شـرُفَـتْ وجـوهُ الـحـشـد

 

إلـى أبـطـال الـسـواتـر الـذيـن صـانـوا الـعـرض والـمـقـدسـات

 

مـن أبَّـدَ الآبَــــــــــــــــــــــــــادَ ثـمَّ أبَـادَهــا   ***   وحَـبَـى الـمَـمَـالِـكَ وعـدَهـا ومَـعَـــــــــــادَهـا

قـل لابـنـةِ الـحَـجـرِ الـمُـبــــــاركـةِ الــعـتـيـــــــــــــــقـةِ إنَّ فـي الـحـتـمِ الأكـيـدِ نـفــــــــــــــــادَهـا

وأفِـضْ عـلـى الـمـمـشـوقـةِ الـحـدبـاءِ حــكـــــــــــــــمـةَ كـيـفَ يـصـبـحُ مـحـوُهـا إيـجــــــــــادَهـا

مـا دامٌ حـزنٌ سـومــــريٌّ شــــــــــــــــادَهـا   ***   ودمٌ ـ إذا مـالـتْ ـ جـرى فـأعــــــــــــــــادَهـا

وأقـامَ مـن أنـقــــــــاضِ يُـــــــــونُـسَ قـــبـةً   ***   أخـرى تـؤكِّـدُ فـي الـسـمـاءِ عـنــــــــــــــادَهـا

يَـتَـصـاعـدُ الـفـيـــروزُ مـن أنـحــــــــــائِـهـا   ***   مِـثْـلَ الـصـبـايـا الـزُّرْقِ طُـفْـنَ وِهــــــــــادَهـا

بـالـمـــــاءِ والأطـفـــــــــــــــالِ كـلُّ صـبـيـةٍ   ***   تـسـقـي وتـتـخـذُ الـضـريــــــــــــــحَ وِسـادَهـا

وحَـلاوةُ الـشُّـبَّـــــــاكِ أنَّ صـفـــــــــــــــاتِـهِ   ***   خَـلَـطَـتْ – كـمَـنْ هـيَ حَـولَــــــهُ – أبـعـادَهـا

واسـتَـنـســــــــخَـتْ مـنـهُ الأقـــــــلَّ إذا بـهـا   ***   تـدعـو الـطـبـيـعـةَ قـصْـدَ أنْ تـــــــرتـــــــادَهـا

والـيـــــومَ إذ أطـأُ الـكـــــــــــــــلامَ ولا خـيــــــــــــــامَ ولا بـلاغـةَ أدّعـي أوتـــــــــــــــــــــــــادَهــا

لا صـوتَ حــيـنَ يـمـرُّ طـيـفُ كـتـيــــــــبـةٍ   ***   فـي الـبـالِ لـم يـخــــــــدِشْ دمٌ أجـــــــــــنـادَهــا

وقـريـــــشُ لا نَـــــــــــــــدْبٌ ولا نَـدَبٌ هـنــــــــــــــاكَ تـمـيـمُـهـا الـفـصــــــحــى تَـحُـــثُّ إيـــادَهــا

بـي ألـفُ كـعـبٍ راودَ الـكـلــــــمـــــاتِ والـــــــــــــــحُـلُـمـات حُـلْـمـاً أن تـريــــــــــــــهِ سُـعــــادهــا

فـلـعـلَّ أمَّ الـذكـريـــــاتِ تَـحِــــــــــــــــنُّ أو   ***   تـنـعـى فـإنَّ بـوَجْــــــــــــــــــــــدِهـا أولادَهـــــا

والـشـعـرُ يـسـتـفـتـي رمـــــــــوزَ الـنـارِ لـو   ***   رغِـبَ الـقـصـيـدةَ أنْ تـــكــــــــــونَ رمـــــادَهـا

والـشـعـرُ يـشـطُـرُ ثـمَّ يــشــــــــطُـبُ أنْـسُـهُ   ***   الأضـدادُ لـحـظـةَ تـشـتـــــــــهـــيْ أضــــــدادَهـا

والـمـوتُ أحـيـانـاً يـمَــــــــــــــــــــــــــسُّ سَـــــــــــــوادُهُ الأوراقَ ثـمَّ تـمَـسُّ مـنـهُ ســــــــــــــــوادَهـا

فَـتَـعِـيْ الـكـتــــــابـةُ عـــنـــــــــدَ ذلـكَ أنَّـهـا   ***   عـدمٌ وتـيـأسُ أنْ تُـمــــــــــــــارِسَ ضــــــــادَهـا

لـكـنْ تَـخَـيَّـلْ ـ حـيــــــــنَ هـذي الأرضُ ســـــــــــــــادَ عـبـيـدُهـا فـتـخـيَّـــــــــــــــــلـوا أسـيـــــــادَهـا 

أنَّ ابـنَ مـسـرحِـكَ الـمـشــــكَّـلَ فـي ضـمـيــــــــــــــــرِكَ صـحَّ واسـتـدعـى الـمُـنــــــــى وقـيــــــادَهـا

والـديـدنُ الـقـلـــــــــــقـيُّ لـو أغـرى طـرائــــــــــــــــدَهُ بـصـدرِكَ تـسـتـفـــــــــــــــــــزُّ طــــــــرادهـا

وإذا أضـاءَ بـهـمـهـمـــــــــــــاتِ الـرأسِ أبـــــــــــــــيـضُ راحَ يُـربِـكُ لـلـصـــهـيـــــــــلِ جِـــــيــادَهـا

ويُـثـيـرُ شـكـلَ الـفـكـرةِ الـبـيـضـــــــــاءِ تُــــــــــــــــوجِـزُ فـي الـســــــــــلامـــةِ والـسـلامِ بـــــــلادَهـا

وتُـحَـرِّضُ الـرايــــــــــــــــاتِ أنَّ سُـمُـوَّهـا   ***   مـدنٌ وأنْ هِـيَ لا تـزالُ عِـمــــــــــــــــــــــــــادَهـا

وتـقـولُ : لـيـسَ دمُ الـعــــــــــراقِ سـفـيـنـةً   ***   يُـنـجـي بـهـا أوغـــــــــــــــــــــــادُهـا أوغــــــادَهـا

أو ظـبـيـةً مـا زالَ خـلـفَ لُـهــــــــــــــاثِـهـا   ***   مـن غـالَـبَ الآفـاقَ كـي يـصـطـــــــــــــــــــــادَهـا

شـرُفـتْ ريـاحُ الـحـشـدِ أنَّ بِـلُــــــــــوِغـهـا   ***   لـغـةً تُـتـرجـمُ لـلـجـهـــــــــــــــــــاتِ جـهــــــــادَهـا

والـدارعـــــــــــــــــون كـأنَّـهـمْ قــمـحُ الـكــــــــــــــــرامـةِ وهْـيَ نـحـوَهُـمُ تـزُجُّ حـصـــــــــــــــــــادَهـا

حُـمْـرَ الـثـيـابِ يـســـــــافـرُ الـشـهــداءُ مـنــــــــــــــــهـا تـاركـيـنَ بـهـولِـهـا أشـهـــــــــــــــــــــــــــادَهـا

حَـرَبَـتْـهُـمُ الـدنـيــــــــــــــــا كـأنَّ يـزيـدَهـا   ***   قـدَرٌ عـلـيـهـمْ أو كـأنَّ زيـــــــــــــــــــــــــــــــــادَهـا

وتَـعــــــــــاقُـبُ الأدوارِ يـكـتـشـفُ الـعـراقـــــــــــــــيـيـنَ مـن وهَـبـوا الـسـعـيـرَ زنـــــــــــــــــــــــادَهـا

ومـن اسـتـــــــــــــــــردُّوا الـحـــبَّ مـن أيّـــــــــــــــامِـهِ الـــــ أولـى وصـاغـوا لـيـلَــــــــهـا وسُـهـــادَهـا

الـعـــــاشـقـونَ ،، كـأنَّ قـمـصــــــانَ الـنـســـــــــــــــاءِ تـقُـدُّ فـي أحـداقِـهـم أعــــــــــــــــــــــــــيـــــادَهـا

الـعــــــــــــــارفـونَ الـعــــــــابـدونَ ولا إلـــــــــــــــهـةَ لـم تـشـأْ لـو يُـبـعَـثـونَ عِـبـــــــــــــــــــــــــادَهـا

الـواقـفـونَ عـلـى الـحِـيــــــــــادِ شـريــطـةَ   ***   الـبُـقْـيـا وإلا ، يـركُـلـونَ حِـيــــــــــــــــــــــــــــــادَهـا

هـمْ يـحـرُسـونَ هُـبـــــــــــــوبَـهـم ويُـحـدِّثـــــــــــــــونَ الـريـحَ :يـحـضُـنُ عِـطـرُهـا بـغـــــــــــــــــدادَهـا

ويُـراوِدونَ الـنـخْـلَ عـن ســعَـــــــــــفَــاتِـهِ   ***   تـنـخـى لـسـاعـةِ ضَـيْـمِـهـا أعــــــــــــــــــــــــــوادَهـا

ويـصـيـرُ أخـضـرُهـا الــمـهــــددُ أحـــمـراً   ***   فـتـدسُّ فـي كـتُـبِ الـحـروبِ مِــــــــــــــــــــــــــدادَهـا

تـضـطـرُّ أتـرفُ وردةٍ أنْ تــحـتـــــــــمـــي   ***   بـالـشـوكِ لـو بَـطَـرُ الـقِـطــــــــــــــــــــــــافِ أرادَهـا

وأسـاءَهـا وأســــــــــــــــالَ فـكـرتَـهـا وجَـعْـــــــــــــجَـعَـهـا إلـى قـفَـصِ الـيـبــــــــــــــــــــــاسِ ، وقـادَهـا

ودعـا عـلـيـهـا الـعــــــاصـفـونَ جـحـيـمَـهـم   ***   ودعـتْ عـلـيـهـا الـعـاصـفـــــــــــــــــــــاتُ جـرادَهـا

وتـصـفَّـحَ الـطــــــــاغـوتُ سِـفـرَ الـنـاسِ ثــــــــــــــــمَّ رأى يُـعِـدُّ لـجـلـــــــــــــــــــــــــــــــــدِهـا جـلادَهـا

هـذا الـتـصـوُّرُ وحـــــــــــــــــدَهُ : بـوَّابـةُ الـــــــــــــــوطـنِ الـمـبـاحـةُ ، سـائــــــــــــــــــــــلاً إيـصـادَهـا؟

بـلْ وحـدَهُ امـرأةٌ مـن الـحـنـــــــــــــــــاءِ كُــــــــــــــــنَّ سـفـحْـنَ فـي عـتـبـــــــــــــــــــــــــاتِـهـنَّ فـؤادَهـا

لـلـضَّـعْـفِ قُـوَّتُـــــــــــــهُ إذا ارتـكـبَ الـمُـســــــــــــــيءُ حـمـاقـةَ الإصــــــــــــــــــــــــــرارِ ثـمَّ أجــادَهـا

لـلـضـعـفِ ـ لـو جُـنَّـــــــــــــتْ أسـنَّـةُ كـبـتِـهِ   ***    أن يـطـعـنَ الأقـدارَ أو يَـعـتــــــــــــــــــــــــــــادَهـا

لـلـضـعـفِ ـ لـو سَـئِـمَـــــتْـهُ سَــحْـنـةُ وجـهـهِ   ***    رُسُـلٌ تُـجَـنِّـدُ لـلـمـنـــــــــــــــــــــــــــونِ شِـــدادَهـا

وِلْـداً جـنـوبـيـيـــــــــــــــــــنَ مــن أحـلامِـهِـمْ   ***   خـرجـوا وصـاروا حـولَـهـــــــــــــــــــــــــا آسـادَهـا

الأغـنـيـــــــــــــــــــاتُ تـريـدُ أن لا يُـهـزَمـوا   ***   وهُـمُ الـذيـنَ تـعـوَّدوا تَـــــــــــــــــــــــــــــــــرْدادَهـا

وهُـمُ إذا مـا الأمَّـهــــــــــــــــاتُ شَـجِـيـنَ صــــــــــــــاروا فـي الـبـنـــــــــــــــــــــــادقِ نـارَهـا وعَـتـــادَهـا

يَـحـمُـونَ أسـمـاءَ الـضـفــــــــــــافِ ويـحـدُســـــــــــــــونَ بـأنَّ فـي أسـمـائِــــــــــــــــــــــــــــهـا مـيـــلادَهـا

أبـنـاءُ مـن عَـطِـشَ الـفــــراتُ وجـسـمُـهُ الـــــــــــــــــــمـنـهـوبُ يـمـنـحُ لـلأقـــــــــــــــــــــــــاصـيْ زادَهـا

مـا زالَ بـابـاً ، كـلَّـمـا طــــــــــــرَقَـتْـهُ ذاهِـــــــــــــــــــلـةٌ أثـارَ لِـصَـوْنِـهـا أغـمـــــــــــــــــــــــــــــــــــادَهـا

مـا نــــــــــــــــــــــــــاولَـتْـهُ أكـفَّـهـا إلا ونـــــــــــــــــــاولَـهـا الـخـلــــــــــــــــــــــــــــودَ فـمـا أحَـدَّ حِـدادَهـا

 

مـهـدي الـنـهـيـري

 

 

 

 

: مهدي النهيري