من كربلاء (صنع في العراق).... مصانع للعتبة الحسينية تضاهي الاجنبية، وتدخل ضمن الانتاج التجريبي

على اطراف مدينة كربلاء المقدسة التي ضمت بين طيات ترابها، الجثمان الطاهر لسيد الشهداء (عليه السلام)، واصبحت مقصدا لملايين الزائرين ، مدينة رفعت بها قبل سنوات قليلة عبارة (صنع في العراق)، فصنعت الرجال الذين لبوا نداء المرجعية الدينية العليا وفتواها بالدفاع المقدس، فكانت الشرارة الأولى الحقيقية لطرد كل من دنس ارض العراق، من عصابات اجرامية، شوهت الدين والحياة، وليعلن بها ايضا، وعبر منبرها بشائر النصر، لتعود اليوم وترفع شعار (صنع في العراق) لكن هذه المرة.

الصناعة عادت بسواعد الرجال، ليشاركوا في أعمار البنى التحتية للصناعة العراقية، عبر أنشاء معامل ذو تقنيات حديثة، وبخبرات عراقية، ومنها ذلك المعمل الذي تم تشييده في أطراف المدينة المقدسة (معمل البلوك، والمقرنص، والكربستون)، والذي يعد جزءا من مدينة صناعية تعمل العتبة الحسينية المقدسة على انشائها، والذي زاره مؤخرا المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، حيث أشاد بالعمل المنجز، بعد أن دخل المصنع مرحلة الانتاج التجريبي.

وقال مدير المعمل المهندس منتظر محمد حسين، في حديث للموقع الرسمي، إن "كوادر العتبة الحسينية المقدسة قامت بإنشاء مدينة  صناعية، داخل محافظة كربلاء المقدسة، وهذه المدينة تضم مجموعة من المعامل الحديثة، ومن مناشىء عالمية رصينة، وكانت أولى الخطوات في هذة المدينة، هو افتتاح معمل أنتاج البلوك، والمقرنص، والكربستون"، لافتا الى أن "المعمل يهدف الى تنشيط دور القطاع الخاص من خلال استثمار مصادر المواد الاولية، حيث أن جميع تلك المواد الداخلة في انتاج هذا المصنع هي عراقية بامتياز".

وأضاف أن "المعمل سيقوم برفد المشروعات العراقية (كالمشروعات الحكومية، أو العائدة للعتبات المقدسة، أو القطاع الخاص) بمنتجات عراقية، خصوصا أن المواد الداخلة بالتصنيع خاضعة للسيطرة النوعية، واسعار بيع منتجات المعمل تنافسية حتى لا تؤثر على كاهل المواطن العراقي"، مشيرا الى إنه "تم افتتاح ثلاث مراكز للبيع المباشر في كربلاء، أحدها جنوب المدينة، وآخر في الشمال، بالإضافة الى مركز داخل المدينة".

هذا المشروع وغيره، من مشروعات العتبة الحسينية المقدسة، ومن ضمن توجيهات متوليها الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي، تهدف الى أن تكون عضدا للمؤسسات الحكومية، بالإضافة الى أنها تطبق شعار (صنع في العراق) على أرض الواقع.

وقال رئيس قسم المشاريع الهندسية المهندس، حسين رضا مهدي، في حدث للموقع الرسمي، إن "ادارة العتبة الحسينية المقدسة كانت لها تطلعات كبيرة من الناحية الصناعية، بغض النظر على الجوانب الخدمية الاخرى التي تقدمها العتبة وهي كثيرة ومتعددة، فعملت على أنشاء مجموعة من المعامل، حيث كان لها الأثر الكبير في مدينة كربلاء وعدد من المحافظات العراقية، فكان هناك مصنعا لأجهزة التبريد عد من المشاريع السباقة عراقيا وحمل شعار (صنع في العراق)".

وأضاف أن "هذا المعمل هو ضمن مدينة صناعية تضم عددا من المعامل التي يوجد طلب كبير على المواد التي ستنتجها، وهذه المعامل ستعطي العتبة ميزتان، أحدها أنها ستمتص جزءا من البطالة التي يعاني منها المجتمع العراقي وتوفير فرص عمل لعدد كبير من شريحة الشباب، أما الثانية فهي اعلاء أسم المنتج العراقي الرصين (صنع في العراق) ليكون شعارا وتطبيقا فعليا".

 يذكر أن الهدف الاساس من انشاء مشروع المدن الصناعية والمعامل، هو للحد من استيراد المنتجات التي تدخل بالبنى التحتية، وتوفير فرص عمل لتشغيل ذوي الاختصاص، والخبرات، والشباب، فضلا عن تنشيط دور القطاع الخاص من خلال استثمار مصادر المواد الطبيعية.

فارس الشريفي تصوير:محمد القرعاوي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

gate.attachment