رحـيـل

 

فـي ذكـرى اسـتـشـهـاد سـيـدة نـسـاء الـعـالـمـيـن فـاطـمـة الـزهـراء (عـلـيـهـا الـسـلام)

 

عـلـى الـجـهـةِ الأشـهـى مـن الـقـلـبِ مـطـلـعُ   ***   لـه شـكـل بـابٍ خـلـفَ مـــــــعـنـاهُ أضـلـعُ

ونـهـرُ حـنـيـنٍ يـهـدرُ الـمــــــــــــــاءُ بـاكـيـاً   ***   حـوالـيـهِ.. إن الـمــــــــــــاءَ لـو حـنَّ أدمـعُ

ودربُ رحـيــــــــــــلٍ طـالَ طـالَ ولـمْ يـكـنْ   ***   بـه غـيـرُ أحـلامٍ تـروحُ وتــــــــــــــــرجـعُ

وسـيِّـــــــــــدةٌ مـسَّ الـضـحـى مـن جـلالِـهـا   ***   رداءً, فـأضـحـى وهــــــــيَ فـجـرٌ مـصـدَّعُ

نـمـا بـيـديــــــهـا الـقـمـحُ والأرضُ أشـرقـتْ   ***   عـلـيـهـا ومـن أهـدابِــــهـا الـشـمـسُ تـطـلـعُ

ذوتْ وربـيــــــــــــعٌ أخـضــرٌ خـطّ حـولـهـا   ***   حـدائـقَـه.. خـطـوُ الــــــــــذهـابـاتِ مُـوجِـعُ

لـمـنْ ضـحـكـتْ أيـــــــــــــامَ كـانَ كـلامُــهـا   ***   سـهـولاً وأعـــــــــشـابــاً صـداهـا الـمـروِّعُ

وكـم جـدولاً كـانـتْ تـربِّـي ضـفـــــــــــــافَـه   ***   شـعـــــــــــــــوبـاً وبـلـدانـاً هـنـالـكَ تـمـرعُ

لـهـا فـي الـجـفــــــــــافِ الـمـرِّ وردٌ وقـصـةٌ   ***   بـأرجـائـهـا عـطـرُ الـمـنـى يـتـــــــــضـوَّعُ

فـمـن لـم تـمـــــــــــارسْ روحَـه سـنـبـلاتُـهـا   ***   ومـن لـم يـشـأ أنّ الأمــــــــــــــانـيَّ تـزرعُ

ومـن لـمْ تـكـنِ الـــــــزهـراءُ سـوسـنَ لـيـلـهِ   ***   صـلاةً, إذا لـيـلُ الـمـديـــــــــــــــنـةِ يـهـجـعُ

ومـن لـم يـسـبِّـحْ كـل ركــــــــــــــنٍ بـبـيـتـهِ   ***   عـلـى صـوتِـهـا والـعـرشُ هـمـسٌ ومـسـمـعُ

ومـن لـم يـطـفْ فـي الـذكـريــــاتِ؟ مـحـمـدٌ   ***   لـه طـلـعـةٌ فـي كــــــــــل ذكـرى ومـوضـعُ

أحـقـاً بـهـا سـارَ الـنـعـيُّ وهــــــــــــمـهـمـوا   ***   إنِ الـمـوتُ فـي بـيـتِ ابـنـةِ الـوحـيِ مـزمـعُ

وأنْ حـسـنـاهـا حـســـــــــــــرتـانِ, وزيـنـبٌ   ***   بـكــــــــــــاءٌ صـغـيـرٌ نـحـوَ لا أيـنَ يُـهـرعُ

وأنْ حـيـدرٌ وهـوَ الـحـمــــــــــيُّ بـلا حِـمـىً   ***   فـفـاطــــــــــــــــــمـةٌ بـردٌ وهـا هـوَ يـخـلـعُ

ولـيـسَ سـوى طـيـفِ الــعـتـــــابِ يـحـوطـهُ   ***   ويـركـضُ فـيــــــــــمـا لا يـطـيـقُ ويـسـرعُ

وتـنـسـابُ أنـغـامُ الـجـنــازةِ حــــــــــــــرقـةً   ***   بـمـسـمـعـهِ كـيـفَ الـــــــــــوصـيُّ يُـضـيَّـعُ

ومـا جـسـدٌ أبـكـى عـلـــــــــــــيـاً وصـحـبَـه   ***   ولـكـنْ خـيــــــــــــــالٌ فـي الـظـلامِ يُـشـيَّـعُ

ومـا زعـزعَ الـمــــــــــوتُ الـشـقـيُّ جـنـابَـه   ***   أسـىً.. بـلْ جـنـــــــابُ الأنـبـيـاءِ مُـزعـزعُ

 

مـهـدي الـنـهـيـري

المرفقات

: مهدي النهيري