206 ــ خليل عزمي (1309 ــ 1375 هـ / 1891 ــ 1956 م)

خليل عزمي (1309 ــ 1375 هـ / 1891 ــ 1956 م)

قال من قصيدة (العلم الخفاق) وقد ألقاها في الحفل الذي جرى بمناسبة رفع العلم العراقي لأول مرة في كربلاء يوم الخميس (23 محرم 1339هـ الموافق 6 / 10 1920)، وتعيين أول حكومة مستقلة لكربلاء برئاسة السيد محسن أبو طبيخ:

بشراكِ يا (كربلا) قُومي انظري العَلَمَا     على ربوعِكَ خــــــــــفّاقاً ومبتسمَا

وكـفـكـفـي دمـعَـك الهطّـالَ وابـتـهـجـي     فإن بندَ بـــــــــني قحطان قد حكما

هذا هو العلمُ المـحبـــــــــــوبُ فاحتفلي     عليه يا (كربلا) واستنهضي الهِمما (1)

الشاعر

خليل عزمي بن إبراهيم العاني، شاعر وكاتب وصحفي وسياسي، ولد في كربلاء وتخرج من دار المعلمين بغداد.

عمل معلماً في المدارس الابتدائية في كربلاء والنجف، كما عمل في السلك العسكري برتبة ضابط، وتسنّم عدة مناصب إدارية عسكرية ومدنية منها:

مدير ناحية

قائمقام في عدد من المدن العراقية

متصرف (محافظ) لمدن: ديالى والديوانية والموصل.

سكرتير للمجلس الحربي والمجلس المحلي

كان له نشاط سياسي فاعل في ثورة العشرين ضد الاحتلال الإنكليزي وعُدّ من شعراء الثورة وتعرض بسبب نشاطه للاعتقال.

وقد كتب عن ثورة العشرين مجموعة مقالات وخواطر ومشاهدات عاشها يقول من إحداها: (إن التاريخ دل على أن العراقيين مهما بلغ بهم التحزب على مشاعرهم في الخصومات فإنهم عند تعرضهم لاعتداء خارجي سرعان ما يتناسون خصوماتهم حتى يصبحوا كنفس واحدة، لا همّ لهم إلا صد العدوان والذود عن حماهم وكرامتهم وهذا ما حدث أثناء ثورة العشرين..) (2)

وقد تحدث السيد خالص عزمي نجل خليل عزمي عن نشاط والده في هذه الثورة فقال:

(كانت مهمة المرحوم والدي صعبة للغاية، فقد عيّنته قيادة الثورة سكرتيراً للمجلسين الحربي والإداري وكان واجبه أن يتولّى تنظيم الارتباط ما بين قيادة الثورة وجبهات القتال ويعدّ رسائل القيادة ويوجهها بمختلف الطرق والوسائل إلى الجبهات إضافة إلى سكرتارية الإدارة للمناطق المحررة من النواحي الإدارية والمالية والفنية والتنظيمية وكانت رسائله العديدة تكشف عن اطلاع يومي على مجريات الأحداث). (3)

ويصف جميل رمزي أحد الضباط في العهد العثماني والذي عرف بمواقفه الوطنية رفع العلم العراقي لأول مرة في رسالة موجهة إلى تحسين العسكري يقول: (وفي خلال مكوثنا في كربلاء ألف الثوار حكومة مؤقتة هناك.. وقد رفع العلم العراقي أول مرة في كربلاء بمهرجان عظيم جداً وألقى علي البازركان خطبة حماسية وأعقبته أنا أيضاً بخطبة أثرت تأثيراً بالغاً في السامعين وكان الكلام موجهاً إلى العلم العراقي ويذكر الخطبة أكثر الإخوان. وبعد انتهائي ألقى خليل عزمي قصيدة مخاطباً العلم العراقي كان مطلعها:

بشراكِ يا (كربلا) قُومي انظري العَلَمَا     على ربوعِكَ خــــــــــفّاقاً ومبتسمَا

فكان لهذه القصيدة التاريخية التي ألقيت للعلم العراقي المحبوب في أول دقيقة رفرف فيها في سماء العراق، أحسن الوقع) (4)

تأثر عزمي بآراء السيد هبة الدين الشهرستاني الإصلاحية، وكان يعدّه مثله الأعلى في الدعوة إلى الإصلاح والعدالة ومحاربة الفساد.

أما في مجالي الصحافة والأدب فقد نشر شعره في الصحف والمجلات آنذاك وعمل كاتباً ومديراً للتحرير وأصدر جريدة الميزان، وله عدة أعمال أدبية شعرية ونثرية منها:

1 ــ الله والروح

2 ــ السراج الوهاج في إعجاز القرآن

3 ــ تاريخ بني إسرائيل القديم

4 ــ الإدارة أمراضها وأشكالها

5 ــ الأنجم الزهر / ديوان شعر

6 ــ دلال أو المرأة الصالحة / رواية

7 ــ بين الشيعة والسنة

وقد حاز على عدة أوسمة وجوائز مدنية وعسكرية منها: وسام الشجاعة، ووسام الرافدين.

توفي عزمي في بغداد

شعره

قال عنه عبد العزيز سعود البابطين في معجمه: (شاعر مناسبات مع نزعة وطنية قومية اقترنت بمواقف عملية في مجالي الجهاد والإبداع. يعالج موضوعات مألوفة، خاصة الإخوانيات الشعرية والمراسلات بينه وبين أصدقائه، مثل الإشادة بصفات صديق، ومعاتبة آخر، ووصف تقلب سجايا البشر. وله قصائد في التعبير عن القضايا المعاصرة، منها ما يتأسى فيه على فلسطين، ومنها ما يحيي فيه أول علم عربي رفع في دار متصرف الثورة. وله نماذج في التشطير والتخميس، خاصة مع الفاروق الموصلي)

قال من قصيدته (العلم الخفاق):

شعبٌ تفانى وراءَ الحقّ مُـــــبتغياً      نيلَ الكرامةِ جارَ الغربُ أو ظـلما

ظلمٌ وجورٌ أبتْ أرواحُـــــنا شمماً     أن تــسـتـكينَ لمن لم يرْعَـها ذِمما

لله درُّ بني قومـــــي الضَّيـاغمِ ما     أشدَّهمْ بوطيسِ الحربِ حـين حمى

ما من زعــــيـمٍ بـهـم إلا له صفةٌ     تـــرى به المجدَ والأنجـادَ والكرما

تراهُ في الحربِ ضَحّاكاً ومبتسماً     والسيفُ ما زالَ يبكي من يديهِ دَما

قد حاز بالذّبِّ عن أوطـانِهِ قـدمـاً      لا أخَّـرَ اللهُ فـي حــــربٍ لـه قـَدمـا

.........................................................

1 ــ الثورة العراقية الكبرى للسيد عبد الرزاق الحسني ص 280 / كربلاء في الذاكرة ص 50، وتراث كربلاء ص 401 للسيد سلمان هادي آل طعمة ص 50 / شيعة العراق وبناء الوطن لمحمد جواد مالك ج 1 ص 490

2 ــ ثورة العشرين في عامها التسعين..اندلعت من الرميثة وانتشر لهيبها ليشمل العراق كله ــ ملاحق المدى بتاريخ 27 / 6 / 2010

3 ــ ذاكرة عراقية، ثورة العشرين ومدفع الرارنجية وكتب الثورة ــ موقع ملاحق المدى بتاريخ 25 / 5 / 2016

4 ــ نفس المصدر

كما ترجم له وكتب عنه:

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 1 ص 216

خير الدين الزركلي / الأعلام / ج 2 ص 320

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 1 ص 424

حميد المطبعي / أعلام العراق في القرن العشرين ج 2 ص 74

الأستاذ عبد الرحيم محمد علي ــ خليل عزمي الأديب الإداري المجاهد

gate.attachment

كاتب : محمد طاهر الصفار