المرجعية العليا تؤكد على ضرورة النهوض بالعملية التربوية واشعار الطالب والمجتمع باهمية المعلم وتهيئة الاجواء المناسبة للطلبة

اعلن ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة عن اسفه للتفجيرات التي ضربت بعض المناطق، مشيرا الى ان حصيلة تفجيرات المسيب بلغت 21 شهيدا و33 جريحا سائلا الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.

وقال السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم (9/6/2017) لابد من التنبه واخذ الحيطة والحذر من الاعمال الارهابية لان الارهابيين لاذمة ولا اخلاق ولادين لهم لذلك يستخدمون كل ما تمتد له اياديهم القذرة للنيل من الابرياء، مطالبا في الوقت نفسه الاجهزة الامنية المزيد من الترقب والتحسب وملاحقة الارهابيين حتى تؤمن البلاد والعباد.

واستوقف السيد الصافي في الخطبة عند مسالة عدها بالمهمة تتمثل بالجانب التربوي والتعليمي، مبينا ان هذه المسالة تعد من المسائل الحضارية لكل المجتمعات، موضحا ان المقصود بحديثه عن التعليم يشمل التعليم الاكاديمي وغير الاكاديمي وانه يخص المنظومة التربوية التعليمية الاكاديمية.

واضاف ان هنالك ثلاث حالات تحتاج الى رؤيا تتمثل الحالة الاولى بالمؤسسات التعليمية كمؤسسة تتصدى للتعليم وفي الحالة الثانية فئة المعلمين الذين يقومون بدور التعليم، والفئة الثالثة تتمثل بالمستفيد من المؤسسة التعليمة والذي يقصد به الطالب بجميع المراحل.

وتابع ان المنظومة التعليمية يقع على عاتقها مسؤولية تهيئة الامكانيات لغرض النهوض بالواقع التعليمي والتربوي عن طريق لوائح تنظيمية تنظم سير العملية التربوية ومتابعة الاداء لتطبيق تلك اللوائح التي تلبي طموح المؤسسة.

واشار السيد الصافي ان على المؤسسة التربوية توفير ابنية مدرسية تتناسب مع حجم واعداد الطلبة، فضلا عن مراعاتها للبيئة والمناخ سواء في فصلي الشتاء والصيف، مبينا ان الطلبة يؤدون في الوقت الحالي الامتحانات وهم صائمون ولهم الحق بالشكوى من قلة الوسائل كالتبريد وغيرها الامر الذي لا يتشجع فيه الطالب لا على الصوم ولا على حسن الاجابة.

واوضح ان اعداد الطلبة بالملايين وعلى المؤسسات التربوية والتعبوية الاستماع لهذا الجيل وان تكون لها رؤيا حقيقية لصناعته بدءا من رياض الاطفال وحتى الدراسات العليا.

واشار ممثل المرجعية الدينية ان العمود الثاني المتمثل بالمعلم باي مؤسسة له حقوق وعليه واجبات ومن الضروري ان يكون هنالك توازن بين الحقوق والواجبات لان الاخلال بالتوازن يولد عملية تربوية عرجاء.

واكد على ضرورة اشعار المعلم بالاهمية، من خلال اشعار العرف العام باهمية هذا الصنف او عن طريق الاهتمام به من قبل منظومة الدولة والجهات والمؤسسات لاشعار الاخرين بالاهمية، موضحا ان المعلم يمارس دور في غاية الاهمية وانه أولى بالاحترام ويجب ان تكون له وجهة نظر محترمة، منوها الى ضرورة اشعار الابناء كذلك بان المعلم يعد الاب الثاني ومن حقه ان يختار وسائل التربية بشرط ان لا تصل الى العنف، اي ان من حق المعلم ان يحاسب ويوبخ ويحاسب بعيدا عن الاساليب التي تجرح او من خلال العنف.

وقال السيد الصافي ان من الضروري اعطاء المعلم الحق بالمحاسبة وعدم الضغط عليه في ان ينجح فلان او فلان وفسح المجال له بالعمل وفق الضوابط الصحيحة، فضلا عن ذلك ضرورة ان توفر له الحماية امنيا ومجتمعيا ومؤسساتيا.

واستدرك انه في حال امتنع المعلم عن التلاعب في نتائج الطلبه فانه سيعطي للبلد نماذج جيدة واما اذا ساعد على التلاعب فانه سيعطينا وجوه أسود لكنها بفحوى قطط، موضحا ان الذين يضغطون على المعلم لا يدمرون العملية التربوية فقط بل انهم يدمرون اولادهم لان ذلك الولد سيشعر في المستقبل بانه غشاش وسيشعر بالمنقصة لأنه تجاوز على القضية التعليمية بهذه الطريقة وبالتالي فان البلد تسلم نموذج غير جيد، منوها ان الحديث لاعلاقة له بالعُرف الذي يتعامل مع الورق في ان هذا ناجح وهذا غير ناجح وانما المقصود ان يكون النجاح جاء عن منافسة شريفة.

وفي معرض حديثه عن واجبات المعلم اشار ممثل المرجعية الدينية العليا ان على المعلم ان يبذل قصارى جهده في توضيح المادة للطالب وان يبذل قصارى تربيته للطالب، وعليه ان يحترم الوقت حتى يشجّع الطالب على احترام الوقت، وان يشجّع وينمي قدرة الطالب الجيد وينصح الطالب غير الجيد.

وحذر من ان يستغل المعلم بعض الانفلات حسب تعبير (حشراً مع الناس عيدُ) ويتراخى عن مسؤوليته، مؤكدا هنالك معلم فطن ومخلص كما في المقابل يوجد معلم متكاسل الا ان الواقع الان فيه من الصنف الاول الكثير.

واكد السيد الصافي ان هنالك امانة ومن الضروري ان تؤدى بالشكل الصحيح وان المعلم بمقتضى القاعدة يجب ان يكون مربياً.

وسلط السيد الصافي الضوء في ختام خطبته على حقوق الطالب في ان يأتي الى مدرسة تتوفر فيها وسائل الراحة والصحيات الجيدة وان تُشرح له المادة بطريقة جيدة وعندما يسأله الاب ماذا درست؟ ممكن ان يشرح المادة له بشكل جيد لان المعلم قد بذل قصارى جهده، وانه اذا ذهب الى المدرسة يجد جواً جيداً لا حالة من الفوضى في المدرسة، مشيرا ان بعض الطلبة يأتي الى اهله والدماء تسيل منه لوجود بعض الطلبة الشرسين، محملا ادارات المدارس مسؤولية الحفاظ على الطلبة ما داموا هم في حريم المدرسة، مشيرا انه مع الفوضى العارمة الان لابد من وجود بصيص امل، وان هناك ذخائر في أي مجتمع لا يفرط فيها تتمثل بالمعلم وان كلما كثر المعلمون في مجتمع يُفترض ان يكون هذا المجتمع متحضراً اكثر.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment