سبايكرُ الّلا تُنسى

قبلَ خمسٍ عجافٍ مشؤوماتٍ ، وذاتَ نهارٍ أسودَ ، كانتْ للعراقِ فجيعتهُ... 

إذ تهاوتْ كوكبةٌ من نجومٍ زاهرةٍ في مكانٍ قَصِيٍّ كان أكثرَ عقوقاً بأهلهِ ، صرعى العصرِ بل شهداؤه..

(انطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا)

هناك حيثُ كفرتْ سبايكرُ بربِّها ، مذبحةٌ تتأبى النسيانَ وتشاكسهُ.. 

انتظرتْهُم عيونُ أهليهم علَّ الموتَ يحيدُ عنهم .. 

أمهاتٌ كانت تمنّي النفسَ بعودةٍ مرتجاة, ولكن ...

فتيانٌ لم يعانقهُم شوقُ الحياةِ بعدُ.. 

شبابٌ مزهوٌون بأفراح سنيِّهم، بل أغصانٌ خضراءُ يانعةٌ أُقتطفتْ على حين غرّة 

لم تنفعْهم تميمةٌ حينما أنشبت المنيةُ أظفارَها 

ذهبَوا في عِلييِّن وما أدراك ما عليّون ؟؟

منهم من تركَ أطفالاً.. لمّا يتقنُوا نغمةَ الأبوّةِ ، وأمّهاتٍ ثكالى فقدنَ صوابَهن لهولِ الصَّاخةِ !! 

الكلُّ كانَ ينتظر ، لا يريدُ أنْ يصدِّقَ يوماً أنْ يُذبَّحَ الإنسانُ في وطنهِ وبينَ أهلهِ دونَ ذنبٍ أُقترِفَ !!

فَما ضلّوا وَما غووا ، لكنَّ القدرَ كان مشؤوماً..

شاكسَ الإمنيات والآمالَ فكانوا جميعاً وبغدرةِ غادرٍ طعماً لأسماكِ البحرِ وهوامهِ

بعدَ أنْ صلّوا صلاةَ الموتِ على صفوان ..

تلكَ المنصّةِ الملعونةِ ..

فيما دُفن آخرونَ منهم بأرضٍ طالما صلّوا على أديمها شوقاً فاستقبلتهم أمواتاً . .

الأملُ تبخّرَ حينها مع إعلانِ معلقةِ الحُزن بأسمائِهم . . .

علي حسين يوسف

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

 

 

gate.attachment

: علي حسين يوسف