المرجعية العليا تحذر من هذا الفعل وتحدد سبب المشاكل والنزاعات والخلافات والتعاسة والتخلف والمعاناة في الحياة

كشف ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف، عن سبب مشاكلنا ونزاعاتنا وخلافاتنا وتعاستنا وتخلفنا ومعاناتنا في الحياة الدنيا.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي اليوم الجمعة (27 /9 /2019)، اننا نعيش في هذه الايام ذكرى استشهاد الامام السجاد عليه السلام، واود ان اتعرض الى بعض مما تركه الامام عليه السلام من كنوز المعارف الالهية التي غفلنا عن اهميتها ودورها المهم في حياتنا الدنيا والاخرى من خلال اهمال تعلمها ودراستها ونشرها وتطبيقها الا وهي رسالة الحقوق.

واضاف ان هذه الرسالة شاملة بجميع ما يتعلق بحقوق الانسان ومحيطه ويحتاج لها الفرد البسيط والحاكم والمحكوم والراعي والرعية.

واستشهد الكربلائي بحديث للامام الرضا عليه السلام جاء فيه (رحم الله من احيا امرنا)، مبينا ان الامام عليه السلام رد على من سأله عن كيفية الاحياء فاجاب (تتعلمون علومنا وتعلمونها الناس، فانهم لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)، لافتا الى ان من الوسائل المهمة لاحياء امر اهل البيت عليهم السلام اقامة المجالس للتعريف والتذكير بعلومهم ودراستها وتعليمها وفهمها والحرص على تطبيقها، مشيرا الى ان من الكنوز العظيمة التي تركها ائمة اهل البيت عليهم السلام نهج البلاغة ورسالة الحقوق.

واوضح اننا لو دققنا قليلا في سبب اغلب مشاكلنا ونزاعاتنا وخلافاتنا وتعاستنا وتخلفنا ومعاناتنا في الحياة الدنيا لوجدنا ان السبب يكمن في اهمالنا لحقوق بعضنا على بعض وحقوق الانسان مع جميع الموجودات وحقه مع الله وحق الله عليه.

 وتابع ان الواحد منا دائما يطالب برعاية حقوقه من قبل الاخرين ويرتب المشاكل والنزاعات والاثار الاخرى اذا لم تراع حقوقه من قبل الاخرين، الا انه في المقابل لا يراعي بنفس الدرجة حقوق الاخرين عليه.

وتساءل ممثل المرجعية العليا الكل منا يطلب من الله تعالى ان يعطيه كل شيء ولكن هل هو يراعي الامور ولو بعضها مما يريده الله منه؟، وكذلك داخل الاسرة عندما يطالب بعض الازواج بجميع حقوقهم من زوجاتهم ويرتبون اثارا وتحدث مشاكل ونزاعات في حال عدم مراعاتها هل انهم يراعون حقوق زوجاتهم، وكذلك بعض الزوجات يطالبن الازواج بمراعاة حقوقهن ويرتبن بعض الاثار وتحدث المشاكل والنزاعات في حالة عدم تلبيتها، فهل هن يراعن جميع حقوق الزوج؟ وكذلك الحال بالنسبة للاباء مع اولادهم وبالعكس وكذلك مطالبة الافراد بجميع حقوقهم المادية والمعنوية من المجتمع وبالعكس، مبينا ان الحقوق ليست من طرف واحد وانما هي متبادلة ولابد ان يراعي كل طرف حقوق الطرف الاخر.

ودعا الى ضرورة الاهتمام برسالة الحقوق للامام السجاد عليه السلام وقرائتها والتثقيف بها في المدارس والجامعات والدوائر والاسر والمجالس لتعريف المجتمع بها.

واشار الى ان الامام السجاد عليه السلام وضع (50) حقا من بينها حقوق التعايش الاجتماعي الصحيح ابتداء من داخل الاسرة كحقوق الزوج على الزوجة وحقوق الزوجة على الزوج وحقوق الابوين.

وعبر خطيب جمعة كربلاء عن اسفه لما يتم تناقله عن عدم مراعاة حقوق الابوين من قبل الابناء، مشيرا الى ان هذه المراعاة لاتشمل الشباب بل انها تشمل كبار السن في عدم مراعاتهم لحقوق الاب والام، مبينا ان الامام السجاد عليه السلام يشير في بيان حق الاب (وحق اباك ان تعلم انك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم ان اباك اصل النعمة)، مبينا الاب يمثل الواسطة والطريق التكويني لنعمة وجود الانسان في هذه الدنيا وهذه نعمة عظيمة للانسان والاحسان بها عظيم على الانسان، فضلا عن نعمة التربية والتي تشمل النمو الجسدي والتربوي والعلمي والتعليمي، لافتا الى ان الامام عليه السلام يبين في حق الام (فحق امك ان تعلم انها حملتك حيث لايحمل احد احدا، وانها وقتك بفمها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وجميع جوارحها)، اي انها تحملت من المعاناة وكابدت من المشاق ما لا يتحمله احد في الكون بازاءه، حيث حملتك تسعة اشهر ثم اتعبت نفسها وجوارحها وكل كيانها في سبيل ان تكبر وتنمو وتصل الى هذه الدرجة.

 وحذر ممثل المرجعية الدينية العليا من ان يعجب الانسان بنفسه وينسى تلك النعم وذلك الاحسان العظيم بمجرد ان يحصل على سلطة او شهادة عليا اومنصب او جاه او مال كثير،  مبينا ان ما يتم الوصول له يعود الفضل فيه للاب والام.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

gate.attachment