همسُ السماء

 

(إقـرأ) الـكـلـمـة الـتـي هـمـسَ بـهـا جـبـرائـيـل فـي غـار حـراء إلـى الـنـبـي مـحـمـد (ص) فـفـتـحـت آفـاق الـعـلـم والـنـور عـلـى الإنـسـانـيـة جـمـعـاء 

 

لـمْ تـزلْ تـخـطــــــــــو إلـيـهِ الـكـلـمَـهْ   ***   مُـنـذُ أن فـي الـطـورِ وَحـيٌ كـلّــمَـه

قـال: كـنْ ضـوءاً وكـنْ بـســــــــــمـلـةً   ***   وارسـمِ الـشـمـسَ بـلـيـلٍ الـمـشـأمَـة

وافـتـتـحْ عـهـدَ الـصِّـبـا صـبَّ الــنـدى   ***   فـي صـبـاحٍ سـلـبـوهُ حُــــــــــــلُـمَـه

واروِ هـذا الأفــقِ مـــــــــــــن حــريـةٍ   ***   وتـــراب الأرضِ فـجِّـــــر زمـزمَـه

خُـذْ عـصـا حــلـمٍ وسـيـفـيْ حــــكــمـةٍ   ***   واصـــنـعِ الـفـلـكَ لأهـلِ الـمـظـلـمَـه

إن طــــــــــــــوفـانـاً سـيـأتـي بـعـدمـا   ***   سـفـكـــوا لـلـشــــــــاعـرِ الـحـرِّ دمَـه

ومـضـى والــقـــــــــلـبُ سـفـرٌ نـاطـقٌ   ***   وبـه آيـــــــــــــاتُ حـــبٍّ مُـحـكـمَـة

كـان فـي الـطـورِ اخـتــــراقٌ لـلـدجـى   ***   كـان عـــزفـاً ورؤىً مــــــــزدحـمـة

كـانَ صـوتُ الـنـــــــــاي أشـهـى بـلّـة   ***   لـفـؤادٍ جـــــــــــــــرَّعـوه صــــمـمَـه

لـم يـزل يـنـحـتُ فـي وجــــــــــــدانِـهِ   ***   زهـرةَ الــمــــــعـنـى ودفءَ الـكـلـمـة

لـم يـزلْ يـبـحـثُ عـن كـيـنــــــــــونـةٍ   ***   لـتــــــــــرابٍ أخــــرسَ الـدهـرُ فـمَـه

غـزلَ الـجـلـى عـلـى نـــــولِ الـتـقـى    ***   ورمـــــــــى فـي جـــبِّ صـبـرٍ ألـمَـه

لـم يـزلْ يـكـتـبُ عـن أحـــــــــــلامِـهِ   ***   ذاكَ حـرٌّ لـــم يـقـيِّـدْ قـــلـــــــــــــــمَـه

حـيـنـهـا زادَ عـــــــــــــــلـى ألـواحِـهِ   ***   مـن هـنـا الــدهـرُ سـيـــحـيـي هـمـمَـه

قـالَ مـفـتـاح الـعـلـى فـي صــــرخـةٍ   ***   لا ولا تـجــدي هـنــــــــاك الـتـمـتـمَـة

أيـهـا الـكـون

تـأهـبْ

لـم يـعـد فـي الـلـيـلِ

رعـبٌ وضـيـاع

بـل مـزامـيـرَ تـغـنـي

وابـتـهـالاتُ الـعـذارى

وجـنـوب حـمـل الـمـشـعـل

فـي تـلـك الـدروب الـمـظـلـمـة

أيـهـا الـفـلاح

غـازل

ضـحـكـة الـقـمـح الـذي مـا مـال إلا

لـحـداءِ الأرضِ

لـلـدمـعِ الـمـصـفّـى

وانـطـلـقْ

كـالـنـسـرِ حـرَّاً

لـيـس يـخـلـي شـمـمَـه

لـم يـعـش فـيـنـا انـكـسـارٌ

يـجـهـلُ الـفـرعـونُ

أن الـشـمـسَ فـيـنـا زرعـت

فـكـرةَ الضـوء

إن هـذي الأرض يـومـاً

سـوف تـردي هـرمَـه

إن حـدَّ الـيـأسِ تـلـك الـكـلـمـة

إن شـعـبـاً رضـعَ الـهـيـبـة مـن ثـدي الـعـلـى

يـخـطـو أبـيـاً

يـحـمـل الـرايـة فـي كـف وفـي كـف فـراتـا

لـن يـزلـوا قـدمـه

لـم يـزل يـزرع فـيـنـا أنـجـمـه   ***   أيـهـذا الـضـوء قـل مـن ألـهـمـه ؟

مـحـمـد بـاقـر جـابـر

 

gate.attachment

: محمد باقر جابر