315 ــ عبد المحسن الكاظمي: (1282 ـــ 1354 هـ / 1865 ــ 1935 م)

عبد المحسن الكاظمي: (1282 ـــ 1354 هـ / 1865 ــ 1935 م)

قال من قصيدة (خطب ألم) وتبلغ (170) بيتاَ:

قـلـمون أختكِ (كربلا)     رأتِ المصابَ الأعظما

رأت الحسين مضرّجاً     بـدم الـوَريـد مـحـطّــمـا

رأت الحسين وَصحبه     يَقضونَ في الوادي ظما (1)

الشاعر

الشيخ أبو المكارم عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن بن محمد بن صالح بن علي بن الهادي النخعي، (2) يتصل بنسبه من جهة الأب بمالك الأشتر النخعي (رضوان الله عليه) صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام)، أما أمه فهي السيدة العلوية إبنة السيد مهدي الزركش الملقب بـ البير ويتصل نسبها الشريف بشاعر الطالبيين الشريف الرضي (3) فورث الكاظمي عنه ملامح من شعره وأخلاقه وإبائه.

يقول الشيخ مصطفى عبد الرازق ــ أستاذ الفلسفة الإسلامية بالجامعة المصرية ووزير الأوقاف المصرية سابقا ــ (كان السيد عبد المحسن الكاظمي شاعراً بفطرته، وبنوع من الوراثة، فقد رُوي عنه أن نسبه من جهة الأم يتصل بالشريف الرضي، وكانت عنده من الشريف الرضي ملامح في شعره وفي أخلاقه...) (4)

ولد الكاظمي في مدينة الكاظمية المقدسة في محلة التل على مقربة من مرقد الإمامين الجوادين (عليهما السلام)، وكانت أسرته من الأسر الميسورة التي عرفت بالمجد والغنى فكان جده الأكبر الحاج محسن من كبار التجار ويلقب بـ (البوست فروش) ــ أي بائع الجلود ــ وكان يؤمه الفقراء يلتمسون معروفه وهو أول من سكن الكاظمية (5)

ثم خلفه في مكانه الحاج علي ــ جد الكاظمي ــ ولكن هذه الأسرة ما لبثت أن اضطربت أمورها المادية فعوّضت التجارة والغنى بالأدب والعلم فنهض بها أفذاذ العلماء والأدباء.

فقد أنجب الحاج محمد ابن الحاج علي ثلاثة أولاد هم الشيخ محمد حسين الذي كان من مؤسسي النهضة الأدبية في مدينة الكاظمية، والشيخ أحمد الذي كان شاعراً مطبوعاً ملمّاً بأشعار العرب، يقول الشيخ محمد حسن آل ياسين: حدثنا أستاذه الشيخ محمد رضا أسد الله الكاظمي: (إن الشيخ أحمد كان يحفظ ديوان الحماسة كله وشعر أخيه عبد المحسن وجل أشعار العرب) (6)

أما ثالث أولاد الحاج محمد فهو عبد المحسن الكاظمي شاعر العرب والارتجال الذي فاق أخويه علماً وأدباً.

درج عبد المحسن بين بيئات الأدب وحلقات الأدباء ودرس العلوم الإسلامية كما اطلع على الآداب الفارسية، وقد استفاد الكاظمي من خزائن مكتبات الكاظمية فنهل من كتاب الجمهرة والعين كما استوعب الكثير من كتب اللغة فنشأ شاعراً مجيداً ولغوياً كبيراً.  

نزح الكاظمي عن بغداد بعد مطاردة المحتلين له وبعد أن اضطر أحد أصدقائه إلى رمي جميع ما أنتجه من شعر في نهر دجلة خشية وقوع الشاعر تحت طائلة السلطات، فغادر العراق إلى الهند ثم استقر به المقام في مصر وقد عرفته مصر شاعراً جزل التعبير مبتكر الأسلوب سريع البديهة عبقري الارتجال كما عرفته مثالاً لحسن الخلق أبياً عفيفاً يفصح شعره عن شرفه العريق ونسبه الرفيع:

لو على قدرِ همتي واعـتزامي      صالَ نطقي بلغتُ كلَّ مرامي

هـمّـة تـرهـقُ الـنـجـومَ وعزمٌ      ضـاربٌ فـي الـجـبالِ والآكامِ

وإبائي يرى من الضيمِ أن يحـ     ـمـلَ فـي الـدهـرِ مـنًّـة للغمامِ (7)

يقول روفائيل بطي متحدثاً عن بعض مراحل حياة الكاظمي ورحلته مع العلم والشعر: (روى في شيخوخته للصحفي المصري طاهر الطناحي عن حياته ما خلاصته: أخذني أهلي في طفولتي إلى كتاب فقيهة في البلد، انتقلت من عندها إلى معلم إيراني يعلمني الفارسية، لأن أبي تاجر، ولتجار العراق صلات وثقى بإيران والأفغان والهند، والمكاتبة التجارية بهذا اللسان، فدرست عنده ستة أشهر حتى إذا ترك مهنته قصدت إلى مدرس عربي، لم أثابر على التعلم عنده طويلا، وقادني ولعي بالقراءة إلى تطلب المخطوطات العربية والفارسية وتصفحها، وكانت من حولي في الكاظمية كثيرة.

ثم يقول بطي: (أما كيف هوى العلم والأدب، وأبوه يتعاطى التجارة، فيقول إنه رأى تكريماً عظيماً لرجل في مجلس جده فسال من يكون؟ فأجيب بأنه عالم، فعلقت نفسه بالعلم والأدب، ومال عن تجارة أبيه، وقد أعانه أخوه محمد حسين على المسلك الأدبي، وكان أخوه يقول الشعر، وأكثر ما انساق إلى كتب الأدب. وأخذ يعب من المعين الأدبي، يقرأ ويحفظ الأشعار التي يستملحها، في غفلة من أقاربه، حتى فضحته مطارحة شعرية مع أخيه وزملاء له، وقد بدأ يقول الشعر في السادسة عشرة من سنيه.

ولم يفد مع الفتى الموهوب إغراء أبيه بالتجارة، ولا أفلح صرفه إياه عن تعاطي صناعة لا سوق لها، ثم عالج زمنا الزراعة بوحي البيئة أيضا، فالقوم كانوا منشغلين في ذلك العهد بالزراعة، وقليل منهم بالتجارة حتى إذا باء بالفشل تاجراً ومزارعاً انكفا إلى كتبه ودفاتره. وانكب على القراءة والكتابة والنظم. وهيأت له الأيام شاعراً كبيراً انتجع الكاظمية مستروحاً، هو السيد إبراهيم الطباطبائي النجفي، فتتلمذ عليه وأخذ عنه وحاكاه في سرعة البديهة.

بهذا الهوس انهمك عبد المحسن في حفظ الشعر العربي القديم، وأسعفته حافظته فوعى أكثر من اثني عشر ألف بيت من مختار القصيد، وكانت تؤاتيه ذاكرته أيضاً، فبرز راوية يشار إليه بالبنان، حتى غدت له سليقة في محاكاة الفحول من الشعراء الذين حفظ آثارهم، بل كان يذكر ويروي قصائده ومعظمها من المطولات، بينها ذات المئين، مع أن بعض كبار الشعراء، لم يكن يحفظ قصيدته الواحدة بتمامها. فما بلغ العشرين ربيعا إلّا وقد احتل في ديوان الأدب مكاناً ملحوظاً.

ولما وفد على العراق السيد جمال الدين الأفغاني منفياً من إيران تعرف الشاعر الفتى بجمال الدين ولازمه، وأخذ عنه طرفاً من العلوم، وتوجيهاً في التفكير، واعتنق مبادئه. ثم نفي الأفغاني من العراق، ولاحقت النقمة من كان يلوذ به من شباب الجيل، فتحرج موقف الكاظمي، فتناولته عيون السلطة، وضايقته السعاية والكيد حتى بين ذوي قرباه. ولو لم يتداركه قائد عسكري شهم هو رجب باشا لأصابه المكروه.

وفقد في أيام المحنة وهو يشاغل الأرصاد والمتعقبين رزمة من كتب وأوراق فيها شعره وكتاباته رماها في النهر صديق أشفق عليه من يد الجند واعتزم الهجرة. ولئلا يقع في الفخ لاذ بالقنصلية الإيرانية ببغداد، ولبيته فيها شأن مرموق، إذ كان أحد أجداده يتاجر بالجلود في إيران فسمي بالفارسية بوست فروش ولصق هذا اللقب بأسرته دهراً طويلاً. ومن هذا المخبأ تسلل إلى البصرة وجنح إلى أبو شير حيث صرف أشهراً، ثم عاد إلى بغداد اعتماداً على تحسين صديق بزوال المانع، فلم يصدق فاله. فرحل ثانية إلى إيران عام 1897، وشخص إلى الهند وتوجه إلى مصر على أن يبرحها إلى إسطنبول، ثم يرجع إلى مسقط رأسه. وفي مصر مرض فقعد عن السفر، وكتب له أن يتوطنها إلى غاية العمر، وقد ضعف بصره، وكاد أن يفقده في أخريات أيامه.

قدم عبد المحسن الكاظمي مصر أديباً مكتمل الأداة، وشاعراً جيد النظم. في شعره رصانة، وفي بداهته مثار إعجاب وإكبار، وتنسم في ظلال مصر نسيم حرية في الجو الفكري، ومجالاً للقول الصريح، وصحائف تنطق بالكلمة الحرة فيدوِّي صداها في المجتمع ومن مصر اتصل اتصالاً وثيقاً بالشيخ محمد عبده وقد كانت حياته في مصر حياة ضيق مالي شديد.

ورغماً عن ذلك فإن منزلته الاجتماعية لم يمسها إعوازه المال فشارك في المساعي للدعاية العربية وأرسل القوافي وأنشد القصائد هز بها المحافل، وكانت حياته على ضفاف النيل ترضى طموحه الأدبي.

ومن بدء إذاعة الصحف المصرية شعره استحسنه الناس واستجاده الأدباء وأفسح لقائله مجال الاتصال بأعيان البيان، فانعقدت أواصر الصداقة بينه وبين البارودي وصبري وحافظ ومطران، وهم في الرعيل الأول بين فرسان البلاغة، كما أن بين كبار الأدباء المصريين من أعجب به وأفاد منه كثيراً في مقدمتهم مصطفى صادق الرافعي، وإن مزاياه الشعرية بميزان ذلك الطور رفعته إلى مقام عال فعدوه في الطبقة الأولى بين الشعراء، ومما يؤثر أن أدباء العراق لم يكونوا يرون له هذا الفضل الكبير، كما أثبت هذه الملاحظة الأفاضل العامليون الثلاثة الذين جمعوا المختار من شعره عشرة شعراء عراقيين، وطبعوه في صيدا بعنوان العراقيات ولكن هذا لم يحل دون اتساع شهرة الكاظمي في مضمار الشعر الرصين ونعته بشاعر العرب وأن يظل قرابة خمسين سنة ينشد الجزل الرقيق فيحظى بالسيرورة في العالم العربي، ويتناقل شعره الرواة مستجيدين، ويعده المصريون ترجمان العروبة الصادق، ويهول المتصفح لفيض طبعه ودعوته الصارخة هذا الأمد الطويل إلى احياء مجد العرب، واستجلاء ألواح تاريخهم المجيد.

تزوج عام 1915 فتاة مصرية، وهي عائشة محمود التونسي، وأنجب منها بنين وبنات، لم يعيشوا إلا أياما، فما خلف غير بنت هي السيدة رباب، التي كان يحبها حباً جمّاً، وقال فيها شعراً رقيقاً، تغزل بها صبية تغزلاً معجباً نمَّ عمَّا تشغله من قلبه الثاكل.

وكانت خاتمة حياته في مصر الجديدة من ضواحي القاهرة يوم الخميس في 2 مايو سنة 1935 ودفن فيها، وانتبهت حكومة العراق بعد حين، قررت أن تكرم شاعر الشطين بعد أن غيبته الصفائح، فشيدت له ضريحاً لائقاً في مقبرة الإمام الشافعي في العاصمة المصرية، نقلت رفاته إليه في حفل يوم 1 مايو سنة 1947.

والمزية التي تفرد بها، بحيث سبق الأنداد والنظراء، هي طول النفس في الشعر، والارتجال على البداهة. لا يقف عند ارتجال البيتين أو الأبيات الأربعة، بل يتجاوز إلى العشرات بل المئات، وقد سجل له تاريخ الحركة الأدبية في هذا الميدان تفوقاً مميزاً.

واختص بطريقة في تغنّيه بشعره تغنّياً بدوياً، وقد أخذ عنه حافظ إبراهيم هذا التغنّي بمنظومه.

أما شعره وقيمته الفنية فتعلو على الأكثر من ناحية الأسلوب الجزل وروعة الديباجة ومكان الابداع في صدق لهجته وانطباعه على القول.

وأكثر نظمه من وحي الساعة. ومن جماع ظروفه ونشأته وثقافته العربية تولدت عنده هذه الخصائص، فمشى على غرار قدماء الشعراء الذين اكتنزت حافظته روائعهم. فاحتذاهم في الطراز، ولم يقلدهم في معانيهم، وإن تميزت ألفاظهم وتعابيرهم في نسج قصائده، فذلك محصوله من اللغة وفصيح العبارة.

ولكنه لم يكن يتقعر أو يغرب في التلفظ أو التصوير. وعبد المحسن وإن لم يحلق بعيداَ في أجواز الشعر فهو لم يسف أيضا إلى درك الابتذال.

ويظهر أنه قد عالج التأليف في فجر شبابه، فألف كتاب البيان الصادق في كشف الحقائق في وصف بعض أدواء المجتمع. وكتاب تنبيه الغافلين وليسا موجودين الآن، ولعلهما من جملة ما فقد من آثاره أوقات الحرج قبل أن يغادر وطنه الأول. وقد طبع له بعد وفاته ديوان كبير) (8)

وقال عنه بطي أيضاً: (شاعر كبير يُعدونه في مصر في الطبقة الأولى بين الشعراء المُعاصرين، وينكرون عليه ذلك في العراق، هجر العراق وطنه قبل سنوات، وحلَّ القُطر المصري، فاستفاد فائدة كُبرى من وجوده في بيئة سما فيها قدر الأدب، وانتعش روح العلم، فتسنَّى له أن يطَّلع على الحركة الفكرية، والنَّهضة العِلمية هناك من جهة، وعرَف له أُدباءُ النِّيل منزلتَه فبعُد صِيته، وسارت شهرته إلى أطراف العالم العربيِّ من جهةٍ ثانية، وهو اليوم شاعر الاستقلال، ينظم القصائد الاستنهاضية لحزب الاتحاد السوري الذي مركزه القاهرة، وعضو في جمعية «الرَّابطة الشرقية» فيها.

وقد عُرِفَ شعره بالجودة والمتانة وحُسن السبك ورصانة القافية، لا يسبق صاحبه سابق في طول النفس وخفة البحر، يتغنَّى الكاظمي في شعره تغنيًا بدويًّا، وقد أخذ عنه ذلك حافظ بك إبراهيم شاعر مصر.

والشيخ الكاظمي على جانبٍ عظيمٍ من الأخلاق الفاضلة والمزايا الشريفة، ذو إباءٍ شديد، وهو آية في بداهة الخاطر، يرتجل في مجلسٍ واحدٍ القصيدةَ التي تبلغ المائة والمائتي بيتٍ من غير أن يَظهر عليه أثر الكلفة، وقد روى عنه سليم سركيس الصحافي المُتفنن المشهور في مجلته قال: نظم الدكتور إبراهيم شدودي قصيدة في مدح الأستاذ الكاظمي في الحفلة التي عُقدت لتكريمه، فما انتهى الدكتور من تلاوتها حتى أجابه المُحتفَل به بقصيدةٍ ارتجاليةٍ من نفس البحر، فكان ينظم وأنا أكتب والإخوان يُعجَبون بسرعة خاطره.

وينتقد بعضهم نفس البداوة في شِعْر الكاظمي، ولا جُناح عليه في ذلك لأنَّه تعلَّم الشعر في العراق على النَّمط القديم؛ فركز هذا الأسلوب في طبعه) (9)

عُرف الكاظمي بارتجاله الشعر في غاية الروعة والإجادة وحسن التركيب، وشعره المرتجل مهما طال وكثر فهو يتدفق حلاوة وسلاسة، فكان يرتجل ما يربو على مائة البيت.

يقول الدكتور مصطفى عبد الرازق: (والكاظمي آية في ارتجال الشعر الجيد، يأتي فيه بالعجب العجاب، رأيناه يحضر الحفل العام أو المجلس الخاص وتطرؤ مناسبة يدعى لأن ينشد فيه شعرا، فما هو إلا أن يطرق إطراقة تسكن أطرافه فيها لحظة ثم يأخذ في الانشاد، فلا تلمح أثر الارتجال في تلك القصائد الطوال المجودة، ولا تلمح أثرا للتكلف والجهد في ذلك الشاعر العربي الذي يفيض شعره عن بديهة وارتجال وكأنه إلمام..) (10)

وقال عباس محمود العقاد: (ارتجاله معصوم من الاسفاف) (11)

ويقول عز الدين آل ياسين الذي كان طالباً في القاهرة وقت وجود الكاظمي فيها: (إن الكاظمي دعي مرة إلى حفل أقيم في مصر حيث قدمه عريف الحفل لإلقاء قصيدة فما كان الا ارتجال قصيدة غراء عصماء، جاوزت أبياتها مئة بيت وبيت، بين دهشة واستغراب حضور ذلك الحفل الحاشد. من الذين أبدوا قدرة ارتجال الكاظمي، وعباس محمود العقاد، وعبد القادر المغربي، وحليم سركس، وأسعد داغر، وكمال إبراهيم، ومحمد مهدي البصير، وأحمد الصافي النجفي، وآخرون) (12)

ويقول عنه آل ياسين أيضاً: (كان يملي شعره عن طبع وأُفق، ووحي حاضر وبديهة مستعدة وروح قوية وقريحة متحفّزة وله في الشعر نفس طويل يعود إلى كثرة ما كان مختزناً في حافظته من شعر العرب) (13) وقيل إن هذه الحافظة تربو على أثني عشر ألف بيت من الشعر القديم (14)

ويقول عنه محمد مهدي الجواهري: (إن أهم الميزات التي تتجلّى في حياة الكاظمي وفي شعره أيضاً ــ وهو صورة صادقة عن حياته ــ كونه مرآة صافية لجيله ومجتمعه، وعلى غير هذا القياس يصعب في رأيي المقارنة بينه وبين شعراء العراق الآخرين حتى من الذين عاصروه كالزهاوي والرصافي والشبيبي والشرقي وهنالك ميزة ثانية هو كون شعر الكاظمي ذخيرة من ذخائر اللغة العربية النقية ومفرداتها الجميلة) (15)

ونرى هذه اللغة النقية مع صدق العاطفة وقوة السبك تتجلى في كل شعره يقول:

أجـيـرانـنـا بـمـغـانــي الـحـمى      ومن أين مني جيرانيه

سروا يخبطون الدجى والحشا      على أثرِ آثارِهم سارية

أمـامـهـمُ الـقـلـبُ جــارٌ لـهـــم      وعـيـنايَ خلفهمُ جاريه (16)

كما يدل شعره على إجادته لمختلف أغراض الشعر وهذه الأبيات في الرثاء:

صـروفُ الـدهـرِ أهـونُـهـا أشـدُّ      إذا نـزلَ القضاءُ فلا مردُّ

أجـلُّ الـرزءِ مـا تـركَ الـبـرايــا     تروحُ على مرارتِه وتغدو

وأدهى الخطبِ ما جلبَ الرزايا      ولم يحسس له برقٌ ورعدُ (17)

وهذه في الدهر:

أرأيـتَ كـيـفَ الدهرُ ينتقلُ      بالـمـالـكـينَ وكـيفَ يقتبلُ

ما الدهرُ الاّ دولةً خضعتْ      لقضائِها الأمـلاكُ والدولُ

ما شاءَ أو شاءتْ رغـائـبُه     لا ما تشاءُ البيضُ والأسُلُ (18)

يقول عنه الدكتور مصطفى جواد: (إنّ قصيدته التي مطلعها:

إلى كم نُجيلُ الطرْف والدارُ بلقعُ     أما شغلت عينيك بالجزْعِ أدمعُ (19)

تصلح لأن تكون (المعلقة الثامنة) في أسلوبها وفصاحتها وطرازها البدوي وصحّة معانيها وقوّة مبانيها) (20)

وصدق مصطفى جواد فقد جمعت هذه القصيدة من معاني البلاغة ما يجعلها أعجوبة في وقتها وهي قصيدة طويلة يقول الكاظمي فيها:

أأنـت مـعـيـري عـبـرةً كـلّـمـا دنـــتْ     يـحـفّـزُهـا برجُ الغرامِ فـتـسـرعُ

وهل عُريتْ أرضٌ كـسـوتَ أديـمَـهـا     بماءِ شؤوني فهيَ زهراءُ مُمرعُ

فـمِـن حـرِّ أنـفاسي وفيضِ محاجري     مصيفٌ تراءى في ثراها ومربعُ

ألمْ ترَ جرعاءَ الحِمى كيفَ روّضتْ     وسـالَ بـمـحـمـرِّ الـشـقائقِ أجرعُ

فـهـاتيكَ من دمعي وهاذاكَ من دمي     فـلـلعينِ ذا مبكى ولـلـقلبِ مجزعُ

وكتب الشاعر أحمد شوقي عن الكاظمي قائلا: (ضيف عظيم، ونزل كريم، أما شعره فهو حكمة أبي الطيب، ونسيب الوليد، وتشبيب ابن أبي ربيعة وحنين ابن زريق) (21)

ورغم شاعرية شوقي إلا أنه كان: (يتخوف من الكاظمي ويحاذر من اتساع أمره، وقد انكشف هذا الموقف حين مانع تخصيص مرتب بسيط لزميله الكاظمي من خزانة الأوقاف التي هي خزانة الخديوي) (22)

وقد قرنه الأديب المصري توفيق البكري بالشريف الرضي ومهيار الديلمي فقال: (الكاظمي ثالث اثنين: الشريف الرضي، ومهيار الديلمي). (23)

وقال الأستاذ عجاج نويهض: (شعر الكاظمي جزء حيوي من تراث النضال العربيُ، هو شعر كالذهب لا يفقد قيمته أبداً على اختلاف الأيام). (24)

(فالكاظمي يعد من شعراء القومية العربية والقضية الاستقلالية. وأما النبع الذي يفيض على سعره الوطني بالقوة فهو المبدأ القويم الراسخ. والكاظمي كان منفرداً بين شعراء العرب والمعاصرين في القدرة على نظم المطولات ارتجالاً. وأما أخلاقه الشخصية فالفضيلة بكل معانيها، ولعل الإباء وعفة النفس هي أقوى أخلاقه وهي من أقوى أسباب بؤسه وشقائه في حياته) (25)

وقال محمد رشيد رضا: (ولقد وافى هذه البلاد رجل فاضل جدير بلقب (الأديب) وقلَّ الجدير به في العصر، ألا وهو الشيخ أبو المكارم عبد المحسن الكاظمي (نسبة إلى الكاظمية بلدة في ضواحي بغداد) لقيناه فلقينا الأدب الصحيح والأخلاق الحسنة من الشاعر المفلق، العذب المنطق، الذي ناهز المقدمين، وخاطر المقرمين، ومن السجايا الفاضلة الظاهرة فيه الإباء وعزة النفس، حتى إنك لا تشعر في أول عهدك به بما عنده من لطف المعاشرة ورقة الطبع ولين العريكة.

قال إسماعيل باشا صبري وكيل الحقانية وأحد أركان الأدب في مصر: (إنني عندما لقيته أول مرة ظننت أنه لا تطيب معاشرته، فلما خبرته علمت أنه لا تطيب مفارقته) (26)

وقال العلامة الدكتور حسين علي محفوظ: (ومن مآثر الكاظمية شاعر العرب الشيخ عبد المحسن الكاظمي النخعي الذي فارق العراق سنة 1897م، ودخل مصر سنة 1899م وتوفي هناك سنة 1935م وهو يشتاق العراق، ويحن الى العراق وهو الذي قال: (ما عنك يا أوطاننا بدل) و(وطني أنت كل ما أتمنى)، و(ألا خبر من ثنايا العراق)....) (27)

وقال الدكتور وميض جمال نظمي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة بغداد (سابقا): (وقد أصبح عبد المحسن الكاظمي واحداً من شعراء العراق الثلاثة العظام (إضافة إلى الرصافي والزهـاوي) (28)

خلف الكاظمي ديواناً كبيراً بمجلدين احتوى على (175) قصيدة ضمّت (8618) بيتاً كلها من الشعر الرائق الجزل.

لقد كان الكاظمي مدرسة في الشعر، مدرسة من أجمل مدارس الشعر العربي وأجودها بقيت تزخر بعطائها فكانت مرآة لروح الأمة ونبراساً لها وروضة تجد فيه العطر العبق الذي ينعتها:

نـحـنُ قـومٌ إذا شـهدنا الـهـياجي      بهرَ الموتَ يومُنا المشهودُ

نحنُ قومُ العلا الألى إن يـهـموا      لم تـعـقـهـم تـهـائـمٌ ونـجودُ

حـلـفـوا لـلـعـلا فـإمّـــا قــــيــامٌ      تـرتـضـيه العلا وإمَّا قـعودُ

ومـشـوا لـلـردى فـــإمّا صبورٌ      يقفُ الموتُ عنده أو صعودُ

وإذا لم يكنْ سوى المـوتِ وردٌ      دونَ نيلِ المُنى فنعمَ الورودِ (29)

أغمض الكاظمي عينيه الإغماضة الأبدية في حي من أحياء القاهرة وقد ترقرقت على وجنتيه اللتين لم يخمد الموت من شممها بريقاً وعلى لحيته المسترسلة التي لم ينل الفناء من وقارها وهيبتها دمعة على وطنه:

دار الأحـبـةِ خـبـريـنـا      عن أهـلكِ الخبرَ اليقينا

نظرَ الظماءُ فـلـم يروا      فـي بابِكِ الوردَ المعينا

نضحتْ عليكِ عيونُهم      يومَ القلوبِ وقد صدينا (30)

لقد عرج الكاظمي إلى ربه بعد أن أعطى الأجيال درساً في التضحية والكرامة وحب الوطن، وكان لهذه الخصال مدعاة الإكبار والإجلال من الشعراء بعده وأول ما يدرك عبرة الشاعر من فيض المشاعر هو الرثاء فرثاه كبار شعراء العرب منهم: معروف الرصافي، وبشارة الخوري، وعبد الحسين الحويزي وغيرهم.

خلف الكاظمي من الآثار الأدبية: (البيان الصادق في كشف الحقائق، تنبيه الغافلين، ديوان شعر، معلقات الكاظمي)

أما مصير مؤلفاته فتروي ابنته الدكتورة رباب الكاظمي: (لقد فقد كل كتبه التي ألفها، وأوراقه وشعره أثناء رحلته من بغداد إلى البصرة، حين ركب مع صديق له سفينة نهرية، وبعد إقلاعها بساعات أوقف للتفتيش، ثم استئنفت الرحلة، ولما تفقد أمتعته لم يجد صندوق الكتب، فلما سأل صديقه عنه قال له: لقد رميته في النهر خوفا عليك من الشرطة، وهكذا ذهب جهده ونتاجه وما كتبه في صباه في لحظات إلى قاع دجلة، وبين ما ضاع كتاباه: البيان الصادق في كشف الحقائق، تنبيه الغافلين) (31)

ويقول الكاظمي على هذه الحادثة الأليمة:نًني لم أتألم لفقد شيء في الحياة كما تألمت لفقد ذلك الصندوق الذي ذهب بتراث الشباب) (32)

شعره

 

قال عنه محمود سامي البارودي: (الكاظمي أمة في الشعر وحده) (33)

صدر ديوانه في عدة مجموعات هي:

الكاظمي شاعر العرب ــ دمشق 1940

المجموعة الثانية ــ القاهرة 1948

ديوان عبد المحسن الكاظمي ــ المجموعة الثالثة والرابعة ــ بغداد 1987

قال عنه البابطين: (شعره دعوة للحرية، وتمجيد لقيم العروبة، وله شعر في الرثاء، كما كتب في المناسبات، وهو في رثائه ومناسباته يعبر عن اعتزازه بقادة الأمة ومفكريها. إضافة إلى شعر له ذاتي يعبر من خلاله عن رؤيته للحياة والناس. ساير أسلافه من الشعراء في مناجاة الطلل والديار الدوارس، وهو في كل هذا شاعر تقليدي، يتميز بقوة عبارته، وسلامة تراكيبه، وحدة خياله. حافظ على النهج الخليلي في النظم، وجارى شعراء عصره في فرادة الموهبة وغزارة الإنتاج ومواكبة التطور والعناية باللغة، وطول النفس وتمكن القوافي).

في أبياته التي ذكر فيها كربلاء يشير الكاظمي إلى فداحة المصاب الذي ألمّ به بمقتل صديقه السيد حسين رضا، غدراً بقلمون، فهو يشبهها بكربلاء وقد سبق أن أشرنا إلى هذا الموضوع ــ التشبيه ــ عند الشاعر المصري أحمد محمد الأبياري والشاعر أحمد شوقي والشاعر القاضي الرشيد، لتبقى كربلاء عنوان الحزن الأزلي في القلوب والتي يصغر عندها كل ألم وفاجعة. كما يبقى الحسين رمزاً للرفض وعنواناً للإباء،

يقول الكاظمي في قصيدته التي قدمناها:

قـلـمـون مـا هَــذا بــــأ     وَّلِ حادِث طرق الحِـمى

قـلـمون أختُكِ (كربلا)      رأتِ المصابَ الأَعظـما

رأتِ الحسينَ مُـضرَّجاً      بـدمِ الـوَريــدِ مـحـطّـمـا

رأتِ الحسينَ وَصـحبَه      يَقضونَ في الوادي ظما

وَيـلٌ لِـقَــومٍ لَــم يــــرا     عـوا لـلـشـريـعةِ مُحرما

بـمــحـــرّمٍ قَـد حـلّـلــوا      مـا كـانَ ثــمَّ مـحـرّمـــا

حسبُ الحسينِ بجدِّه الـ     ـسـبطُ الحسينُ إِذا اِنتَمى

نـفذَ القَضاءُ وَمن تَرى      نـقـضَ الـقَـضاءَ المُبرما

أَمـلاً فَـيـا سـهم الرَدى      هَـلّا اِتّـقـيـتَ الأَســهــمـا

كان الكاظمي شديد التعلق بعقيدته متمسّكاً بدينه وحبه للنبي وأهل البيت (عليهم السلام) يقول من قصيدة (يا تربة المصطفى) في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وتبلغ (76) بيتاً:

نَـفـسـي فَـدا تـربــةٍ أَقــامَ بِــهــــا      خَـيـرُ بَـنـي آدمٍ وَحَـــــــوّاءِ

صَـلّـى عَـلَـيـهِ الإِلَـــه مـن قـــمرٍ      يُـنـيـرُ لـلـحـشـرِ كلَّ ظلماءِ

بِضـوئِـهِ الـبـدرُ يَـسـتَـضيء وَلا      مـن مـطـلـعٍ غـيرُه لأضواءِ

أَنّـى تـأمّـلـتــه وجــــدتَ بـــــــه     كـلّ سَـنـا لـلـهـــــدى وَلألاءِ

جِـزّ الـسَـمـا وأبـلـغــنّ ثَـراهُ تجدْ      كَـم مـن ثـريّـا بِـها وَجَوزاءِ

تَفوقُ تـلـكَ الَّـتـي بــزهـوتـــهـــا      تَفوقُ في الدهرِ كلِّ زَهـراءِ

يا تربة المُصطَفى اِشمَخي شرفاً     فَـأَنـتِ عَـلـيـاءُ كـلِّ عَـلـيــاءِ

تـمـلـكي الأَرضَ وَالسَـمـاءَ وَمـا     بَـيـنَـهُـمـا مـن فَضا وَأَجـواءِ

وكلّ مـا كـان فـي الـوجــودِ وَما     يَكونُ من ذاهبٍ وَمـن جائي

فـإنّ فـــيــكِ الَّـذي لـه خُـلــقَ الـ     ـمَـخـلــوقُ فـي عودةٍ وَإِبداءِ

تَدنو فَتَـحنو عـلـيـكِ كـلُّ حَــشـا     مِـن كـلِّ دانـي الديارِ أَو نائي

فَأَنـتَ لِـلــقَــلــبِ سـلـوةٌ وكـرى     لـجـفـنِ مـن لـمْ يـفـزْ بـإِغفاءِ

يـا قَلب أَدعوكَ لِـلـهَـوى فأجـبْ     وَكُـن قَـريــبـاً مـنّـي لأهوائي

أسلكْ نهجَ الهُدى وَلـسـتَ كـمنْ     يخبط في الحبِّ خبطَ عَشـواءِ

أصـبـو إِلـى أَحــمَـــدٍ وعـتــرتِهِ      كـلَّ لـحـيـبِ الـجَـبينِ وضَّاءِ

كـلُّ إِمـامٍ يــغــنـي بـكـلِّ بــــلاً      عَن كلِّ عضبِ الغرارِ مضَّاءِ

أَعلو بهم يومَ خـفـضِ كلِّ عـلا      وَفـي يـديـهمُ خفضي وَإِعلائي

هُـم مـلاذي فـي كُـلِّ نـازِلَـــــة      وَهُـم عـمـادي فـي كــلِّ لأواءِ

وَهـم شِـفـا هَـذهِ الـقُــلـــوبِ إِذا      مـا عَـزَّ طـبٌّ عَـلـى الأطـبـاءِ

فَـهـم مـوالــيَّ وَالــرَقـيــــق أَنا      إِن قــبـلـونــــي مــــن الأَرقّاءِ

كـلّ أَغـرَّ يـشــقُّ كــلَّ دجــــىً      بـطـلـعـةٍ فـي الــزَمـانِ غَـرّاءِ

أَفــدي بـحـوبــايَ مــن يـحبّهمُ      بـل أَفـتَـديـه بِـكُـلِّ حَــــوبــــاءِ

ما لـي سِـواهـم ذُخـراً لآخرتي      وَلَـيـسَ إِلّا هُــــم لِـــدنــــيـائي (34)

وقال من أخرى تبلغ (19) بيتاً

بـخـاتـمِ الــرسـلِ فَـشـا عـرفُـها      اللَه ما أَطـيَـبَـه عُـــــرفــا

يا أَيُّـهـا الـمُـدّاحُ بــشــراكــــــمُ      بَلـغـتـمُ الرحـمـةَ وَالـلّطفا

قَد جَـعَـلَ اللَهُ عَـلـى مــادحــــي      نـبـيِّـه جـنُّــتـه وَقــــفـــــا

يا مـهـبـطَ الوحي أَجِـر مُـذنـبـاً      قَد شفّه الوجدُ الَّذي شَـــفّا

وَيـا شَـفـيـعَ الـمُـذنِبينَ اِستَجِبْ      دَعوةَ حـيٍّ آنـسَ الـحـتــفا

حـبّـكَ فـي الـحـشـرِ لـنـا عــدّةٌ      فَـلا نـعدُّ البيضَ والزغـفا

وكـلّ نـارٍ يـنـطَـفـي جـمـرُهـا      وَجمرُ وَجدي بكَ لا يُطفى

خُذني إِلى تربِكَ يشفى الضنى      أَلَـيـسَ فـي تربِكَ يُستَشفى (35)

وقال من قصيدة في الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) تبلغ (43) بيتا:

طرتُ فخراً حيثُ أضحى      لـلـجـواديـنِ مـثـــالـــي

أنـا مـولـى كـلِّ مـــولـــى      ولـهـمْ عـبـدٌ مــــــــوالِ

كلُّ مَـن لـمْ يـصلِ في حبـ     ـهـمُ لـلـنـارِ صــــــــالِ

لا أرى الـغـفــــــــرانَ إلّا      بـهـمُ يــومَ الــســـــؤالِ

فـهـمُ مَـنـجـــايَ في الـمـو     قفِ مِن سوءِ فِــعـــالي

وهـمُ ذخـري لـــــــدى كـ     ـلِّ مُــلــمٍّ ووبــــــــــالِ

ألــبــســونــي حُـلــلَ العـ     ـزِّ وأبــرادَ الـجــــــلالِ

ورعونــي أبــدَ الــــــدهـ     ـرِ بــخـيـرٍ مُــتــــــوالِ

أيّ جــيـدٍ عـاطــلٍ بـــالـ     ـفضلِ منهمْ غيرُ حــــالِ

بـــهـــمُ دوَّتْ بــذي الأيـ     ـامِ أحــداثُ الـلـيــــــالي

وبهمْ نُــلـتُ الأمــانـــــي      وتــجــاوزتُ مــنــــالي

لـم تـنـــلْ أقــصرَ مـا نلـ     ـتُ ذوو الأيدي الطـوالِ

إن خـلا قـلـبـي مــن النا     سِ فــمـنـهـمْ غـيرُ خالي

أو سلوتُ الـنـفسَ والأهـ     ـل فـعـنـهـمْ غــيرُ سالي

خـبـتَ إي واللهِ يـــا مـن      لـهـمُ غــيــرُ مـــــوالــي

أنـتَ فـي قـعـرٍ مـن النا     سِ عـلـى رغـمِكَ صالي

لـهـمُ عـنــدي إذا مـــــا      سـاءَ نـطـقـي ومــقـالــي

لـو بـذلـتُ العمرَ في بذ     لِـهـمُ قـلـتُ ابــتــذالـــــي

وتــوسَّــعـتُ بـأعــمــا     رِ الــورى ضــاقَ مجالي (36)

..................................................................

1 ــ ديوان الكاظمي.. شاعر العرب ج 1 مطبعة ابن زيدون 1367 هـ / 1948 م ــ حققها ونشرها حكمت الجادرجي ص 301 ــ 310

2 ــ مقدمة الديوان بقلم روفائيل بطي ج 2 ص 2 / موسوعة الشعراء الكاظميين ج 1 ص 123 في ترجمة أخيه الشيخ أحمد بن محمد الكاظمي

3 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 1 ص 123

4 ــ مقدمة الديوان ج 1 ص 5

5 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 5 ص 42

6 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين للدباغ ج 1 ص 123 عن شعراء كاظميون لآل ياسين ج 1 ص 277 ــ 285

7 ــ ديوانه ج 1 ص 211 من قصيدة تبلغ (33) بيتاً

8 ــ مقدمة الديوان ج 2 ص 2 ــ 10 / أعيان الشيعة ج ٨ ص ٩٣ ــ 94

9 ــ الأدب العصري في العراق العربي: القسم الأول (المنظوم) ج 1 ص 97

10 ــ مقدمة الديوان ج 1 ص 8

11 ــ نفس المصدر ص 11

12 ــ عبد المحسن الكاظمي / شاعرالبديهة والارتجال موقع الألوكة بتاريخ 29 / 12 / 2010

13 ــ الفكر الإصلاحي في شعر عبد المحسن الكاظمي / الدكتور غانم عودة شرهان، مركز احياء التراث العلمي العربي ص 517 عن دراسات في الشعر العراقي الحديث سلمان هادي آل طعمة

14 ــ نفوس عراقية ثائرة مقال للأستاذ حمدي الحسيني مجلة الرسالة / العدد 922 / بتاريخ 5 / 3 / 1951

15 ــ عبد المحسن الكاظمي شاعر البداهة والإرتجال.. جميل حسين الساعدي، موقع النور بتاريخ 2 / 3 / 2022

16 ــ ديوانه ج 2 ص 26 من قصيدة تبلغ (82) بيتاً

17 ــ ج 2 ص 259 من قصيدة تبلغ (31) بيتاً

18 ــ ج 1 ص 144 من قصيدة تبلغ (45) بيتاً

19 ــ ج 1 ص 46 ــ 53 والقصيدة تبلغ (119) بيتاً

20 ــ عبد المحسن الكاظمي شاعر البداهة والإرتجال.. جميل حسين الساعدي، موقع النور بتاريخ 2 / 3 / 2022

21 ــ الفكر الإصلاحي في شعر عبد المحسن الكاظمي / الدكتور غانم عودة شرهان، مركز احياء التراث العلمي العربي ص 517 عن صحيفة المؤيد سنة 1902

22 ــ نفس المصدر

23 ــ الأعلام ج 4 ص 153

24 ــ جريدة الزمان 1961

25 ــ نفوس عراقية ثائرة مقال للأستاذ حمدي الحسيني مجلة الرسالة / العدد 922 / بتاريخ 5 / 3 / 1951

26 ــ كتاب مجلة المنار ج 35 ص 72 / ربيع الأول - ١٣٥٤هـ تحت عنوان: شاعر العرب الشيخ عبد المحسن الكاظمي

27 ــ مقال بعنوان الكاظمية توأم بغداد وفلذة من أفلاذها جريدة الاتحاد / بغداد ـ حزيران 1985 ونشر في ملاحق المدى بتاريخ 27 / 2 / 2022

28 ــ شيعة العراق وقضية القومية العربية.. الدور التاريخي قبيل الاستقلال ص 122

29 ــ ديوانه ج 1 ص 187 ــ 190 من قصيدة تبلغ (62) بيتاً

30 ــ ديوانه ج 2 ص 52 من قصيدة تبلغ (198) بيتاً

31 ــ الفكر الإصلاحي في شعر عبد المحسن الكاظمي / الدكتور غانم عودة شرهان، مركز احياء التراث العلمي العربي ص 517

32 ــ نفس المصدر الفهرس ص 533

33 ــ مقدمة كتاب الكاظمي شاعر الكفاح العربي ــ عبد الرحيم محمد علي (عضو رابطة الأدب الحديث في القاهرة) ــ مطبعة الغري ــ النجف الأشرف 1381 هـ / 1961 م

34ــ ديوانه ج 2 ص 34 ــ 38

35ــ نفس المصدر ص 39 ــ 40

36ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 5 ص 51 ــ 53

كما ترجم له وكتب عنه:

الشيخ محمد السماوي / الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 533 ــ 535

أغا بزرك الطهراني / نقباء البشر ج 3 ص 1229 ــ 1236

إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 2 ص 764 ــ 765

عباس جعفر كاظم ــ شاعر العرب عبد المحسن الكاظمي ومواقفه السياسية والوطنية / مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 22 ص 547 ــ 559

الدكتور يونس عباس حسين.. كلية التربية الاساسية - الجامعة المستنصرية ــ الوجه الآخر للغربة في شعر عبد المحسن الكاظمي

محسن غياض ــ شاعر العرب عبد المحسن الكاظمي .. حياته وشعره ــ الدار العربية للموسوعات ــ بيروت 1428 هـ / 2008

سعاد محمد الزبيدي ــ عبد المحسن الكاظمي سيرة وشعر وفكر ــ دار الحكمة 2009

عبد الرحيم محمد علي (عضو رابطة الأدب الحديث في القاهرة) ــ الكاظمي شاعر الكفاح العربي ــ مطبعة الغري ــ النجف الأشرف 1381 هـ / 1961 م

عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج ٦ ص ١٧٣

كما جمعت جريدة المدى العدد (2225) بتاريخ 18 / 8 / 2011 مجموعة من المقالات لعدد من الأعلام عن الكاظمي منهم:

الكاتب المصري طاهر الطناحي ــ الكاظمي شاعر الارتجال

عبد القادر البراك ــ عبد المحسن الكاظمي .. الشاعر الكبير

الدكتور حسين علي محفوظ ــ الكاظمي في العراق

محمد صبري السوربوني ــ أقدم ترجمة للكاظمي سنة 1912

عز الدين آل ياسين ــ شاعر العرب كما عرفته

رفائيل بطي ــ أول شهادة عراقية عن الكاظمي

الدكتور محمد مهدي البصير ــ في طريقي إلى الكاظمي

إعداد المدى ــ صفحة مطوية من حياة الكاظمي في مصر

حكمة الجادرجي ــ ذكريات عن رحيل الكاظمي ودفنه في مصر

رفعت عبد الرزاق محمد ــ ظاهرة الارتجال عند الشاعر الكاظمي

الشيخ عبد الحسين الأزري ــ فقيد الأدب الشيخ عبد المحسن الكاظمي

رباب الكاظمي تتحدث عن أبيها

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار