عدد من اصحاب المواكب الحسينية في كربلاء: الاموال المخصصة لخدمة زوار النصف من شعبان تم تحويلها الى سلال غذائية للمحتاجين

مع تفشي جائحة (كورونا)، وتمديد حظر التجوال في جميع المحافظات العراقية، بحسب توجيهات خلية الأزمة المركزية، ومع دعوة المرجعية الدينية العليا للتكافل الاجتماعي، بادر عدد من اصحاب الهيئات والمواكب الحسينية لتحويل الأموال التي كانت مخصصة لتقديم الطعام لزائري المراقد المقدسة خلال زيارة النصف من شعبان المباركة، لدعم الفقراء والمحتاجين الذين تضرروا بفعل الاجراءات الوقائية، داعين الخيرين إلى أن ينحو مثلهم وتكون الرسالة الأعم (باسم الحسين-عليه السلام- نوصل السِلال الغذائية للمحتاجين).

وقال احمد جواد كاظم، هيئة صنف قصابي كربلاء المقدسة، في حديث للموقع الرسمي، إن "الجهود الخيرة تظافرت ليتم تشكيل خلية ازمة تحت عنوان (لبيك يا حسين) لمساعدة العوائل المتعففة، وذوي الدخل المحدود وايصال المواد كافة لمحل سكناهم"، مبينا أن "مقر الخلية في حسينية (الشكرجي) بمنطقة العباسية في المدينة القديمة، وبالنسبة لنا كأصحاب مواكب خدمة حسينية لدينا نشاطات مستمرة سنوية وشهرية، وهي نشاطات لخدمة زوار الامام الحسين (عليه السلام)، باعتبارنا نحن في مدينة كربلاء وهي مدرسة الخدمة".

وأضاف "مع قرب حلول زيارة النصف من شعبان المباركة، وكخدام للإمام الحسين (عليه السلام) من أصحاب المواكب، واتكلم هنا عن هيأتنا صنف قصابي كربلاء أوقفنا جميع المواليد والمناسبات لان الأولوية الآن هي لدعم العوائل المتعففة فهذه الاموال التي نصرفها على المجالس الحسينية والمواليد حولناها لتوزيع السِلال الغذائية على العوائل الفقيرة، وذوي الدخل المحدود الذي أصبحوا دون عمل حاليا بسبب (كورونا) وحظر التجوال".

وتابع "وزعنا لغاية الآن أكثر من 5 آلاف سلة غذائية ومستمرين"، لافتا إلى أنه "بسبب الظرف العام للبلد وعدم وجود زوار تم تحويل الاموال الموجودة لدينا والتي كانت معدة للخدمة خلال الزيارة الشعبانية الى مواد توزع على العوائل الفقيرة، فالمرجعية كانت توصياتها واضحة في الالتزام بقرارات خلية الازمة ووزارة الصحة، فلا يمكن اقامة الزيارة لأنها تجمع كبير قد يؤدي الى تفشي المرض لذا حولنا الاموال لدعم المتضررين".

من جهته ، قال ليث الكيشوان، كفيل هيئة شباب الفاضلية في العتبة العباسية المقدسة، إن "جمع من ابناء كربلاء المقدسة من كفلاء الهيئات والأطراف وخدمة الإمام الحسين (عليه السلام) والشعراء والرواديد تعاهدوا على خدمة العوائل المستحقة والمتعففة وإيصال السلة الغذائية لمنازلهم بسبب حظر التجوال المفروض في المدينة من اجل المحافظة على صحتهم وسلامتهم".

 وأضاف أن "الزيارة قد توقفت بسبب الظرف الصحي وحظر التجوال بتوصية من الجهات الصحية، وان الخيرين من اصحاب المواكب والهيئات الخدمية سيواصلون دعمهم للفقراء والمحتاجين وستكون هناك سلة غذائية متكاملة خاصة بشهر رمضان المبارك، فنريد أن نوصل هذه السلة الغذائية باسم الإمام الحسين (عليه السلام) الى الفقراء والمحتاجين".

وناشد الكيشوان، كفلاء الهيئات وخدمة الإمام الحسين (عليه السلام)، تحويل المواد الغذائية المخصصة لخدمة زيارة النصف من شعبان، أو المواليد المباركة، نحو المساهمة بمشروع السِلال الغذائية، داعيا أن يكون أجرهم عند رب العالمين مضاعفا.

وفيما أكدت الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة، أنها لن تسمح بدخول اي زائر من خارج المحافظة واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم، واستمرار حظر التجوال داخل المحافظة تزامنا مع زيارة النصف من شعبان، كما اعلنت رابطة الفنادق السياحية في كربلاء عن اعتذارها لاستقبال الزائرين في فنادق المدينة.

وقال محافظ كربلاء المقدسة نصيف الخطابي في بيان أطلع عليه الموقع الرسمي، إن "إجتماعا عقد لمناقشة الاجراءات الواجب اتخاذها فيما يخص زيارة النصف من شعبان، حيث تم التأكيد بعدم السماح بدخول أي زائر من خارج المحافظة، واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم واستمرار حظر التجوال داخل المحافظة لغاية ١١ من شهر نيسان الحالي".

وتابع "خدمة الزوار شرف لنا لكن ليعذرونا لأن الوضع أستثنائي لذا لن نسمح بدخول مواطنين من باقي المحافظات لكربلاء، وسننشر ٣ افواج حفاظا على المحافظة من العدوى".

إلى ذلك، قال رئيس رابطة الفنادق السياحة في كربلاء محمد الهر، إن "أبواب الفنادق في كربلاء مغلقة، وتعتذر عن استقبال الزوار بمناسبة الزيارة الشعبانية لهذا العام".

وأضاف أن "الغلق جاء استجابة لقرارات خلية الازمة في كربلاء، وتوصيات المرجعية الدينية العليا الخاصة بالالتزام بالتوجيهات الصادرة من الجهات المعنيّة وعدم التخلّف عنها".

يذكر أن مجلس الوزراء كان قد قرر تمديد حظر التجوال لغاية 11 نيسان/ ابريل المقبل.

وكان قد صدر عن مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني، في ٢١ من آذار/ مارس الحالي، استفتاء حث فيه اهل الخير والتجار والشباب الغيارى بضرورة المساهمة بتوفير الاحتياجات الاساسية الضرورية للعوائل المتضررة خصوصا في ظل عدم الاهتمام الكافي من قبل الجهات الحكومية المعنية.

قيس محمد النجار

تحرير: فارس الشريفي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment