انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي للعتبة الحسينية المقدسة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد

انطلقت يوم أمس الأحد 30/ ربيع الثاني /1435المصادف 2/ آذار/2014  فعاليات الأسبوع الثقافي للعتبة الحسينية المقدسة في إسلام آباد. وبدأ حفل الافتتاح بتلاوة قرآنية عطّر بها الأجواء القارئ الدولي الحاج عادل الكربلائي. ثم ألقى سماحة الشيخ محسن النجفي وكيل المرجعية الدينية العليا في النجف الأشراف، رئيس جامعة الكوثر في إسلام آباد، كلمة رحب فيها بوفد العتبتين شاكراً سعيهم وتحملهم عناء السفر ومشاق الطريق واصفاً الأسبوع الثقافي بأنه "الأول من نوعه في شبه القارة الهندية" وأنه "خطوة مباركة لإغناء هذا البلد بالثقافة الإسلامية الأصيلة".

وقال: "إنها خطوة تنبع من عمق الشعور الطاهر بالمسؤولية من الذين شرفهم الله تعالى بخدمة وسدنة أشرف بقعة في العالم كربلاء، وهذا توفيق من الله لكم وليس ذلك عشوائياً، بل يوفق الله لمن هم أهل للتوفيق".

وتابع: جئتم لتبلغوا رسالة الحسين الخالدة إلى العالم مع أن بلدكم العراق يتعرض إلى أبشع الظلم...آمل أن يكون هذا الأسبوع الحسيني فاتحة عهد جديد للترابط والتواصل بين المسلمين في باكستان وبين محبيهم ومأواهم ومهوى أفئدتهم في كربلاء المقدسة". وختم كلمته بمزيد من الشكر قائلاً: "نشكر من أعماق قلوبنا الوافدين من أرض كربلاء، أرض الطهر والنقاء، أرض التضحية والفداء، أرض الحب والولاء، أرض العلم والحوزة والعلماء، أرض الجهود والجهاد، أرض العتبات المقدسة، أرض المحنة والبلاء، علماً أن البلاء لأهل الولاء".

وألقى نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، السيد أفضل الشامي، كلمة بدأها بالشكر والامتنان لجميع من ساهم في التحضير للأسبوع الثقافي وبالخصوص إدارة جامعة الكوثر وأساتذتها وطلبتها والعاملين فيها".

وقال: "جئنا من أرض قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن أرض كربلاء أرض من أراضي الجنة وإن قبر الحسين عليه السلام ترعة من ترع الجنة)، جئنا نحمل معنا محبة وسلام إخوانكم في العراق من محبي وعشاق أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي أمين عام العتبة الحسينية المقدسة وسماحة السيد أحمد الصافي أمين عام العتبة العباسية المقدسة وجميع خدام العتبتين المطهرتين".

"موضحا"إن لكل شعب خصوصياته الثقافية والاجتماعية الديمغرافية التي تميزه وترسم معالمه إلا أنها قد تلتقي في نقاط وتشترك في روابط تتجاوز الاختلافات وإذا أردنا أن نحدد نقاط الالتقاء والاشتراك بين أهلنا في العراق وأهلنا في الباكستان تبرز أمامنا أقدس المشتركات وأسماها، ألا وهي الرابطة الروحية المتمثلة بالإيمان العميق بالإسلام والولاء الصادق لفخر الكائنات محمد وأهل بيته الطاهرين صلى الله عليهم أجمعين".

وتابع: "كما ويلتقي الشعبان في تقديم الشهداء والقرابين في سبيل الله تعالى ثمناً لولائهم وثباتهم وتمسكهم بمنهج أهل البيت (عليهم السلام) لأنهم عدل القرآن وسفينة نوح التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى، والثقل الذي خلفه الرسول (صلى الله عليه وآله)، ليمنع الناس من الوقوع في الضلالة".

وقارن الشامي بين وضع العتبات في عهد النظام الصدامي المقبور وبين ما تشهده اليوم من تطور واتساع وتنوع في الأدوار الاجتماعية والثقافية فضلاً عن دورها الديني والروحي مؤكدا: إن الحال بعد سقوط صنم بغداد قد تغير، فالعتبات المقدسة اليوم تحت نظر ورعاية المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، ولقد أصبح عدد العاملين في العتبتين الحسينية والعباسية أكثر من اثني عشر ألف منتسبا يعملون في أكثر من خمسة وعشرين قسماً يتخصص كل منها بنشاط معين".

وفي سياق آخر قال نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: "ونحن نعيش حفل افتتاح هذا الأسبوع الثقافي في مدينة إسلام آباد الكريمة ورفع راية الإمام الحسين (عليه السلام) فيها نتوجه بقلوبنا ومشاعرنا إلى كربلاء وتحديداً إلى يوم الحادي عشر من محرم أي بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) بيوم واحد فماذا نرى في صبيحة ذلك اليوم نشاهد جيشاً تعداده ثلاثون ألفاً يحيط بخيام محترقة وأطفال ونساء أصابها الجوع والعطش مذعورة وسط أعدائها ونرى اشلاء ممزقة على صحراء كربلاء قد فصلت رؤوسها عن أجسادها ونرى جسدا مزقته حوافر الخيل أتعرفون جسد من؟!".

وواصل كلامه قائلا: "وسنرى جيش عمر بن سعد يستعد لأخذ هذه النساء والأطفال سبايا إلى طاغية الشام وقد رفعت رؤوس الشهداء على الرماح وعلى هذا أعلن هذا الجيش بيان نصره في هذه المعركة".

واستدرك قائلا: "ولكن كان هناك بيان آخر لهذه المعركة وهذه النتيجة أعلنتها يومها عقيلة بني هاشم الحوراء زينب (عليه السلام) حيث أخبرت ابن أخيها الإمام السجاد (عليه السلام) قائلة (لقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة وهم معروفون من أهل السموات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة وهذه الجسوم المضرجة فيوارونها. وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد إلا ظهوراً وأمره إلا علواً)".

وأكد: "إن علم الطف الذي أخبرت عنه يوم الحادي عشر من المحرم يرتفع اليوم على كل أرض وفي كل بلد وحتى في بلاد الكافرين وإن الإمام الحسين (عليه السلام) وعشاقه يملؤون الأرض، يبكون عليه ويذكرون مصائبه بلغات مختلفة ولهجات شتى".

وتخلل الحفل باقة من التواشيح الدينية التي تمجد أهل بيت الوحي والرسالة (عليهم السلام) قدمتها فرقة أشبال الكوثر. وفي نهاية الحفل توجه الحاضرون إلى حديقة الجامعة حيث أقيمت مراسيم رفع الرايتين الحسينية والعباسية إلى جانب الرايات الثلاثة عشر للنبي والزهراء والأئمة المعصومين  (عليهم صلوات الله وسلامه) بمصاحبة أنشودة نداء العقيدة.

بعد ذلك افتتح السيد نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة ورئيس جامعة الكوثر قاعة المعارض والأجنحة وسائر أعمال الأسبوع الثقافي وسط جمهور غفير بلغ بحسب إحصائية الجامعة 1500 زائراً.

إسلام آباد: حيدر السلامي

المرفقات