مـرايـا الـغـيـاب

 

 

شـكـوى إلـى أمـل الإنـسـانـيـة الـبـكـر الـمـؤمـل الـمـنـتـظـر (عـجـل الله تـعـالـى فـرجـه الـشـريـف) فـي الـذكـرى الألـيـمـة لـتـفـجـيـر قـبـري أبـيـه وجـده الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عـلـيـهـمـا الـسـلام)

 

كـلامُـكَ قــــــــــــــــرآنٌ وصــــــمْـتُـك أدعـيَـهْ   ***   وحَـمْــــــــــــلُـك سِـرٌّ والــغـيـابــــاتُ أحـجِـيَـهْ

تـقـلّـبـتَ فـي صُـلـبِ الـنـبــــــــــــوَّاتِ سـاجـداً   ***   فـكـنـتَ لآلافِ الـنـبـيـيـــــــــــــــــــــنَ أمـنـيَـهْ

تَـخـيَّـرتَ مـن بـيـنِ الــــــســـــــلالاتِ نـورَهـا   ***   فـسـالـتْ بـفـهـمِ الـعـسـكــريـيـــــــــــــنِ أوديَـهْ

فـكـانـا لـغـيـمِ الأمــــــرِ بــــــــــــــرقـاً ومـهَّـدا   ***   لـعـودِكَ أرضـاً بـالـخـصــــــــــوبـاتِ مُـغـنِـيَـهْ

أشـادا حـصـونــــــاً لـلـخـفــــــــــــاءِ تـسـوَّرتْ   ***   ولاءً مـن الأصـحـــــــــــــابِ يُـبـنـى بـتـورِيـهْ

فـكـم أفـعـمــــــا لـبَّ الـكـلامِ مـعــــــــــــــارفـاً   ***   وكـمْ ألـمـحـا ــ بـالـفـعــلِ ــ مـا لـسـتَ مُـبـديـهْ

فـنـاراتُ صـبـــــرٍ كـلّـمــا هـبَّ عــــــــاصـفٌ   ***   يُـضِـلُ ســـــــــراةَ الـمــوجِ ضـاءتْ لـتـجـلِـيـهْ

تـقـاسـمـتُـمـــــا ظـلـمَ الـطــواغـيـتِ حُــــسَّــراً   ***   وكـان لـجـيـــــــشِ اللهِ فــي الـخـسـفِ تـسـلـيـهْ

فـيـا مـانـــــحـاً فـجـرَ الــرسـالاتِ نـفــــــــحـةً   ***   سـلامـاً بـمـا تـفــــــــــضــي أسـاريـرُ حِـبـرِيَـهْ

سـلامــــــاً ــ لـمـشـكـــــــاةِ الإلـهِ ــ مـضـرَّجـاً   ***   بـدمـعٍ تـلـظّـى فـي اتـقـــــــــــــــاداتِ وجـديـهْ

فـيـا أيـهـا الـمـخـبــــــــوءُ فـــــي كـلِّ نـبـضـةٍ   ***   مـن الـقـلـبِ حـتّـامَ اقـتـرافــيْ لــــــصـبـرِيَـهْ ؟

فـديـتُـكَ لـهـفـي لـمْ أكــــــــــــنْ غـيـرَ عـاشـقٍ   ***   سـتـغـرقُـه فـي لُــــــــــــــجَّـةِ الـبـوحِ أغـشـيَـهْ

فـبـالـرغـمِ مـن كـلِّ الأعـــــــــاصـيـرِ أيـنـعـتْ   ***   بـراعـمُ حـبٍّ لـلـمـســـــــــــــــافـاتِ مُـرجِـيَــهْ

فـمـا إن تـفـشى الـصـحـوُ فـي قـلـبِ سـكـرتـي   ***   تَـثِـبْ لـحـظـةٌ غـيـمـيـةُ الـشـــــــوقِ مُـجـزِيــه

وتـرسـمُ فـي الآفـاقِ شـبَّـــــــــــــــــــاكَ حـالـمٍ   ***   وريـحَ قـمـيـصٍ كـمْ تـفـــــــــــــانـتْ لـتـدنــيـهْ

قـرأتُـكَ فـي سـربِ الـحـمـامـــــــــــاتِ لـهـفـةً   ***   وحـزنـاً عـتـيـــــــــــقـاً فـي طـفـولـةِ وجـهــيـه

ومَـسَّ ربـيـعٍ لـو تـسـنَّــــــــــــــــى لـبـعـضـهِ   ***   بـزوغـاً لـكـانـتْ صــــــرخـةُ الـمـوتِ أغــنـيـهْ

فـيـا مـاءَ طـيـنِ الآدمـيـيـنَ كـلِّــــــــــــــــــهـم   ***   ويـا نـفـحـةَ الـرحـمـنِ مــــــــن بـعـدِ تـســـويَـهْ

ويـا فـكـرةَ الـربِّ الـتـي مـا تـكــــــــــــامـلـتْ   ***   سـوى فـيـكَ إذ كـلُ الـمـجــــــــــــازاتِ أرديَـهْ

تـجـلّـيـتَ مــنـذُ الـبـدءِ فـي كـلِّ مـصـــــــــلـحٍ   ***   فـكـانَ لـمـعـنـاكَ الـعـظـيـمـونَ تــــــــــهـجـيَـهْ

فـيــــــــــــــا قـبـسـاً مـن نـورِ ذاتٍ تــوزَّعـتْ   ***   عـلـى الـكـونِ تـرجـو فـي الـغــيـابـاتِ تَـرقِـيَـهْ

فـكـنـتَ دلـيـــلَ الـشـمـسِ حـيـنَ احــتـجـابِـهـا   ***   وكـنـتَ لآلامِ الـمـســــــــــــــــــاكـيـنِ تـزكـيَـهْ

تـكـررتَ فـي كـل الـديـانــــــــــــــاتِ مُـنـقِـذاً   ***   ومـنـتَـظــــــــــــــــراً وِتـراً إذ الـحـالُ مُـزرِيَـهْ

وقـالـوا: كـثـيـــــــراً, كـاخـتـلافِ فـصـولِـهـمْ   ***   ولـكـنـهـمْ قـالــــــــــــــوكَ مـن غـيـرِ تَـسـمِـيَـهْ

وقـالـوا: سـيـــــــــــأتـي والـمـسـيـحُ بـجـنـبـهِ   ***   ويـأتـي بـآيـاتٍ ــ مـن الـظـــــــــلـمِ ــ مُـنـجِـيـهْ

وبـالـرعـبِ مـنـصــــــــورٌ وبـالـسـيـفِ قـائـمٌ   ***   ويـمـضـي إلـى رأسِ الـشـقـــــــــــاقِ لـيـرديَـهْ

وقـالـوا: عـلـيـمٌ بـالـسـريـــــــــــــراتِ حـاكـمٌ   ***   عـلـيـهــــــــــــــــــــا وآتٍ يـهـدمُ الـيـومَ أبْـنِـيَـهْ

إذاً أنـتَ لـنْ تـرضــــــــــــى لـديـنٍ تـحـوَّلـتْ   ***   رؤاهُ وإن كــــــــــــــــــــانـتْ بـقـايـاهُ أغـطـيـهْ

ولـنْ تـقـبـــــــــــلَ الـتـجـديـفَ مـن كـلِّ مِـلَّـةٍ   ***   ولـنْ تـتـركَ الأحـقـادَ فـــــــي الـخـلـقِ مُـفـتـيَـهْ

ولـنْ تـعـفُـونْ عـــــــــــــمَّـنْ تـزحـزحَ ديـنُـه   ***   لأجـلِ مـرامـاتٍ ــ بـدنـيــــــــــــــاهُ ــ مُـغـرِيَـهْ

فـيـا نـظـرةَ اللهِ الـتـي مـــــــــــــــا تـثـاقـلـتْ   ***   مـن الـصـبـرِ حـتـى تـصـبـحَ الـعـــيـنُ مُـجـدِيَـهْ

ويـا أيـهـا الإنـســـــــــــــــانُ كـنْ أيَّ شـاهـدٍ   ***   تـأبَّـطَ نـهــــــــــــــــــــــراً مـعـرفـيـاً لـتُـجـرِيَـهْ

فـكـلُّ مـقـامـــــــــــــــاتِ الـظـهـورِ دروبُـهـا   ***   ــ لـدولـةِ عـدلٍ بـيـنَ كـفـيــــــــــكَ ــ مُـفـضِـيـهْ

 

إسـمـاعـيـل الـصـيـاح

المرفقات

: إسماعيل الصياح