران الكريم هو كتاب مقدس ودستور سماوي وهو منهل و معين لكل من يريد ان يعرف حقيقة خلق الانسان وفيه اجابات واضحة وبينه للعديد من الاسئلة التي تشغل ذهن البشرية .
واضاف : ان نقل المحافل القرآنية والبرامج عبر الأثير يعود بالفائدة على المستمع فهي تزيد من ثقافته القرآنية ومعرفته بأحكام التلاوة كما ان ذلك يحسن اللفظ بالنسبة للقارئ المبتدئ كما لا يخفى على احد أهمية القران الكريم بالنسبة لكل مسلم ومسلمة لأنه يحدد تصرفات المسلم تجاه المجتمع المحيط به فياتمر باوامره وينتهي عن نواهيه.
فيما قال (علي ريسان) موظف في محافظة كربلاء : نثمن جهود العتبة الحسينية المقدسة على ان يكون لها اذاعة ناطقة بالقران الكريم من حرم الامام الحسين (عليه السلام) ونبارك لهم وللقائمين على العمل في الاذاعة لما يقدموه من عمل رائع في عرض التلاوات والبرامج المفيدة للمجتمع علما اني اسمع اذاعة القران من العتبة المقدسة باستمرار وفقكم الله لخدمة كتاب الله وخدمة اهل البيت (عليهم السلام) .
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق