لقد أحرقوا ...

أرى ضـلـعَـهـا يـهـتـزُّ شـبَّـاكَ أحـــلامِ      وما الحلمُ إلا ذلكَ الــطــائــرُ الـدامي

يـنـادي رســولَ اللهِ حـلَّـقـتُ شــائــقــاً      عـلـى فـدكٍ لـــكـــنْ بـلا روحِ إقــدامِ

أحـاولُ إهـبـاطَ الـجـنـاحـيـن عـنــدهــا      لـتـفـديـكـهـا مـن بـعـد سـطوٍ وإرغامِ

فـأذكـرُ كـسـرَ الـضـلـعِ مـنـعـاً لـحـقِّها      يطيرُ جناحي عن حـقـوقـي بـأوهامِي

أرى بـيـتَـهـا قـدسـاً وقـد أحـرقـوا بــه      قـداسـةَ وحـيٍ خـوفَ وعــيٍ وإلـهــامِ

فأدركُ كيفَ القدس صـارتْ هـيـاكــلاً      وسحقُ عظامي قد غدا أمرَها السامي

لـقـد أحـرقـوا الأقـصـى لإحراقِ بيتها      ومـا زلـتُ لـلـحـرقـيـنِ مشعرَ إضرامِ

إذا ذهـــبـــتْ مـنـا قــداســةُ فـــاطـــمٍ      فـكـلُّ قـداسـاتٍ لـنـا مــا لـهـا حــامــي

أرى، وأرى يا لـيتَ أعـمـايَ حـاضـرٌ      تـوكـأتُ إبـصـاري عـصا بعد إبكامي

فما نفعُ إبصاري ومـسـمـارُ ضـلـعِـها      يـقـولُ الـعـصـا هـشَّـتْ لطرفي لإعتامِ

سـلام عـلـى الـحـقِّ الـمـسـلِّـبِ حـينما      يـطـاولُ فـي الـتـبـريـرِ فـقـهـاً بـأحـكامِ

سلامٌ على الـتفديكِ إن صارَ قـاصـراً      ومـا دونـه زوراً لـغـصـبٍ غـدا نـامـي

سلامٌ على الأقـصـى كـوقـفٍ مـفـرَّطٍ      بـه حـيـن يـنـسـى فـي سـلافـةِ أعـــوامِ

وألـفُ سـلامٍ فــاطـــمـيٍّ لـطــالــــبٍ      بـهـا فـوقَ حـقِّ الأرضِ فـي حقلِ ألـغامِ

فـذا طـالـبٌ عـرشَ الـسـماءِ لـخـدنِـهِ      وألـفَ مـــنـــامٍ طـــالــــبٍ كـهـفَ نُـوَّامِ

ولا كـهـفَ لـلـقـومِ الـعـراةِ وحـقُّـهــم      يُـعـرَّى وهـم خــــدنُ الـزنـاةِ كـأرقـــامِ

إذا مـا هـوى رقــم تــضـاجـعَ دونَــه      لهم رقمٌ أعلى .. ويـحـنــى إلـى الـهــامِ

وما قـامَ مـنـهـم بـعـد غـصـبِ تـراثه      إمـامٌ غــويٌّ إذ يــصــلِّـــي بــــلا قـــامِ

وميراثُ بنتِ المصطفى صار نهبهم      تــوكَّـأهـم فـي مـنـبـرِ الــــلاءِ والــــلامِ

بـهـا رفـضـوا مـيـراثَ طـه وأمَّـنـوا      بـهـا نـعـمـاً لــلــغــاصــبــيــنِ بــإنـعـامِ

ومـا بـيـن لاءِ الـحـقِّ وهـوَ مــؤكــدٌ      وبـيـن مـطـايـا أُركــبــتْ نـعـم الــرامي

أصـابـتْ سـهـامُ الـغـاصـبـين ترابَنا      وهـم مـن نـصـيـبِ الـغـصبِ ذُلٌّ بإسهامِ

سلمان عبد الحسين

pièces jointes

: سلمان عبد الحسين