السيد الصافي يطالب المسؤولين بالنظر الى أصحاب العقود المؤقتة من أجل توظيفهم، ويرجو المرشحين لمجلس النواب بالوقوف مع أنفسهم وإجابتها حول إمكانية تحمل هذه المسؤولية الكبيرة

تناول ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 12 جمادي الاول 1435هـ الموافق 14/3/2014م استهلها بما يلي: الأمر الاول: هناك مجموعة كبيرة يُعتد بعددها من الاخوة الذين توظفوا في كثير من وزارات ومؤسسات الدولة، لكنهم الى الان بعقود مؤقتة، واعتقد من حق هؤلاء على الدولة ومؤسساتها ان تنظر بتوظيفهم بشكل يجعلهم يطمئنون، خصوصاً وإن هذه الاعداد هي اعداد تمتلك كفاءات معينة ومحددة، وأيضاً لهم الحق ان يساهموا في بناء مؤسسات الدولة بالشكل الذي يجعلهم يشعرون بالانتماء الحقيقي لهذه الوزارة او تلك، وهذا واقعاً يتحقق بالتفات الاخوة المسؤولين لهم من اجل توظيفهم، وهذه حالة في كل سنة يطمحون ان يُنظر بهم، لكن يبدو ان المساحة لا زالت واسعة لهذه الاعداد ورغبتهم الى الان في بعض المؤسسات لم تتحقق ..نرجو ايضاً ان يهتم المسؤول بهم لأنهم يشعرون بالحيف من هذه المسألة ويشعر ايضاً بالقلق في أي لحظة قد يطرد من الدائرة التي هو فيها بسبب عدم وجود ملاك او هذا ما يعبر عنه.. رجاءً من الاخوة ان يفكروا جدياً في استيعاب هؤلاء على نحو تثبيتهم او توظيفهم بحسب المساحة المسموح بها .. الأمر الثاني : طبعاً في الوقت الذي ذكرنا ما يتعلق بالانتخابات ونشجع على اجراء الانتخابات، ونشد على أيادي الناس للانتخابات ونسعى للانتخابات ولتحصيل بطاقة الناخب.. لكن في نفس الوقت نريد التحدث مع الاخوة الذين رشحوا انفسهم الى موقع لعله من المواقع الخطرة، وهو مجلس النواب.. طبعاً انا اتكلم عن مؤسسة ُتنشئ وتُهيئ سياسة الدولة وتعد العصب الاول التشريعي الذي يفترض ان ينهض بهذه المسؤولية الكبيرة. فهل الاخوة الذين رشّحوا انفسهم سواء من الموجودين حالياً او من الاخوة الجُدد للدورة القادمة، هم بمستوى تحمّل هذه المسؤولية؟ وهي نيابتهم عن مجموعة من الناس وهو اشبه بالتعاقد الضمني والتخويل والنيابة في الحفاظ على مصالح البلد بالدرجة الاساس، وتوفير الخدمات والمحافظة على سيادة وسمعة وثروات البلد، والمحافظة على التكوين الاجتماعي للبلد. بعض الاخوة ممن نسمع انسان طيب القلب وانسان لا غبار عليه كشخص، لكنه غير قادر على النهوض بالمسؤولية فهي ليست نزهة فهذا تاريخ، والانسان اذا لم يؤدي المهمة بشكل واضح وصادق سيشطب على نفسه وتاريخه.. قد الانسان المرشح يرى تواضع الاداء عند بعض النواب فيعتقد ان المسألة هي هكذا، فيقارن نفسه مع ذاك، فيقول لعلّي افضل منه فأدلو بدلوي .. المسألة ليست هكذا طبعاً هذا اشتباه، فهذا تاريخ وهذا الانسان في فورة العمل لا يلتفت، لكن سرعان ما يسجل التاريخ على كل انسان دخل في هذا المجلس الموقر من اجل ان يرسم سياسة مهمة للبلد.. نعم الانسان قد يرى من نفسه انه قادر لكن هذا لوحده غير كافي ..لابد ان يعلم ان العمل هناك غير العمل في خارجه .. انت تنتقد الان الكثير من الاشياء، لكن من ادراك اذا جلست تحت القبة كيف ستكون وتتعامل مع هذه الاشياء؟ بعضهم يحاول ان يستشير البعض فيعطيه نصيحة، لكنها وفي بعض المرات تكون غير محضة بشكل خالص لهذا المسكين الذي استنصحهم .. فقد يكون الناصح لك منتفع منك ويريد ان يحصل على مكاسب من خلالك. هو يعلم بينه وبين نفسه لو خلا انك غير جدير، لكن لأنه لا يحرم نفسه من بعض الامور التي تحصل من اجلك يدفعك بهذا الاتجاه.. لا تأخذ النصيحة من مستوى ادنى منك ولا تستشر من هو ادنى منك .. استشر من هو افضل واقدر، والنصيحة لابد ان تكون بموضوعية وتجرّد.. والا الانسان عنده تاريخ نظيف وعنده خدمات جليلة ممكن خارج اطار المجلس ينفع اكثر، لكن داخل المجلس قد لا يستطيع ان ينفع .. هل عندك قدرة ايها المرشح ان تغيّر قناعات شخص او شخصين قد يتحكمون في الكتلة وعندك قدرة على ان تجعل هيبة البلد هو مجلس النواب او لا ؟! هل تستطيع ان تغير هذا الاداء المتواضع في بعض الاحيان؟ اما الانسان يقحم نفسه ويتصور ان المسألة سهلة هذا اشتباه بل اكثر من ذلك الذي صوّر المسألة سهلة وهو الاداء لبعض النواب الذين سهلّوا المسألة، عندما يخرج ويتكلم بلا ضوابط وبلا ثوابت ويعيب هذا ويتكلم على هذا ويترك مصلحة البلد خلف ظهره وكأنه جاء لحفنة من المكاسب والمصالح الشخصية. وقطعاً مجلس النواب ليس بهذه الكيفية .. المجلس عبارة عن قوة تشريعية رقابية مهمة، والانسان عندما يمنح الثقة لابد ان يحافظ على هذه الثقة الى نهاية الدورة بل لابد ان يحاسب نفسه يومياً على ادائه.. ويحتاج الى ملكات اخرى اقوى ويحتاج الى وعي سياسي واداري ورقابي كبير، ويحتاج الى فهم ما يدور حتى يكون قبول القرار أو رفضه ناشئ عن راحة ضمير.. انت عندما ترفع يدك في المجلس وتقول هم قالوا لي ارفع يدك وانا لم اعرف شيء اصلا ً!! هذا غير مبرئ وغير صحيح .. انت امين على مصالح الناس ..هل انت تستطيع ان تؤدي هذه الامانة ام لا ؟؟!! هذا السؤال البسيط الذي انت تسأله لنفسك.. بيننا وبين الانتخابات مسافة اذا لم تستطيع تنحّى وهذه جرأة وشجاعة حقيقية منك ان تتراجع واذا كنت تستطيع ايضاً تحت قبة البرلمان لابد ان تبقى على هذه الوتيرة الى نهاية الدورة .. متى ما شعرت انك بدأت تتعرض لضغوط عليك ان تكون شجاعاً وتسحب نفسك .. فهذه ليست مسألة لعبة ونزهة فهذه امانة وهذه الامانة لابد ان تكون انت بمستوى الحفاظ على هذه الامانة ..الذين رشحّوا لابد ان يقفوا مع انفسهم وقفة مقتدر على اداء هذه المهمة ام لا والجواب والموقف يحدده جواب المرشح نفسه .. الأمر الثالث : في البلد ازمات كثيرة بدأت توتر الناس وتجعلهم امام حالة من الاحتقان، فتجد الفرد متوترا لأنه سمع خبراً، الكيانات السياسية والاخوة المسؤولون ارجوا ان يكونوا آباءً في معالجة المواقف، ومعنى الانسان ان يكون اباً ان يتحمل الاخرين.. والاخر يعيش حالة الابوة وان يتحمل أيضا، فليس من الصحيح ان نشغل انفسنا بألفاظ وكلمات ونترك مصالح البلد، وهذه الازمات نحن بيننا وبين الانتخابات مسافة قصيرة والناس لابد ان تأتي الى الانتخابات بروحية جديدة. وانت تأتي الى الانتخابات بحالة من التفاؤل والامل والثقة بان هناك حالة تتغير نحو الافضل. اقول الاخوة المسؤولون الاعزاء في كل الكيانات كونوا اباءً بمعنى الكلمة والذي يكون اب يتحمل من اجل ان يتجاوز هذا البلد الازمات ولا يوتّر بعضنا بعضاً ولا يشنّج بعضنا بعضاً والبلد ما عاد يتحمل والناس ما عادت تتحمل، اجعلوا الناس تتفاءل بوضع ان شاء الله يكون افضل وأحسن.

gate.attachment