287 ــ حازم الشمري: ولد (1394 هـ / 1975 م)

حازم الشمري (ولد 1394 هـ / 1975 م)

قال من قصيدة (من وحي الحسين عليه السلام):

مذْ كنتُ طفلاً (كربلاءُ) تشدُّني    وخواطري طفٌّ وعاشوراءُ

وكبرتُ والإيـمـانُ يـملأ خافقي    أنْ في رحـابِكَ تكمنُ السَّرّاءُ

من كـلِّ مئذنـةٍ صـداكَ مجلجلٌ    وتـآلــفـتْ في حـبـكَ الأهواءُ (1)

الشاعر

حازم إبراهيم علي الشمري، ولد في بغداد، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية والألكترونية، ويعمل أستاذاً بدرجة (بروفيسور) في هندسة السيطرة والنظم في الجامعة التكنولوجية ــ بغداد، وله بحوث عديدة في مجال تخصّصه منشورة في مجلات علمية محلية وعالمية، وله ــ أيضاً ــ كتابان هندسيان علميان باللغة الإنكليزية آخرهما تمّ طبعه في الولايات المتحدة الأمريكية.

حائز على عضوية نقابة المهندسين العراقيين، وجمعية المهندسين الدولية.

أمّا في الجانب الأدبي والثقافي فقد كتب الشعر وهو في مرحلة المتوسطة وحصل على المركز الأول في مسابقة الخطابة على مستوى العراق في عام ١٩٩٣ وهو عضو في:

الإتحاد العام للأدباء والكتَّاب في العراق، ونقابة الصحفيين العراقيين، ومجموعة شعراء المتنبي، ومؤسسة فرسان عمود الشعر الثقافية، وقد نُشرت له العديد من القصائد في مجلات وصحف عراقية وعربية إضافة إلى المواقع الإلكترونية، وتناول قصائده عدد من النقاد العراقيين والعرب.

صدرت له ست مجموعات شعرية هي:

1 - هواجس عراقية - عام ٢٠١٤

2 - حب ترصفه الأحزان - عام ٢٠١٥

3 - ومض وسنابل - عام ٢٠١٧

4 - حروف عطشى - عام ٢٠١٨

5 - تراتيل على نافذة الانتظار - عام ٢٠٢٠

6- ووقفتَ وحدك - عام ٢٠٢٠

كما شارك بثلاث مجموعات شعرية مع شعراء عراقيين وعرب هي: (وجوه من المرايا)، و(وطن لا يشيخ) و(ديوان الحدباء) وله مشاركات بأغلب المهرجانات في داخل العراق، وفي مهرجان الإسكندرية الدولي الرابع للشعر العربي في مصر عام ٢٠١٨، وأُنجزت دراسة عنه بعنوان "الوطن والمرأة في شعر حازم الشمري" في كلية التربية الأساسية في جامعة تكريت.

أما على صعيد الجوائز فقد حصل على العديد من الشهادات التقديرية ودروع الإبداع، ومنها لوح الجواهري من الإتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق.

شعره

قال في الإمام الحسين (عليه السلام):

عشقتْكَ أرضٌ واصـطـفتكَ سماءُ    وتـقـاسـمـتـكَ جــنــائـنٌ غـنّـاءُ

وتـلاقــفــتـكَ مــكــارمٌ ومـفـاخـرٌ    وفـــداكَ سعـيـاً لـلـفــداء فــداءُ

في كـلِّ مـجـدٍ رايــةٌ لـك رفرفتْ    وتـدورُ فـي أفـلاكــــكَ العلـياءُ

وتـجـيئكَ الأرواحُ تستبقُ الخُطى    وتطوفُ في محرابِكَ الأضواءُ

يا مـنْ بـكَ الأيـام إنْ هـي أومأتْ    الاّ وكــلُّ المـكــرمــاتِ جـزاءُ

لِمَ لا وانتَ النورُ في حلَكِ الدُّجى    والشمسُ إنْ مـا أطبقتْ ظـلماءُ

يـا سـيـدَ الأحـرارِ مـا اشتدتْ بنا     كُـرَبٌ عـظـامٌ واسـتـطالَ بـلاءُ

الاّ وكـنـتَ سكـيـنةً لــنـفـوســنـــا    وعـبـيـرُ ذكـركَ بـلـسـمٌ وشفاءُ

مـذْ كنتُ طفـلاً (كربلاءُ) تشدني    وخـواطـري طـفٌّ وعـاشـوراءُ

وكـبـرتُ والإيـمـان يـملأ خافقي    أنْ فـي رحـابـكَ تـكـمنُ السَّرّاءُ

مـن كـلِّ مـئـذنـةٍ صداكَ مجلجلٌ    وتـآلــفـتْ في حــبِّـكَ الأهـــواءُ

تـأوي إلـيـكَ الروحُ من أحزانها    وبـفـيض عطفكَ تمرحُ الأجواءُ

وقال من قصيدة (كعبة الله):

يـا كـعـبـة الله في الـدنـيـا ويـا أزلُ    يا من بطهْرك عينُ الـفـجر تكتحلُ

أضحتْ سجاياكَ في الآفاقِ منتهلاً    ودورةُ الـمـجـدِ في عـيـنيكَ تـكتملُ

يا واهباً تُرْبَ هذي الأرضِ منزلةً    مُـهـيـبـةً بــجــلالِ الله تّــتــصـــــلُ

تـسـعـى إلـيـكَ مدى الأزمانِ أفئدةٌ    وفـي رحـابِـكَ كـلُّ الـكـون يـبــتهلُ

ذكراكَ تـبـقـى مـدى الأيـامِ خـالدةً     ونـهـجُكَ الـثَّـرُّ في الأجيال يـنـتـقلُ

يا سـيِّـدَ الـصبرِ يا عزَّاً وحاضرة    يا خيرَ من في سبيلِ الحقِّ همْ بذلوا

إنِّي قصدتُكَ والأوجاعُ تـمـلـؤنـي    وفـي ثـنـايـايَ هـمٌّ لـيـس يُـحـتَــمـلُ

أشـكـو إلـيـكَ هـوانـاً بـاتَ يخنقنا    ونـائـبـاتٍ ذوتْ مـن هـولـهـا مُــقـلُ

عنكَ انـحرفنا وقد ظلت نواظرنا    تـرنـو إلـيـكَ وفـي أعـمـاقِـنـا هُـبـلُ

وقـد تـلاقـفـنـا يـأسٌ وعـاثَ بـنـا    بـؤسٌ شـديدٌ وأردتْ بـأسـنـا عِـلـــلُ

وضـلّـلـتـنـا أقــاويــلٌ وألــســنـةٌ    حـتـى غـدونـا لأهلِ الـبـغـي نـمتثلُ

وسـاورتـنـا أظـانـيــنٌ مُـمَـزِّقــةٌ    نـيـرانُـهـا بـركـامِ الـحـقـدِ تـشـتـعـلُ

مـشـيـئـةُ الله أن تـبـقـى لـنا أملاً    بـه الـمـروءاتُ والـعـلـيـاءُ تُـخـتزلُ

وقال من قصيدة (ذكرى الحسين عليه السلام)

ذكراكَ تبعثُ في الوجودِ نقاءَكْ    وتبثّ في روحِ الـصـمـودِ إبـــاءَكْ

وتـقـاسِـمُ الـفـجـرَ الـبهيجَ بهاءَهُ    وتُشيعُ في عَتْمِ الـزَّمـانِ ضــيــاءَكْ

للـبـذْلِ والذودِ الـعـظـيـمِ مـرابعٌ    أسـقـيـتـهـا بـالـتـضـحياتِ دمــاءَكْ

وملأتَ جوفَ الحائرين مداركاً    وأقـمـتَ بـالصبرِ الـجـمـيلِ بـناءَكْ

وحـمـلـتَ همَّ التائهينَ بـوزرِهمْ    ونثرتَ في الكونِ الشحيحِ سخاءَكْ

إيـمـانُـنـا بِـكَ لا يُـمـلُّ تــزايــداً    وقـلـوبُـنـا شــغـفـاً تـودُّ رجـــــاءَكْ

نحتاجُ مِن أسفارِ طفَّك ومـضةً    تُـضـفـي على مـدِّ الـيـبابِ ثــراءَكْ

وتـقـيـمُ عدلَ الواهبين نفوسَـهم    والـسـاكـنـيـنَ مـن الـعلى أرجـاءَكْ

نـحـتـاجُ من أنّاتِ كرْبِكَ دمـعةً    تُـسـري بـديـجـورِ النفوسِ صفاءَكْ

يا راسـمـاً أفـقَ الـشـهادة دلَّـنـي    هـلْ مِـنْ سبيلٍ كيْ أنالَ رِضاءَكْ؟

وأطوفَ سبعاً في مَداكَ وأقتفي    فـي زحـمةِ الـلـيـلِ الـبـهـيمِ سناءَكْ

يـا واهـبـاً للأرضِ أرفـعَ هـيبةٍ    ومُـطـرِّزاً بـالـزاكـيـــــــاتِ رداءَكْ

أفـرِغْ عـلـيـنـا مِن سـدادِكَ مِنَّةً    كـيـمـا نـلامـسَ بـالـقـداســةِ حـاءَكْ

ونـعـانـقَ الـسينَ التي قد زيَّنتْ    بـالـسـامـيـاتِ وبـالـخـلـودِ سـماءَكْ

وبـكـلِّ مـعـنـىً لـلمروءةِ والفدا    وحـمـيَّـةٍ فـاضـتْ نــؤطـرُ يـــاءَكْ

ونـحـيـطَ بـالتبجيلِ نونَكَ اذْ بنا    كـبْـرٌ تـــنـفّــسَ فـي الـورى آلاءَكْ

كـلُّ السلاطينِ الذينَ تـجـبَّــروا    هـابـوا عـلـى مرِّ العصورِ نـداءَكْ

كـانـوا وما زالوا تطيرُ قلوبُهم    رعـبـاً إذا رفـــعَ الأبــــــاةُ لــواءَكْ

وقال من قصيدة (من وحي الطف):

عـلـى أعـتـابِكَ الأقـــدارُ تـغـفـو    وأفـئـدةُ الـزمـانِ إلـيـكَ تــهفو

وتـرقـى فـيـكَ أرواحٌ وتــعـــلـو     بـذكـركَ هـامـةٌ ويُـجَــلُّ كـفُّ

لأنـكَ فـي مـدارِ الـكـونِ نـجـــمٌ    إلـهـيٌ بـكـلِّ الـنــورِ يـطــفـــو

وبـحـرٌ لـلـمـروءةِ مـسـتـفـيـضٌ    وتـضـحـيةٌ وإيـثـارٌ وعَــطـفُ

فـمـنـكَ يـشـدُّنـي لـلـصـبرِ عزمٌ    ويـمـلـؤ خـافـقي بهواكَ لطـفُ

وتـغـمـرنـي بـكَ الأيــامُ رفــقــاً    ويُـرشـدنـي إلـى مـعناكَ طَـفُّ

فـإنـكَ فـي ضـميرِ الأرضِ أمنٌ    وفـي أعـمـاقِـها جـرحٌ ونـزفُ

وحـصـنٌ مـانـعٌ تــأوي إلـيـــــه    نـفـوسٌ هـدّهـا سـقـمٌ وضَـعفُ

ألا يـا قـبـلـةً لـمَـنْ اسـتـقـامـــوا    ومـن جـادوا بـدنـيـاهُمْ وعـفُّوا

ويـا يـسـراً وجـوداً هـاشـمــيــاً    ونـبـراسـاً لـمـن يـقـوى ويــعفو

ذكرتكَ والأسى يجتاحُ صدري    ويفتكُ بي من الأوجاعِ عَصفُ

ويـرمـيـنـي بـجـبِّ الـتـيـهِ قهرٌ    ويهوي بي إلى الظلماءِ خسـفُ

ولـي وطـنٌ جـريـحٌ مُـســتـباحٌ    وأهـلٌ مـسَّـهـم ذلٌ وحــــتــــفُ

وإنِّـي فـي رحـابِكَ جئتُ أرجو    لـدنـيـانـا أمــانــاً ظــلَّ يــجـفـو

وأشـكـو مـن بـلاءاتٍ تـمـادتْ    وجـبـاريـنَ مـا لانـــوا وكــفُّـوا

فـقـد عـاثـوا فـسـاداً فـي رُبانا    ومـا أثـنـاهـمُ ديـــنٌ وعُـــــرْفُ

ولـيـسَ أمـامَـنـا إلاَّكَ نــهـــجٌ    بـه نـسـمـو عـلى الدنيا ونصفو

وقال من أبيات في أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام):

هُـم يَـدَّعـونَ الـقُـربَ إلاَّ أنَّــهــــم    عن كلِّ نهجِكَ وانـتـمـائِـكَ أبـعـدُ

يَـتـطـاولـونَ تـجـبُّـراً وتـسـلُّـطــــاً    فـي أمَّـةٍ نـكـبـاتُـهــا تـتـجــــــدَّدُ

قـتـلـوكَ قـهـراً دونَ أيِّ مــخـافـةٍ    وإلـى عـزائِـكَ بـالنَّـحيبِ توَدَّدوا

سرقوا ضياءَ الشمسِ من شُرُفاتِنا    وعليكَ في وضحِ النَّهارِ تَمرَّدوا

وبَـنَـوا لـهـم بـالـمـوبـقـاتِ منازلاً    فيها على سُرُرِ الخضوعِ تمدَّدوا

مُـتـفـرّقـونَ عـلـى الـدوامِ وإنَّـهـم    فـي قـتـلـنـا مُـسـتـهترينَ توحَّدوا

وقال من قصيدة (من وحي عاشوراء):

أنا مُذ كنتُ طفلاً كـنـتُ أسـعـى    لأدركَ في مدى معناكَ وسْعا

وأنسجَ مـن رؤاكَ الـبيضِ أمناً    وأعـتـنـقَ الـقـناعةَ فيكَ شرعا

يُـقـرِّبُـنـي إلى مـغـزاكَ صـبـرٌ    وأرتـادُ الـمُـنـى بـهـواكَ نـبـعا

نـثـرتُ خـواطـري بنداكَ طيفاً    وفي أجواءِ حزنِكَ فضتُ دمعا

وبينَ الذَّاكرينَ جـلـسـتُ قـلـبـاً    ذوى فـي طـفِّـكَ الممدودِ شمعا

إلـى واديـكَ تـحـمـلني طفوفٌ    فـأنـبـتُ وسْطَ ما قاسيتَ زرعا

كـبـرتُ وخـافـقي مازالَ يهفو    إلـى عـيـنـيـكَ مـلـهوفاً وطوعا

وروحي آنستْ فيكَ اصطباراً    وضـاقـتْ بـالأسـى والآهِ ذرعا

وقال في الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً:

وجـهٌ سَـمـاويُّ الـمـعـالمِ أبـيضُ    وسريرةٌ حَزنى وجـرحٌ يَـنـبضُ

ويـدٌ تُـلـوِّحُ لـلـخـلاصِ نـقــيَّـــةٌ    وغـبـارَ كـلِّ الـقـهـرِ عنَّا تَنفضُ

يَـشـتـقُ مـن ألـمِ الـزَّمانِ نَـشيدَهُ    وبـكـلِّ روحٍ لـلـمـروءةِ يَـنـهضُ

ويصوغُ من قيمِ الثَّباتِ عـزيمةً    تجتثُّ أفكارَ الخضوعِ وتَدحـضُ

أدركتُ في معناهُ فيضَ سَـماحةٍ    وعـرفـتُ أنَّ مُـحـبَّـهُ لا يَـبـغُضُ

يـمـتـدُّ عَـبـرَ الـعـارفـيـنَ مـودةً    وجناحَهُ في كلِّ ضَـيـمٍ يَـخـفِــضُ

مـازالَ يـغـرسُ للوفاءِ سَـنـابـلاً    وطفُوفُهُ عن كلِّ زيـفٍ تُـعـرِضُ

ألقى عصا نجواهُ وسطَ ظلامِنا    فـأطـلَّ بـدرٌ بـالـحـمـيَّـةِ يُـومِـضُ

مَلكَ الخواطرَ والـنـفوسَ بطفِّهِ    وعلى زمامِ القلبِ أضحى يَقبِضُ

........................................................

1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار